الصحة النفسية

آثار فقر الدم على الجسم

آثار فقر الدم على الجسم

فقر الدم

يُعد فقر الدم أحد أكثر أنواع اضطرابات الدم شيوعًا بين البشر، وتشير بيانات الخبراء إلى معاناة حوالي 1.62 مليار إنسان من فقر الدم حول العالم، أو حوالي 24.8% من سكان العالم، ومن المعروف أن فقر الدم ينشأ أصلًا عن انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء التي تحتوي على بروتين الهيموغلوبين المسؤول عن نقل الأكسجين من الرئتين إلى سائر أعضاء وأنسجة الجسم، ومن المثير للاهتمام أن عدد أنواع فقر الدم يصل حوالي إلى 400 نوع تقريبًا، وهذا يعني بالطبع تنوعًا كبيرًا في أسباب الإصابة بفقر الدم؛ فيوجد حالات من فقر الدم تنجم عن النزيف الشديد الناجم عن الإصابة بالبواسير أو السرطان، بينما توجد حالات أخرى تنجم عن ضعف إنتاج الجسم لخلايا الدم الحمراء بسبب الإصابة بنقص الحديد، أو حمض الفوليك، أو حتى فيتامين ب12، وعلى العموم لا تقتصر الإصابة بفقر الدم على البشر فحسب، وإنما توجد عند بعض الحيوانات أيضًا؛ كالكلاب والقطط.

آثار فقر الدم

بما أن فقر الدم يعود إلى نقص في عدد كريات الدم الحمراء وبالتالي نقص كمية الأكسجين الواصلة إلى بقية خلايا الجسم، فإن ذلك يتسبب في أعراض للمرض من الممكن أن تكون طفيفة فيعتاد عليها الجسم، أو أعراض قوية وواضحة تزداد مع زيادة حدية فقر الدم، ومن هذه الأعراض والعلامات:

  • التعب والإعياء والشعور بقلة الطاقة.
  • ضيق التنفس.
  • سرعة معدل التنفس.
  • الخفقان وزيادة ضربات القلب.
  • شحوب الوجه والجسم وبروده.
  • الدوخة.
  • تغير في لون البراز.
  • برودة اليدين والقدمين.
  • صداع.
  • انخفاض ضغط الدم.

مضاعفات فقر الدم

وتجدر الإشارة إلى احتمالية تطور الأعراض والإصابة بمضاعفات أكثر خطورة في حال عدم معالجة فقر الدم، وتتضمن هذه المضاعفات ما يأتي:

  • إعياء شديد يجعل المصاب غير قادر على إكمال مهامه اليومية.
  • مشكلات في القلب بسبب زيادة الجهد عليه؛ وذلك لتعويض نقص الأكسجين الناتج عن نقص عدد كريات الدم الحمراء، ومنها تضخم القلب أو فشله مع تقدم الأمر.
  • الولادة المبكرة في حالات فقر الدم الناتج عن نقص الفولات عند الحوامل.
  • تتميز بعض أنواع فقر الدم بدرجات عالية من الخطورة والشدة إلى درجة تسببها بمضاعفات مهلكة قد تؤدي إلى وفاة الشخص، كما أن النزيف أو فقدان الكثير من الدم فجأة قد يؤدي إلى نفس النتيجة أحيانًا.

أسباب فقر الدم

توجد بعض الأمراض التي تُحدِث نقصًا في عدد كريات الدم الحمراء والتي بدورها تؤدي إلى الأنيميا، وفيما يأتي أسباب الأنيميا:

  • فقر الدم الناتج عن فقدان الدم: توجد بعض الحالات التي يتعرض فيها الإنسان لفقدان الدم، فإما أن يكون فقدان الدم بسبب أمر سريع ولحظي مثل الولادة، والجروح القطعية والعمليات الجراحية، أو أن يكون فقدانه مزمنًا بسبب مرض ما مثل قرحة المعدة، أو السرطان، أو البواسير أو نزيف الدورة الشهرية، وفي هذه الحالات تكون ردة فعل الجسم للمحافظة على حجم الدم في الأوعية الدموية بإخراج الماء الموجود في الأنسجة إلى مجرى الدم، فيؤدي ذلك إلى تخفيف نسب المواد التي يتكون منها الدم، ومنها كريات الدم الحمراء.
  • فقر الدم الناتج عن خلل في تصنيع كريات الدم الحمراء: نخاع العظم هو المسؤول عن تصنيع كريات الدم الحمراء، فهو يُنتِج خلايا جذعية تتطور إلى كريات دم حمراء، وكريات دم بيضاء وصفائح دموية، ويصنف فقر الدم الناتج عن خلل في تصنيع كريات الدم الحمراء إلى عدة أنواع، وهي:
    • فقر الدم الناتج عن نقص الفيتامينات مثل فيتامين ب 12 وحمض الفوليك، إذ يعدّان من المكونات الأساسية لكريات الدم الحمراء، ونقص أحدهما يُسبب نقصًا في إنتاج كريات الدم الحمراء.
    • فقر الدم المنجلي، وفي هذه الحالة تصنع كريات الدم الحمراء بطريقة خاطئة وتتكسر سريعًا أو تلتصق في جدران الأوعية الدموية مسببةً الألم.
    • مشكلات في نخاع العظم والخلايا الجذعية الذي ينتج عنه مرض الثلاسيما، وفي هذه الحالة تكون كريات الدم الحمراء غير قادرة على النمو بشكل كافي.
    • فقر الدم الناتج عن نقص الحديد، في هذه الحالة يُصنّع عدد قليل جدًا من كريات الدم الحمراء بسبب قلة كمية الحديد الذي يُعد مكونًا هامًّا في تصنيعها، وترجع قلة نسبة الحديد لأكثر من سبب منها التبرع المستمر بالدم، أو سوء التغذية، أو نزيف الدورة الشهرية أو بعض الحالات المتعلقة بالجهاز الهضمي كمرض كرون.
  • فقر الدم الناتج عن تكسر كريات الدم الحمراء: تستمر دورة حياة كريات الدم الحمراء لمدة 120 يومًا تقريبًا، لكن من الممكن حدوث أمر ما يؤدي إلى تكسرها قبل إنهاء دورة حياتها، وهذا ينطبق على فقر الدم الانحلالي المناعي الذاتي، إذ إنه في هذه الحالة يُهاجم الجسم كريات الدم الحمراء على اعتبار أنها جسم غريب نتيجة خطأ في الجهاز المناعي.

علاج فقر الدم

يعتمد علاج فقر الدم على السبب الكامن وراءه، ولا يجوز أخذ العلاج دون الرجوع إلى الطبيب وبعد إجراء الفحوصات اللازمة، وفيما يأتي شرح لطرق العلاج المناسبة لكل حالة:

  • فقر الدم الناتج عن مشكلات في نخاع العظم والخلايا الجذعية: وفي بعض الحالات لا يوجد ما يمكن فعله للمصاب سوى نقل الدم باستمرار أو تغييره، وفي بعض الدول المتقدمة من الممكن خضوع المصاب لزراعة نخاع العظم.
  • فقر الدم الناتج عن فقدانه: ويكون علاجه عن طريق نقل الدم والسوائل والأكسجين، وفي بعض الحالات تزويد المصاب بالحديد إما عن طريق الوريد أو تناول حبوب الحديد، أما في الحالات المعرضة لفقدان الدم عن طريق مرض مزمن مثل قرحة المعدة فيُعالج السبب الرئيسي لفقدان الدم.
  • فقر الدم الناتج عن نقص الحديد: يُعالَج عن طريق إعطاء المصاب الحديد كمكل غذائي، وعادة ما تتعرض له الفتيات بسبب النزيف الغزير الدورة الشهرية، ويُنصَح من يتناول الحديد بالتحدث مع الطبيب قبل البدء بتناوله؛ لأن زيادته تُعد ضارة ويمكن أن تتسبب في آثار جانبية مثل الإسهال، وأمراض القلب، والصداع ومشكلات في المفاصل، بالإضافة إلى ضرورة الانتباه إلى أي أدوية أخرى يتناولها المصاب لمنع حدوث تفاعل بين الأدوية مثل الكالسيوم، ويُنصح بتناول فيتامين ج مع الحديد، فهو يحسن امتصاصه.
  • فقر الدم الناتج عن نقص الفيتامينات كفيتامين ب12 وحمض الفوليك: إذ يُؤخذ فيتامين ب12 إما عن طريق الفم على شكل حبوب، وقد يحتاج المصاب إلى جرعات عالية من الحبوب، أو عن طريق الحقن، ومن الممكن تعديل النظام الغذائي لدى المصاب بنصحه بتناول الكبد، اللحوم، والسمك ومشتقات الحليب، أما حمض الفوليك فيُعوض نقصه عن طريق تناول حبوب حمض الفوليك بعد استشارة الطبيب، ومن الجدير بالذكر أن بعض الأطعمة مثل؛ الفواكه، والأوراق الخضراء مثل الجرجير، والخضار مثل البروكلي ومشتقات الحليب قد تساهم في رفع مستوى هذا الحمض.
  • فقر الدم الناتج عن تكسر كريات الدم الحمراء أو الناتج من الأمراض المزمنة: يُعالج بمعالجة السبب الرئيسي، ومن الممكن تزويد المصاب بسوائل عن طريق الوريد أو نقل دم للتخفيف من الأعراض.

