الصحة النفسية

مرض التصلب اللويحي

مرض التصلب اللويحي

تعريف مرض التصلب اللويحي

يشتهر مرض التصلب اللويحي بأسماء أخرى؛ كالتصلب المتعدد أو التصلب المنتثر، وينتمي هذا المرض إلى فئة الأمراض المزمنة التي تصيب الجهاز العصبي المركزي، وينشأ عادةً عن زوال الغلاف أو الغمد المياليني الذي يُغلف الألياف العصبية الخاصة بخلايا الدماغ، والحبل الشوكي، والأعصاب البصرية، وهذا يؤدي بالطبع إلى عرقلة إيصال الرسائل أو الإشارات العصبية خاصة المسؤولة عن الرؤية والإحساس والحركة، وقد تمكن العلماء من الكشف عن وجود أربعة أنواع مختلفة من هذا المرض، كما جرى التأكيد على ارتفاع نسبة الإصابة بهذا المرض في المناطق المعتدلة بمقدار خمسة أضعاف عما هو موجود في المناطق الاستوائية، وينتشر المرض بنسب أكبر عند النساء تفوق ما عند الرجال.

أعراض مرض التصلب اللويحي

تتباين أعراض التصلب اللويحي بين المصابين، وقد يشكو البعض منهم من أعراض خفيفة أو متوسطة، بينما قد يشكو آخرون من أعراض سيئة للغاية، وللأسف فإن نسبة قليلة فقط منهم ستظهر لديهم أعراض خفيفة دائمًا، بينما سيُعاني البقية من أعراض سيئة قد تؤدي إلى شل حركتهم في النهاية، وبما أن مرض التصلب اللويحي يؤثر على الجهاز العصبي المركزي الذي يتحكم في عموم وظائف الجسم، فإن من غير المفاجئ أن يُعاني المرضى من أعراض في كافة أعضاء وأطراف الجسم تقريبًا، ومن بين هذه الأعراض ما يأتي:

  • ضعف العضلات بسبب العجز عن تحريكها دائمًا.
  • الإحساس بالوخز أو التنميل في الوجه، والذراعين، والقدمين.
  • الشعور بصعقة كهربائية عند تحريك الرقبة، وهذا يُعرف عادةً باسم علامة ليرميت.
  • صعوبة إفراغ المثانة أو سلس البول أو كثرة التبول.
  • الإمساك وصعوبة إفراغ الأمعاء أو سلس البراز.
  • الإعياء، والدوخة، والدوار.
  • الضعف الجنسي أو فقدان الرغبة الجنسية.
  • الشعور بتشنجات مؤلمة في العضلات، خاصة في القدمين.
  • الرجفان أو الرعشات اللاإرادية.
  • مشاكل العيون أو فقدان الإبصار.
  • مشاكل في الحركة وتغيرات في المشي أو الحفاظ على التوازن.
  • الاكتئاب والتقلبات العاطفية.
  • مشاكل في الذاكرة وصعوبات التعلم.
  • الشعور بالألم بسبب ضعف العضلات وتصلّبها.
  • ظهور أعراض أخرى لكن بوتيرة نادرة؛ كالصداع، والحكة، وفقدان السمع، ومشاكل الكلام.

أسباب مرض التصلب اللويحي

ما زال السبب الحقيقي وراء الإصابة بمرض التصلب اللويحي مجهولًا بنظر الباحثين، لكن يبقى هذا المرض في المحصلة أحد أمراض المناعة الذاتية التي تنشأ عن مهاجمة الجهاز المناعي لطبقة الميالين التي تغطي الألياف العصبية، كما يبقى مرض التصلب اللويحي ذا انتشار أوسع وأكبر عند فئات معينة من السكان، مثل:

  • الأفراد بعمر بين 16-55 عامًا.
  • الأفراد الذين لديهم أحد الأخوة أو أحد الأبوين مصابين بهذا المرض من قبل.
  • المصابون ببعض أنواع الفيروسات؛ كفيروس إيبشتاين-بار، المسؤول عن الإصابة بمرض كثرة الوحيدات.
  • الأفراد الذين ينتمون إلى العرق الأبيض أو الشمال أوروبي.
  • الأفراد الذين يعيشون في المناطق المعتدلة؛ كشمال الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، ونيوزيلاندا، وجنوب أستراليا.
  • الأفراد الذين يُعانون من نقص في فيتامين د.
  • الأفراد الذين يُعانون من السمنة.
  • المصابون ببعض أمراض المناعة الذاتية؛ كسكري النوع الأول وأمراض الغدة الدرقية.
  • الأفراد المدخنون.
  • فئة النساء.

ومن الجدير بالذكر أن العلماء قد تمكنوا من نفي الكثير من الأسباب المحتملة التي أُثير حولها الكثير من الجدال وقيل في الماضي إنها تؤدي إلى الإصابة بالتصلب اللويحي؛ كالتعرض لمثيرات الحساسية البيئية، واستهلاك المحلي الصناعي أسبارتام، والتعرض للمعادن الثقيلة؛ كالزئبق أو الرصاص.

