الصحة النفسية

أعراض ارتفاع ضغط الدماغ

أعراض ارتفاع ضغط الدماغ

 

ارتفاع ضغط الدماغ

يُعدّ ارتفاع الضغط داخل الجمجمة حالة سريرية مرتبطة بارتفاع الضغوط داخل الجمجمة، ويمكن قياس الضغط داخل الجمجمة بوحدة الملليمتر من الزئبق (ملم زئبق)، وفي الوضع الطبيعي فإنّ الضغط سيكون أقلّ من 20 ملم زئبق.

تتطلب حالة الارتفاع المفاجئ في الضغط داخل الجمجمة الحصول على الرعاية الطبية العاجلة؛ إذ قد يلحق الضرر بالدماغ، وقد يتسبب بتلفه، كما قد ينجم عن عدم تلقي العلاج المناسب لحالات ارتفاع الضغط داخل الجمجمة نشوء بعض المضاعفات الخطيرة، مثل؛ النوبات والتشنجات، والغيبوبة، أو السكتة الدماغية، أو الوفاة، وقد تتماثل حالات ارتفاع الضغط داخل الجمجمة للشفاء التام عند حصول الأشخاص على العلاج الفوري للحالة.

أعراض ارتفاع ضغط الدماغ

يوجد العديد من الأعراض التي تدل على ارتفاع الضغط داخل الجمجمة، ومن أبرزها ما يأتي:

  • صداع الراس.
  • الغثيان.
  • القيء.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • انخفاض القدرات العقلية.
  • التشوش والخلط في الأمور وعدم تمييز الوقت، يليها عدم تمييز الأماكن والأشخاص مع تفاقم الحالة.
  • ازدواجية الرؤية.
  • عدم استجابة بؤبؤ العين للتغيرات في الضوء.
  • التنفس الضحل أو غير العميق.
  • النوبات الصرعية.
  • فقدان الوعي.
  • الغيبوبة.

مضاعفات ارتفاع ضغط الدماغ

يوجد العديد من المضاعفات الخطيرة التي تصاحب ارتفاع الضغط داخل الجمجمة، وهي كالتالي:

  • النوبات الصرعية.
  • التلف العصبي.
  • السكتة الدماغية.
  • الموت.

كيفية حدوث ارتفاع ضغط الدماغ

إنّ حجم الجمجمة التي تحوي على الدّماغ يتاروح بين 1400 إلى 1700ملّ، وتتكون الجمجمة من حوالي 80% من النسيج الحَشَوي للدماغ، و10% من السائل النخاعي، و10% من الدم، وأيّ زيادة في حجم أيّ مكوّن من هذه المكوّنات أو وجود عامل مرضي؛ كالخراج أو ورم دموي، سيُسبب زيادة في الضغط داخل الجمجمة؛ إذ إنّ حجم النسيج الحشوي في الدّماغ ثابت عند البالغين؛ إلّا في حالة وجود كتلة أو حدوث وذمة دماغية، التي تحدث بسبب نقص الأكسجين الذي يُؤدي إلى حدوث اعتلال دماغي حاد، أو نتيجة احْتِشاء الدماغ الكبير، أو إصابة شديدة في الدماغ.

يتغير حجم السائل النخاعي وحجم الدم داخل الجمجمة بانتظام، ويُعدّ كل من السائل النخاعي والدم مسؤولين عن تنظيم الضغط داخل الجمجمة، ويُنظم حجم السائل النخاعي من خلال الضفيرة المشيمية، بحيث تنتجه بمعدل حوالي 20 مل في الساعة من الناحية الفسيولوجية، ومن خلال إعادة امتصاصه بمعدل مماثل عن طريق حبيبات العنكبوتية التي تصب في الجهاز الوريدي للجمجمة، لكن قد تتضرر آليات التحكم بالسائل النخاعي بسبب الإصابات العصبية مثل؛ السكتة الدماغية، أو التعرض لإصابة أو صدمة، كما أن زيادة إنتاج السائل النخاعي بمعدل أعلى من المعدل الذي يمكن إعادة امتصاصه، يؤدي إلى زيادة الضغط داخل الجمجمة.

