الصحة النفسية

أسباب التعب من أقل مجهود

أسباب التعب من أقل مجهود

الشعور بالتعب السريع

يشعر الكثير منّا بتزايد ضربات القلب وضيق التنفس وتعب شديد عند صعود الدرج أو المشي لمسافة طويلة، كما أن أداء أي عمل منزلي أو اللعب مع الأطفال قد يسبب الإرهاق والتعب أيضًا، وهذا كلّه قد يعود لأمراض خفية في الجسم أو أمراض معروفة أو عدم اعتياد الجسم على القيام بمجهود ولو كان بسيط مما يسبب عدم القدرة على القيام بكثير من الأعمال، بالإضافة إلى الحرمان من الاستمتاع بالحياة والمشاركة في النشاطات الترفيهية بصحبة الأهل والأصدقاء، وقد يكون أمرًا محرجًا أيضًا إذ يترك انطباعًا لدى الجميع بأنّ الشخص كسول، ولكن في الواقع هذا التعب له أسباب كثيرة وقد لا تكون باختيار أيّ منا.

أسباب التعب لأقل مجهود

تؤدي بعض العوامل والأسباب إلى الشعور بالتعب بسرعة عند أداء أقل مجهود، وتشمل هذه الأسباب كل مما يلي:

  • نقص الفيتامينات والمعادن: يشعر الشخص بالتعب عند النقص الحاد في فيتامين واحد في الجسم أو عدة فيتامينات، فقد يكون السبب الحديد أو البوتاسيوم، أو فيتامين د، أو ب12؛ إذ يسبب نقص فيتامين د شعور بالألم المستمر في العضلات، لأن فيتامين د يساعد الكالسيوم على تقوية العظام، ومن هنا يجب اتباع نظام غذائيّ متوازن يوفر جميع احتياحات الجسم الغذائية، كما ينبغي إجراء الفحوصات اللازمة لمعرفة الفيتامينات الناقصة ومحاولة تعويضها.
  • قلة ساعات النوم: وقد اعتبر الكثير أنّه السبب الأكثر شيوعًا للتعب، إذ أن عدد الساعات الأمثل للنوم هي 7-8 ساعات يوميًّا.
  • سوء التغذية أو التغذية الخاطئة: وذلك باتباع حمية قاسية لا تغطّي حاجة الجسم من الكثير من المعادن والفيتامينات إذ يركز على نوع طعام معين فقط، أو أن يكون النظام الغذائي للشخص غير صحي، إذ يكثر من الأطعمة الجاهزة والسكريات، ولما لذلك من آثار سيئة على الجسم حيث تتراكم الدهون ويصاب الشخص بارتفاع الكوليسترول وغيرها من الأمراض.
  • نقص السوائل: حيث لا يغطي حاجة الجسم من السوائل، وهي مهمة لعمل الجهاز التنفسي وبالأخص نقل الأكسجين لكافة أعضاء الجسم، إذ يحتاج الجسم كحدٍّ أدنى إلى لتر ونصف إلى لترين من الماء يوميًا، وعدم الاكتفاء والاستعاضة عنه بالشاي أو القهوة وغيرها. بالإضافة إلى تناول المشروبات المدرة للبول دون التعويض عنها بالماء يسبب الجفاف، وبالتالي التعب المستمر.
  • فقر الدَّم أو ما يعرف بالأنيميا: وهو أحد أهم أسباب الإرهاق، وهي عدم وجود ما يكفي من خلايا الدم الحمراء لنقل الأكسجين إلى باقي خلايا الجسم، وقد تحدث الأنيميا لأسباب مختلفة مثل نقص الحديد أو فقدان الدم خصوصًا لدى الإناث بسبب الدورة الشهرية، وفي حالة أنيميا نقص الحديد تتم معالجة الأنيميا بتناول الأطعمة الغنيّة بالحديد، مثل: اللحوم والكبد والبقوليات بالإضافة إلى مكملات الحديد.
  • خلل في الغدّة الدرقية: وتقوم هذه الغدة على التحكم بالأيض داخل الجسم، أي تتحكم بالسرعة التي يحول فيها الجسم الغذاء إلى طاقة، وعند انخفاض نشاط هذه الغدة تقل سرعة عمليات الأيض ويزداد الوزن والشّعور بالتعب والإرهاق، وهنا على المريض الخضوع لفحوص الدم لتشخيص الحالة.
  • الاكتئاب: إذ يؤدي إلى الإرهاق والصداع ونقص الشهية.
  • إهمال وجبة الإفطار: الطعام الذي تتناوله يشكل وقودًا للجسم وعند النوم فإن الجسم يستهلك الطعام الذي تناولته في العشاء الليلة السابقة، وذلك للحفاظ على الطاقة وضخ الدم والأكسجين للجسم، لذلك عندما تستيقظ في الصباح تحتاج إلى تزويد الجسم بالطاقة بوجبة الإفطار، لذلك فإن تخطي وجبة الإفطار يسبب الشعور بالتّعب.
  • السكري: إذ يعد التعب والخمول والإرهاق إحدى أعراض مرض السكري.
  • اضطرابات الأيض: وهو ما يمكن أن يسبب مرض السكري وقصور الغدة الدرقية.
  • السمنة وزيادة الوزن: إذ تشكل الشحوم والدهون الزائدة في حدوث إجهاد للقلب والجهاز التنفسي.
  • التهاب المفاصل أو الروماتيزم: يحصل هذا المرض عندما يهاجم جهاز المناعة أنسجة الجسم الطبيعية فيعمل على قتل الخلايا السليمة، ومن عوارضه: التعب، والنقص في الطاقة، وآلام في المفاصل، وفقدان الشهية.
  • خلل في الغدة الكظرية: تنتج الغدد الكظرية هرمونات تساعد على تنظيم عملية الأيض والجهاز المناعي وضغط الدم والاستجابة للإجهاد والتوتر وغيرها، كما أنها تسّيطر على القلق والخوف وذلك عن طريق إفراز هرموني الأدرينالين والكورتيزول، ولكن في حال إصابة الغدة الكظرية بمشكلة ما يجعلها تفرز كميات أقل من هذه الهرمونات، مما يسبب حالةً من الإعياء والتعب، وانخفاض في مستويات الطاقة في الجسم.
  • تناول الكافيين بكميات كبيرة: وعند تلاشي أثر الكافيين من الجسم فإنه يشعر بالتعب من أقل مجهود.

