اسلاميات

مفهوم السعادة في الاسلام

ما مفهوم السعادة في الإسلام؟

الحاجة إلى السّعادة من أهم حوائج الإنسان على وجه الأرض، ومطلب أساسي لاستقرار حياته، والشّعور بالطّمأنية، فالإنسان فُطِر وجُبِل على حب سعادته وراحته وسلامته، وسلامة عائلته وأحبابه، ولكن السّعادة لا تأتي من الجوانب الماديّة فقط، فالسّعادة في الإسلام أبعد من ذلك بكثير، إذ تتعداه إلى الجانب المعنوي، فهو يهدف لتحقيق السّعادة الأبديّة للإنسان، فإن نظرة الإسلام إلى السعادة تشمل مرحلتين أساسيين هما كالآتي:

  • سعادة الدنيا: على الرّغم من أنّ الدنيا دار ممر وليست مستقر، ولابد للإنسان أن يغادرها في يومٍ ما، ولكن الإسلام شرع الكثير من الأحكام والضوابط التي تكفّلت بحفظ سلامة الإنسان وتحقيق سعادته في حياته الدنيا، مع التأكيد المستمر على أنّ هذه حياة فانية ليس فيها بقاء.
  • سعادة الآخرة: وهذه هي السعادة الدائمة التي لا فناء لها، هي السعادة الحق، هي جزاء إيمان الإنسان بربه وصلاح عمله في الدنيا، هي مصير كل مؤمن عابد موحد لله.

ما الطرق إلى تحصيل السعادة في الإسلام؟

من الطّبيعي أن تسعى لتحقيق أقصى درجات السعادة والرضا، والراحة والسلامة في حياتكَ، وهذه من وجهة نظر الإسلام تتأتّى بالسّبل التّالية:

  • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: وذلك لأن المنكرات تؤثر على نفسك إن رأيتها، فيضيق صدرك إن لم تُنكرها.
  • الصدقة ولو بالقليل: احرص على المداومة على هذه الطاعة، فهي سعادة غامرة، واحرص كذلك على أن توافق ساعات الصباح الباكر، أو أول المساء لتوافق دعاء الملائكة للمنفقين “اللهمّ اعطِ منفقًا خَلَفًا”.
  • الاستغفار: إنّ من أعظم ما تُمحى به الخطايا كثرة الاستغفار، إذ إنّ الخطايا والمعاصي، والذّنوب من أكبر أسباب الشقاء وضيق الصدر.
  • المداومة على ذكر الله: عند المداومة على ذكر الله تشعر بسعادة غامرة، لا سيما عندما تقرأ أذكار الخروج من البيت، لأن أكثر أسباب الهم والغم وضيق النفس من الشيطان، وأن بداية يومك عند خروجكَ من منزلكَ بتلك الأذكار يجنبك شر الشيطان ومكره.
  • المحافظة على صلاة الجماعة وخاصةً الفجر: فهي سعادة وتحصين لكَ في كامل يومكَ، فتكون في حماية الله وحفظه.
  • صِلة الرحم: إن صلة الرحم من أعظم أشكال المعروف التي تجلب لكَ السعادة، وسبب من أسباب الغنى وزيادة الرّزق، وإضافة البركة في العمر لقوله صلّى الله عليه وسلّم:[ مَن سَرَّهُ أن يُبسَطً له في رزقه، وأن يُنسَأَ له في أثره، فَلْيَصِل رحِمَه].
  • التبسّم في وجوه الناس: إن الابتسامة فعلٌ فاضل، وهو صدقة كما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإن أبرز ما تفيد الابتسامة أنها تُدخِل السعادة والسرور على قلب صاحبها، فتبسّمكَ في وجه أخيك المسلم تزيل عن وجهه الهم والغم، وتجعله يستبشر خيرا.
  • الرضا بقضاء الله وقدره: يورثكَ الرّضا بالقضاء والقدر طمأنينةً وسكينة، وراحة بال، وهو من أنفع وأعظم ما تستطيع أن تعالج به نفسكَ، وتزيل به الهموم والحزن، وتجعلكَ مرن قادر على التكيّف مع متغيّرات الحياة.
  • طلب العلم: والمقصود هنا هو بالعلم النافع الموروث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وكل ما يخص دينكَ وعقيدتكَ، وإحصاء أسماء الله الحسنى ومعانيها، والتضرّع بها لله سبحانه وتعالى وأنت تعرف معناها، فهذا النّوع من العلم ينير لكَ حياتكَ، ويوسّع صدركَ، ويوسّع أفق تفكيركَ.
  • محبة الله تعالى: أن تحبّه بقلبكَ وأفعالكَ، وتُقبل عليه، وتتنعّم بذكره، وتستمع بالقرب منه، والخلوة إليه، وأن يتعلّق قلبكَ به وحده لا شريك له.
  • الإيمان والتّوحيد: أن تؤمن أن لا إله إلاّ الله، ولا تُشرك معه أحد أو شيء، فهذا الإيمان يورثكَ راحة وطمأنينة، فبغير الإيمان والتّوحيد تشقى، وتضل الطّريق فتزيد ضيقة صدركَ، وظلمة قلبكَ، وتخبّطكَ في بحر الحياة، وهو ما تلاحظه على الملحدين.

قد يُهِمُّكَ: الدليل على وعد الله بالحياة الطيبة لأهل الصلاح

قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[٥]، هذه الآية تُعطيكَ خلاصة القول، بأنّ من عمل عملًا صالحً خالصًا لوجه الله تعالى، وأوفى بعهد الله إذا عاهد، سواء أكان ذكر أو أنثى، وهو مُصدِق لوعد الله للمؤمنين من أهل الطاعة، وبوعيده لأهل المعصية، فسيُحييه الله حياةً طبية مليئةً بالخير والسعادة، وورد عن المفسرين أن تفسير هذه الآية هو الرزق الحسن في الدنيا، وعن آخرين أنه الرزق الطيب في الحياة الدنيا، وكذلك ورد عن عدد من العلماء والمفسرين أنّ المؤمن العامل بالعمل الصالح يرزقه الله رزقًا طيبًا حلالًا، وأن الله يرزقه القناعة، وقال بعضهم أن الحياة الطيبة هي القناعة، فكن من أهل الطّاعة والصّلاح، وأوفِ بعهد خالقكَ، وصدّق بوعده ووعيده، تعش مرتاح البال، وسعيد النّفس، قانع بما بين يديكَ، راضٍ بما قسمه الله لكَ.

السابق
ما الفرق بين الكفر والشرك
التالي
عدد قباب المسجد الاقصى

اترك تعليقاً