الصحة النفسية

أسباب عصبية الزوجة

أسباب عصبية الزوجة

العصبية

يشكو الرجال والنساء الذين يتصفون بالعصبية أو الغضب من التهيج والحساسية المفرطة نحو المؤثرات الخارجية، وكثير ما يشعرون بالإحباط والانزعاج بسرعة على أتفه الأمور أو أثناء المرور بأحد المواقف المثيرة للتوتر، ويُمكن للعصبية أن تكون ناجمة عن الإصابة بأحد المشاكل النفسية أو البدنية أيضًا، لكن العصبية لا توجد عند النساء أو الرجال البالغين فحسب، وإنما توجد عند الأطفال الصغار والرضع أيضًا، خاصة عند إصابتهم بالأمراض أو التعب؛ فمن المعروف أن الأطفال يُصبحون مصدرًا للنكد والعصبية عند إصابتهم بآلام البطن أو حتى التهابات الأذن، وتوجد أسباب وعوامل كثيرة تجعل الفرد عرضة أكثر للإصابة بالعصبية، منها-مثلًا- التعرض للمواقف المثيرة للتوتر والقلق، والاكتئاب، وقلة النوم، والزكام، وغيرها من الأسباب التي سيرد جزء منها لاحقًا، لكن وعلى العموم يجب عدم إهمال مشكلة العصبية المفرطة التي تظهر بانتظام؛ إذ يُمكن أن تكون مؤشرًا دالًا على الإصابة بأحد الأمراض النفسية؛ كاضطراب ثنائي القطب أو الانفصام، مما يعني ضرورة مراجعة أخصائي علم النفس عند المعاناة من العصبية لفترة طويلة أو بانتظام.

أسباب عصبية الزوجة

قد تظهر على النساء والزوجات المصابات بالعصبية أعراض أخرى أحيانًا؛ ككثرة التعرق، وصعوبة التركيز، وتسارع دقات القلب والتنفس، ويُمكن لأسباب العصبية لديهن أن ترجع إلى أحد العوامل الآتية:

  • هموم الحياة والقلق: تحمل الزوجة على عاتقها همومًا ومسؤوليات حياتية كثيرة تجعلها أكثر عرضة للإصابة بالتوتر والضيق، وقد تتعلق هذا الهموم بمسؤولياتها في العمل، أو البيت، أو المدرسة، كما قد تصل هذه الهموم إلى مرحلة يُصبح من الصعب على الزوجة عندها تحمل الأفراد الآخرين من حولها، ومن المعروف أن تكرار الشعور بالهموم والتوتر يؤدي في النهاية إلى شعور الفرد بالقلق الشديد الذي يوجد عند 20% من البالغين وفقًا لبيانات الخبراء في الولايات المتحدة الأمريكية، وللأسف يُمكن للقلق أن يصل إلى درجة التسبب بحدوث ما يُعرف بنوبات الهلع أو الذعر التي تشير إلى نوبات أو فترات من الخوف الشديد الذي يتملك الفرد لدقائق معدودة.
  • الحرمان من النوم: يؤدي الحرمان من النوم إلى شعور الزوجة بالعصبية وحدة الطباع في اليوم التالي، ويُمكن لمشكلة قلة أو الحرمان من النوم أن تكون ناجمة عن الإصابة بأحد اضطرابات النوم المشهورة؛ كالأرق أو انقطاع النفس النومي، وقد أظهرت بيانات الجهات الصحية الرسمية في الولايات المتحدة وجود مشكلة قلة النوم عند شخص واحد من بين ثلاث أشخاص تقريبًا.
  • انخفاض سكر الدم: تنتشر مشكلة انخفاض سكر الدم عند الأفراد المصابين أصلًا بمرض السكري، خاصة أولئك الذين يأخذون دواء الأنسولين، لكن يُمكن حتى للأفراد والنساء غير المصابات بالسكري أن يُعانون من انخفاض مؤقت أحيانًا بمستوى السكر في الدم في حال توقفوا عن تناول الطعام لساعات عديدة، وتُعد العصبية وحدة الطباع من بين أعراض انخفاض السكري، بجانب الصداع، وتسارع دقات القلق، وفقدان التركيز، والدوخة، لكن يُمكن لمشكلة العصبية والغضب أن تحدث أيضًا بسبب ارتفاع ضغط الدم، وللأسف قد تؤدي العصبية الناجمة عن ارتفاع أو انخفاض سكر الدم إلى جعل الفرد عصبيًا إلى درجة إيذاء من حوله واستخدام العنف المفرط والعدوانية، كما قد تؤدي اختلالات السكر في الدم إلى فقدان السيطرة على النفس، والارتباك، واعتلالات الإدراك، وربما رؤية الهلوسات أيضًا.
  • الاختلالات الهرمونية: تنشأ الاختلالات الهرمونية أحيانًا عن المرور بالمواقف المثيرة للتوتر، أو بسبب سوء التغذية، أو بسبب قلة النوم، كما يُمكن لبعض الأمراض والعوامل أن تؤدي إلى إصابة النساء بمشاكل الهرمونات، بما في ذلك متلازمة المبيض المتعدد الكيسات، ومرض السكري، وفرط نشاط الغدة الدرقية، فضلًا عن الوصول إلى سن اليأس.
  • الحمل: تتميز فترة الحمل لدى النساء بكونها مليئة بالتقلبات العاطفية والمزاجية؛ إذ يُمكن للزوجة أن تكون سعيدة ومتحمسة في لحظة ثم تُصبح فجأة عصبية وعاطفية وفي حالة من البكاء في لحظة أخرى، ويرجع سبب حصول هذه التغيرات المزاجية إلى التغيرات الهرمونية الحاصلة في جسم المرأة أثناء فترة الحمل، كما يُمكن للنساء الحوامل المعاناة من التقلبات المزاجية بسبب الأعراض السيئة التي يشعرن بها أثناء الثلث الأول من الحمل؛ كغثيان الصباح مثلًا، أو بسبب التغيرات الحاصلة على منظر أجسادهن أثناء الثلث الثاني من الحمل، أو بسبب الشعور بالخوف والقلق من الولادة في الثلث الثالث من الحمل.
  • المتلازمة السابقة للحيض: تظهر هذه المتلازمة عند 90% من النساء قبل مجيء الدورة الشهرية بأسبوع أو خمسة عشر يوميًا، وتُعد هذه المتلازمة أحد أشهر الأمثلة على الاختلالات الهرمونية المؤدية للإصابة بالعصبية وحدة الطباع عند النساء والزوجات، كما تتضمن أعراضها أيضًا الشعور بالصداع، والإعياء، وسهولة البكاء، واشتهاء الطعام، وتورم الثديين، والانتفاخات، والإسهال أو الإمساك.

