هرمون الحليب
يُفرز الجسم البشري هرمون الحليب أو هرمون البرولاكتين من الغدة النخامية الموجودة في تجويف الدماغ، ويعمل هذا الهرمون بالجسم في عدّة وظائف حيوية، كتنظيم عمليات الأيض والمساعدة على الإنجاب والتحكم وتنظيم عمل الجهاز المناعي، لكن في بعض الحالات يمكن أن تزيد كمية هذا الهرمون في الدم عند الرجال عن المعدل الطبيعي الذي يُعرف بأنّه أقل من 17 نانوغرام/ مليليتر؛ مما ينتج عنه العديد من المشكلات الصحية والآثار السلبية على الحياة الجنسية للرجل. وفي بعض الحالات قد يتعرّض الرّجل لارتفاع في مُستوى هرمون الحليب بالدّم، إذ يُعدّ المسبب الرئيسي والشائع لفرط البرولاكتين في الدم أو ارتفاع هرمون الحليب في الجسم هو وجود ورم أو كتلة في الغدة النخامية يسمى بالبرولاكتينوما، وينتج عن هذا الورم ظهور مستويات عالية من البرولاكتين، وهو إما أن يكون كبيرًا أو صغيرًا لكنه في الغالب يكون ورمًا حميدًا وغير سرطاني وقد ينتج عنه أحيانًا الصداع أو حدوث اضطرابات في الرؤية.
أعراض ارتفاع هرمون الحليب عند الرجال
تختلف أعراض ارتفاع هرمون الحليب في الرجال والنساء، وقد يكون من الصّعب الاستدلال على ارتفاع مستوياته عند الرّجال من خلال أعراض معيّنة كما هو الحال عند النّساء، وتتمثل الأعراض لدى الرّجال فيما يأتي:
- ظهور نمو غير طبيعي ومعتاد للثديين.
- إفرازات حليبيّة.
- الإصابة بالعقم.
- انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون في الدم.
- المعاناة من ضعف الانتصاب.
- المعاناة من ضعف الرغبة الجنسية.
- الإصابة بالصداع.
- المعاناة من اضطرابات وتغيرات في الرؤية.
- يؤثر على نوعية الحيوانات المنوية وحركتها.
- انخفاض كمية شعر الجسم.
- انخفاض كمية الكتلة العضلية في الجسم.
مضاعفات ارتفاع هرمون الحليب
يؤدي ارتفاع هرمون الحليب أو البرولاكتين إلى العديد من المشكلات الصحية لدى كل من الرجال والنساء، وتشمل المضاعفات المشتركة لدى كل منهما كلًا مما يأتي:
- فقدان البصر: قد يؤدي ارتفاع هرمون الحليب إلى فقدان البصر نتيجة ضغط الورم على العصب البصري، وذلك في حال ترك الورم دون علاج.
- قصور الغدة النخامية: تتسبب الأورام البرولاكتينية الكبيرة بالضغط على الغدة النخامية الطبيعية مما يؤدي إلى حدوث خلل في الهرمونات الأخرى التي تتحكم فيها الغدة النخامية، وبالتالي الإصابة بقصور الغدة الدرقية وقصور الغدة الكظرية ونقص هرمون النمو.
- هشاشة العظام: تتسبب زيادة مستويات البرولاكتين في تقليل إنتاج هرمونات الإستروجين والتستوستيرون وهو ما يتسبب بانخفاض كثافة العظام وزيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام.
وظائف هرمون الحليب عند الرجال
على الرغم من أن هرمون الحليب مرتبطٌ أكثر بالنساء إلا أن له دورًا هامًا سواء عند الرجل من خلال أدائه للوظائف الآتية:
- تنظيم عمل الجهاز المناعي، كما تفرزه الخلايا المناعية في الجسم على أنه السيتوكين.
- زيادة إفراز الأنسولين والحساسية اتجاه سكر الدم (الجلوكوز) ممّا يمنع الإصابة بالسكري عند الأمهات الجدد.
- حماية الدماغ والأعصاب.
- يعزز إفراز التستوستيرون وإنتاج السائل المنوي.
- المساعدة على نمو الخلايا.
- المساهمة في تكوين الأوعية الدموية.
- عامل مضاد لموت الخلية.
- المساهمة في عملية تجلط الدم أثناء النزيف.
- التأثير مباشرةً على إنتاج هرمون التستوستيرون، مما يسبب انخفاض الرغبة الجنسية أو حتى العقم.
- ينظم نقل السوائل والصوديوم والبوتاسيوم عبر غشاء الأمعاء والتخلص منها بواسطة الكليتين.
أسباب زيادة هرمون الحليب عند الرجال
إنّ زيادة برولاكتين الدّم تنتج ع وجود ورم برولاكتيني في الغدّة النّخامية، ولكن أحيانًا لا يوجد سبب واضح ومحدد لفرط البرولاكتين في الدم، أو قد تكون زيادته عند الرجال من الأسباب الآتية:
- بعض أدوية ارتفاع ضغط الدم مثل حاصرات قنوات الكالسيوم ودواء الميثيل-دوبا .
- بعض أدوية الاكتئاب، مثل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات أو أدوية الـ SSRI.
