الصحة النفسية

اسباب كثرة الحركة عند الأطفال

اسباب كثرة الحركة عند الأطفال

 

كثرة الحركة عند الأطفال

يشير مفهوم كثرة الحركة عند الأطفال إلى قيامهم بسلوكيات مندفعة ومتهورة، وسهولة تشتيت انتباههم، وقلة التركيز وربما زيادة العدوانية لديهم أيضًا، وقد يشكو أولياء الأمور من كثرة كلام الأطفال وصعوبة جعلهم يندمجون بالنشاطات الهادئة؛ كالقراءة مثلًا، لكن يبقى هنالك صعوبة بالغة في تعريف كثرة الحركة لدى الأطفال؛ لإن أولياء الأمور قد ينظرون إلى السلوكيات الدالة على كثرة الحركة بمعايير مختلفة ويصبح من الصعب تطبيق هذه المعايير على كل الأطفال، لكن يُمكن الاستدلال دائمًا على إصابة الطفل بكثرة الحركة عند ملاحظة كونه نشطًا أكثر من أقرانه الآخرين، وغالبًا ما تُشكل كثرة الحركة مشكلة حقيقية لأولياء الأمور وليس للأطفال، خاصة في سن المدرسة، ومن بين أبرز الأسباب المؤدية إلى كثرة الحركة عند الأطفال ما يُعرف ب”اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط”، لكن أسباب كثرة الحركة لدى الأطفال لا تتوقف على هذا السبب فقط، وإنما هنالك أسباب كثيرة أخرى سترد لاحقًا.

أسباب كثرة الحركة عند الأطفال

يمتاز الأطفال أصلًا بمستوى عالٍ من الحيوية والنشاط، وهذا يجعل البعض منهم منهمكين في الحركة واللعب والسلوكيات النشطة، وهنالك الكثير من الأسباب المحتملة التي تجعلهم يتمتعون بهذه الصفات، منها:

  • الفئة العمرية الطبيعية: يُمكن أن يكون سبب كثرة الحركة عند بعض الأطفال نابعًا من كونهم أصلًا أطفالًا صغار؛ فمن الطبيعي أن يشعر الأطفال بالحيوية والنشاط عند وصولهم إلى مراحل عمرية معينة، خاصة في السنوات التي تسبق دخولهم إلى المدرسة، كما يُمكن لكثرة الحركة أن تظهر عند المراهقين الصغار أيضًا، لكن في حال تسببت حركات وسلوكيات الطفل في حدوث مشاكل مع الأصدقاء أو في الصف الدراسي، فإن من الضروري حينئذ إحالة الطفل إلى أحد أطباء الأطفال لتحري هذه المشكلة لديه.
  • اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط: يذهب الكثير من أولياء الأمور سريعًا إلى الاعتقاد بأن طفلهم مصاب باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط عند ملاحظتهم لكثرة حركته، وهذا بالطبع ليس بالأمر الصحيح على الإطلاق؛ فكثرة حركة الحركة لا تعني دائمًا أن الطفل مصاب بهذا الاضطراب، كما هنالك الكثير من الأطفال الذين يُعانون من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط لكنهم يفتقدون إلى الطاقة وكثرة الحركة، ولتمييز الأطفال المصابون فعلًا لهذا الاضطراب، يجب التأكد من وجود علامات وأعراض أخرى لدى الطفل بجانب كثرة الحركة، مثل:
    • مواجهة صعوبات في تحليل المعلومات بدقة.
    • الشعور بالإحباط والانهزامية بسهولة وبسرعة، فضلًا عن صعوبة تنظيم الاستجابات العاطفية.
    • مواجهة مشكلات تمس التخطيط، والتنظيم، ووضع الأولويات، وقلة الانتباه وتذكر التفاصيل.
    • التصرف بسلوكيات لا تتناسب مع المرحلة العمرية التي ينتمي إليها الطفل.
  • الاكثار من تناول السكريات والإضافات الغذائية: يعتقد الكثير من الناس أن سبب إصابة أطفالهم بكثرة الحركة يرجع سببه إلى تناولهم للكثير من السكريات، ولقد أجرى العلماء والباحثين دراسات جدية لتقصي ذلك ولم يتوصلوا إلى ما يؤكد هذا الاعتقاد، لكن هذا الأمر لا يعني بأي حال من الأحوال أن إعطاء السكريات إلى الأطفال هو أمرٌ غير مؤذي، أما بالنسبة إلى العلاقة بين الإضافات أو الصبغات الغذائية وبين كثرة الحركة عند الأطفال، فإن الخبراء ينفون هذا العلاقة أيضًا عند معظم الأطفال، لكن بعض الأدلة العلمية باتت تشير إلى وجود حساسية اتجاه هذه الإضافات عند نسبة قليلة من الأطفال المصابين أصلًا باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، لذا قد يكون من الأنسب إبعاد الأطفال عن استهلاك الحلويات أو الكاندي، والصودا، والوجبات السريعة في حال الشك بأن لهذه الأطعمة تأثيرًا على سلوكيتهم.
  • كثرة الضجيج في المنزل: تؤدي كثرة مصادر الضجيج والأصوات العالية في المنزل إلى جعل الطفل غير قادرٍ على إراحة جسده وعقله كما ينبغي، ويُمكن كذلك للمشاكل العائلية والجدال أن تُشعر الطفل بالتوتر وتجعله يُعاني من قلة النوم، لذا قد يكون من الأنسب دائمًا إعطاء الأطفال وقتًا للراحة والهدوء بجانب والديه.
  • قلة ممارسة الأنشطة البدنية: يشعر الأطفال أحيانًا بالانزعاج والضيق عند منعهم من ممارسة الأنشطة البدنية اللازمة لإفراغ طاقاتهم الداخلية، ويُمكن إفراغ هذه الطاقة في أنواع أو أشكال كثيرة من الأنشطة البدنية؛ كالمشي، أو اللعب بالرمال، أو ركوب الدراجة.
  • أسباب أخرى: يُمكن لكثرة الحركة عند الأطفال أن تكون نابعة من إصابتهم بمشاكل في الدماغ أو الجهاز العصبي المركزي، كما يُمكن لبعض الأطفال أن يُصابوا بهذه المشكلة بسبب إصابتهم أصلًا بفرط نشاط الغدة الدرقية.

