حاسة الشم
تعد حاسة الشم إحدى الحواس الخمس التي يتمتع بها الإنسان، وتنطوي حاسة الشم على العديد من الوظائف والمزايا التي تحسن نوعية الحياة وتعزز مدى الأمان والسلامة للأشخاص، إذ تساعد حاسة الشم على تحفيز الشهية لدى الأشخاص، وتحسين حاسة التذوق لديهم، كما أنها تنبّه الأشخاص في حالات الخطر، كما هو الحال عند استنشاق الدخان المنبعث من الحرائق أو شم رائحة الأطعمة المتعفنة غير الصالحة للاستخدام البشري،ويتمكن الإنسان من شم الروائح المختلفة عن طريق آلية معينة تتمثل باستنشاق الجزيئات المنفردة العالقة في الهواء، ثم تلتصق هذه الجزيئات بالمستقبلات الموجودة في أغشية الأنف المخاطية فتُحفز الأعصاب التي ترتبط بالدماغ مباشرةً.
ضعف حاسة الشم
قد يتسبب حدوث أية مشاكل في نظام الشم بالتأثير على حاسة الشم الطبيعية لدى الأشخاص، وقد يواجه بعض الأشخاص حدوث ضعف أو تراجع في حاسة الشم لديهم نتيجة لبعض الأسباب والحالات؛ مثل احتقان أو انسداد الأنف، والتهاب بطانة الأنف، وتلف الأعصاب، أو التغير في الفعالية الوظيفية للدماغ،وتؤثر مشاكل حاسة الشم وضعف القدرة على شم الروائح على حوالي 12٪ من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 عامًا، وتزداد هذه الشكاوى مع تقدم الأشخاص في العمر، إذ يعاني حوالي ربع الرجال في الستينيات من العمر من ضعف حاسة الشم،في حين تندر إصابة الأشخاص بفقدان كلي لحاسة الشم؛ إذ تتحسن الأسباب الشائعة التي ينجم عنها ضعف أو فقدان حاسة الشم مع مرور الزمن، إلا أنه قد يواجه الأشخاص نشوء أعراض شديدة أحيانًا، مثل حدوث آلام شديدة أو مضايقة بالغة، وقد ينجم عن فقدان أو ضعف حاسة الشم نشوء عدد من الآثار، مثل؛ تراجع الرغبة في تناول الطعام، وفقدان الشهية، وسوء التغذية، وبالتالي نقصان الوزن أو الإصابة بالاكتئاب.
أسباب ضعف حاسة الشم
يواجه الأشخاص حدوث ضعف أو فقدان في حاسة الشم نتيجة لوجود تورم أو انسداد في الأنف يحول دون تمكّن الروائح من الوصول إلى المنطقة العلوية من الأنف، وقد ينشأ ضعف حاسة الشم بسبب حدوث مشكلة في نظام نقل وإرسال الإشارات من الأنف إلى الدماغ أحيانًا، ويمكن توضيح أبرز الأسباب الرئيسية لحدوث ضعف في حاسة الشم وفق ما يلي:
- الإصابة بتهيج في الأغشية المخاطية المبطنة للأنف، إذ قد يتعرض الأشخاص لهذا التهيج نتيجة لعدد من الأسباب المحتملة، ومنها ما يلي:
- عدوى والتهابات الجيوب الأنفية.
- التدخين.
- الإنفلونزا.
- حساسية الأنف أو ما يعرف بالتهاب الأنف التحسسي.
- التهاب الأنف اللاتحسسي؛ وهي حالة التهابية تختص بحدوث الاحتقان المزمن غير الناجم عن الحساسية.
- الزكام ونزلات البرد، والذي يعد أكثر الأسباب الشائعة لضعف حاسة الشم، إذ يتسبب بحدوث فقدان جزئي ومؤقت للقدرة على شم الروائح، وسرعان ما يتحسن هذا الضعف تلقائيًا في حال تلاشي هذه الأسباب وتماثل المصاب للشفاء.
- انسداد في الممرات الأنفية، قد يصاب الأشخاص بضعف في حاسة الشم عند وجود جسم ما عالقًا في مجرى الهواء الداخل إلى الأنف، وقد ينجم ذلك عن عدد من الأسباب، ومنها ما يلي:
- الأورام.
- تكوّن السلائل أو اللحميات في الأنف.
- وجود تشوهات في الحاجز الأنفي أو العظام الموجودة داخل الأنف.
