اسلاميات

معنى الحب في الاسلام

الحب في الإسلام

الحب من المعاني العظيمة التي يسعد بها الإنسان، وهي غريزة طبيعية موجودة في جميع البشر، فكل إنسان لا بدّ أن يحمل بداخله مشاعر الحب، والبغض، والرّضا، والكره، والفرح، والحزن، وأهم هذه المشاعر هي مشاعر الحب، فالحب يسمو بالنفس والروح معًا ويحلّق بهما في في فضاء السعادة والأمل ويضفي علينا البهجة والسرور ويكسو الروح بهاءً وصفاءً، والحب ملك يتصدّر عرش القلوب ويتربّع بها، ويدفع الأرواح إلى بذل كل غالي فتحب الله تعالى، أو يدفعها لبذل كل رخيص فتتعلّق بصور ومظاهر وأشخاص فتتيه وتهلك، والحب في الإسلام هو إيثار وإيمان وتضحية وهو عقيدة وقرآن ونور وسرور وطهارة، وصلاح المسلم في أن يصرف حبه لله، فيحب في الله ويبغض في الله ويوالي في الله ويعادي في الله وتلك أوثق درجات الإيمان، والحب الحقيقي في الإسلام هو حب الله تعالى وحب رسوله، وبرهان هذا الحب اتباع أوامر الله وسنة رسوله واجتناب ما نهى عنه الله تعالى ورسوله، والحب الشرعي الحقيقي بين الأشخاص هو ما كان بعد الزواج لأنه حب محكوم بالآداب الشرعية التي حث عليها الإسلام، فكل حب لا يقوم على أساس التقوى والإيمان ومراعاة أحكام الشريعة هو حب وهمي وسيعذّب الله تعالى صاحبه في الدنيا والآخرة.

أشكال الحب في الإسلام

يوجد عدد من صور وأشكال الحب في الإسلام والتي نعيشها يوميًا ونشعر بها، ومن أهم أشكال الحب في الإسلام:

  • حب الله ورسوله: وهذا من أعظم أنواع الحب وأصدقه على الإطلاق، وهو من أعظم الواجبات التي أمرنا الله تعالى بها، وتوعّد من خالف ذلك بالعذاب والهلاك، ودلّت الأحاديث النبويّة على أنه لا إيمان لمن لم يُقدّم حب الله ورسوله على كل حب ومحب في الدنيا، فمحبة الله ورسوله هو خير ما يُعدّه الإنسان لملاقاة ربه، وهو سبب لدخول الجنة.
  • حب شرع الله: فقد أعلمنا الله تعالى في كتابه الكريم أن من صفات الكافرين بغض شرع الله ودينه، فكره كتاب الله وشرعه هو سبب للهلاك وذهاب ثواب الأعمال، لأنهم كرهوا الكتاب الذي أُنزل على سيدنا محمد وكذبوا به فأبطل الله أعمالهم.
  • حب الزوجة: فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم القدوة والمثل الأعلى لحبه لزوجاته وخاصة عائشة، وكان عليه السلام مثالًا يُقتدى به في تعامله مع زوجاته وإصباغ المحبة والود عليهن، وحب الزوجة لا يرتبط بالشهوة فالزوجة قد تكبر وقد تمرض ولكن يبقى الحب قائمًا في قلب الزوج.
  • حب الأصدقاء: فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحب أصحابه رضي الله عنهم حبًا شديدًا، فكان أبو بكر الصّديق أحب أصحابه إليه، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يُخبِر أصحابه بمدى حبه لهم وهو ما حثنا عليه النبي بالإخبار عن مشاعر حبنا تجاه الآخرين، فلا يوجد دين يحث أبناءه على المحبة والود كالدين الإسلامي.
  • حب الأقارب والأهل والعشيرة والمتاع والنّعم: ولم يُنكر الإسلام على الإنسان حبه لهذه الأمور لأن حبها مغروز في النفس، وإنما أنكر عليهم تقديم حبها على حب الله ورسوله وشرعه.
  • حب الأوطان: وحب الوطن هو حب غريزي موجود في النفس البشرية، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم شديد الحب والتعلّق بمكة المكرمة، فقال عليه الصلاة والسلام:[ ما أطيبَكِ من بلَدٍ وأحبَّكِ إلَيَّ ، ولولا أنَّ قومِي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيرَكِ].

