اسلاميات

وصية ابو بكر الصديق للجيش

أبو بكر الصّديق

هو عبدالله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي، ويلتقي نسب أبي بكر الصديق مع الرسول صلى الله عليه وسلم في الجد السادس مرّة بن كعب، ويُكنَى بأبي بكر وهو الفتِيّ من الإبل، ويُلقّب أبو بكر بعدد كبير من الأسماء تدل على علو منزلته وعظيم قدره، وشرف حسبه ونسبه، ومن أهم ألقابه، العتيق، وقد لقّبه النبي بهذا اللقب وبشّره بعتقه من النار وسمّي من ذلك الوقت عَتيقًا، ولُقّب بالصّديق لكثرة تصديقه للنبي صلى الله عليه وسلم، ولقّب بالصاحب لأنه صاحب الرسول صلى الله عليه وسلم في غار حراء وقد ورد هذا اللقب في القرآن الكريم، ولُقب بالأوّاه لكثرة توبته ورجوعه إلى الله تعالى ولشدّة رحمته ورأفته. وقد ولد أبو بكر الصديق بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر وقال بعضهم بثلاث سنوات، ونشأ أبو بكر نشأة كريمة في كنف والديه، فنشأ كريم النفس، عزيز المكانة في قومه، ووالده هو عثمان بن عامر والذي يُكنى بأبي قحافة وقد أسلم وحَسُن إسلامه، ووالدته هي سلمى بنت صخر وكنيتها أم الخير وقد دخلت الإسلام باكرًا وحسن إسلامها، وقد اتصف أبو بكر بعدد من الصفات الخَلْقيّة فكان أبيض البشرة، ونحيف القدّ، حسن القامة، غائر العينيين، أقنى، واسع الجبهة، وقد تزوّج أبو بكر الصّديق من أربع نساء أنجب منهن ثلاثة من الذكور وثلاثة من الإناث، وأولاده هم عبد الرحمن بن أبي بكر، وعبدالله بن أبي بكر، ومحمد بن أبي بكر، وأسماء بنت أبي بكر، وعائشة أم المؤمنين وهي زوجة رسول الله، وأم كلثوم بنت أبي بكر.

وصيّة أبي بكر الصّديق للجيش

تحتفظ ذاكرة التاريخ لهذه الأمة الإسلاميّة بتجارب جهاديّة كان لها أكبر الأثر في بسط رسالة الإسلام في أماكن شاسعة على وجه الأرض في فترة بسيطة من الزمن، وجميع الغزوات والمعارك التي ذهب بها الرسول صلى الله عليه وسلم أُريق بها أقل دم عُرف في تاريخ الحروب والغزوات فلم يتجاوز عدد القتلى 1018 قتيلاً من كلا الفريقين في جميع غزوات الرسول ومعاركه، وحقنت غزواته دماء كثيرة ووفرت على المجتمعات البشرية قدرًا كبيرًا من الوقت والجهد في تغيير الأحوال والأنظمة الفاسدة التي كانت منتشرة في ذلك الوقت، وقد سار الصحابة والخلفاء من بعد الرسول صلى الله عليه وسلم على نفس النهج الذي سار عليه، وأولهم كان أبو بكر الصّديق وهو خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي وقف في جيش أسامة وألقى وصيته المشهورة على الجيش حيث قال: “أيها الناس، أوصيكم بعشر فاحفظوها عني: لا تخونوا، ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلًا صغيرًا ولا شيخًا كبيرًا ولا امرأة، ولا تعقروا نخلًا ولا تحرقوه ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرًا إلا لمأكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع، فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له وسوف تقدمون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام، فإذا أكلتم شيئًا بعد الشيء فاذكروا اسم الله عليه، وتلقون أقوامًا قد فحصوا أوساط رؤوسهم وتركوا حولها مثل العصائب فاخفقوهم بالسيف خفقًا .. اندفعوا باسم الله”. وهذه الوصايا هي خير دليل على فهم الصحابة والخلفاء الراشدين لمفهوم الأخلاق في الحرب، وتمثّل هذه الوصية مفهوم النُّبل في أرقى صوره وتأصّله في نفوس وأخلاق المسلمين، وأن الأخلاق ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالدين، وأن القتال في الإسلام ليس إلا تدعيمًا لأصل السلام والأمن والطمأنينة التي أسس الإسلام حياة الأمة عليها، وكذلك كانت المبادئ التي حضّ عليها القرآن الكريم بمعاملة الأسرى معاملة حسنة، وأكّد على احترام العهود والمواثيق، وحرّم الغدر والخيانة، وحرّم التمثيل بجثث القتلى من الأعداء، وهدم منازل المحاربين أو حرق محاصيلهم، وهكذا كان التميّز الأخلاقي في تشريعات الحرب في الإسلام، وبهذه الأخلاق السامية قاد المسلمون غزواتهم وحروبهم وحققوا الانتصارات العظيمة، التي ما زال التاريخ شاهدًا عليها حتى وقتنا الحالي وما زال صداها يُجلجل التاريخ ويهز أركانه.

