الصحة النفسية

ما هو علاج البواسير

ما هو علاج البواسير

 

البواسير

تنشأ مشكلة البواسير أو انتفاخ أوردة المستقيم والشرج عن ارتفاع الضغط داخل الجزء السفلي من البطن، وكثيرًا ما يحدث ذلك نتيجة للشدّ المفرط أثناء التبرز بسبب الإمساك أو الإسهال، وتوجد الكثير من العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بالبواسير؛ كالسمنة، والحمل، وسرطان المستقيم، والجلوس لفترات طويلة، بالإضافة إلى الإصابة بداء الأمعاء الالتهابي الذي يتضمن أمراضًا مثل؛ مرض كرون والتهاب القولون التقرحي، وقد صنّف الخبراء مشكلة البواسير إلى بواسير داخلية وأخرى خارجية، والمقصود بالبواسير الداخلية هي البواسير الموجودة في بطانة المستقيم التي يصعب الإحساس بها، بينما المقصود بالبواسير الخارجية هي البواسير التي تقع تحت الجلد المحيط بالشرج، ويُعد النزيف الشرجي أحد أبرز العلامات الدالة على الإصابة بالبواسير.

علاج البواسير

تتحسن حالة الإصابة بالبواسير لوحدها عادةً دون الاضطرار للخضوع لأي علاجات طبية أو جراحية، وقد يكفي استعمال بعض الأدوية العادية لعلاج الآلام الناجمة عن البواسير، لكن يجدر بالمصابين بالبواسير استشارة الأطباء قبل استعمال أي دواء بالطبع، وعلى العموم تتضمن أبرز أساليب علاج البواسير ما يلي:

  • العلاجات الطبية: يسعى الطبيب إلى استئصال أو إصلاح البواسير في حال استمرت الأعراض لفترة طويلة أو زادت حدتها كثيرًا عند المصاب، ومن بين الإجراءات الطبية المناسبة للوصول إلى هذا الغرض ما يلي:
    • الحقن: بوسع الطبيب حقن البواسير الداخلية بمحلول طبي من أجل خلق ندوب في البواسير وإغلاقها بعد ذلك، لكن قد يشعر المريض ببعض الألم أثناء الحقن.
    • ربط الشريط المطاطي: يهدف هذا العلاج إلى إصلاح البواسير الداخلية التي تدلت وأصبح بالإمكان تحسسها أو رؤيتها خارج الشرج، ويحاول الطبيب استخدام آداة طبية لوضع شريط مطاطي حول البواسير لقطع الإمداد الدموي عنها، ثم الانتظار لأسبوع من أجل تجفيف البواسير ودفعها إلى السقوط.
    • الكيّ: يلجأ الطبيب إلى استعمال مسبار كهربائي أو أشعة ليزرية أو تحت الحمراء من أجل إحداث حروق صغيرة بهدف إزالة أنسجة البواسير وإغلاق نهاياتها دون التسبب بحدوث الكثير من الألم، وقد يكون هذا العلاج خيارًا مناسبًا للبواسير الداخلية المتدلية أيضًا.
    • الجراحة: يُحاول الطبيب استئصال الباسور جراحيًا عند بعض الحالات التي تُعاني من بواسير داخلية منتفخة أو من بواسير خارجية مزعجة للغاية، وتوجد الكثير من التقنيات الطبية الحديثة التي بات بوسع الأطباء اللجوء إليها لاستئصال الباسور.
  • العلاجات المنزلية: يرى بعض الخبراء أن بوسع المصابين بالبواسير تخفيف حدة الآلام والحكة التي يشعرون بها عبر الحرص على استخدام مغاطس الماء الدافئ لمدة 15 دقيقة ولمرات عديدة أثناء النهار، إذ يُمكن لهذا الأمر أن يؤدي إلى الحدّ من التورم وإراحة عضلات الشرج، خاصة بعد التبرز، كما ينصح البعض كذلك بوضع الفازلين داخل الشرج لتسهيل عملية التبرز، ويتوفر في الصيدليات الكثير من الكريمات والمراهم المخصصة لعلاج أعراض البواسير، ويُمكن الحصول على الكثير منها دون الحاجة لوصفة طبية، وقد يكون من الأجدر الحصول على كريمات الهيدروكرتيزون التي تشتهر بمقدرتها على تخفيف حدة الحكة الجلدية، لكن يجب عدم الاستمرار في استخدام هذه الكريمات لأكثر من أسبوع دون استشارة الطبيب، وعلى العموم يبقى من الضروري الالتزام بتناول الأطعمة الصحية الغنية بالألياف من أجل تخفيف حدة الإمساك والبواسير، وهذا يعني التركيز على تناول منتجات الحبوب الكاملة، والخضراوات، والمكسرات، والفواكه، بالإضافة إلى الحرص على شرب السوائل والماء، خاصة في الأجواء الحارة.

أعراض ظهور البواسير

تشمل أعراض ظهور البواسير ما يلي:

  • نزيف غير مؤلم.
  • تهيّج وحكة في منطقة الشرج.
  • عدم الراحة والشعور بالألم في منطقة الشرج.
  • ظهور العقد وتورم منطقة الشرج.

