الصحة النفسية

آثار الجلطة الدماغية

آثار الجلطة الدماغية

 

الجلطة الدماغية

تحدث السكتة الدماغية أو الجلطة الدماغية عند حدوث عائق يمنع تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، مما يؤدي إلى حرمان أنسجة الدماغ من الأكسجين والغذاء، ومن دون هذه المواد تبدأ خلايا الدماغ بالموت خلال دقائق، ويمكن أن تحدث الجلطة الدماغية بسبب تمزق أحد الأوعية الدموية في الدماغ، مما يؤدي إلى نفس النتيجة، وتعد الجلطة الدماغية حالة صحية طارئة تحتاج للعلاج المستعجل؛ إذ تقلل إجراءات العلاج المبكرة في علاج هذه الحالة من تلف أو تضرر الدماغ والمضاعفات المحتملة، ومن الجدير بالذكر أن جلطات الدماغ يمكن علاجها ومنع حدوثها من خلال الحصول على العلاجات الفعّالة.

آثار الجلطة الدماغية على الجسم

يتأثر الجسم بالجلطة الدماغية حسب المنطقة المصابة من الدماغ، وتشمل التأثيرات المحتملة للجلطة الدماغية على أجهزة الجسم كلًّا مما يأتي:

  • الجهاز التنفسي: قد يتضرر جزء الدماغ المسؤول عن الأكل والبلع، مما يؤدي إلى مشاكل في هذه الوظائف، وهي من الأعراض الشائعة بعد التعرض للجلطة الدماغية، وتتحسن هذه الأعراض وحدها مع مرور الوقت، كما يمكن للغذاء والسوائل أن تدخل للممرات الهوائية وتستقر في الرئتين عند فشل عضلات الحلق واللسان في توجيه الطعام للبلعوم، مما قد يؤدي إلى العدوى أو الالتهاب الرئوي، وقد ينتهي الأمر بالوفاة أو إلى الدخول في غيبوبة عند حدوث الجلطة في جذع الدماغ، وهو العضو المسؤول عن وظائف حيوية، مثل؛ التنفس، ونبض القلب، وحرارة الجسم، كما يحتاج بعض المصابين بالجلطة الدماغية إلى المكوث لفترات طويلة في المستشفى، وهذا يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بجلطات دموية في الساقين بسبب قلة الحركة، ومن المعروف أن لهذه الجلطات مقدرة على التحرك باتجاه الرئتين والتسبب بجلطة خطيرة في الرئة.
  • الجهاز العصبي: يتكون الجهاز العصبي من الدماغ، والحبل الشوكي، وشبكة الأعصاب المنتشرة في الجسم، ويرسل هذا الجهاز الإشارات باتجاهين بين الدماغ والجسم، وعند التعرض لجلطة دماغية يبدأ الجهاز العصبي باستلام الإشارات بشكل غير صحيح، مما يتسبب بشعور المصاب بالألم أكثر من الطبيعي أو عند القيام بعمل لم يكن مؤلمًا قبل حدوث الجلطة، وذلك بسبب فشل الدماغ في فهم الأحاسيس، كما يمكن أن يؤثر ذلك على البصر عند تضرر الجزء المتصل مع العين في الدماغ؛ إذ يفقد البعض البصر أو جزءًا منه بالإضافة إلى احتمالية مواجهة صعوبة في تحريك العين، ويؤثر الضرر في مقدمة الدماغ على كل من الذكاء، والحركة، والمنطق، وعلى السمات الشخصية، ويؤثر الضرر في الجهة اليمنى من الدماغ على كلّ من الانتباه، والذاكرة، والقدرة على تمييز الأوجه والأشياء، في حين يؤدي الضرر في الجهة اليسرى من الدماغ إلى التأثير على كل من التحدث وفهم اللغة، والذاكرة، والتفكير المنطقي، والتفكير الرياضي والتحليلي.
  • جهاز الدوران: تحدث السكتة الدماغية غالبًا بسبب مشكلات في الدورة الدموية تتراكم مع مرور الوقت، وترتبط هذه المشاكل بكلّ من ارتفاع الكوليسترول في الدم، وارتفاع ضغط الدم، والتدخين، والسكري، وعند التعرض لجلطة دماغية تزداد فرص الإصابة بواحدة أخرى أو التعرض لذبحة صدرية، ولمنع حدوث سكتة دماغية أخرى، سيوصي الطبيب بتغييرات في نمط الحياة؛ مثل الأكل الصحي وزيادة النشاط البدني أو بعض العلاجات الدوائية.
  • الجهاز العضلي: بالاعتماد على الجزء المتضرر في الدماغ نتيجة الجلطة الدماغية، يمكن أن تتضرر مجموعات مختلفة من العضلات، ويحتاج هذا الأمر عادةً لإعادة التأهيل لتحسين الأعراض، ونظرًا إلى أن الجلطة الدماغية عادةً ما تصيب جهة واحدة من الدماغ فإن عضلات الجسم المتاثرة تكون في الجهة المقابلة من الجسم؛ إذ تتحكم الجهة اليمنى من الدماغ بالجهة اليسرى من الجسم، وتتحكم الجهة اليسرى من الدماغ بالجهة اليمنى من الجسم، وبهذا يصاب المريض بالشلل بجهة الجسم اليمنى عند تعرض الجهة اليسرى من الدماغ للجلطة والعكس صحيح، وينتج التعب وضعف العضلات أكثر من العادة عند عدم تمكن الإشارات من الانتقال بالشكل الصحيح بين الدماغ وعضلات الجسم.
  • الجهاز الهضمي: في بداية عملية الشفاء لا تكون أعضاء المصاب فعّالة ونشطة كالعادة، كما قد يعاني البعض من الإمساك؛ بسبب الأدوية وقلة السوائل وقلة النشاط البدني، ويمكن للجلطة أن تؤثر على الجزء المسؤول عن الأمعاء، مما يؤدي لفقدان السيطرة عليها الأمر الذي يعرف باسم سلس الأمعاء ولكن يتحسن مع مرور الوقت.
  • الجهاز البولي: قد تسبب الجلطة الدماغية وجود خلل في الاشارات بين الدماغ والعضلات التي تتحكم بالمثانة، وقد يؤدي هذا الأمر إلى حاجة المصاب للذهاب للتبول أكثر من العادة أو التبول أثناء النوم أو التبول أثناء السعال والعطس، لكن غالبًا ما تتحسن هذه الأعراض وحدها مع الوقت.
  • الجهاز التناسلي: لا تؤثر الجلطة الدماغية على عمل الجهاز التناسلي مباشرةً، ولكن قد تؤثر على تجربة الجماع وكيفية الشعور اتجاه الجسم، كما يؤدي الاكتئاب وانخفاض القدرة على التواصل وبعض الأدوية إلى تقليل من الرغبة في ممارسة النشاط الجنسي.
  • تغيرات سلوكية: يميل المصابون بالجلطة الدماغية نحو الانطوائية وفقدان الرغبة في الاندماج مع الآخرين، كما قد يواجهون مشاكل في الاعتناء بأنفسهم وقضاء حاجياتهم اليومية.