أسباب التعب والإعياء المزمن

يحدث التعب الدائم المزمن نتيجة عدة أسباب ممكنة وحالات مرضية تؤثر على عمل كل من الأعصاب والعضلات وقوتها، وفيما يلي هذه الأسباب:

  • اضطرابات أو خلل في الجهاز العصبي.
  • الصدمات النفسية.
  • خلل في إفراز الهرمونات مثل الأدرنالين وهرمون السيروتينين.
  • زيادة كمية الكورتيزول في الجسم.

أعراض مصاحبة للتعب

قد تتعدد أعراض الخمول والتعب ما بين الأعراض الجسدية، أو الذهنية، أو النفسية، ويتمثل العَرَض الأساسي لحالة الخمول والتعب بالشعور بالإرهاق عند تأدية أي نشاط جسدي، أو عقلي، وقد يصبح من الصعب على الشخص استمراره بممارسة أنشطته اليومية من اعتنائه بمن حوله، وأداء الأعمال المنزلية، والذهاب إلى العمل، ولا يشعر الشخص بالانتعاش بعد أخذه قسط من الراحة، أو بعد استيقاظه من النوم، وتزداد الأعراض سوءًا بعد بذل أي مجهود جسدي، وقد تظهر الأعراض إما بعد التمارين، أو المجهود الجسدي بساعات، أو في اليوم التالي، ومن الأعراض الأخرى التي تظهر مع حالة الخمول والتعب ما يأتي:

  • الشعور بالنعاس خلال اليوم.
  • فقدان الدافع، والشعور باللامبالاة.
  • المزاجية، وحدة الطباع.
  • صداع في الرأس.
  • صعوبة في تعلم مهام جديدة، أو صعوبة التركيز.
  • البطء في اتخاذ ردود فعل.
  • مشاكل في الرؤية؛ كضبابية الرؤية.
  • مشاكل في الجهاز الهضمي، مثل؛ الانتفاخ، والإسهال، والإمساك.

تشخيص الخمول والتعب

يعد تشخيص مشكلة الخمول والتعب أمرًا صعبًا لكونها غير محصورة بأسباب محدودة تنجم عنها، لذا قد يحتاج الطبيب للسؤال عن كفاءة النوم بما يتضمن أنماط النوم، ومستويات القلق، بالإضافة إلى السؤال عن شدة التعب التي يشعر بها الشخص، ووجود أي مشاكل صحية مسببة للشعور بالخمول والتعب، مثل؛ المشاكل الهرمونية، أو المشاكل في الكبد، أو الكلى، وتوجد العديد من الفحوصات الطبية التي قد تساعد الطبيب في عملية التشخيص من فحوصات البول، وأشعة تصويرية، وفحص الدم، والاستبيان الخاص بالصحة العقلية، وبالتالي فإن التشخيص السليم للمرض يؤدي إلى علاجه وسهولة السيطرة عليه، فعلى سبيل المثال؛ تساهم إمكانية السيطرة على مرض السكري في التقليل من الشعور بالخمول والتعب.