كما أنّ نقص إعادة امتصاص السائل النخاعي بما يقل عن المعدّل الطّبيعي لإفرازه، الذي يحدث عند التصاق حبيبات العنكبوتيّة بعد الإصابة بالتهاب السحايا البكتيري، يُسبب أيضًا ارتفاعًا في الضغط داخل الجمجمة، كما أنّ انسداد البطين يُؤدي إلى انخفاض إعادة امتصاص السائل النخاعي، ممّا يُسبب مَوَهُ الرأس أو استسقاء الدماغ، ويُعدّ تدفق الدم في المخ المنظم الرئيسي لحجم الدم داخل الجمجمة، لذا فإنّ الأمراض التي تعيق تدفق الدم الوريدي إلى الخارج مثل؛ خثار الجيب الوريدي، أو انضغاط الوريد الوداجي، أو التغيرات الهيكلية بسبب جراحة في الرقبة تسبب احتقانًا للدم داخل الجمجمة، وبالتالي ارتفاع الضغط داخلها.

يُعدّ ارتفاع ضغط الدم داخل الجمجمة، الذي يُعرف أيضًا بورم مخي كاذب، مجهول السبب، وهو مصطلح يُشير لارتفاع الضغط داخل الجمجمة لأسباب غير معروفة، إضافة إلى عدم وجود تغيير هيكلي معروف، ويمكن تقسيم مسببات ارتفاع ضغط الدم داخل الجمجمة إلى فئتين هما:

  • أسباب أولية: كالصدمة، أو أورام الدّماغ، أو السكتة الدماغية، أو التهاب السّحايا، أو موه الرأس، أو غيرها.
  • أسباب ثّانويّة: كارتفاع ضغط الدم، أو نقص التهوية (نقص الأكسجين أ فَرط ثاني أكسيد الكربون في الدَّم)، أو انسداد مجرى الهواء، أو النوبات الصرعية، أو فرط السخونة، أو غيرها.

أسباب ارتفاع ضغط الدماغ

تضم الجمجمة داخلها العديد من المكونات الرئيسية؛ كالدماغ، والسائل النخاعي، والدم، إذ إن أي زيادة في حجم هذه المكونات سيزيد من الضغط داخل الجمجمة، وبناءً على ذلك يمكن تقسيم أسباب زيادة الضغط داخل الجمجمة (ICP) إلى ما يأتي:

  • الزيادة في حجم المخ، أي تورم عام في المخ؛ وذلك بسبب نقص التروية الدموية أو نقص صوديوم الدم أو غيرها.
  • وجود كتلة في المخ إما بسبب ورم، أو جلطات دموية، أو خرّاج، أو غيرها.
  • زيادة في السائل النخاعي (CSF) بسبب زيادة في إنتاجه أو وجود ورم في الضفيرة المشيمية.
  • انخفاض إعادة امتصاص السائل النخاعي، بسبب موه الرأس الانسدادي أو التهاب السحايا.
  • زيادة في حجم الدم بسبب ارتفاع الضغط الوريدي المركزي؛ كفشل القلب أو غيرها من الأسباب.
  • أسباب أخرى مثل؛ ارتفاع ضغط الدم داخل الجمجمة مجهول السبب، أو وجود تشوهات في الجمجمة، أو فرط في فيتامين أ.

وفيما يأتي بعض الأسباب التي يمكنها أن تُسهم في الإصابة بارتفاع الضغط داخل الجمجمة:

  • إصابة في الدماغ التي غالبًا ما تكون نتيجة لضربة في الرأس.
  • موه الرأس، أو وجود الكثير من السائل النخاعي على الدماغ.
  • تورم الدماغ.
  • نزيف أو تجمع الدم في الدماغ.
  • التهاب الدماغ.
  • تمدد الأوعية الدموية في الدماغ.
  • السكتة الدماغية.
  • ارتفاع ضغط دم.
  • التفاعل الدوائي.
  • الصرع.
  • نقص الأكسجين في الدم.
  • التّسمم بأحد المعادن الثقيلة؛ كالتسمم بالزئبق مثلًا.

