يعتبر العمل من أساسيات الحياة اليومية، إذ يقضي الإنسان ثمان ساعات يومياً في المؤسسة التي يعمل بها، حيث يسعى الإنسان للعمل من أجل الحصول على قوت يومه الذي عن طريقه يعيش حياة اجتماعية كريمة، كما يحقق من خلاله ذاته وطموحه وكيانه، الأمر الذي يجعله يشعر بأهميته في مجتمعه ، وأنه عضو نشط وفعال داخل وطنه.
ما هي قضايا العمل
تعرف قضايا العمل في أبسط معانيها بأنها مجموعة من الأمور التي تتعلق بنجاح الإنسان في عمله وتفوقه، كما تشمل الظروف التي تقف أمام نجاحه، حيث يوجد قانون العمل الذي يتضمن حقوق العامل وواجباته، إذ يسعى القانون إلى حماية حق العامل، ومعاقبة المقصر في أداء واجبه.
انواع قضايا العمل والعمال
قامت دراسة لمعرفة المدة الزمنية التي يقضيها الإنسان في العمل طوال حياته، حيث توصلت النتائج إلى أن الإنسان الذي يبلغ من العمر 80 عام، قضى 18 سنة منهم في العمل.
وانطلاقاً من أهمية العمل، نتناول بحث عن قضايا العمل يتضمن أهم قضايا العمل وطرق حلولها، حيث تشتمل قضايا العمل على ثلاث قضايا رئيسة هم كالاتي:
قضية البطالة
تعتبر هذه القضية من أهم القضايا المطروحة للنقاش والمنتشرة في المجتمع العربي بصفة خاصة، حيث تتعدد أسباب ارتفاع نسبة البطالة والتي من أهمها: أن مؤهلات المتقدمين للعمل غير متوافقة مع متطلبات سوق العمل، وأن عدد المتقدمين لوظيفة ما أكبر من عدد فرص العمل المتاحة، وقد ترجع أصول هذه القضية إلى هجرة الشباب وكبار السن من الريف إلى المدن، الأمر الذي زاد من معدل البطالة في المدن.
ولإيجاد حل لقضية البطالة، يجب على الدولة أن تقع على عاتقها مسئولية بناء وإقامة مؤسسات تهدف إلى تأهيل الشباب مع متطلبات سوق العمل، بالإضافة إلى إقامة الدولة للعديد من المشروعات والمؤسسات والشركات للقضاء على البطالة عن طريق تشغيل الشباب والباحثين عن وظيفة في هذه المشروعات.
قضية أجور العمال
تعتبر هذه القضية من أهم قضايا العمل، حيث يطالب العمال بأجر يضمن لهم حياة كريمة، ومستوى اجتماعي مناسب، ولكن الحقيقة أن أجور العمال قليلة بالنسبة لارتفاع الأسعار في السلع والمنتجات، فهي أجور لا تكفي متطلباتهم واحتياجاتهم، وهناك عنصر يزيد من حجم المشكلة وهو وجود موظفون يتقاضون أجور أقل من مجهودهم، وفي المقابل يوجد عمال يتقاضون أجور أعلى من مجهودهم.
ويمكن حل قضية أجور العمال من خلال وضع قانون يحدد الحد الأدنى للموظف ،بحيث يكون أجره متكافئ مع مجهوده وطبيعة عمله، كما يضمن حياة اجتماعية كريمة له ولأسرته، بالإضافة إلى توفير بطاقة تأمين صحي لكل عامل، الأمر الذي يوفر له العلاج على نفقة الدولة في حالة أصابته بمرض.
قضية التمييز
هي قضية هامة تؤثر سلبياً على الحالة النفسية للموظف، وبالتالي تؤثر على قيامه بعمله وأدائه الوظيفي، تتمثل هذه القضية في التفريق بين موظف وآخر بالرغم من كونهم يعملون في نفس المؤسسة أو نفس الشركة، حيث يرجع سبب التمييز بينهم إلى وجود صلة قرابة أو صداقة أو علاقة اجتماعية تجمع بين الموظف ورئيسه في العمل.
كما تشمل هذه القضية تعيين موظفين في مناصب عليا، حيث تكون مؤهلاتهم وكفاءاتهم أقل من مهام ذلك المنصب، حيث يرجع ذلك إلى العلاقات الاجتماعية.
لحل قضية التمييز يجب على المؤسسات أن تهتم بتعيين الموظف الكفء الجدير بالمنصب، إذ تهتم بتعيين الموظف الذي يستحق الوظيفية دون تمييز لأي سبب من الأسباب.
