الصحة النفسية

ما علاج المغص والاسهال

ما علاج المغص والاسهال

 

المغص والإسهال

يكون المغصُ عند البالغين عادةً عبارة عن آلام معوية أو موضعيّة شديدة تحدث فجأةً على حين غرة، وهي تنتاب الشّخص ثم تختفي على شكل نوباتٍ من التّشنج الحادّ، وقد يتكرّرُ حدوثها على مدار أسابيع أو شهور أو سنوات، وفي معظم الأحيان تحدث آلام المغص في الأعضاء الجوفاء في البطن مثل؛ الأمعاء الدّقيقة والغليظة والمستقيم، بالإضافة إلى المسالك البولية، ومن المعتقد أنّ آلامَ المغص تحدث نتيجةَ تقلُّص العضلات حول منطقة من الانسداد الكُلي أو الجزئي في أحد الأعضاء داخل الجسم. 

في المقابل يُطلقُ مصطلح الإسهال على البراز السّائل عند الشّخص؛ فالمصابُ بالإسهال يضطر غالبًا إلى قضاء حاجته أكثر من 3 مرات يوميًا، وغالبًا ما تدوم حالات الإسهال الحاد مدّة يومين أو ثلاثة أيام قبل أن تختفي تلقائيًا، أما إذا استمرَّ الإسهال عند الشّخص لمدّة أطول، عندئذ يكون مؤشرًا على وجود مشكلةٍ صحيّةٍ كامنةٍ؛ فالإسهالُ المُزمن الذي يدوم أربعة أسابيع بالحدّ الأدنى، يكون عادةً من أعراض الإصابة بأحد الأمراض المزمنة، وقد يرجع أيضًا إلى بعض الأمراض مثل؛ العدوى الفيروسيّة والبكتيريّة والتّسمم الغذائي، أو يعود إلى تناول المضادات الحيوية أو شرب ماء ملوّثٍ بعوامل معدية. 

علاج المغص والإسهال

يكون المغص عادة من الأعراض المصاحبة للإسهال عند الإنسان، وقد يترافقا أحيانًا مع آلام البطن، وتكون هذه الأعراض جميعها ناجمة عن مجموعة من الأسباب المختلفة مثل عسر الهضم، والعدوى الفيروسية والأمراض الهضمية، ولا بدّ طبعًا من تحديد السبب الدقيق الكامن وراء هذه الحالة لاختيار العلاجات والأدوية المفيدة في تخفيف أعراض المغص والإسهال، وبطبيعة الحال لا يعد الإسهال والمغص من المشكلات الصحية الخطيرة على الإنسان، بيد أن استمراره لمدة طويلة سيؤدي إلى نقص كمية كبيرة من السوائل في الجسم، وزيادة خطر إصابة الشخص بالتجفاف، لذلك، يكون من الضروري تلقي علاج سريع للتخلص من الإسهال.

تختفي أعراض المغص وآلامهُ تلقائيًا في معظم الأحيان، ولكن يمكن تناول أدوية الإيبوبروفين أو النابروكسين لتخفيف الآلام إذا كان المغصُ راجعًا إلى التهاب المعدة أو الأمعاء أو داء كرون، أما إذا كان سببُ المغص غير واضح عندئذ يجب عدم تناول دواء الإيبوبروفين مهما كان الوضع، ولمّا كان المغصُ عائدًا أحيانًا إلى الإصابة بالإمساك عند الشّخص كان من الضّروري تناول ملينات الأمعاء للتّخلص من الإمساك، ويكون من المفيد في حالات المغص إحداث تغيير بسيط في عادات الأكل والنّظام الغذائي عند الشّخص، وهذا يشمل تناول وجبات صغيرة، وتجنب بعض المأكولات والمشروبات مثل؛ الكافيين والكحول والقمح ومنتجات الألبان والشّوكولاته، فهي تتسبّبُ في آلام المغص عند بعض الأفراد مثل؛ المصابين بعدم تحمل اللاكتوز ومتلازمة الأمعاء المتهيجة. 

من جهة أخرى، تعتمد الخطوة الأولى لعلاج الإسهال عند الشّخص على شرب كميات كبيرة من السّوائل تجنبًا لحصول الجفاف في الجسم، على أن يترافق ذلك مع تجنب المشروبات الكحوليّة أو المحتوية على الكافيين، كذلك تساهم البكتريا الصّحيّة (البروبيوتيك Probiotics) في تخفيف أعراض الإسهال وتقصير مدّته، ولذا ينصح في حالات كهذه بضرورة تناول منتجات الألبان نظرًا لغناها بأنواع كهذه من البكتيريا، وقد يكون من المفيد أحيانًا اتباع حمية BRAT القائمة على تناول الخبز المحمص والموز والأرز والتّفاح أو عصير التفاح، وغالبًا ما يُنصح بها في حالات الإسهال التي تُصيب الأطفال، غير أنّها مفيدة أيضًا للبالغين، ويمكن علاج الإسهال أيضًا عبر تناول بعض الأدوية التي يمكن شراؤها دون الحاجة إلى وصفةٍ طبيّةٍ، فهي مفيدةٌ في تخفيف أعراض الإسهال، بيدَ أنّها لا تعالج السّببَ الكامن وراءه، كما أنّها غير مفيدة إطلاقًا في حالات الإسهال المزمن. 

