الصحة النفسية

مميزات فصائل الدم

مميزات فصائل الدم

 

فصائل الدم

يُعدُّ الدّم مكونًا أساسيًا من مكونات الجهاز الدّوراني الذي يضمُّ أيضًا كلّ من القلب والأوعية الدّمويّة، وتحومُ وظيفة الدّم أساسًا حول إيصال الأكسجين والعناصر الغذائيّة إلى جميع خلايا الجسم، بالإضافة إلى تصريف الفضلات وغاز ثاني أكسيد الكربون، ويتكوّن معظم حجم الدّم من ما يُعرف ب “البلازما”، التي تحتوي على خلايا الدّم الحمراء، وخلايا الدّم البيضاء، والصّفائح الدّمويّة، وفي الحقيقة يوجدُ نظامان رئيسان لتصنيف فصائل أو زُمر الدّم، الأول يُدعى ب“نظام الزُمر الدموية ABO”، والثاني يُدعى ب “نظام الزُمر الدموية RH “، وعلى العموم فإنّهُ يوجدُ أنظمةٌ أخرى لتصنيف فصائل الدّم، لكنّها تبقى أقلّ استعمالاً أو شيوعًا من هذين النظامين، ومن المُثير للاهتمام ذكر أنّ عددَ فصائل الدّم التي وثقّها العلماءُ يصل تقريبًا إلى 300 مجموعة، وعادةً ما تتمايزُ فصائل الدّم فيما بينها اعتمادًا على وجود ما يُعرف ب “الأجسام المضادة”، التي هي عبارة عن بروتينات توجد في بلازما الدّم ولها دورٌ في محاربة الأجسام والميكروبات المؤذية، كما تتمايزُ فصائل الدّم فيما بينها أيضًا اعتمادًا على وجود ما يُعرف ب “المستضدات”، التي هي عبارة عن بروتينات توجد على أسطح خلايا الدّم الحمراء بالذات.

مميزات فصائل الدم

يلجأُ الخبراءُ إلى استعمال نظام الزُمر الدموية ABO لدلالة على أنواع المستضدات الموجودة في خلايا الدم الحمراء وأنواع الأجسام المضادة الموجودة داخل بلازما الدم، وعادةً ما يستعملُ الباحثون كل من نظام الزُمر الدّمويّة ABO ونظام الزُمر الدموية RH لتحديد فصائل أو زمر الدّم التي يُمكنها التّوافق معًا عند نقل الدّم من شخص إلى آخر، وعلى العموم فإنّهُ يوجدُ أربعةُ مجموعات من الفصائل الدموية التابعة لنظام الزُمر الدّمويّة ABO، التي بالإمكان ذكرها وذكر مميزاتها على النّحو التالي:

  • المجموعة A: تحتوي أسطح خلايا الدّم الحمراء التابعة لهذه المجموعة على مستضد من نوع A، بينما تحتوي البلازما على أجسام مضادة من نوع B، التي يُمكنها مهاجمة أي مستضد خارجي من نوع B.
  • المجموعة B: تحتوي أسطح خلايا الدم الحمراء التابعة لهذه المجموعة على مستضد من نوع B، بينما تحتوي البلازما على أجسام مضادة من نوع A، التي يُمكنها مهاجمة أي مستضد خارجي من نوع A.
  • المجموعة AB: تحتوي أسطح خلايا الدم الحمراء التابعة لهذه المجموعة على مستضد من نوع B ومستضد من نوع A، بينما لا تحتوي البلازما على أجسام مضادة من نوع A أو B، لهذا يُمكن للأفراد الحاملين لهذه المجموعة استقبال الدم من أي زمرة أو فصيلة دموية كانت.
  • المجموعة O: لا تحتوي أسطح خلايا الدم الحمراء التابعة لهذه المجموعة على مستضد من نوع B ولا على مستضد من نوع A، لكن تحتوي البلازما على أجسام مضادة من نوع A أو B، وهذا يعني إمكانية أن يتبرعَ الفردُ الحامل لهذه المجموعة بالدم لأيّ شخص.