أعراض الجلطة الدماغية

يعتمد ظهور أعراض الجلطة الدماغية على جزء الدماغ الذي توقف تدفق الدم إليه، ومن الأعراض التي تظهر عادةً ما يأتي:

  • تغير حاد في مستوى الوعي، والارتباك.
  • الشعور الحاد بالضعف أو الشلل والخدران في جزء أو جهة كاملة من الجسم.
  • فقدان جزئي للبصر.
  • الرؤية المزدوجة.
  • صعوبة في التحدث، أو في فهم الكلام.
  • صعوبة في التوازن، والشعور بالدوار.
  • الصداع، والتقيؤ في بعض الحالات.

عوامل خطر الاصابة بالجلطة الدماغية

قد تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بالجلطة الدماغية مثل؛ زيادة الوزن أو السمنة، والخمول البدني، وشرب الكحول، وتعاطي المخدرات، والإصابة ببعض الأمراض بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم، وتدخين السجائر أو التعرض للتدخين السلبي، وارتفاع مستويات الدهون وداء السكري، وأمراض القلب، كما يلعب التاريخ العائلي دورًا في زيادة خطر الإصابة بالجلطة الدماغية، والذي يزداد بالفعل بعد عمر 55 عامًا أو أكثر، ومن ناحية أخرى يعد الرجال أكثر عرضة للجلطة الدماغية من النساء.

طرق الوقاية من الجلطة الدماغية

يمكن إجراء بعض التغييرات في أنماط الحياة التي تساعد بشكل كبير في الوقاية من خطر الإصابة بالجلطة الدماغية ومضاعفاتها على الجسم، وتشمل هذه الإجراءات ما يأتي :

  • اتباع حمية غذائية صحية: إذ تزيد الحميات الغذائية غير الصحية من فرصة ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالجلطة الدماغية، لذا ينصح باتباع حمية غذائية صحية قليلة بالدهون ومليئة بالالياف مع استهلاك الكثير من الفواكه والخضروات الطازجة والحبوب الكاملة، كما يجب اتباع حمية غذاء متوازنة مع عدم التركيز على نوع واحد من الأغذية، مع ضرورة عدم الافراط في استهلاك الصوديوم الموجود في الأملاح .
  • ممارسة التمارين الرياضية: إذ تساعد الرياضة على خفض الكوليسترول وضغط الدم، لذا ينصح بممارسة التمارين بما لا يقل عن 150 دقيقة في الأسبوع؛ كالتمارين الهوائية متوسطة الكثافة مثل المشي السريع أو ركوب الدراجة ، لكن يجب على الأشخاص الذي أصيبوا بالجلطة الدماغية استشارة الطبيب فيما يتعلق بإمكانية ممارسة التمارين الرياضية .
  • الإقلاع عن التدخين والكحول: يزيد التدخين تضيق الشرايين وتكون الجلطات في الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بالجلطات الدماغية، لذا فإن الإقلاع عن التدخين يمكن أن يقي من الجلطات الدماغية بشكل كبير.
  • معالجة المشاكل الصحية: يجب معالجة المشاكل الصحية والأمراض المزمنة التي تزيد من خطر الإصابة بالجلطات الدماغية ، إذ يجب إبقاء مستويات ضغط الدم والسكر تحت السيطرة قدر الإمكان، ومن الضروري إيجاد حلول طبية لعلاج ما يُعرف بانقطاع النفس الانسدادي النومي في حال كانت هذه المشكلة موجودة لدى الفرد، بالإضافة إلى تناول الأدوية المناسبة للوقاية من الجلطة الدموية في حال كان ذلك ضروريًا
السابق
التداوي بالماء الساخن
التالي
علاج البهاق

اترك تعليقاً