غضاريف الظهر
يعاني الكثير من الأشخاص من ألم الغضروف الموجود في الظهر أو ما يُعرف بالانزلاق الغضروفي أو الدسك، ومن الممكن أن يكون ألم الغضروف من أكثر الآلام التي تثير القلق، كما أن حالات الانزلاق الغضروفي تسبِّب آلامًا شديدة للغاية، لكن أغلب المصابين يظهر عليهم التحسين خلال بضعة أسابيع أو أشهر بعد تلقيهم العلاجات العادية غير الجراحية.
إن الغضاريف هي من الأنسجة الضامة، التي تتكون من ألياف مصنوعة من مادة الكولاجين، كما توجد الغضاريف في أماكن مختلفة ومتعددة في جسم الإنسان، لكنها تتواجد بكثرة بين فقرات العمود الفقري، ومن فوائدها أنها تزيد من مرونة الجسم خلال الحركة أو الانحناءات، لكن مشكلة الإصابة في منطقة الغضاريف في الجسم تسبب صعوبةً وألمًا عند الحركة، ويتكون العمود الفقري من الكثير من الفقرات الظهريَّة، وتظهر الفقرات بدايةً من منطقة الرقبة وتصل إلى عظم الحوض، وتُساهم الغضاريف الصغيرة الموجودة بين فقرات الظهر في حركة الجسم بكل سلاسة وبشكل طبيعي، ومن الممكن أن تتعرض تلك الغضاريف إلى ضغط كبير، إذ يتسبب ذلك بحدوث انزلاق في منطقة الغضروف.
أعراض مرض غضروف الظهر
يعاني المصاب بمرض غضروف الظهر من الشعور بالكثير من الأعراض، منها:
- ظهور ألم كبير في منطقة أسفل الظهر، وقد ينعكس هذا الألم ليصل إلى أحد القدمين.
- الألم عند الحركة أو المشي لمسافات قصيرة، أو أثناء الوقوف أو الجلوس.
- ظهور ألم عرق النسا في إحدى الساقين أو في كلتيهما.
- الشعور بالتنميل في القدم أو الساق.
- الإحساس بالشد العضلي أو التشنجات في عضلات الظهر أو الساق.
- الإحساس بضعف في عضلات الركبة أو الكاحل.
أما في حال حصل الانزلاق الغضروفي في منطقة الرقبة تحديدًا، فإن المريض قد يشعر حينئذ بالألم بالقرب من عظم الكتف، وقد ينعكس الألم ليصل إلى الذراعين وربما إلى اليدين والأصابع أيضًا، وقد يشعر المريض كذلك بتشنجات في عضلات الرقبة أيضًا، اما في حال حصل الانزلاق الغضروفي في وسط الظهر، فإن أعراض هذا الأمر قد لا تكون ظاهرة بوضوح على المريض، وقد يشعر بالألم في البطن، أو أسفل الظهر، أو أعلاه.
أسباب مرض غضروف الظهر
من الممكن أن يشتكي المريض من غضروف الظهر في الحالات الآتية:
- إن قلة ممارسة الرياضات المختلفة، تجعل الجسم غير مرن، كما تقي الرياضة من اكتساب الأشخاص للكثير من الوزن، إذ إنَّ الوزن الزائد يشكل ضغطًا وحملًا إضافيًّا على منطقة الغضاريف في الظهر.
- إنّ رفع الأثقال بشكل خاطئ، سيكون أحد أسباب الإصابة بمرض غضروف الظهر.
- إن انحناء الظهر فجأةً، قد يجعل الجسم يتعرض إلى ألم كبير في غضاريف الظهر، إذ يصبح الجسم غير مؤهل لأي حركة مفاجئة وغير مناسبة.
- الإصابة بحالة قوية من السعال المتواصل.
- إن التقدم في العُمر هو أحد أسباب الإصابة بمرض غضروف الظهر، إذ مع تقدم العُمر يصبح الشخص ذا قوة أقل، كما أن الجسم لا يتحمل أي نشاط بدني، ويزيد من فرصة الإصابة بمرض هشاشة العظام.
- الانخراط في ممارسة الأعمال التي تتطلب انحناءُ والتواءات متكررة للظهر.
- الجلوس لفترات طويلة أثناء القيادة؛ إذ يُمكن للاهتزازات الناجمة عن قيادة المركبات أن تكون سببًا في إيذاء الغضاريف.