قضايا العمل في الإسلام
مقال عن قضايا العمل يوضح موقف الدين الإسلامي من العمل، إذ يحث الدين الإسلامي على أهمية العمل في حياتنا اليومية، حيث يضع ضوابط للعمل أهمها الأمانة والإخلاص والإتقان ومراعاة الضمير المهني، فهذه معايير رضى الله عن عبده الذي يتقيه في كل شيء، حيث يتحدث الله تعالى في كتابه الكريم عن أهمية العمل في حياة الإنسان حيث يقول الله عز وجل:
- “هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ”.
- “إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا”.
- “ومن عمل عملا صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون”.
- “الذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا وعد الله حقا ومن أصدق من الله قيلا”.
كما أن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام يحذرنا من مخاطر الكسل، و يحثنا على العمل بأمانة دون طمع فيما يملكه الغير، حيث يقول الرسول محمد عليه الصلاة والسلام عن العمل ما يلي:
- “إنّ الله يحبّ إذا عملَ أحدُكم عملاً أن يُتقنَه”.
- “ما أكَلَ أحَدٌ طَعامًا قَطُّ، خَيْرًا مِن أنْ يَأْكُلَ مِن عَمَلِ يَدِهِ، وإنَّ نَبِيَّ اللَّهِ داوُدَ عليه السَّلامُ، كانَ يَأْكُلُ مِن عَمَلِ يَدِهِ”.
- “أفضلُ الكسْبِ بيعٌ مبرورٌ، وعملُ الرجلِ بيدِه”.
- “التاجرُ الأمينُ الصَّدوقُ المسلمُ : مع النَّبِيِّينَ، والصِّدِّيقينَ، والشُّهَداءِ يومَ القيامةِ”.
- “والَّذي نفسي بيدِهِ لَأن يأخذَ أحدُكم حبلَهُ فيحتطِبَ على ظَهرِهِ خيرٌ لَهُ من أن يأتيَ رجلًا أعطاهُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ من فضلِهِ فيسألَهُ أعطاهُ أو منعَه”.
خاتمة عن قضايا العمل
ترتبط قضايا العمل بأمرين هما حقوق العامل، وواجبات العامل ، حيث يوجد قانون العمل الذي يتولى تحديد حق العامل وواجبه، وأبرز لوائح القانون ما يلي:
حقوق العامل
يتمتع العامل داخل مؤسسته بمجموعة من الحقوق وهي كالاتي:
- يحق للموظف العمل ثمان ساعات فقط خلال اليوم، حيث أن هذه المدة الزمنية هي المدة الرسمية التي يحددها القانون، إذ يتقاضى أجراً عن ذلك، وفي المقابل إذ زادت عدد هذه الساعات ، فإن على المؤسسة أن تضع للعامل أجراً مضافاً إلى أجره المتفق عليه، وذلك نظراً لتعبه واجتهاده.
- يعطي قانون العمل الحق للعامل في أخذ وقت من الزمن راحة خلال اليوم، حيث يبلغ هذا الوقت 60 دقيقة من أجل الراحة أو تناول الطعام.
- أن يكون لكل موظف تأمين صحي يضمن له توفير العلاج المجاني في حالة مرضه.
- التزم المؤسسة بدفع أجور العمال في مواعيدها دون تأخير .
- يحق للعامل وفق القانون الحصول على إجازة مرضية، أو إجازة عارضة، الإضافة إلى الإجازات الرسمية.
- يحق للموظف أن يشعر بتقدير واحترام المؤسسة التي يعمل فيها له، حيث يشعر بذلك عند حصوله على مكافأة مالية نظير أمانته واجتهاده في عمله.
واجبات العامل
يوجد واجبات على العامل تجاه المؤسسة التي يعمل فيها، وهي كالاتي:
- التزام الموظف بحضور عمله في الوقت المتفق عليه دون تأخير، وكذلك الانصراف في موعد انتهاء العمل.
- تسليم المهام والأعمال المطلوبة منه في وقتها المحدد دون تأخير.
- لا تزيد عدد أيام أجازته عن الحد المسموح به .
- يوجب على العامل احترام وتقدير رئيسه في العمل وكل موظف معه من الصغير إلى الكبير.
- يجب على الموظف عدم التحدث مع زملائه في وقت العمل.
تتعدد قضايا العمل ، بالرغم من تشابه المجتمعات في هذه القضايا إلا أن طريقة كل دولة في إيجاد حل لها يكون مختلف تماماً عن الدول الأخرى، حيث أن طريقة معالجة الدول لقضايا العمل هو الذي يفرق بين المجتمعات النامية، والمجتمعات المتقدمة.