- تلف الدماغ أو الأعصاب، يحتوي الأنف بداخله على مستقبلات تنقل المعلومات عبر الأعصاب إلى الدماغ، وقد ينشأ ضعف حاسة الشم عند تعرض جزء ما من هذا النظام إلى التلف أو التعطل، ومن الأسباب أو الحالات التي قد ينجم عنها حدوث هذه الحالة ما يلي:
- التقدم في السن.
- مرض الزهايمر.
- أورام الدماغ.
- داء هنتنغتون.
- الاضطرابات الهرمونية.
- نقص نشاط الغدة الدرقية.
- الآثار الجانبية الناجمة عن تناول بعض الأدوية، مثل بعض المضادات الحيوية والأدوية المستخدمة لعلاج حالات ارتفاع ضغط الدم.
- التصلب المتعدد.
- مرض باركنسون.
- مرض انفصام الشخصية.
- مرض الصرع.
- مرض السكري.
- التعرض لبعض المواد الكيميائية التي تتسبب بحرق الأنسجة الداخلية للأنف.
- تلقي الإصابات على مناطق الدماغ أو الرأس.
- إجراء جراحة الدماغ.
- سوء التغذية ونقص الفيتامينات.
- استخدام العلاج الإشعاعي.
- الإفراط في شرب الكحوليات لفترات طويلة الأجل.
- السكتة الدماغية.
- فقدان حاسة الشم الخلقي، إذ يعاني بعض الأشخاص في بعض الحالات النادرة من فقدان حاسة الشم منذ الولادة نتيجة لبعض العوامل الجينية.
تشخيص ضعف حاسة الشم
ينبغي على الأشخاص زيارة الطبيب واستشارته عند مواجهة ضعف أو فقدان في حاسة الشم غير مرتبط بالإصابة بحالات الزكام أو نزلات البرد أو الحساسية، أو عند عدم تحسن حالة ضعف حاسة الشم في غضون أسبوع أو أسبوعين، ويمكن للأطباء تشخيص هذه الحالة بإجراء فحص داخلي للأنف باستخدام أداة خاصة للتحقق من وجود ورم أو سليلة تحول دون قدرة الروائح على الدخول إلى الأنف، كما يتأكد الطبيب من وجود التهابات أو عدوى قد تتسبب بضعف حاسة الشم لدى الشخص، وقد يوصي أخصائي الأنف والأذن والحنجرة الأشخاص بإجراء بعض الاختبارات الإضافية، مثل؛ التصوير المقطعي المحوسب؛ وذلك للحصول على صورة واضحة تمكن الطبيب من التعرف على السبب الدقيق وراء حدوث ضعف حاسة الشم.
علاج ضعف حاسة الشم
يرتكز علاج ضعف حاسة الشم على السبب الدقيق الكامن وراء حدوث الضعف أو الفقدان في قدرة الأشخاص على شم الروائح، إذ يتلاشى ضعف حاسة الشم الناجم عن حالات الزكام ونزلات البرد أو الحساسية أو التهاب الجيوب الأنفية تلقائيًا في غضون بضعة أيام دون الحاجة إلى علاج، إلا أن حالات ضعف حاسة الشم التي تستمر بعد تماثل المسببات السابقة للشفاء تتطلب الحاجة إلى استشارة الطبيب، وقد تساهم بعض العلاجات في استعادة حاسة الشم والتخلص من حالات ضعف الشم الناجمة عن تهيج الأنف، ومن هذه العلاجات ما يلي:
- تناول بعض الأدوية، مثل؛ مزيلات الاحتقان، ومضادات الهيستامين، وبخاخات الأنف الستيرويدية، وبعض المضادات الحيوية التي توصف لعلاج العدوى والالتهابات البكتيرية.
- تجنب التعرض لمهيجات الأنف ومثيرات الحساسية.
- الإقلاع عن التدخين.
- اتباع بعض الإجراءات والتدخلات الجراحية، إذ يمكن علاج حالات ضعف حاسة الشم الناجمة عن انسداد الأنف بإجراء بعض أنواع الجراحة التي تستخدم لاستئصال الكتل والناميات المسببة للانسداد، مثل استئصال سلائل أو لحميات الأنفية، وتقويم الحاجز الأنفي؛ وهو إجراء جراحي لتصحيح الحاجز الأنفي المنحرف، أو تصريف الجيوب الأنفية.