الصحة النفسية

ما هو سبب الدوخة

ما هو سبب الدوخة

 

الدوخة

يتعرض الكثير للشعور بالدوخة، وهو ما قد يصفه البعض بأنه دوار أو تحرك العالم من حولهم أو شعور بعدم التوازن، وقد تترافق هذه الأحاسيس مع أعراض أخرى، بما في ذلك الغثيان أو القيء أو الإغماء، وتعد هذه الحالة من الأعراض لحالة طبية كامنة وليست مرضًا بحدّ ذاتها، ويمكن أن تذهب من تلقاء نفسها في بعض الحالات، في حين أنها تحتاج لعلاجات طبية في بعض الحالات الأخرى الناتجة عن مشاكل صحية كامنة، لذا يحتاج الأمر إلى التشخيص الصحيح من قبل الطبيب لتلقي العلاج المناسب.

أسباب الدوخة

توجد العديد من الأسباب أو الحالات الصحية التي تسبب الدوخة، ويمكن ذكر أبرزها على النحو الآتي:

  • الدوار أو Vertigo: وهو عادة ما يزداد سوءًا عند تحريك الرأس، وهو أحد أعراض وجود مشكلة في الأذن الداخلية أو الجزء في الدماغ المسؤول على توازن الجسم، وغالبًا ما يكون السبب في ذلك هو التقدم بالعمر، أو تعرّض الرأس لإصابة كما يوجد العديد من الأسباب الأخرى للدوار كالتهاب التيه أو ما يعرف بالتهاب القوقعة، أو التصلب المتعدد، أو الصداع النصفي، أو التشوهات في هياكل المخ، أو السكتة الدماغية الناتجة عن نقص تدفق الدم، أو النزيف في المخيخ.
  • العدوى: يمكن أن يسبب التهاب الأعصاب في الأذنين الدوخة، وهذا ما يسمى التهاب العصب الدهليزي، وعادة ما يكون السبب وراء ذلك هو فيروس، لكن قد تسبب البكتيريا التهاب الأذن الوسطى أو التهاب السحايا، وعادةً ما يسبب ذلك الدوخة المفاجئة، وقد يصاحب ذلك صوت طنين في الأذنين، أو صعوبة في السمع، والغثيان، وألم في الأذن والحمى، وقد تستمر الأعراض عدة أسابيع، وفي حال كان سببه فيروسًا لا يمكن علاجه بالمضادات الحيوية، فإن استخدام الدواء قد يساعد على الشعور بالراحة.
  • مرض مينير: يسبب مرض مينير مرور الشخص بفترات من الدوار الشديد الذي قد يستمر لساعات، وقد يشعر الشخص بالضغط أو بالثقل في أذن واحدة، وتشمل الأعراض الأخرى الطنين في الأذنين، وفقدان السمع، والغثيان، والقلق، ويكون عند الأشخاص المصابين بمرض مينير الكثير من السوائل في أذنهم الداخلية، ولا يعرف الأطباء السبب وراء ذلك، ولا يوجد علاج له، وعادة ما يعالج بإجراء تغيرات في النظام الغذائي؛ كتقليل الملح المستهلك إلى جانب تناول أدوية للسيطرة على الدوخة.
  • اضطرابات الدورة الدموية: يمكن أن تكون الدوخة أحد الأعراض على وجود مشكلة في تدفق الدم، إذ يحتاج الدماغ الدم الغني بالأكسجين باستمرار، وتشمل بعض أسباب انخفاض تدفق الدم إلى المخ جلطات الدم، وفشل القلب، وانسداد الشرايين، وعدم انتظام نبضات القلب، وبالنسبة لكبار السن فإن الوقوف فجأة قد يؤدي إلى انخفاض حاد في ضغط الدم، لذا من المهم الحصول على مساعدة طبية على الفور عند الشعور بالدوار أو الإغماء أو فقدان الوعي.
  • الأدوية: تكون الدوخة أحد الآثار الجانبية للعديد من الأدوية، لذا يجب استشارة الطبيب في حال كان الشخص يتناول المضادات الحيوية، بما في ذلك الجنتاميسين والستربتومايسين، أو مضادات للاكتئاب، أو الأدوية المضادة للنوبات، أو دواء ضغط الدم، أو المهدئات.
  • الجفاف: لا يشرب الكثير من الناس ما يكفي من السوائل لتعويض السوائل المفقودة من الجسم يوميًا، وهذه مشكلة شائعة عند كبار السن، والأشخاص الذين يعانون من مرض السكري، فعندما يعاني الشخص من الجفاف الشديد، فقد ينخفض ضغط الدم لديه، وقد لا يحصل دماغه على كمية كافية من الأكسجين، فسيشعر حينها بالدوار، وتشمل أعراض الجفاف الأخرى؛ العطش، والتعب، والبول الداكن، وللمساعدة في التخلص من الجفاف ينصح بشرب الكثير من الماء أو عصير الفاكهة المخفف، والتقليل من شرب القهوة والشاي والصودا.
  • انخفاض السكر في الدم: يحتاج الأشخاص المصابون بداء السكري إلى التحقق من نسبة السكر في دمائهم بين الحين والآخر، ويمكن أن يشعر الشخص بالدوار إذا انخفضت نسبة السكر في دمه كثيرًا، ويمكن أن يسبب ذلك أيضًا الجوع، والتعرق، والارتباك، ويتضمن الحلّ السريع بتناول أو شرب ما يحتوي على السكر، مثل: العصير أو الحلوى الصلبة.
  • أسباب أخرى: يمكن أن تكون الدوخة علامة على العديد من الأمراض الأخرى، بما في ذلك الألم، أو التوتر، أو القلق، أو مشاكل الجهاز العصبي، مثل: الاعتلال العصبي المحيطي، وورم في المخ أو في الأذن الداخلية، وشرب الكحول وفقر الدم الناتج عن نقص الحديد والتعرض لضربات الشمس والنشاط المفرط ودوار الحركة، وقد يكون لدى الشخص أعراض أخرى إلى جانب الدوار عند الإصابة بأي من هذه الحالات، وفي حال لم تختفي الدوخة أو أثرت في قدرة الشخص على العمل، فيجب عليه مناقشتها مع الطبيب لمعرفة السبب وعلاجه.