علاج التعب الدائم

يمكن علاج التعب الدائم والتحكم فيه من خلال العديد من الإجراءات المساعدة في زيادة طاقة الجسم والتخلص من المشاكل المساهمة في التعب، ويشمل ذلك ما يلي:

  • ممارسة التّمارين الرياضية: وعلى الأخص تمارين القلب، وهذه التمارين تقوم على تقوية عضلة القلب وتعويده على الحركة، كما تعمل على زيادة سعة الجهاز التنفسي، ومن هذه التمارين: المشي لمدّة نصف ساعة ويفضل المشي السريع، صعود ونزول الدرج.
  • إجراء التحاليل اللازمة: ويشمل ذلك تحليل الدم الكامل والنظر إلى مؤشرات كريات الدم الحمراء، بالإضافة إلى إجراء تحليل فيتامين د لأنّه كما ذكرنا هو الفيتامين الذي يساعد الكالسيوم على تقوية العظام، وقد يستدعي الأمر إجراء عمل رسم للقلب أثناء الجهد حتى يتم التعرف على حالة القلب بعد بذل الجهد.
  • التخلص من الوزن الزائد: ويمكن ذلك من خلال ممارسة الرّياضة واتباع النظام الغذائي الصحي.
  • أخذ قسط كافٍ من النوم: يساعد النوم بالقدر الكافي والعودة للمنزل في وقت مبكر في أخذ قسط من الراحة، مما يقلل التوتر والإجهاد ويساعد على الاسترخاء.
  • علاج الحالات المرضية: يتوجب علاج السبب الكامن وراء الشعور بالتعب في الحالات المرضية، ويشمل ذلك علاج فقر دم، توقف التنفس أثناء النوم، ضعف السيطرة على نسبة السكر في الدم، فرط نشاط الغدة الدرقية، العدوى، البدانة، الاكتئاب، وعدم انتظام دقات القلب أو اضطراب نظم القلب.
  • تعويض نقص المواد المغذية: ويشمل ذلك الحديد والفيتامينات والزنك وغيرها، عن طريق تناول المكمّلات بنسب غير كبيرة وبعد استشارة الطبيب.
  • تغيير عادات الأكل والشرب: يؤثر النظام الغذائي بشكل كبير على الشعور بالتعب وطاقة الجسم الكلية، لذا فإن الاهتمام بالنظام الغذائي يلعب الدور الأكبر في التحكم بطاقة الجسم، وفيما يلي بعض النصائح:
    • تناول وجبات صغيرة ومتكررة طوال اليوم بدلًا من وجبات كبيرة وقليلة.
    • تناول وجبات خفيفة منخفضة السكر.
    • تجنب الوجبات السريعة واتباع نظام غذائي متوازن وصحي.
    • تناول الفواكه والخضروات الطازجة.
    • الاعتدال في شرب المشروبات المحتوية على الكافيين أو الامتناع عنها على الإطلاق وخاصة فترة المساء.

أنواع التعب

قد لا يكون الإجهاد الجسدي هو ما يُشار إليه بالتعب دائمًا، إذ يمكن تقسيم التعب في الحقيقة إلى نوعين رئيسيين وهما:

  • التعب الجسدي: وذلك عند شعور الشخص بعدم القدرة على فعل الأشياء التي كان يفعلها سابقًا أو يعتاد على فعلها مثل صعود الدرج، ويشمل ذلك ضعف العضلات، ويمكن تشخيص الحالة من خلال اختبار قوة العضلات.
  • التعب الذهني: وهو ما يوصف بإيجاد صعوبة في التركيز على الأشياء والاستمرار في أداء المهام، وقد يشعر الشخص بالنعاس الدائم وصعوبة في البقاء مستيقظًا أثناء أوقات العمل، وقد يخلط الناس بين هذه الحالة والشعور بالنعاس الناتج عن عدم الحصول على القدر الكافي من النوم أو عدم الحصول على نوعية نوم جيدة، وهو ما يمكن أن يشير إلى وجود حالة طبية تؤثر في القدرة على النوم مثل توقف التنفس أثناء النوم أو متلازمة تململ الساق.
السابق
أسباب الحكة في المناطق التناسلية
التالي
مكونات الجهاز المناعي ووظيفة كل منها

اترك تعليقاً