تشخيص ارتفاع ضغط الدماغ

عادة ما تُكشف حالات ارتفاع ضغط الدم عندما يحاول المصاب إيجاد علاج لأعراض؛ كالصداع، أو الغثيان، والتقيؤ، وعندها يطلب الطبيب المختص من المريض إجراء عدة فحوصات، التي تتضمن فحص حدة الرؤية، وتوسع البؤبؤ إضافة إلى تصوير مقطعي للدماغ والخضوع لفحص الرنين المغناطيسي، للتأكد من خلو الدماغ من وجود أيّ أورام وتشوهات خلقية، وهذه الفحوصات تعدّ الفيصل الذي يؤكد إصابة المريض ارتفاع ضغط الدماغ أو سلامته منه

يُمكن قياس الضغط داخل الجمجمة بإجراء البزل القطني، أو يمكن للطبيب قياسه مباشرةً باستخدام جهاز أو أنبوب (قسطرة) يدخل عبر الجمجمة في منطقة مجوفة من الدماغ، يُطلق عليها اسم بطين الدماغ.

وعلى أي حال، تبقى مشكلة ارتفاع ضغط الدماغ من بين المشكلات الحرجة التي يجب عدم التساهل معها والمسارعة في طلب العلاجات الطارئة للتعامل معها، وقد يلجأ الطبيب في البداية إلى إجراء فحص عصبي شامل للتحقق من تأثر ارتفاع ضغط الدماغ على حواس الشخص وقدرات الاتزان لديه، كما قد يطلب الطبيب أخذ عينات من السائل الدماغي النخاعي من أجل إرسالها إلى المختبر بهدف قياس ضغط السائل، وغالبًا ما يُقاس بوحدة ميليمتر زئبقي، ويجب أن تكون القيمة لضغط السائل أكثر من 20 ميليمترًا زئبقيًّا حتى يصل الطبيب إلى قناعة بوجود ارتفاع في ضغط الدماغ.

علاج ارتفاع ضغط الدماغ

إذا كان الشخص مصابًا بارتفاع الضغط داخل الجمجمة، فسوف يُقلل الطبيب على الفور الضغط داخل الجمجمة، لتقليل خطر تلف الدماغ، ثم سيعالج بعد ذلك السبب الكامن وراء ارتفاع الضغط، وتتضمن طرق علاج انخفاض الضغط داخل الجمجمة ما يأتي:

  • تناول مدرات البول؛ وهي أدوية تُساعد على تخليص الجسم من السوائل الزائدة.
  • تناول الأدوية التي تساعد على تقليل إنتاج السائل الدماغيّ الشوكيّ في الدماغ.
  • الاستخدام قصير الأجل لأدوية الستيرويد، التي تُسهم في تخفيف الصداع، وتقليل خطر حدوث فقدان حاسة البصر.
  • الإجراء المنتظم للثقب القطني lumbar punctures، وهو إجراء تدخل فيه إبرة بين فقرتين قطنيتين لإزالة السائل الدماغي النخاعي الزائد من العمود الفقري، ممّا يُسهم في التقليل من الضغط على الدماغ.
  • الجراحة؛ فقد يلجأ الأطباء إلى التدخل الجراحي في حالات ارتفاع الضغط داخل الجمجمة التي لم تجدِ فيها العلاجات الأخرى نفعًا، ومن أنواع الجراحات التي قد تستخدم لعلاج حالات ارتفاع الضغط داخل الجمجمة المزمنة ما يأتي:
    • جراحة التحويلة؛ وهي جراحة يدخل فيها الطبيب أنبوب رفيع ومرن في المنطقة أو الفجوة المملوءة بالسوائل في الجمجمة أو العمود الفقري لتحريك السوائل الزائدة وتصريفها إلى جزء آخر من الجسم.
    • نوفذة غمد العصب البصري، وهو إجراء جراحي يجري فيه الطبيب شقًا في الطبقة الواقية المحيطة بالعصب البصري، وهو العصب الذي يربط العين بالدماغ، وذلك لتقليل الضغط على هذا العصب، وإتاحة المجال لتصريف السوائل الموجودة في الجمجمة.
  • إعطاء المصاب دواءً يُقلل من تورم الدماغ مثل؛ المانيتول، ومحلول ملحي عالي التركيز.
  • إجراء عملية جراحية للمصاب؛ لإزالة جزء صغير من الجمجمة وتخفيف الضغط ولكن هذا النوع من العمليات غير شائع.
  • إعطاء الطبيب للمصاب في بعض الأحيان مهدئًا للمساعدة على تقليل القلق وخفض ضغط الدم.
  • قد يحتاج المصاب أيضًا إلى دعم التنفس، لذا سيراقب الطبيب العلامات الحيوية عند المصاب طوال فترة العلاج.
  • في حالات نادرة، قد يضع الطبيب المصاب في غيبوبة مستحثة طبيًا لعلاج حالته، كما قد يقلل من حرارة الجسم بشكل مقصود.
  • في حال كان المريض يُعاني من مشكلة السُّمنة المفرطة فإن الطَّبيب ينصحه باتباع حميات غذائية صحيَّة متوازنة لمساعدته في إنقاص وزنه، كما ينصحه بممارسة الرياضة بانتظام للتخلص من الوزن الزائد، ويعود السَّبب في ذلك إلى أن السُّمنة المفرطة التي تؤدي إلى تفاقم مشكلة ارتفاع ضغط الدماغ والأعراض المصاحبة لها