أعراض الدوخة

تشمل أعراض الدوخة ما يأتي:

  • الإحساس بالحركة، إما حركة الجسم نفسه أو حركة البيئة الخارجية.
  • الشعور بعدم الاستقرار، بما في ذلك صعوبة في السير في خط مستقيم.
  • الإغماء.
  • صداع الرأس.
  • الاستفراغ والغثيان.
  • سماع رنين أو أصوات أخرى في الأذنين (الطنين).
  • صعوبة في السمع.
  • الترنح.
  • حركات العين غير العادية، مثل ما يعرف بالرأرأة.
  • عدم الرؤية بوضوح عند الحركة.

ومن المهم زيارة الطبيب على الفور في بعض الحالات والأعراض المشيرة إلى وجود مشكلة صحية خطيرة، أو في حال عدم اختفاء الدوخة في غضون أسبوع على الأقل، وتشمل الأعراض المشيرة إلى وجود مشاكل صحية كامنة قد تكون خطيرة ما يأتي:

  • الصداع المستمر أو الشديد أو الصداع النصفي.
  • السقوط باستمرار أو صعوبة المشي.
  • القيء والغثيان المتكرر.
  • فقدان الوعي.
  • ضيق في التنفس أو صعوبة في التنفس.
  • التعرض لإصابة في الرأس.
  • التصلب الشديد للرقبة.
  • نوبات الصرع.

وبطبيعة الحال تزداد الإصابة بالدوخة عند التقدم في العمر لدى كبار السن ويشعرون بعدم التوازن، كما أنهم معرضون أكثر لتناول الأدوية التي يمكن أن تسبب الدوار، ويكون الأشخاص المصابون بالدوخة في مرات سابقة معرضين أكثر من غيرهم لتكرار نوبات الدوار في المستقبل.

علاج الدوخة

غالبًا ما تتحسن حالات الدوخة من تلقاء نفسها في غضون أسبوعين عند تكيّف الجسم مع الحالة، ولكن من المهم استشارة الطبيب للحصول على التشخيص الصحيح وتلقي العلاجات المناسبة، وتتضمن خيارات العلاج الممكنة ما يأتي:

العلاجات الدوائية

تساهم العلاجات الدوائية في تحسن الأعراض المرافقة للدوخة، بما في ذلك ما يأتي:

  • الأدوية المدرة للبول: يمكن علاج حالات تجمع السوائل في الأذن، مثل داء مِينيير من خلال تناول الأدوية المدرة للبول، بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي قليل الملح، وهو ما يقلل من الشعور بالدوار.
  • أدوية تخفيف الدوخة والغثيان: تستخدم مضادات الهستامين ومضادات الكولين للتقليل من الشعور بالدوخة والغثيان، ولكن قد ترتبط هذه الأدوية ببعض الآثار الجانبية، بما في ذلك الشعور بالنعاس.
  • الأدوية المضادة للقلق: يساعد دواء الديازيبام والألبرازولام في علاج الدوخة، وهي أدوية يمكن أن تسبب الإدمان، وتعد من مجموعة أدوية البنزوديازيبينات.
  • أدوية تقي من حدوث الصداع النصفي: تساعد الأدوية المانعة لحدوث نوبات الصداع النصفي في التقليل من الشعور بالدوخة.

العلاجات الطبيعية

يمكن لبعض العلاجات الطبيعية أن تساعد في التخلص من الدوخة، والتي تشمل ما يأتي:

  • تغيير وضعية الرأس: يساعد تغيير موضع الرأس في حالات الدوخة الناتجة عن دوار الوضعة الانتيابي الحميد في التخلص من الدوخة، وذلك بمساعدة أخصائي السمع أو العلاج الطبيعي للحصول على الوضعيات المناسبة والمساعدة في التخلص من حالة الدوار المرافقة لهذه الحالة.
  • علاج التوازن: يمكن لتمارين التوازن أن تساعد في جعل نظام التوازن أقل حساسية للحركة، ويسمى هذا النوع من العلاجات بإعادة التأهيل الدهليزي المساهمة في التخلص من الدوخة الناتجة عن مشاكل الأذن الداخلية؛ مثل التهاب العصب الدهليزي.
  • العلاج النفسي: قد تنتج الدوخة عن اضطرابات القلق، لذا يكمن علاج هذه الحالة في الحصول على العلاج النفسي.
  • التغييرات في أنماط الحياة: ويتضمن ذلك ما يأتي:
    • تجنب التحرك فجأةً واستخدام العصا لتحقيق الاستقرار إن لزم الأمر.
    • إبعاد ما يتسبب التعثر؛ مثل السجاد والأسلاك الكهربائية المكشوفة، بالإضافة إلى استخدام الحصير الذي يمنع الانزلاق في الحمام، وأرضيات الاستحمام، واستخدم إضاءة جيدة.
    • الجلوس أو الاستلقاء على الفور عند الشعور بالدوار أو في حالة الدوار الشديد وإغماض العينين في غرفة مظلمة.
    • تجنب قيادة السيارة أو تشغيل الآلات الثقيلة في حالات التعرض لنوبات الدوخة المفاجئة.
    • تجنب استخدام الكافيين والكحول والملح والتبغ التي قد تتسبب بتفاقم المشكلة.
    • شرب ما يكفي من السوائل وتناول نظام غذائي صحي والحصول على قسطٍ كافٍ من النوم والتقليل من مستويات التوتر.
    • استشارة الطبيب بشأن العلاجات الدوائية المسببة للدوخة.
    • الاستراحة في مكان بارد وشرب الماء أو المشروبات الرياضية في حال كانت الدوخة ناتجة عن ارتفاع درجة الحرارة أو الجفاف.
    • الحذر من حالات الدوخة التي قد تؤدي إلى السقوط والتسبب بالإصابات.
    • جوارب ضغط لمنع الدم من التجمع في الساقين.

العمليات الجراحية والحقن

قد تحتاج بعض الحالات إلى العلاج من خلال الحقن أو العمليات الجراحية، وتشمل هذه العلاجات ما يأتي:

  • الحقن: وهي العلاجات التي يلجأ الطبيب فيها إلى حقن الأذن الداخلية باستخدام المضاد الحيوي الجنتاميسين القوي الذي يساعد في تعطيل وظيفة التوازن، لتسيطر الأذن السليمة على هذه الوظيفة.
  • إزالة العضو الحسي للأذن الداخلية: قد يحتاج الأمر في حالات نادرة إلى استئصال التِّيه الدهليزي في الأذن المصابة، وتنتقل مهمة التوازن في هذه الحالة إلى الأذن الأخرى، ويلجأ الأطباء إلى هذا العلاج عادة في حالات فقدان السمع وعدم استجابة الدوخة للعلاجات الأخرى.
السابق
أسباب النوم الخفيف
التالي
ما هو الفيتامين الضروري للإبصار

اترك تعليقاً