وتكون هذه الأعراض غير سارة ومثيرة للقلق عند ظهورها، ولكنها ليست كذلك، فهي أمر طبيعي ويمكن علاجها سريعًا.

مضاعفات البواسير

يؤدي إهمال علاج البواسير إلى حصول مضاعفات سيئة على المدى البعيد، منها الآتي:

  • فقر الدم: على الرغم من ندرة حصول هذا الأمر، إلا أن النزيف المزمن الناجم عن البواسير يُمكن أن يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم أو الأنيميا عند بعض الحالات.
  • الباسور المخنوق: يشعر المصابون باختناق الباسور بالألم الشديد للغاية، ويحدث هذا الأمر نتيجة لانقطاع التروية الدموية عن الباسور الداخلي.
  • الجلطات الدموية: تتشكل جلطات دموية داخل البواسير أحيانًا، ويؤدي ذلك إلى الشعور بالألم الشديد أيضًا.

الوقاية من البواسير

تعد الوقاية من الإمساك وإبقاء البراز ليّنًا إحدى أهم الطرق للوقاية من البواسير، كما توجد طرق أخرى، وفيما يأتي ذكرها:

  • الغذاء: يعد تناول الغذاء الغني بالألياف؛ كالخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة قادرًا على الوقاية من الإمساك، وكذلك يساهم في هذه العملية شرب كمية كافية من الماء والسوائل.
  • تجنب الشد أثناء التبرّز: يعد تجنب الشدّ إحدى الطرق المساهمة في التخفيف من أعراض البواسير؛ لأنها تقلل من الضغط على الأوردة في منطقة الشرج.
  • الذهاب إلى الحمام وقت الحاجة: أي عدم الانتظار لمدة طويلة للذهاب إلى الحمام بل فور الحاجة.
  • المحافظة على النشاط البدني: يعد الجلوس أو الوقوف لمدة طويلة من عوامل الضغط على الأوردة في منطقة الشرج، لذلك يجب المحافظة على النشاط البدني الذي يساعد في حركة البراز داخل الأمعاء، مما يجعل حركتها طبيعية.
  • الحفاظ على وزن صحي: إن الوزن الزائد يزيد زيادةً ملحوظةً من خطر الإصابة بالبواسير.

الآثار الجانبية لعملية البواسير

يلجأ العديد إلى العمليات الجراحية كحلّ للتخلص من البواسير، ولكنها قد تشمل عدة أعراض ومضاعفات بما في ذلك:

  • الألم: تتسبب عملية البواسير بالألم وخاصة خلال الأسبوع الأول من إجراء العملية، وتختلف شدة الألم وفقًا لنوع الإجراء وشدة الحالة قبل إجراء العملية، ويمكن استخدام مسكنات الألم في هذه الحالة إلى حين الشفاء.
  • سلس البراز: قد يُصاب البعض بسلس البراز البسيط بعد عملية استئصال البواسير، ولكنها مشكلة مؤقتة وتختفي من تلقاء نفسها بعد الشفاء من الجراحة خلال أسبوع تقريبًا، ولكن من المهم مراجعة الطبيب بذلك في حال استمرار المشكلة بعد الجراحة بفترة طويلة.
  • الحكة: تعد الحكة من الأعراض الشائعة للبواسير الخارجية وتستمر خلال فترة الشفاء من العملية، وتعد دليلًا على شفاء الشقّ الجراحي، ويفضل إجراء المغاطس للمنطقة في هذه الحالة للتخلص من الحكة، بالإضافة إلى استخدام الكريمات الموضعية التي يصفها الطبيب.
  • النزيف: يتعرض المريض للنزف بعد العملية بكميات صغيرة من الدم تظهر في المرحاض أو على الملابس الداخلية، ويزداد النزيف خلال عملية الإخراج بعد 48-72 ساعة من العملية، وبالرغم من أن النزف من الأعراض الشائعة إلا أنه من الضروري استشارة الطبيب في حال النزف بكميات كبيرة من الدم لاتخاذ الاجراءات المناسبة.
  • الإصابة بالعدوى بعد الجراحة: يتعرض المريض للإصابة بالعدوى بسبب مكان الجرح الذي يمكن أن يتلامس مع البراز، وفي حال الشعور بأي أعراض تشير إلى الإصابة بالعدوى لا بد من مراجعة الطبيب على الفور.

ويفضل بعد إجراء الجراحة التأكد من شرب كميات كبيرة من السوائل وتجنب الإجهاد والضغط أثناء الإخراج، بالإضافة إلى تناول الأطعمة الغنية بالألياف إلى حين الشفاء مع تجنب الأطعمة المسببة للإمساك مثل الجبن، وتساعد التمارين البسيطة أيضًا مثل المشي لمدة 15 دقيقة في التقليل من الامساك من خلال تحفيز حركة الأمعاء، بالإضافة إلى حركات التواء مشابهة لحركات اليوغا، فتساعد هذه الإجراءات البسيطة في منع تكرار البواسير قدر الإمكان وتسريع الشفاء، فبالرغم من عدم القدرة على منعها نهائيًا إلا أن اتباع أنظمة محددة يساعد في تقليل خطر تكرارها إلى حدّ كبير.

السابق
أسباب البكاء عند الأطفال
التالي
أفضل وقت لتناول زيت السمك

اترك تعليقاً