علامات وأعراض فقر الدم

تتباين أعراض وعلامات فقر الدم بتباين عوامل كثيرة؛ كنوع فقر الدم الذي يُعاني منه المصاب، وسبب حصول فقر الدم، ومستوى شدة فقر الدم، وقد يُخفق المصاب في التعرف على حقيقة إصابته بفقر الدم أصلًا؛ لأن للجسم مقدرة على تعويض كمية الدم المفقودة أثناء الفترات المبكرة من المرض، لكن يُمكن القول عمومًا بأن معظم أنواع فقر الدم تؤدي إلى الإحساس بالإعياء، والتعب، وتسارع نبضات القلب، وضيق النفس، والصداع، وصعوبة التركيز، وشحوب الجلد، وتشنجات الساقين، بالإضافة إلى قلة النوم، وبالإمكان كذلك شرح أعراض وعلامات بعض أشهر أنواع فقر الدم على النحو الآتي:

  • فقر الدم الناجم عن نقص الحديد: يُعاني المصابون بهذا النوع من فقر الدم من الشعور بشهوة نحو تناول بعض المواد أو الأجسام الغريبة؛ كالثلج والأوراق مثلًا، كما قد يُعانون كذلك من انحناء أمامي لأظافر الأصابع فيما يعرف بتقعر الأظافر، بالإضافة إلى تقرحات وتشققات زوايا الفم.
  • فقر الدم الناجم عن نقص فيتامين ب 12: يشعر المصابون بهذا النوع من فقر الدم بالتنميل والوخز في أيديهم وأرجلهم، وقد يفقدون حاسة اللمس، وتبدأ علامات الخرف بالظهور عليهم، كما قد يشعرون بصعوبة عند المشي.
  • فقر الدم الناجم عن تسمم بالرصاص المزمن: تتضمن أعراض هذا المرض حصول آلامٍ في البطن، وإمساك، وتقيؤ، وظهور خط أزرق أو أسود على اللثة.
  • فقر الدم الناجم عن تحطم خلايا الدم الحمراء المزمن: يؤدي هذا المرض إلى الإصابة باليرقان أو اصفرار الجلد والعينين، وظهور تقرحات في الساقين، وتغير لون البول إلى اللون البني أو الأحمر، وظهور أعراض الإصابة بحصى المرارة، بالإضافة إلى حدوث مشاكل في النمو عند الأطفال الرضع.
  • فقر الدم المنجلي: يشكو المصابون بفقر الدم المنجلي من الإعياء، وسهولة الإصابة بالعدوى، وتأخر النمو، بالإضافة إلى نوبات من الآلام الشديدة، خاصة في المفاصل والبطن.
السابق
ما علاج نزلات البرد
التالي
أفضل فاكهة للقلب

اترك تعليقاً