الصحة النفسية

هل يمكن علاج ضعف الذاكرة بالأعشاب

هل يمكن علاج ضعف الذاكرة بالأعشاب

 

ضعف الذاكرة

قد يعاني البعض من ضعف الذاكرة بنسبة بسيطة، خاصةً مع التقدّم بالسنّ، ولا يستدعي ذلك القلق، لكن يعدّ ضعف الذاكرة المُرتبط بأمراض معينة مثل داء الزهايمر خطيرًا، فقد يؤثر على طبيعة الحياة اليومية، وفي الحقيقة يوجد العديد من الأسباب التي تقف وراء النّسيان، وينبغي معرفة السبب والبدء بالعلاج قبل أن تتفاقم الحالة ويُصبح العلاج أكثر صعوبةً، وفي هذا المقال سنذكر كيف يمكنك علاج ضعف الذاكرة والحد منها من خلال الأعشاب.

علاج ضعف الذاكرة بالأعشاب

على الرغم من وجود العديد من الأصناف التي تُباع في الصيدليات على أنّها تعزز الذاكرة ووظائف الدماغ، إلّا أنّ معظمها يحتاج إلى المزيد من الدراسات لإثبات فعاليته، وفي ما يأتي أهم هذه المكملات الغذائية التي تعزز الذاكرة ومن ضمنها بعض أنواع المكملات العشبية، مع توضيح مدى فعاليتها:

  • الجنكو بيلوبا: تُحسّن الجنكو بيلوبا التروية الدموية في الأوعية الدّموية الصّغيرة، وقد تُساعد في علاج حالات الخرف، لكن ينبغي العلم أنّ الجنكو بيلوبا لا تقي من الإصابة بالخرف، بل تُخفف الأعراض لدى الأشخاص المُصابين به، أو تمنع تدهورها، وقد تُساعد في تحسين المزاج، وزيادة التيقّظ، والقدرات العقلية.
  • الطحلب الصيني: هو مادة طبيعية قد تستخدم في علاج الزهايمر، لكن تحتاج إلى مزيد من الدراسات لإثبات مدى أمانها وفعاليتها.
  • عشبة الجينسنغ: تعدّ عشبة الجينسنغ من الأعشاب المستخدمة منذ قرون طويلة، وقد أشارت الأبحاث إلى أنّ لعشبة الجينسنغ القدرة على تقليل الالتهاب، وتقليل مستويات التوتر، وتحسين وظائف المخ، كما أنّ هذه الأعشاب تفيد المصابين بمرض الزهايمر، وقد أشارت دراسة أُجريت على أشخاص تناولوا حوالي 4.5 غرام من الجينسنغ لمدّة 12 أسبوعًا إلى ظهور تحسّن في الإدراك عند أولئك الأشخاص.
  • إكليل الجبل: وهي عشبة ذات طعم ورائحة مميّزة، وقد أشارت إحدى الدراسات التي نُشرت في المجلة الدولية للعلوم العصبية إلى أنّ لإكليل الجبل أو فيما يعرف بالروزماري القدرة على تحسين أداء كلّ من الذّاكرة الكلية والذاكرة الثانوية، ويشير الباحثون إلى أنّ إكليل الجبل يحسن من أداء الذّاكرة نتيجة احتوائه على مركبات مختلفة؛ كسينولا؛ والتي تزيد من مستويات الناقل العصبي الأستيل كولين؛ وهو ناقل يساهم في التعلم والذّاكرة.
  • عشبة المليسة: وهي من الأعشاب التي استخدمت قديمًا لتهدئة الانفعالات العصبية، كما تعد أيضًا من الأعشاب المساعدة على تعزيز أداء الذّاكرة؛ لأنها تحفز مستقبلات الأستيل كولين.

