اسلاميات

مظاهر التوازن والاعتدال

التوازن والاعتدال في الإسلام

التوازن والاعتدال هي مرادفات لمصطلح الوسطية الذي يميز الدين الإسلامي والأمة الإسلامية كما في قوله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}، إذ إن الاعتدال والوسطية من أساسيّات هذا الدين الحنيف في العقيدة والشريعة والأخلاق، والاعتدال مطلوب في جميع مجالات الحياة كافة؛ فهو شكل من أشكال الاستكانة، والفهم الصحيح للدين الإسلامي ولأحكامه، كما يسعى هذا المفهوم إلى توضيح الدين الصحيح دون غلوّ أو تطرّف، ودخل التوازن والاعتدال في العديد من الجوانب الحياتية والتي سنذكر بعض مظاهرها في هذا المقال.

مظاهر التوازن والاعتدال

توجد بعض المظاهر التي تدل على الاعتدال والتوازن المعيشي في حياة الإنسان، ومنها ما يلي:

  • الاعتدال في الطعام والشراب واللباس: إذ يجب على الإنسان أن يتمتع بما أحل الله تعالى من الطيبات من أجله ولكن دون إسراف، فعليه الحرص على تناول الطعام لسد حاجة الجوع، كما يمكنه التمتع باللباس الجميل مع محاولة تجنب الاستجابة للشهوات في كل الأوقات، إذ قال تعالى في كتابه العزيز: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}
  • . الاعتدال في المشي والحديث: يجب أن يتصف الإنسان بالسلوك المعتدل، وذلك من خلال الحرص على المشي بوقار وهيبة، كما يفضل أن يتعلم حسن الإصغاء للآخرين وأن يتكلم بروية ودون ثرثرة وأن يعتني بالتحدث بطبقة صوت منخفضة، قال تعالى: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ}.
  • الاعتدال في النوم والحصول على الراحة: وذلك بتجنب الشخص لقلة النوم لأنها تتعب الدماغ والأعصاب، كما أن عليه أن يحصل على قسط من الراحة بين الحين والآخر، كما عليه أن يحاول تجنب تراكم التعب والإجهاد الذي يمكن أن يؤدي به إلى نقصان الطاقة وتدمير الجهاز العصبي، وامتثالًا لأمر الله تعالى في قول: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا}.
  • الاعتدال في السكن: إذ يجب أن يهتم الإنسان في بيته لأنه الأمان والملاذ بعد يوم طويل من العناء وهو الساتر له، ولكن عليه ألا يكثر من الإنفاق على الأثاث والكماليات التي يمكنه الاستغناء عنها لكي يشعر بالاتساع فيه والراحة البدنية والنفسية، وهو أمر أنكره الله على لسان نبيه هود عليه السلام لقوم عاد حين قال لهم: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ * وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ}.
  • الاعتدال في الإنفاق: إذ وصى الدين الإسلامي بالبعد عن التطرف في مسألة الإنفاق، فلا يجوز البخل والتقتير على النفس كما لا يجوز أيضاَ الإسراف والتبذير، بل عليه تحري الوسطية في مسألة صرف الأموال، إذ قال تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا}.
  • الاعتدال في الاستهلاك البشري: إذ إن كثرة الاستهلاك تهدر الأموال في توافه الأمور، ويفضل عادة الاعتدال في استهلاك المنتجات المختلفة التي يحتاجها الإنسان في حياته؛ وذلك بهدف الحفاظ على الموارد والنعم الموجودة لديه، كما هو شأن أولي الألباب الّذين مدحهم الله تعالى في محكم تنزيله في قوله: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا}.
  • الاعتدال في المحافظة على الموارد البشرية: إذ بين الله عز وجل كيفية التعامل مع المواد الطبيعية ومواردها بطريقة تحافظ على التوازن والاستفادة من خيراتها قد المستطاع، كما بين أهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية في قوله عزّ وجلّ: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}.

طرق تحقيق التوازن والاعتدال في الإسلام

إذ أراد المسلم أن يحقق الوسطية والاعتدال في حياته، فعليه اتباع بعض الأمور، منها:

  • التمسك بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه محمد عليه السلام، إذ إنهما يقيان من الوقوع بالخطأ أو الزلل والخروج عن الصراط المستقيم.
  • تأصيل مفهوم الوسطية، والسعي لعدل مفهوم الإيلام في جميع فئات المجتمع من خلال المناهج الدراسية، ومنابر المساجد، وعبر وسائل الإعلام أيضًا.
  • السعي لتحقيق منهج الوسطية والاعتدال في الحياة الطبيعية، والابتعاد عن الغلوّ والتطرف في الفكر والعمل.
  • يجب على علماء الدين أن يقوموا بدورهم المنوط بهم؛ وذلك عن طريق إيضاح خطورة التطرف والإرهاب، وخطورة الانحراف عن طريق الحقّ، وتحذيرهم من الشبهات والشهوات.
السابق
فضل قيام الثلث الاخير من الليل
التالي
متى يجب الوضوء

اترك تعليقاً