أنواع مرض التصلب اللويحي

ينقسم مرض التصلب اللويحي إلى أربعة أنواع رئيسية، هي:

  • المتلازمة السريرية المعزولة: تدوم أعراض هذه المتلازمة مدة 24 ساعة على الاقل، وهي تحدث نتيجة لزوال طبقة الميالين التي تغلف الأعصاب.
  • التصلب اللويحي الانتكاسي-السكوني: يُعاني المصاب بهذا النوع من ظهور أعراض المرض الشديدة لفترة محددة، ثم دخوله بعد ذلك في فترة هدوء تظهر فيها أعراض بسيطة أو خفيفة للمرض وقد لا تظهر أي أعراض أحيانًا، ويُعد هذا النوع مسؤولًا عن إصابة 85% من الحالات المرضية.
  • التصلب اللويحي الأولي المترق: يؤدي هذا النوع إلى تدهور تدريجي في الوظائف العصبية وبصورة أسوأ مع مرور الوقت.
  • التصلب اللويحي الثانوي المترق: يحدث هذا النوع عندما ينتقل التصلب اللويحي الانتكاسي-السكوني إلى النوع المترقي، وربما يعاني المريض من انتكاسات ملحوظة بالإضافة إلى تدهور تدريجي وثابت قد ينتهي بالشلل.

تشخيص مرض التصلب اللويحي

يصعب على الأطباء تشخيص مرض التصلب اللويحي بسبب تشابه أعراضه مع أعراض الكثير من الأمراض العصبية، وهذا يدفع بالكثير من الأطباء إلى تحويل المرضى الذين يُشتبه بإصابتهم بهذا المرض إلى أطباء مختصين بأمراض الأعصاب والدماغ، وغالبًا ما يحاول هؤلاء المختصون تحري حالة الأعصاب لدى المريض والأعراض التي يُعاني منها بهدف الكشف عن سبب الضرر الذي أصاب الأعصاب، ومن بين الفحوصات التشخيصية التي يلجأ إليها الأطباء لمساعدتهم على تشخيص مرض التصلب اللويحي الآتي:

  • فحوصات الدم التي بوسعها حسم إمكانية إصابة المريض بأنواع العدوى التي تؤثر على الأعصاب؛ كالإيدز مثلًا.
  • الفحوصات العصبية التي تهدف لتحري قدرات الاتزان والبصر لدى المريض.
  • الفحص بالرنين المغناطيسي.
  • فحص السائل النخاعي الدماغي.
  • تحري الأنشطة الكهربية في الدماغ.

علاج مرض التصلب اللويحي

ينفي الباحثون وجود علاج طبي لشفاء مرض التصلب اللويحي نهائيًا، لكن في نفس الوقت توجد بعض الأدوية التي يُمكنها تخفيف وطأة المرض، وخير مثال على ذلك دواء الغلاتيرامر أسيتات، الذي يُمكن للمريض تعلم حقن نفسه به دون الحاجة للاستعانة بالأطباء في كل مرة، كما توجد أنواع أخرى من الأدوية التي تؤخذ عبر الفم؛ كدواء الدايميثيل فومارات، ودواء الفينجوليمود، ودواء التيريفلونوميد بالإضافة إلى الأدوية التي تعطى بالوريد، لكن وعلى أي حال، ليس من المتاح إعطاء أي من هذه الأدوية لجميع مرضى التصلب اللويحي إلا بعد استشارة الطبيب؛ لأن لهذه الأدوية أعراضًا جانبية ومشاكل لا بد من معرفتها وتعلم كيفية التعامل معها.

انتشار مرض التصلب اللويحي

يُقدر عدد المصابين بمرض التصلب اللويحي حول العالم بين 1.1-2.5 مليون تقريبًا، ومن المحتمل أن يظهر المرض عند فرد واحد من بين 2-2.4 ألف شخص في البلدان البعيدة عند خط الاستواء؛ ككندا، والولايات الشمالية من الولايات المتحدة الأمريكية، وغرب أوروبا وشمالها، وروسيا، وجنوب أستراليا، بينما تنخفض نسب الإصابة بهذا المرض في البلدان الآسيوية والبلدان القريبة من خط الاستواء؛ كالدول الآسيوية ودول الصحراء الأفريقية؛ إذ من المحتمل أن يظهر المرض عند شخص واحد بين 20 ألف شخص في هذه الدول.

مضاعفات مرض التصلب اللويحي

قد يُعاني المصابون بمرض التصلب اللويحي من بعض المضاعفات السيئة مع مرور الوقت، مثل:

  • الإصابة بالشلل، خاصة في القدمين.
  • الإصابة بالاكتئاب والتغيرات النفسية والذهنية؛ كالنسيان.
  • مشاكل في الوظائف البولية والمعوية والجنسية.
  • الإصابة بالصرع.
  • المعاناة من تشنجات العضلات وتصلبها.
السابق
فوائد نقع القدمين بالماء والملح
التالي
تعرف على أسباب فرط التعرق

اترك تعليقاً