كما توجد بعض المكملات الغذائية التي تساعد على تقوية الذاكرة هي تشمل ما يلي:

  • الأستيل ل- كارنتين: هو أحد الأحماض الأمينية التي قد تساعد مرضى الزهايمر في السيطرة على مشكلات الذاكرة لديهم، وتُظهر تحسّنًا ملحوظًا لدى المرضى الذين شُخِّصوا مؤخرًا وهم في المراحل الأولية من المرض.
  • فيتامين هـ: على الرغم من أنّه لا يقلل من خطر تطوّر الزهايمر، إلّا أنّه يقلل من سرعة تدهور الأعراض، لكن يقتضي التنويه إلى أهمية استشارة الطبيب حول الجرعة المُناسبة؛ فقد تزيد الجرعات العالية من فيتامين (هـ) من احتمالية خطر الوفاة لدى الأشخاص غير الأصحاء.
  • الأحماض الدهنية الأوميغا 3: إنّ الحصول على الأوميغا 3 من مصادرها الغذائية يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالزهايمر.

أغذية لتقوية الذّاكرة

يعد الدّماغ مركز التّحكم بوظائف الجسم، لذلك فإنّ الحفاظ على صحته أمر مهم، ويرتبط النظام الغذائي بالحفاظ على صحة الدّماغ والذّاكرة، ويمكن أن تحسّن بعض أنواع الأغذية الذاكرة والتركيز، وتتضمن هذه الأغذية ما يلي:

  • السّمك: فعندما يتحدث الناس عن الأطعمة التي تقوّي الذّاكرة، فإنّ السّمك يكون في مقدّمتها؛ كسمك السّالمون، وسمك السّردين، والتي تحتوي على أحماض أوميغا 3، ومن الجدير بالذّكر أنّ الدّهون تشكّل ما يقارب 60% من الدّماغ وما يقارب نصف هذه الدّهون عبارة عن أحماض أوميغا 3، وتُستخدم أحماض أوميغا 3 لبناء خلايا المخ والأعصاب، كما أنّ هذه الأحماض الدهنية ضرورية للذّاكرة والتعلم.
  • القهوة: تحتوي القهوة على عنصريين رئيسيين وهما؛ الكافيين، ومضادات الأكسدة، ويتسبب الكافيين بزيادة تنبيه الدّماغ والحفاظ على اليقظة عن طريق منع الأدينوزين؛ وهو الناقل العصبي المسؤول عن الشعور بالنعس، بالإضافة إلى تحسين الحالة المزاجية؛ وذلك لأنّ الكافيين يزيد من النواقل العصبية التي تؤدي إلى السعادة؛ كناقل السيرتونين، وقد أشارت إحدى الدّراسات إلى أنّ الأشخاص الذين يتناولون القهوة في الصّباح كانوا أكثر قدرة على تأدية المهام التي تحتاج إلى التركيز، ويرتبط شرب القهوة على المدى الطويل بتقليل خطر الإصابة بالأمراض العصبية بما فيها؛ الزهايمر، والشلل الرعاشي.