- أدوية الحموضة أو أمراض الجزر المعويّ.
- المعاناة من الغثيان والتقيؤ.
- مسكنات الآلام المستخدمة لعلاج الألم كالأدوية المشتقة من مادة الأفيون.
- تناول مضادات الذهان كالريسبييردال أو الهالوبيريدول لعلاج الاضطرابات العصبية الخطرة.
- المعاناة من قصور الغدة الدرقية.
- التعرض للإصابات في منطقة جدار الصدر أو الإصابة بفيروس القوباء المنطقية.
- الخضوع للعلاج الإشعاعي نتيجة الإصابة ببعض الأورام أو الأمراض التي تصيب الغدة النخامية.
- المعاناة من أمراض الكبد أو الكلى المزمنة.
- التوتر والإجهاد.
- فقدان الشهية العصبي أو القَهَم.
- انخفاض معدل السكر في الدم.
- اضطرابات الكلى والكبد وأمراضها.
- قلة النوم، وذلك بناء على دراسة أُجريت على الجرذان.
تشخيص ارتفاع هرمون الحليب عند الرجال
يعتمد الطبيب المختص في تشخيص الحالة على السيرة المرضية للمريض، وعلى الأعراض المرافقة، خاصةً تلك التي تتعلق بضعف الرغبة والقدرة الجنسية، وعدم حدوث الانتصاب، ومشكلات الإبصار، والصداع المتكرر، خاصةً في ساعات الصباح الأولى، وهنا يلجأ الطبيب إلى ما يأتي:
- اختبار الدم: وذلك لقياس مستوى هرمون الحليب في الدم في الصباح قبل تناول الطعام، وذلك للكشف عن الإفراط في إنتاج البرولاكتين وما إذا كانت مستويات الهرمونات الأخرى التي تتحكم فيها الغدة النخامية ضمن المعدل الطبيعي.
- صور الدماغ: والتي تشمل التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي للدماغ والغدة النخامية للكشف عن وجود أورام الغدة النخامية.
- اختبارات البصر: وذلك للكشف عن تأثير ورم الغدة النخامية على الرؤية. وقد يحوّل الطبيب المريض إلى اخصائي الغدد الصماء لإجراء المزيد من الاختبارات الأكثر شمولًا.
علاج ارتفاع هرمون الحليب عند الرجال
يهدف العلاج إلى إعادة البرولاكتين إلى مستوياته الطبيعية وإعادة عمل الغدة النخامية الطبيعي بالإضافة إلى التخلص من الأورام التي تضغط على الغدة مسببةً العديد من الأعراض، مثل الصداع ومشكلات الرؤية، مما يساعد في تحسين نوعية الحياة، وتشمل خيارات العلاج عند الرجل ما يأتي:
- العلاجات الدوائية: مثل مجموعة الأدوية التي تسمى منبهات الدوبامين، والتي تخفّض مستوى هرمون الحليب في الدم، مما يؤدي إلى رجوع مستوى هرمون التستوستيرون المُفرز من الخصيتين إلى الطبيعي، ومن هذه الأدوية؛ بروموكربتين، وكابرغولين، وهذا النوع من العلاج يعد ناجحًا جدًّا في خفض مستويات البرولاكتين، وبالتالي استعادة الرجل لقدرته الجنسية، وتحسين إنتاج الحيوانات المنوية، وبالتّالي زيادة احتمالية حدوث التخصيب للبويضة.
- العلاج الجراحي: التدخل لإزالة الأورام الموجودة في الغدة النخامية أو الأورام التي تضغط على العصب البصري، والتي تتسبب بفقدان كامل أو جزئي لحاسة البصر، ويكون الاستئصال من خلال تجويف الأنف أو من خلال الجمجمة.
- العلاج الإشعاعي: يستخدم العلاج الإشعاعي في الحالات التي لا تستجيب للأدوية ولا يستطيعون الخضوع للعلاج الجراحي، وذلك لتقليص حجم الورم في الغدة النحامية.
- العلاج بهرمونات الغذة الدّرقية: إذا كان فرط هرمون البرولاكتين ناتجًا عن قصور الغدة الدرقية.
- استبدال الأدوية: إذا كان ارتفاع البرولاكتين في الدم ناجمًا عن تناول بعض أنواع الأدوية فإن علاجه يكون بتغيير هذه الأدوية واستبدالها.
- العلاجات المختلفة المساعدة: تشمل خيارات العلاج الأخرى لارتفاع مستوى هرمون البرولاكتين لدى الرجال كلًا مما يأتي:
- تغيير النظام الغذائي والتحكّم بمستويات التوتر.
- التوقف عن أداء التدريبات عالية الكثافة أو الأنشطة الكثيفة.
- تجنّب الملابس التي تتسبب بالضغط على الصدر.
- تناول مكملات فيتامين ب 6 وفيتامين هـ، إذ يعد فيتامين ب6 جزءًا من عملية إنتاج الدوبامين وهو ما يساهم بخفض المستويات العالية من البرولاكتين، في حين يمنع فيتامين هـ ارتفاع مستويات البرولاكيتن بشكل طبيعي.