وعلاوةً على ذلك فإنّ بعضَ خلايا الدّم الحمراء تحتوي على ما يُدعى ب مستضد الريزيسي – Rh antigen ، وهذا يعني إمكانية وصف خلايا الدم المحتوية على هذا المستضد بموجبة RH، ووصف خلايا الدم التي لا تحتوي على هذا المستضد بسالبة RH، وفي المحصلة قاد هذا الأمر الخبراء إلى دمج نظام الزُمر الدموية RH مع نظام الزُمر الدموية ABO، لينتج في النهاية ثمانية فصائل من الدم التي تتمايز بين بعضها بنسب توزيعها بين السكان في الولايات المتحدة الأمريكيّة على سبيل المثال كما يلي:

  • فصيلة الدم A+: يُعدُّ حوالي 30% من السّكان حاملين لهذه الفصيلة من الدم.
  • فصيلة الدم A –: يُعدُّ حوالي 6% من السّكان حاملين لهذه الفصيلة من الدّم.
  • فصيلة الدم B+: يُعدُّ حوالي 9% من السكان حاملين لهذه الفصيلة من الدم.
  • فصيلة الدم B –: يُعدُّ حوالي 2% فقط من السكان حاملين لهذه الفصيلة من الدم.
  • فصيلة الدم AB+: يُعدُّ حوالي 4% فقط من السكان حاملين لهذه الفصيلة من الدم، ويُدعى الفرد الحامل لهذه الفصيلة بالمتلقي العام بسبب إمكانية استقباله للدّم من جميع الأشخاص بغض النّظر عن فصيلة دمهم، وهذا يرجع إلى افتقاد خلايا الدّم التابعة لفصيلة الدم AB+ للأجسام المضادة من نوع A، وB، وRhd.
  • فصيلة الدم AB -: تُعدُّ هذه الفصيلة هي الأكثر ندرةً من بين جميع فضائل الدم؛ إذ لا تتجاوزُ نسبة الأفراد الحاملين لها حوالي 1% من مجموع السكان.
  • فصيلة الدم O+: يُعدُّ حوالي 39% من السّكان حاملين لهذه الفصيلة من الدم.
  • فصيلة الدم O –: يحمل حوالي 9% من السكان هذه الفصيلة من الدم، ويُسمى الفرد الحامل لهذه الفصيلة بالمعطي العام بسبب إمكانية تبرعه بالدم لجميع الأشخاص بغض النظر عن فصيلة دمهم، وهذا يرجع إلى افتقاد خلايا الدم التابعة لفصيلة الدم O – للمستضدات من نوع A، وB، وRhd.

ومن الجدير بالذّكر أنّ النّسبَ المذكورة في الأعلى ليست ثابتةً عند جميع البلدان والمناطق؛ ففي الهند مثلاً تُعدُّ فصيلة الدم B+ هي الأكثر شيوعًا، بينما تُعدُّ فصيلة الدم A – هي الأكثر شيوعًا في الدّنمارك، كما أنّ النّسب تختلفُ بين السّكان في الولايات المتحدة باختلاف الأعراق؛ فالأفراُد الذين ينتمون إلى العرق الأسيوي مثلاً يسود بينهم وجود فصيلة B+ بنسب أكثر من الأفراد الذين ينحدرون من أصول قوقازية أو لاتينية.

أهمية تمييز فصائل الدم

كان الأطباءُ يَظنونُ في الماضي بأنّ الدّم هو فصيلة واحدة وكانوا يَنصحون بنقل الدّم عشوائيًا من شخص إلى آخر دون دراية بالعواقب المُميتة الناجمة عن ذلك، لكنّ الأمرَ تغيرَ بعد توصُّلِ العالم النمساوي كارل لاندشتاينر عام 1901 إلى وجود أنواعٍ مختلفة من فصائل الدم، ممّا أدى إلى تغيير قواعد نقل الدّم في الطّب وجعل العملية برمتها أكثر سلامةً وأمنًا من ذي قبل، وبات من الطّبيعي أن يستقبلَ الأفراد الحاملون لمجموعة A مثلاً الدم من الأفراد الحاملين لمجموعة A ، لكن تشابه المجموعة ليس شرطًا من أجل استقبال الدّم؛ فكما ذُكر سابقًا، فإنّ الأفرادَ الحاملين لفصيلة الدم O – يُمكنهم التّبرع لأيّ فردٍ كان، كما يُمكن للأفراد الحاملين لفصيلة الدّم فصيلة الدم AB+ استقبال الدم من أيّ فردٍ كان.

السابق
قصة الرجل الامين
التالي
معلومات عن عملية تصحيح النظر بالليزر

اترك تعليقاً