  • الكركم: وهو نوع من أنواع التوابل ذات اللون الأصفر، والتي ثبت أنها تعبُر حاجز الدّماغ، كما أنها تحتوي على مادة الكركمين؛ وهي مادة تحسّن الذّاكرة لدى المصابين بالزهايمر، كما تساعد على إزالة لويحات الأميلويد المسببة لمرض الزهايمر، كما يساعد الكركمين على بناء خلايا الدّماغ، وتأخير التدهور العقلي المرتبط بتقدم الإنسان في العمر، كما يقلل الكركم من الاكتئاب.
  • البروكلي: يحتوي البروكلي على كمية جيدة من مضادات الأكسدة، كما أنّه يحتوي على نسبة عالية من فيتامين ك؛ وهو نوع من الفيتامينات القابلة للذّوبان في الدّهون المعبأة في خلايا الدّماغ، وقد أشارت الدّراسات إلى أنّ تناول الأغذية التي تحتوي على فيتامين ك بما فيها البروكلي يحسّن من الذّاكرة.
  • الجوز: فقد أشارت الأبحاث إلى أنّ تناول المكسّرات كالجوز يحسّن من صحة القلب، ولأن وجود قلب سليم يرتبط بوجود دماغ سليم، فإنّ تناول الجوز يحسّن من الذّاكرة؛ لأنه يحتوي على الدهون الصحية، ومضادات الأكسدة، وفيتامين هـ.
  • البرتقال: يمكن لتناول برتقالة واحدة أن يمدّ الجسم بالكمية اللازمة من فيتامين ج، والذي يعدّ مهمًا لصحة الدّماغ، كما أنّه يمنع الإصابة بالاضطرابات العقلية كضعف الذّاكرة والنسيان.
  • بذور اليقطين: تحتوي بذور اليقطين على مضادات الأكسدة القوية التي تحمي الجسم والدّماغ من أضرار الجذور الحرة، كما تعدّ بذور اليقطين مصدرًا جيدًا للمغنيسيوم والحديد والزنك والنحاس، وهي ضرورية لصحة الدّماغ، فعلى سبيل المثال؛ يحمي الزنك من الإصابة بالزهايمر والاكتئاب ومرض الشلل الرعاشي، ويعدّ المغنيسيوم ضروريًا للذاكرة، ويتسبب نقص الحديد بضعف وظائف المخ.
  • الشوكولاتة الدّاكنة: تحتوي الشوكولاته الدّاكنة على بعض المركبات التي تعزز وظيفة المخ بما فيها؛ مركبات الفلافونيد، والكافيين، ومضادات الأكسدة، ويشير الباحثون إلى أن مادة الفلافونيد تعزز الذاكرة وتقلل من الإصابة بالاضطرابات العقلية.
  • البيض: يحتوي البيض على مجموعة من العناصر الغذائية بما فيها؛ فيتامين ب6، وفيتامين ب12، والفولات، والكولين، والذي يعدّ من العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم لإنشاء الأستيل كولين؛ وهو ناقل عصبي ينظم الحالة المزاجية والذّاكرة، وقد أشارت إحدى الدراسات إلى أنّ الحصول على كميات كافية من الكولين يحسن الذاكرة والوظائف العقلية تحسينًا كبيرًا ودائمًا.