أسباب نقص الانتباه مع فرط النشاط

يُعد اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط واحدًا من بين عدة أسباب محتملة وراء إصابة الأطفال بكثرة الحركة كما ورد مسبقًا، وللأسف فإن الخبراء ما زالوا غير متيقنين إلى هذه اللحظة فيما يخص أسباب الإصابة بهذه الاضطراب عند الأطفال، لكن هنالك مجموعة من العوامل التي تلعب دورًا في نشوء هذا الاضطراب، من أبرزها الآتي:

  • الجينات الوراثية: يجنح اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط إلى الانتقال من الآباء إلى الأبناء، وهذا دفع العلماء إلى القول باحتمالية أن يكون للجينات الوراثية دورٌ في التسبب في حدوث هذا الاضطراب، لكن طبيعة المكونات الجينية أو الوراثية المسؤولة عن هذا الاضطراب هي بالتأكيد معقدة للغاية ويصعب القول بوجود خطء جيني واحد محدد مسؤول عن هذه الاضطراب.
  • المشاكل الدماغية: تمكن الباحثون من الكشف عن وجود بعض الاختلافات التشريحية في الأدمغة الخاصة بالأفراد المصابين باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، ولقد تأكد الباحثون من هذا الأمر عبر الاستعانة بالصور الدماغية التي أظهرت تضخمًا في مناطق معينة من الدماغ وانكماشًا في مناطق أخرى، وبات خبراء أخرون يتحدثون عن وجود عدم اتزان في مستويات أو وظائف بعض النواقل أو السيالات العصبي في أدمغة المصابين بهذا الاضطراب، ويُعد الدوبامين أحد أشهر النواقل العصبية التي من المحتمل أن يكون نقصه مسؤولًا عن الإصابة بهذه الاضطراب.
  • عوامل أخرى: أصبح الخبراء متيقنين من زيادة في خطر الإصابة باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط عند فئات معينة، مثل:
    • الأطفال الذين يولدون قبل الأسبوع 37 من الحمل أو الذين يولدون بأوزان أقل من المعدلات الطبيعية.
    • الأطفال الذين أصيبوا بتلف في الدماغ إما لفي الرحم أو تعرضوا لإصابات مباشرة على الرأس في مراحل متقدمة من العمر.
    • الأطفال الذين يتعرضون للسموم البيئة؛ كالرصاص الموجود في الطلاء والأنابيب في المباني القديمةالأبنية القديمة.
    • الأمهات الحوامل اللواتي يستعملن المخدرات، أو الكحول، أو سجائر التبغ أثناء الحمل.
    • الأطفال المصابين بالصرع.

علاج نقص الانتباه مع فرط النشاط

بالإمكان تلخيص أساليب علاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط على النحو الآتي:

  • إعطاء الأطفال الأدوية المناسبة التي تُساهم في إكسابهم مقدرة على التحكم بتصرفاتهم وزيادة تركيزهم وانتباههم نحو الأشياء.
  • إخضاع الأطفال للعلاجات السلوكية لتعليمهم المهارات الاجتماعية والعاطفية الضرورية.
  • تزويد أولياء الأمور بالمعلومات والإرشادات اللازمة لتمكينهم من الاستجابة بفاعلية للمشاكل الناجمة عن تصرفات أطفالهم.
  • توعية المدرسين أو المعلمين بضرورة مساعدة الأطفال المصابون باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط وجعلهم يستمتعون بالأنشطة المدرسية مع أقرانهم.
السابق
عدد فصائل الدم
التالي
أسباب ظهور عروق اليدين

اترك تعليقاً