الوقاية من ارتفاع ضغط الدماغ

ليس بإمكان الناس وقاية أنفسهم دائمًا من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدماغ، لكن يبقى بوسعهم تقليل خطر الإصابة بالكثير من المشكلات والأسباب التي تؤدي أصلًا إلى حدوث هذه المشكلة:

  • الوقاية من الجلطة الدماغية: يُمكن للجلطة الدماغية أن تؤدي إلى حدوث ارتفاع في ضغط الدماغ، ومن المعروف أنّ بوسع الأفراد وقاية أنفسهم من الإصابة بالجلطة الدماغية بالاقلاع عن التدخين، والحفاظ على مستوى طبيعي لضغط الدم، وسكر الدم، والكوليسترول، إضافة إلى ممارسة الأنشطة البدنية.
  • الوقاية من ارتفاع ضغط الدم: بوسع الكثيرين السيطرة على مستويات ضغط الدم لديهم عبر الحرص على خسارة الوزن الزائد، وتجنب العقاقير الطبية التي تزيد من ضغط الدم، وتقليل استهلاكهم الأطعمة المالحة، وتناول الأطعمة المناسبة والصحية، وممارسة الرياضة.
  • الوقاية من إصابات الرأس: من الضروري تجنب الانخراط في ممارسة الرياضات العنيفة أو الأنشطة المهلكة والخطيرة التي يُمكن أن تتسبب في حصول ضربات أو إصابات في الرأس، كما أنه من المهم ارتداء خوذ الرأس أثناء ركوب الدراجة ووضع حزام الأمان أثناء قيادة السيارة؛ فهذه الأمور في مجملها تُقلل من خطر التعرض لإصابات في الرأس، وبالتالي خفض خطر حدوث ارتفاع في ضغط الدماغ.

مَعْلومَة

أشارت إحدى الدراسات التي نشرت عام 2017 إلى ندرة إصابة الرجال بأحد أنواع ارتفاع ضغط الدماغ، يُدعى بارتفاع ضغط الدماغ مجهول الأسباب، وأكدت الدراسة على شيوع هذا المرض أكثر عند النساء المصابات بالسمنة بأعمار 15-40 سنة، وقد أشارت الدراسة كذلك إلى أنّ النساء عمومًا هن أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من ارتفاع ضغط الدماغ بحوالي 8 مرات مقارنة بالرجال، لكن في حال أصيب الرجال بهذا المرض، فإنّ ذلك يُؤدي إلى معاناتهم من مشكلات بصرية حرجة، أكثر شدّة من التي تُصيب النساء.

السابق
حكه في الجسم
التالي
أضرار حبوب منظم السكر

اترك تعليقاً