الصحة النفسية

كيف يحدث الاغماء

كيف يحدث الاغماء

الإغماء

يعرف الإغماء بأنه فقدان مفاجئ ومؤقت للوعي يدوم لفترة قصيرة من الوقت، إذ يستعيد الشخص المُغمى عليه وَعيه خلال بضع دقائق غالبًا، ويصاب الأشخاص بالإغماء عند تناقص كميات الدم المتدفقة إلى الدماغ، وقد يحدث نتيجةً لعدد من الأسباب المحتملة، مثل: أمراض القلب واضطراباته، ونقص السكر في الدم، وفقر الدم الذي يتمثّل بحدوث نقص في عدد كريات الدم السليمة التي تنقل الأكسجين، وقد يتعرض الأشخاص السليمون والأصحاء للإصابة بالإغماء، في حين قد يحدث كعلامة تشير إلى وجود حالة مرضية كامنة، ويعد الإغماء من الحالات الشائعة بين الأشخاص؛ إذ يشكل 3% من زيارات غرف الطوارئ، و6% من حالات دخول الأشخاص إلى المستشفى.

كيفية حدوث الإغماء

يعد الإغماء فقدانًا مؤقتًا للوعي، وسرعان ما يعود بعده الأشخاص إلى كامل يقظتهم ووعيهم، وقد يصاحبه تراجع في قوة العضلات ينجم عنه تعرض الأشخاص للارتخاء وفقدان التوازن والسقوط أرضًا، ويحدث الإغماء لدى الأشخاص بآلية محددة يمكن توضيحها بالتعرف على الوضعية الطبيعية للدماغ في حالة اليقظة، ويتكون الدماغ من عدة أجزاء، من ضمنها المخ، والمخيخ، وجذع الدماغ، ويتدفق الدم المحمل بكميات كافية من الأكسجين وسكرالجلوكوز إلى الدماغ لضمان بقاء خلاياه على قيد الحياة، ويتطلب بقاء الجسم بوضع الوعي واليقظة استمرار نشاط نظام الشبكية، وهي منطقة توجد في جذع الدماغ.

من هذا المنطلق يحدث الإغماء عند فقدان إمدادات الدم اللازمة لنظام الشبكية، أو عند انعدام إمدادات الدم والأكسجين أو مستويات السكر الكافية أو انخفاضها. ولا يصاب الأشخاص بالإغماء عند تلقي الصدمات على الرأس، إذ يعد فقدان الوعي بعد التعرض لإصابات الرأس ارتجاجًا في الدماغ، إلا أنه قد ينجم عن حالات الإغماء تعرض الأشخاص للإصابات والأذى نتيجة السقوط أرضًا، أو عند حدوثه خلال أداء بعض الأنشطة، مثل قيادة السيارة، ولا يعي الأشخاص الذين يتعرضون للإغماء والسقوط أرضًا حدوث ذلك حال الإصابة بالإغماء، بل يدركون ذلك بعد استعادة وعيهم، وقد يشعر الأشخاص قبل الإصابة بنوبة الإغماء بالدوار أو الدوخة، والغثيان، وقد يتصببون عرقًا، ويحسون بالضعف، وقد يعانون من غباش وعدم وضوح في الرؤية، ويتعذّر عليهم سماع الأصوات، ويحسون بوخز وتنميل في الجسم، ثم يعقب هذه الأعراض التعرض لنوبة الإغماء التي يفقد فيها الشخص وعيه مؤقتًا، وقد يتعرض فيها لبضعة ارتعاشات، وقد يتشوش الأشخاص ويرتبكون حال استعادتهم الوعي بعد الإغماء، إلا أن ذلك سرعان ما يتلاشى، ويتابع الأشخاص أداء وظائفهم الذهنية على نحو طبيعي.

أسباب الإغماء

قد لا تتضح الأسباب المؤدية إلى حدوث الإغماء لدى الأشخاص في العديد من الحالات، إلا أنه يوجد عدد من العوامل التي تسبب تعرض الأشخاص له، ومنها ما يأتي:

  • الشعور بالخوف أو التعرض للصدمات العاطفية الأخرى.
  • التعرض للألم الشديد.
  • حدوث انخفاض مفاجئ في ضغط الدم.
  • يُسبّب مرض السّكري في بعض الأوقات نقص في سكّر الدّم.
  • فرط التنفس وزيادته عن حاجة الجسم.
  • الجفاف.
  • الوقوف بوضعية معينة لفترات طويلة الأجل.
  • الوقوف شديد السرعة بعد بقاء الجسم بوضعيات أخرى.
  • الإجهاد البدني في درجات حرارة المرتفعة.
  • السعال الشديد والقوي.
  • الإجهاد خلال التبرز.
  • إدمان الكحول وإدمان المخدرات.
  • التعرض للنوبات.
  • تناول بعض الأدوية التي يترتب عليها انخفاض ضغط الدم، مثل: الأدوية المستخدمة لعلاج حالات ارتفاع ضغط الدم، أو الحساسية، أو الاكتئاب، أو القلق.
  • تحريك الرأس إلى أحد الجانبين، فقد يصاب الأشخاص بالإغماء في هذه الحالة نتيجةً لفرط حساسية المستشعرات الموجودة في الوعاء الدموي الممتد في الرقبة.
  • بعض الحالات المرضية، فقد تزداد احتمالية تعرض الأشخاص الذين يعانون من أحدى الأمراض الآتية للإصابة بالإغماء:
    • مرض السكري.
    • أمراض القلب.
    • مشاكل تصلب الشرايين.
    • اضطراب نظم القلب وعدم انتظام ضرباته.
    • القلق أو نوبات الهلع.
    • الإصابة بأحد أمراض الرئة المزمنة، مثل النفاخ الرئوي.

علاج الإغماء والوقاية منه

تتطلب حالات الإغماء الناجمة عن وجود حالة مرضية كامنة لدى الشخص الحاجة إلى معالجة هذه الحالة للوقاية من الإصابة بنوبات إغماء مستقبلية، ولا تستدعي معظم الحالات الحصول على علاج إضافي عدا ذلك، وينبغي للأشخاص التعرف على مثيرات الإغماء ومسبّباته وتجنبها للوقاية من حدوث حالات أخرى لاحقًا، مثل: تفادي الوقوف لفترات طويلة من الوقت، وعدم الوجود لفترات طويلة في الطقس الحار، والمحافظة على ترطيب الجسم بشرب كميات كافية من السوائل لتجنب الجفاف، وتجنب التعرض للمشاهد أو المخاوف التي قد تسبب الإغماء، مثل رؤية الحقن أو الدم.

قد يفيد استخدام أدوية حاصرات بيتا التي تستخدم في الأساس لعلاج حالات ارتفاع ضغط الدم في السيطرة على حالات الإغماء العصبي القلبي، والتي تنجم عن مبالغة الجسم في رد فعله تجاه بعض المسببات، مثل رؤية الدم، التي قد تؤثر على قدرة الأشخاص على ممارسة حياتهم الطبيعية، إلا أنه قد ينجم عن استخدام أدوية الضغط هذه بعض الآثار الجانبية، مثل: الشعور بالتعب والإعياء، وبرودة الأطراف، وتباطؤ نبضات القلب، والغثيان، والإسهال.

السابق
أسباب برودة الأرجلأسباب برودة الأرجل
التالي
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون تفسير

اترك تعليقاً