الصحة النفسية

استخدام حمض الفوليك

استخدام حمض الفوليك

 

حمض الفوليك

يشتهر حمض الفوليك بكونه الشكل الكيميائي المصنع مخبريًا من فيتامين الفولات أو ما يُعرف أيضًا باسم فيتامين ب9 الذي ينتمي إلى فئة الفيتامينات الذائبة في الماء ويتوفر طبيعيًا في الكثير من الأطعمة، لكن الأطباء يرون أن من الأفضل إعطاء حبوب مكملات حمض الفوليك لبعض الأفراد بدلًا عن الاعتماد فقط على تناول الأطعمة الغنية بهذا الفيتامين؛ لأن حبوب حمض الفوليك هي أسهل من حيث الامتصاص داخل الجسم مقارنة بالفولات المتوفر طبيعيًا في الأطعمة، لكن وعلى أيّ حال يبقى الفولات في النهاية مهمًا لتصنيع المواد الوراثية داخل الخلايا، وإنجاح العمليات الأيضية، وتصنيع خلايا الدم الحمراء، فضلًا عن الأدوار المهمة التي يلعبها هذا الفيتامين أثناء فترات النمو المتسارعة عند الأجنة والحوامل، وقد طالبت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية منتجي الأغذية بإضافة حمض الفوليك إلى المنتجات الغذائية الشائعة في الولايات المتحدة الأمريكية؛ كالأرز والمعكرونة وحبوب الإفطار؛ وذلك للحدّ من خطر إصابة الأجنة بالمشاكل الخلقية نتيجة لنقص مستوى هذا الفيتامين في أجسام الحوامل.

استخدامات حمض الفوليك

يلجأ الأطباء والخبراء إلى استخدام حمض الفوليك لأغراض علاجية ووقائية كثيرة، منها الآتي:

  • الوقاية من التشوهات العصبية: أكدت الكثير من الدراسات على وجود علاقة بين إصابة الأجنة بالتشوهات العصبية وبين نقص فيتامين حمض الفوليك أثناء الأسابيع المبكرة من الحمل، وقد تظهر هذه التشوهات في الحبل الشوكي أو العمود الفقري، وهذا في المجمل يدفع الأطباء إلى ضرورة التأكيد على إعطاء الحوامل ما لا يقل من 400 ميكروغرام من مكملات حمض الفوليك يوميًا.
  • الوقاية من السرطان: يرى بعض الباحثين أن أخذ كميات كبيرة من حمض الفوليك يُمكن أن يكون أمرًا مناسبًا للوقاية من الإصابة ببعض أنواع السرطانات؛ بما في ذلك سرطان البنكرياس، وسرطان الرئة، وسرطان الثدي، ويرجع سبب ذلك إلى الدور المهم الذي يلعبه هذا الفيتامين في التحكم بالتراكيب الجينية أو الوراثية داخل الخلايا، ولكن وفي نفس الوقت قد يكون إعطاء كميات عالية من حمض الفوليك أمرًا سيئًا وربما كارثي عند المصابين أصلًا بالسرطان؛ لأن ذلك يزيد من انتشار الخلايا السرطانية بدلًا من مقاومتها، كما باتت بعض الدراسات تتحدث عن وجود علاقة بين أخذ مكملات حمض الفوليك وبين ظهور بعض أنواع السرطانات.
  • خفض مستوى الهوموسيستين: ينتمي الهوموسيستين إلى فئة الجزئيات الحيوية الالتهابية التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، وقد بات البعض يتحدثون عن وجود مقدرة لحمض الفوليك على الحدّ من مستوى الهوموسيستين بسبب الدور الأساسي لحمض الفوليك في تحويل الهوموسيستئين إلى جزئيات أخرى، وفي الحقيقة يُمكن لحمض الفوليك أن يُقلل من مستوى الهوموسيستين إلى حوالي 25% تقريبًا، لكن آثار ذلك قد لا تنعكس مباشرة على صحة القلب، وعلى العموم فإن وصف حمض الفوليك لغرض خفض مستويات الهوموسيستين هو أمرٌ ضروري عند المصابين بأمراض الكلى الشديدة على وجه التحديد.
  • علاج التهاب المفاصل الروماتويدي: يسعى بعض الأطباء إلى علاج التهاب المفاصل الروماتويدي عبر وصف حمض الفوليك بالتزامن مع دواء آخر هو دواء الميثوتركسيت؛ وذلك لأن لدواء الميثوتركسيت مفعولًا جانبيًا يتمثل بإزالة حمض الفوليك من الجسم والتسبب في ظهور أعراض هضمية سيئة عند المصابين بالمرض.
  • الوقاية من التوحد ومشاكل أخرى: أشارت دراسة حديثة إلى وجود علاقة محتملة بين نقص مستوى حمض الفوليك في أجسام الحوامل وبين إصابة الأطفال بالتوحد، كما أشارت أحد المراجعات العلمية في عام 2014 إلى إمكانية أن يكون حمض الفوليك مفيدًا لدرء خطر الإصابة بما يُعرف ب”الشفة المشقوقة” عند الأطفال.
  • علاج فقر الدم: يؤدي نقص حمض الفوليك إلى الإصابة بأحد أنواع فقر الدم، لذا قد يلجأ بعض الأطباء إلى إعطاء مكملات حمض الفوليك لعلاج أو الوقاية من فقر الدم عند الأطفال والبالغين المعرضين للإصابة بفقر الدم، كما يُمكن للأطباء وصف حمض الفوليك بالتزامن مع وصف كبريتات الحديد من أجل علاج فقر الدم الناجم عن عوز الحديد.
  • علاج الاكتئاب والخرف: يتحدث بعض الباحثين عن إمكانية استخدام حمض الفوليك لعلاج الاكتئاب، أما بالنسبة لعلاج الخرف باستخدام حمض الفوليك، فإن الأدلة ما زالت قليلة لتأكيد هذا الأمر.