نصائح لتقوية الذاكرة

قد تساعدك بعض الممارسات في تقوية الذاكرة أو التعايش مع ضعفها، وتتضمن ما يأتي:

  • ممارسة الأنشطة البدنية: يُنصح بأن تكون ممارسة الرياضة ضمن الروتين اليومي؛ فهي تزيد من التروية الدموية الواصلة إلى كامل الجسم، بما في ذلك الدماغ، ويساعد ذلك في الحفاظ على قوة الذاكرة، ويُوصى بممارسة 150 دقيقةً أسبوعيًا على الأقل من التمارين الهوائية المُعتدلة، مثل المشي السريع، أو 75 دقيقةً من التمارين الهوائية الشديدة، مثل الهرولة، والأفضل هو توزيع هذه التمارين على مدار الأسبوع.
  • ممارسة الأنشطة العقلية: مثلما يحافظ النشاط البدني على لياقة الجسم فإنّ الأنشطة الذهنية تحافظ على نشاط العقل، مثل: حل الكلمات المتقاطعة، أو العزف على إحدى الآلات الموسيقية، أو المشاركة في أنشطة تطوعية في إحدى المؤسسات الاجتماعية.
  • الحرص على تنظيم الأمور اليومية: قد يسبب المنزل الفوضويّ ودفتر المهام المُبعثر نسيان العديد من الأحداث والمهام، لذا يُنصح بتدوين كل الأحداث والمواعيد في دفتر مخصص أو مفكرة، وتخصيص أماكن محددة لوضع الأشياء الضرورية فيها، مثل: محفظة النقود، أو مفاتيح السيارة، أو النظارات، والحرص على تجنب فعل أكثر من مهمة في آنٍ واحد؛ لزيادة التركيز أثناء أداء أي مهمة.
  • التفاعل الاجتماعي: يساعد التفاعل الاجتماعي مع الآخرين في الوقاية من الضغوطات النفسية والاكتئاب، فقد يُؤدّيان إلى كثرة النسيان، لذا يُنصح بزيادة فرص الاجتماع مع الأحباء والأصدقاء، وتجنّب مكوث الشخص فترات طويلة بمفرده.
  • الحصول على قسط كافٍ من النّوم: ينبغي أن يكون الحصول على النوم والراحة من أولى الأولويات، فهو يؤدي دورًا مهمًّا في صحة الذاكرة، ويحتاج معظم البالغين إلى النّوم لفترة 7-9 ساعات يوميًا.
  • السيطرة على الأمراض المُزمنة: إذا كنت تعاني من أي حالة طبية مزمنة، مثل: ارتفاع ضغط الدم، أو ارتفاع نسبة الكوليسترول، أو داء السكري، أو فقدان السمع، وغير ذلك، فينبغي أن تتبع توصيات الطبيب، وتحرص على تناول الأدوية بانتظام، وأن تعتني بصحتك، فذلك يُحسّن من وظائف الذاكرة، وينصح باستشارة الطبيب حول الأدوية المُتناولة، فقد يؤثر بعضها على الذاكرة.
  • فحص مستويات فيتامين د: يعدّ فيتامين (د) أحد المُغذيات المهمة التي تؤدي دورًا مهمًّا في الجسم؛ فقد يسبب انخفاضه حدوث العديد من المشكلات الصحية، بما فيها تراجع القدرات الذهنية، بالإضافة إلى أنّه قد رُبِطَ انخفاض مستويات فيتامين (د) بزيادة خطر الإصابة بالخرف، وبما أنّ نقص فيتامين د حالة شائعة بكثرة خاصةً في المناطق الباردة ولدى أصحاب البشرة الداكنة فينبغي التحدث مع الطبيب حول أهمية إجراء فحص فيتامين (د) المخبريّ لمعرفة وجود نقص، فينبغي علاجه عن طريق المكملات الغذائية.

أسباب ضعف الذاكرة

تؤثر العديد من العوامل في الذاكرة وتُسبّب ضعفها، وتتضمن أهم الأسباب ما يأتي:

  • نقص فيتامين ب12.
  • حرمان الجسم من النّوم.
  • التخدير بسبب إجراء عملية حديثة.
  • علاجات السرطان، مثل: العلاج الكيماوي، والإشعاع، أو زراعة نخاع العظم.
  • إصابة الرأس، أو الارتجاج في المخ.
  • نقص الأكسجين الواصل إلى الدماغ.
  • الإصابة بأنواع مُعينة من الصرع.
  • ورم الدماغ أو العدوى.
  • جراحة المخ، أو جراحة المجازة القلبية.
  • الأمراض العقلية، مثل: الاكتئاب، أو داء ثنائي القطب، أو الفصام الذهنيّ، أو الاضطراب الانفصاليّ.
  • الصدمة العاطفية.
  • خلل وظائف الغدة الدرقية.
  • النّوبة الإقفارية العابرة، أو السكتة الدماغية.
  • العلاج بالصدمة الكهربائية.
  • الاضطرابات التنكسيّة العصبية؛ مثل: مرض هنتنغتون، ومرض التصلّب اللويحي، وداء باركنسون.
  • الصداع النّصفي.
  • من الممكن أن يكون ضعف الذّاكرة دلالة على الإصابة بالخرف، وعادةً ما يؤثر الخرف على التفكير واللغة والسّلوك، ومن أنواع الخرف المرتبطة بفقدان الذّاكرة؛ مرض الزهايمر، والخرف الجبهي الصدغي.
  • الإفراط في تناول المشروبات الكحولية.
  • تناول الأدوية المخدّرة غير المشروعة.
  • الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.

ومن الجدير الذكر أنّ بعض تلك الحالات يمكن علاجها، والبعض الآخر لا يمكن فيها استعادة الذاكرة.

السابق
علاج ثقل الرأس بالأعشاب
التالي
كيفية علاج نقص المناعة بالأعشاب

اترك تعليقاً