علاج عصبية الزوجة

على الرغم من الصعوبة البالغة في التعامل مع مشكلة العصبية والغضب المفرط عند معظم الناس، إلا أنه توجد بعض الخطوات العلاجية والوقائية التي يُمكن اللجوء إليها لتخفيف حدة العصبية لدى جميع الأفراد، بما في ذلك الزوجات، مثل:

  • تحري سبب العصبية: قد ينظر الفرد للأمور التي جعلته يشعر بالعصبية على أنها أمور معقدة وكبيرة، لكنها في الواقع أمور بسيطة ويُمكن علاجها أو حلها بعد تحديدها بدقة.
  • الحدّ من الكافايين والكحوليات: يجهل الكثيرون حجم تأثير المشروبات الغنية بالكافايين على الحالة المزاجية لهم؛ فكثرة تناول القهوة أثناء النهار هي سبب رئيسي للعصبية، وينطبق نفس الأمر على الإكثار من الكحوليات في الليل.
  • مصارحة الذات: يجب مصارحة الذات وإقناع النفس بأن العصبية هي أمرٌ سيء ليس على صحة الفرد فحسب، وإنما على الأشخاص الآخرين المقربين والأحباب.
  • تذكر النعم والمزايا الشخصية: تنخفض حدة العصبية نحو الأمور البسيطة عند الجلوس بهدوء وتذكر النعم والمزايا الشخصية؛ كالصحة والعمل، وغيرها من الأمور التي قد يفتقدها أناس آخرون.
  • تفريغ الطاقة السلبية: بوسع رياضية المشي-مثلًا- لتفريغ الطاقة السلبية الناجمة عن العصبية، وفي حال لم يكن الوقت كافيًا للمشي، فإن بالإمكان الاستعانة بأنواع أخرى من الممارسات أو الأنشطة البدنية التي يُمكن القيام بها في المنزل.
  • اتباع بعض الاستراتيجيات البسيطة: توجد الكثير من الاستراتيجيات البسيطة التي يمكن اتباعها للتعامل مع العصبية المفرطة والغضب، مثل: أخذ نفس عميق أثناء الشعور بالغضب، والتحدث بإيجابية قدر المستطاع، أو تكرار التفوه بكلمات دالة على الراحة، مثل” خذها ببساطة”.
  • البقاء وحيدًا لبعض الوقت: يجب اغتنام الفرصة للبقاء وحيدًا لبعض الوقت من أجل التفكير مليًا والابتعاد عن الأشخاص الآخرين الذين قد يُصابون بالضرر والأذى بسبب العصبية الموجهة نحوهم، ويُمكن أثناء ذلك الاستماع للموسيقى أو ممارسة أي من أنشطة التأمل البسيطة التي تريح البال.
  • التحلي بحس الدعابة: تُساعد الدعابة والسذاجة أحيانًا على إطفاء نار الغضب والعصبية، كما تُساعد الأفكار الساذجة أو التخيلية عن الأشياء المثيرة للغضب في جعلها أمورًا غير مثيرة للغضب وإنما أمور بسيطة وربما مضحكة.

العصبية عند الأطفال

تظهر علامات حدة الطباع والعصبية على الأطفال أثناء إصابتهم بالأمراض أو الالتهابات البكتيرية أو الفيروسية، لكن سرعان ما تختفي العصبية وحدة الطباع لديهم بعد زوال هذه الأمراض، بينما قد تكون العصبية عند أطفال آخرين مؤشرًا على إصابتهم بأحد الاضطرابات السلوكية؛ كاضطراب القلق، واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، وربما الاكتئاب أيضًا، وللأسف فإن هذه الاضطرابات هي فعلًا منتشرة عند الأطفال؛ إذ أظهرت دراسة نشرت عام 2019 أن 7.4% من الأطفال بعمر 3-17 عامًا يُعانون من أحد اضطرابات السلوك أو التصرف، و7.1% منهم يُعانون من القلق، بينما يُعاني 3.2% منهم من الاكتئاب.

السابق
طريقة سهلة لتخفيف الوزن
التالي
أسباب مرض تيبس العضلات

اترك تعليقاً