- تدخين السجائر؛ لأن ذلك يؤدي إلى انخفاض مستوى إمداد غضاريف الظهر بالأكسجين، وهذا يؤدي إلى تدهور حالتها مع مرور الوقت.
نصائح لعلاج مرض غضروف الظهر
توجد الكثير من النصائح التي يُمكن إسداؤها للأفراد الذين يُعانون من مرض غضروف الظهر بهدف تخفيف الأعراض السيئة الناجمة عن هذا المرض، ومنها:
- الالتزام بالراحة التامة، وعدم التّعرض للإرهاق الشديد.
- يجب استشارة الطبيب المختص والبدء بالعلاج المبكر، حتى لا تتدهور الحالة ولا تظهر أي مضاعفات؛ إذ يُمكن للطبيب وصف الكثير من الأدوية لعلاج هذه المشكلة، كما قد ينصح الطبيب بإجراء عملية جراحية لإصلاح الغضروف في حال كان ذلك ضروريًا.
- تجنب ممارسة الأنشطة البدنية التي تتطلب رفع الأثقال أو انحناء الجسم.
- وضع الكمادات البادرة أو الدافئة فوق مكان الألم.
- استخدام الأدوية دون وصفة طبية قادرة على تسكين الآلام ومقاومة الالتهابات؛ كدواء الايبوبروفين أو دواء النابروكسين بعد استشارة الطبيب لتحديد الجرعة المناسبة.
- استخدام الأدوية والكريمات القادرة على علاج تشنجات العضلات وتسكين آلامها.
- الخضوع لجلسات العلاج الطبيعي التي تهدف إلى تعليم المريض أنواع محددة من التمارين البدنية الخاصة بتقوية عضلات الظهر.
- الخضوع لجلسات التدليك والمساج.
مضاعفات مرض غضروف الظهر
يؤدي تمزق الغضروف إلى الضغط على النفق الفقري الذي يضم الأعصاب المنزلقة إلى الأجزاء السفلية من الجسم، وفي حال استمر الغضروف في الضغط على هذه الأعصاب، فإن احتمالية الإصابة بضعف أو شلل فيها تُصبح واردة، وقد يضطر الطبيب إلى إخضاع المريض إلى عملية مستعجلة بهدف إزالة الغضروف المصاب في حال اقتراب حدوث هذا الأمر، كما قد يصبح إجراء العملية أمرًا ضروريًا في حال ظهرت مضاعفات أخرى لمرض غضروف الظهر، مثل:
- زيادة حدة الأعراض: تتفاقم حدة الأعراض الناجمة عن الإصابة بمرض غضروف الظهر أحيانًا إلى درجة تعكير صفو حياة المريض وجعله يشعر بالبؤس دائمًا.
- فقدان السيطرة على وظائف التبول والتبرز: يؤدي ضغط الغضروف على الأعصاب المارة من أسفل الظهر إلى الإصابة بما يُعرف بمتلازمة دنب الفرس، التي يُمكنها أن تؤدي إلى حدوث سلس في البول أو البراز أو فقدان المريض للمقدرة على إفراغ المثانة على الرغم من كونها مليئة بالبول.
- التخدير السرجي: يشير هذا المفهوم إلى فقدان الإحساس بالمناطق التي تتلامس عادةً سرج الحصان؛ كالفخذين من الداخل، والساقين من الخلف، والمنطقة التي تحيط بالشرج.
مرض غضروف الظهر عند الرجال
يشير الباحثون إلى انتشار أكثر لحالات الإصابة بالانزلاق الغضروفي عند الرجال بعمر 20-50 سنة، كما يشيرون كذلك إلى إمكانية أن يؤدي هذا المرض إلى إصابة بعض الرجال بضعف جنسي أيضًا، لكن هذا الأمر هو ليس من بين العلامات الشائعة الناجمة عن هذا المرض، وإنما هو من بين المضاعفات السيئة التي يُمكن أن تنجم عن إهمال علاج المرض، لذا يجب المسارعة في الحديث مع الطبيب في أسرع وقت ممكن عند ملاحظة حصول ذلك أو حصول أي من المضاعفات السيئة الأخرى التي وردت مسبقًا، خاصة في حال تسبب الانزلاق الغضروفي في حدوث ضعف شديد في الجسم إلى درجة تعطيل ممارسة الأنشطة الحياتية العادية.