أهم فتوحات أبي بكر الصدّيق

قام أبو بكر الصديق بعدد من الفتوحات في العراق وبلاد الشام، وأهم هذه الفتوحات التي قد يهمك معرفتها:

  • فتوحات بلاد الشام: ومن أهم فتوحات أبي بكر الصديق رضي الله عنه في بلاد الشام:
  • فتح مؤاب: أمر أبو بكر الصديق يزيد بنى أبي سفيان بأن يتقدّم لفتح مدينة مؤاب في الشام، وكانت مؤاب أول مدينة بيزنطيّة تسقط في أيدي المسلمين.
  • معركة داثن: وهي المعركة الثانية ضد البيزنطيين، وقد فاز المسلمين فوزًا مدويًا على أعدائهم وخلّفوا خسارة فادحة في صفوف العدو، وكانت هذه المعركة فاتحة لزوال السيطرة البيزنطية؛ إذ ضيّق المسلمون الخناق على الدولة البيزنطية، وسيطروا على حركة القوافل التجارية، وسواحل البحر الأحمر.
  • معركة مرج الصفر: وكانت بقيادة خالد بن سعيد، الذي فر من أرض المعركة، واستلم الراية عنه عكرمة بن أبي جهل الذي نظّم صفوف المسلمين وأعاد ترتيبهم، وعسكر على مقربة من الشام، وانتصروا نصرًا مدويًا على أعدائهم.
  • فتح تدمر: وكانت من المناطق العسكرية المحصّنة، فحاصر خالد بن الوليد المدينة، واستسلم أهلها وطلبوا الصلح وفتحوا أبواب مدينتهم للمسلمين.
  • فتح غوطة دمشق: فتح المسلمون غوطة دمشق، وتسلّم المسلمون المدينة من أهلها بعد أن وافقوا على الصلح.
  • فتح بصرى: إذ سارت جيوش المسلمين إلى البصرى، وفتحوها وهزموا البيزنطيين هناك.
  • فتوحات العراق: وكانت العراق تابعة لنفوذ الدولة الفارسية، وكانت معارك الفتح الإسلامي في العراق شديدة وضارية بقيادة خالد بن الوليد؛ إذ بسطت الدولة الإسلامية نفوذها على معظم المناطق في غرب الفرات، وغنموا غنائم كبيرة منها، وألحقوا بجيوش الفرس خسائر مدوّية، وأُعطي المسلمون الجزية من الفرس، ونالت الجيوش الإسلامية ملايين الدنانير التي وضعت في خزينة الدولة الإسلامية، ومن أهم المدن التي فتحت في العراق هي:
  • البصرة.
  • بانقيا، وهي إحدى مناطق الكوفة.
  • باروسما، هي إحدى مناطق وأحياء بغداد.
  • أليس، وهي قرية من قرى الأنبار.
  • أمغيشيا، وهي منطفة في جنوب العراق.
  • الحِيرة. بعض مناطق من الأنبار.

قد يُهِمُّكَ

عُرِف أبو بكر الصّديق بعدد كبير من الخصال الحميدة والتي من الصعب أن تجدها في أي شخصٍ آخر، ومن أهم هذه الصفات:

  • الأخلاق الحميدة، فأبو بكر الصّديق لم يشرب الخمر في حياته على الرغم من أنها كانت منتشرة انتشارًا كبيرًا في المجتمعات الجاهلية.
  • التواضع، كان أبو بكر الصّديق زاهدًا متواضعًا في لباسه وطعامه وشرابه وكلامه ومشيته.
  • كان شديد البذل والعطاء، فكان أبو بكر الصديق كثير البذل والعطاء، كريمًا سخيًا.
  • الحزم والقوة، فعلى الرغم مما عرف عنه من رحمته ورأفته إلا أنه كان حازمًا في كل أموره وقراراته.
  • الفكر الثاقب.
  • بعد النظر.
  • الرحمة والرأفة.
  • رقيق القلب وسريع البكاء، ورقة قلبه لا تعني جبنه أو خوفه بل كان مقدامًا شجاعًا.
  • الشجاعة، فكان شجاعًا لا يخاف في الحق لومة لائم.
  • الحكمة والاعتدال، فقد عرف عنه حكمته واعتداله وتوسّطه في كل أموره.
  • الصبر، وضبط النفس عند المصائب.
  • رباطة الجأش، فهو من القادة اللذين عرفوا برباطة جأشهم وقوتهم.
السابق
أعراض التهاب المرارة
التالي
علامات الحسد والعين بين الزوجين

اترك تعليقاً