ضوابط الحب في الإسلام

الحب هو الميل إلى الشيء، وهو أنواع عديدة فمنه ما هو مشروع ومنه ما هو مذموم، ومنه الفطري ومنه الاختياري، فالحب المشروع ومثاله كمن سمع بامرأة فأعجب بها، أو رآها فتعلّق قلبه بها ولم يكن له يد في ذلك، فهذا حب مشروع ولا يلام صاحبه لأن الله تعالى يحاسب الإنسان على عمله وكسبه وإرادته، فإذا تمسّك هذا الشخص بضوابط الحب في الإسلام وهي أن يتقي الله، ويغض بصره، ولا يسعى إلى المحرم من خلوة ومحادثة ومجالسة أو انشغال عن الواجبات الشرعيّة، فإذا التزم الشخص بكل هذه الضوابط الشرعية في الحب فإنه معذور حتى يجد سبيلاً للزواج بمن يحب فإذا تعذّر الزواج منها صرف قلبه عنها حتى لا يقع فيما يغضب الله تعالى.

والحب الآخر هو الحب المذموم أو الحب غير المشروع ومعناه أن يقع الإنسان بالحب باختياره وبكامل إرادته، كقيام الشخص بالتساهل في النظر إلى النساء والحديث معهن ومراسلتهن وغيرها من أسباب الفتنة، ولم يراعي الضوابط الشرعية للحب بل استرسل في النظر، وصار يخلو بها، أو يحادثها، فهذا الحب لا يبيحه الإسلام حتى لو كان الهدف منه الزواج، فالنظر المحرّم والخلوة المحرّمة والمواعدة والمكالمات الهاتفية لا يبيحها الإسلام بنيّة الزواج، فليس هناك ما يعرف بالحب والتعارف بين الجنسين، فالحب هو الذي تكون نهايته الزواج وليس فيه خروج عن الضوابط الشرعيّة للحب في الإسلام من نظرة محرّمة، وخلوة محرّمة، ومجالسة، ومحادثة، وعدم انشغال عن أداء الواجبات، أو وقوع في المحرمات، فإذا كان كذلك فهو جائز ومباح، وما خلا من هذه الشروط والضوابط فهو محرّم لا محالة.

قد يُهِمُّك

إن المحبة في الله والأخوة في دينه من أفضل القربات التي يتقرّب بها العبد إلى ربه، وبالمحافظة عليها ينال الإنسان الدرجات العلا وبها تصفو الأخوة عن نزغات الشيطان وشركه، ومن أهم حقوق المتحابين في الله على بعضهم البعض:

  • الحب والمناصرة والتأييد ومحبة الخير لهم: كما ورد في الحديث النبوي الشريف عن أنس بن مالك قال:[ لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ].
  • التواصي بالحق وأداء النصيحة: وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، وبيان طريق الخير له وإعانته على فعل الخيرات والطاعات.
  • القيام بالأمور التي تزيد المودة والمحبة: ومن أهم الحقوق التي تزيد التواصل والترابط بين المتحابين في الله، السلام عليه إذا لقيه، وإجابته إذا دعاه، ونصحه إذا استنصحه، وتشميته إذا عطس، وزيارته إذا مرض.
  • الحرص على نبذ الفرقة والاختلاف: فمن حقوق المسلم على المسلم لين الجانب، وصفاء السريرة، وطلاقة الوجه، ونبذ أي فرقة واختلاف والحرص على التآلف والمودة.
  • الدّعاء: وهو من أسمى درجات المحبة في الله، فدعاء المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب هي من الدعوات المستجابة، وهي دليل على الحب الصادق في الله.
  • تلمّس المعاذير: فمن المحبة في الله أن يلتمس المسلم العذر لأخيه لمسلم عند تقصيره في حقه، وأن يدافع عن عرضه في المجالس، ولا يستغيبه، ولا يستهزئ به، ولا يروعه أو يؤذيه بأي حال من الأحوال.
  • تقديم الهدية: والحرص على أن تكون مفيدة كأن تكون كتابًا دينيًا، أو شريطًا نافعًا، أو مسواكًا أو سجادة صلاة.
السابق
كيف امسح ذنوبي كلها
التالي
هل اهل القبور يتزاورون

اترك تعليقاً