القرآن الكريم

أول من نقط المصحف

المصحف

المصحف الشريف أو القرآن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالى المرتّل، المتعبد بتلاوته، والمنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان، والمنقول إلينا بالتواتر الذي لا يخالطه الشّك أو الكذب، والمبدوء بسورة الفاتحة المختوم بسورة الناس، وقد تكفّل الله بحفظ كتابه من التحريف أو الضّياع أو النّسيان، والقرآن الكريم فيه شفاء للناس من أمراض القلوب والنفوس والأبدان، عدا عن الأجر العظيم الذي يُحصّله قارئ القرآن الكريم والرّاحة النفسيّة والقلبيّة والطمأنينة والسكينة التي يشعر بها قارئ القرآن، وقد وضع الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم جميع التعاليم الدّينيّة، وبيّن فيه جميع ما يحتاجه المسلم في تعاملاته وصلاته مع الآخرين، والقرآن الكريم هو كتاب هداية ونور أنزله الله للناس كافة، قال تعالى: {إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً} [الإسراء: 9].

أوّل من نقّط المصحف

لقد هيأ الله سبحانه وتعالى لكتابه الكريم من يُحافظ عليه ويحميه ويضبطه ويرتل آياته في كل زمان ومكان كما وعد الله تعالى بذلك، فقال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحِجر: 9]، فعندما نزل القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن منقطًا ولا مشكلاً، وكان الرسول عندما تنزل الآية يأمر الصحابة بكتابتها فورًا تحت الموضوع المناسب والسورة المناسبة، ولكن عندما اتسعت رقعة الدّولة الإسلاميّة، ودخل لها الكثير من العرب والعجم، وانتشر اللحن والخطأ في قراءة القرآن الكريم، شكا التابعون ومنهم أبو الأسود الدؤلي الحال لعلي بن أبي طالب، فعلّمهم قواعد النّحو والصّرف، ونقّط أبو الأسود الدّؤلي القرآن الكريم منعًا لحدوث اللبس والخطأ في القراءة، فكان أبو الأسود الدّؤلي أول من نقّط القرآن الكريم، فكان يضع نقطة أمام الحرف للدلالة على الضّمة، ونقطة تحت الحرف للدلالة على الكسرة، ونقطة فوق الحرف دلالة على الفتحة، ثم جاء الخليل بن أحمد الفراهيدي ووضع ضبطًا أكثر دقّة فجعل بدل النقاط حركات، فالحركة في الأعلى هي الضم وكانت على شكل واو صغيرة فوق الحرف، وحركة الألف المبطوحة فوق الحرف تدل الفتح والألف المبطوحة تحت الحرف تدل على الكسر، ثم وضع النقاط على الحروف لتمييزها فيما بينها.

أبو الأسود الدّؤلي

هو ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر، ولد في اليمن في الجاهلية قبل الهجرة ب 16عام، وهو من السادات والأشراف ومن أصحاب الإمام علي بن أبي طالب، وكان قارئًا للقرآن وراويًا للأحاديث الشريفة، وكان صاحب فكر وعقل منير وتتلمذ على يد أفضل العلماء في ذلك العصر ومنهم رامي الأسدي، ميمون بن الأقرن، أبو حرب الدؤلي، فكان على علم تام بكل ما يخص الدين والشريعة الإسلامية، وكان أول من وضع علم النحو، وكان شاعرًا وضليعًا في الحياة السياسية والثقافيّة في ذلك الوقت، وتوفي في العراق عن عمر ناهز 85 عامًا في العام 69 للهجرة.

 

السابق
طرق انتقال التهاب الكبد الوبائي
التالي
اضرار الضحك الكثير

اترك تعليقاً