كمية حمض الفوليك اليومية

يُمكن للناس عمومًا الحصول على حاجة أجسامهم من حمض الفوليك عبر التركيز على تناول الأطعمة الغنية بهذا الفيتامين، ويمكن ذكر كميات حمض الفوليك اليومية التي يُنصح بها للفئات العمرية المختلفة على النحو الآتي:

  • الأطفال الرضع بعمر 0-6 أشهر: 65 ميكروغرام.
  • الأطفال بعمر 1-3 سنوات: 150 ميكروغرام.
  • الأطفال بعمر 4-8 سنوات: 200 ميكروغرام.
  • الأطفال بعمر 9-13 سنة: 300 ميكروغرام.
  • الأطفال بعمر أكبر من 13 سنة والبالغين: 400 ميكروغرام.

وعلى الرغم من أن 400 ميكروغرام من حمض الفوليك هي كافية للأفراد البالغين، إلا أن الجهات الصحية الكندية تشير إلى ضرورة تزويد النساء الحوامل بـ600 ميكروغرام يوميًا من حمض الفوليك لمنع إصابة الأطفال بالتشوهات الخلقية، كما يشير الخبراء أيضًا إلى ضرورة إعطاء مكملات حمض الفوليك للنساء اللواتي يطمحن إلى الحمل أيضًا، إذ يمكن تناول مكملات حمض الفوليك يومياََ ولمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر قبل التخطيط للحمل. .

أخطار حمض الفوليك

أكد المعهد الطبي الأمريكي على ضرورة عدم أخذ أكثر من 1000 ميكروغرام من مكملات حمض الفوليك أو الأطعمة المدعمة صناعيًا بهذا الفيتامين، لكن لا يوجد حدّ أقصى لكميات حمض الفوليك التي يُمكن أخذها عبر تناول الأطعمة الطبيعية الغنية بهذا الفيتامين، ويرجع سبب وجود حدّ أقصى لأخذ مكملات حمض الفوليك إلى إمكانية أن يؤدي أخذ الكثير من حمض الفوليك إلى التغطية أو إخفاء علامات الإصابة بفقر الدم الناجم عن نقص فيتامين ب12، كما يُمكن للإفراط بأخذ حمض الفوليك أن يؤدي إلى عجز الجهاز الهضمي عن امتصاص الكثير من حمض الفوليك وتراكمه في الدم وبالتالي فقدان الخلايا للمقدرة على الاستفادة منه، وهذا سيؤدي في المقابل إلى زيادة خطر الإصابة بالأورام السرطانية، أما بالنسبة إلى الأعراض الجانبية الناجمة عن أخذ حبوب مكملات حمض الفوليك، فإنها تتضمن حدوث الغثيان، وتغير طعم الفم، وفقدان الشهية، والارتباك، ومشاكل النوم، كما يُمكن أن تظهر عليهم علامات الحساسية لدى بعض الأفراد بسبب هذه المكملات؛ كالطفح الجلدي، والحكة، ومشاكل التنفس، ومن الضروري الإشارة هنا كذلك إلى إمكانية تداخل مكملات حمض الفوليك مع أنواع كثيرة من الأدوية، مثل:

  • مضادات التشنجات أو الاختلاج؛ كدواء الفوسفينيتوان ودواء البريميدون.
  • أدوية الباربيتورات، التي تُثبط نشاط الجهاز العصبي المركزي.
  • دواء البيريميثامين، الذي يُستخدم لعلاج الملاريا.
  • دواء الميثوتركسيت، الذي ورد ذكره مسبقًا.
السابق
علاج مرض جلد الدجاجة
التالي
ترهل الجسم بعد الرجيم

اترك تعليقاً