وإذا كان سبب الإسهال والمغص الالتهابات الجرثومية المختلفة والتسمم الغذائي فإن الطبيب يوصي باستخدام المضادات الحيوية لعلاجهما، ولمّا كانت بعض أنواع الطفيليات تسبب الإسهال عند الإنسان، كان تناول الأدوية المضاد للطفيليات كفيلًا بالتخلص من المرض وأعراض الإسهال المرافقة له، وفي بعض الأحيان يعود الإسهال والمغص إلى أسباب نفسية لا جسدية، مثل التوتر والقلق، فيوصي الطبيب عندئذ باستخدام مضادات الاكتئاب للتخلص من المرض النفسي المسبب لهما.

لا تحتاج حالات الإسهال العابرة إلى تلقي علاج طبي للتخلص منها، فهي غالبًا ما تشفى تلقائيًا في غضون عدة أيام، ولكن يستطيع الشخص اتباع بعض وسائل العلاج المنزلية لتسريع عملية الشفاء، وهذا يتضمن ما يلي:

  • شرب السوائل: يكون شرب السوائل خلال مدة الإصابة بالإسهال أمرًا حاسمًا للمحافظة على رطوبة الجسم، ووقاية الإنسان من حدوث الجفاف، ويُوصى تحديدًا بشرب السوائل الشفافة مثل الماء أو الحساء، ويكون من الضروري أن يحصل المريض على لترين أو ثلاثة لترات من الماء يوميًا خلال مدة الإسهال (بين 8 و12 كوبًا)، وفي بعض الأحيان يوصي الطبيب بتناول مشروبات رياضية لتعويض نقص الأملاح والبوتاسيوم والشوارد الأخرى في الجسم جراء حالة الإسهال، ولا بد هنا من شرب تلك المشروبات ببطء إذا كان الشخص يعاني من الغثيان.
  • تغيير النظام الغذائي: يستطيع الشخص إحداث بعض التغييرات المؤقتة في نظامه الغذائي لتسريع عملية الشفاء من الإسهال، فيمكنه مثلًا، تناول البطاطا والدجاج (دون جلد) والزبادي وزبدة الفول السوداني على أن يتجنب بعض الأطعمة الأخرى التي تفاقم أعراض الإسهال مثل الأطعمة الدهنية والمقلية، والفواكه والخضروات النيئة، والأطعمة المتبلة بتوابل حارة، والفاصولياء، والمشروبات المحتوية على الكافيين (القهوة والصودا) والكرنب.
  • الأدوية: تستخدم مضادات الإسهال لعلاج أعراضه عند المرضى، وهي تباع غالبًا دون أي وصفة طبية، ويبرز من أدوية الإسهال الشائعة دواء اللوبراميد الذي تكمن آلية عمله في إبطاء حركة الطعام عبر الأمعاء، مما يتيح للجسم إمكانية امتصاص كميات إضافية من السوائل، ويوجد أيضًا دواء بيسموث الذي يحقق التوازن في طريقة انتقال السوائل عبر الجهاز الهضمي، ولا بد للمريض قبل استخدام هذين الدوائين من قراءة التعليمات الموجودة على ملصقات العبوة، ومعرفة الجرعة المحددة التي يجب عليه تناولها، وعدم زيادتها لأن ذلك لن يزيد فعالية الدواء في مكافحة الإسهال.

أعراض المغص والإسهال

يستطيعُ الشّخصُ تمييز إصابته بالإسهال بسهولةٍ كبيرةٍ، فعندما يقضي حاجته عدّة مرات يوميًا ويكون برازه سائلًا، عندئذ يكون مصابًا بالإسهال الحاد، وعلى العموم تتضمّنُ قائمة أعراض الإسهال الحاد كلًا من الأمور التالية:

  • إخراج براز لين وسائل.
  • الإحساس بآلام وأوجاع في البطن.
  • الإصابة بالحمى.
  • نزيف الدم أحيانًا مع البراز.
  • الإصابة بالانتفاخ في البطن.
  • الإحساس بالغثيان.
  • الشعور بحاجة ملحة وشديدة إلى قضاء الحاجة.
  • الرغبة المتكررة والملحة في قضاء الحاجة أكثر من مرةٍ يوميًا.

من جهة أخرى، إذا كان الإسهالُ عائدًا إلى إصابة المرء ببعض أنواع العدوى، فإنّه قد يعاني من أعراض إضافية تتمثّلُ في نزيف الدّم مع البراز، والمعاناة من الحمّى والقشعريرة، والإحساس بالدّوخة والدّوار والمعاناة من التّقيؤ، وفي حالات كهذه، يكون من الضّروري استشارة الطّبيب المختص لعلاج حالة العدوى. 

السابق
أسباب إجراء العملية القيصرية
التالي
علاج نزيف الأنف عند الاطفال

اترك تعليقاً