الضغط الطبيعي لكبار السن

يشير مصطلح ضغط الدم إلى القوة المسؤولة عن تحرك الدم عبر نظام الدورة الدموية في الجسم، وهو أمر بالغ الأهمية نظرًا لأن الأكسجين والعناصر الغذائية لن تنتقل في نظام الدورة الدموية لتغذية الأنسجة والأعضاء لولا هذا الضغط، ويساهم ضغط الدم كذلك في انتقال كريات الدم البيضاء والأجسام المضادة والهرمونات المختلفة، فضلًا عن عملية التخلص من فضلات الأنسجة السامة وعملية الأيض، مثل ثاني أكسيد الكربون وغيره من المواد السامة التي يتخلص منها الجسم عبر الكبد والكليتين. وعمومًا، يكون أعلى ارتفاع للضغط في بداية حركة الدم من القلب عندما يدخل الشريان الأبهر، في حين يكون أدنى مستوى للضغط في نهاية مسيرته عند الفروع الصغيرة للشرايين، وبذلك، يسبب هذا الفرق في الضغط تدفق الدم داخل الجسم، وتؤثر الشرايين على ضغط الدم عند الإنسان تأثيرًا مشابهًا للخصائص الفيزيائية لخرطوم الري في الحديقة؛ فكلما انقبض الخرطوم ازداد الضغط عند نقطة الانقباض، فلولا الطبيعة المرنة لجدران الشرايين، لانخفض ضغط الدم بسرعة كبيرة عند ضخه من القلب.

ضغط الدم الطبيعي لكبار السن

أقرّت الكلية الأمريكية لطب القلب ACC، وجمعية القلب الأمريكية AHA، مجموعةً من الإرشادات الموصى بها بشأن ضغط الدم الطبيعي للنساء والرجال، ومن ضمنهم كبار السن، وجاء فيها أن ضغط الدم الطبيعي لكبار السن ينبغي أن يقلّ عن 130/80 ملم زئبقي، وقد تضمنت أبرز تلك الإرشادات:

• يكون ضغط الدم منخفضًا عند المسنّ إذا كان ضغط الدم الانقباضي 90 ملم زئبقي أو أقل، وكان ضغط الدم الانبساطي 60 ملم زبقي أو أقل.
• يكون ضغط الدم طبيعيًا عند المسنّ إذا قلّ ضغط الدم الانقباضي عن 120 ملم زئبقي أو أقل، وقلّ ضغط الدم الانبساطي عن 80 ملم زئبقي.
• يزداد ضغط الدم عند المسنّ إذا تراوح ضغط الدم الانقباضي بين 120-129 ملم زئبقي، وكان ضغط الدم الانبساطي 80 ملم زئبقي أو أقل.
• يصاب المسنّ بالمرحلة الأولى من ارتفاع الضغط إذا تراوح ضغط الدم الانقباضي بين 130-139 ملم زئبقي، أو إذا تراوح ضغط الدم الانبساطي بين 80-89 ملم زئبقي.
• يصاب المسنّ بالمرحلة الثانية من ارتفاع الضغط إذا كان ضغط الدم الانقباضي 140 ملم زئبقي أو أعلى، أو إذا كان ضغط الدم الانبساطي 90 ملم زئبقي أو أعلى.
• يصاب المسنّ بنوبة ارتفاع ضغط الدم إذا كان ضغط الدم الانقباضي 180 ملم زئبقي أو أعلى، أو إذا كان ضغط الدم الانبساطي 120 ملم زئبقي أو أعلى.

معدلات الضغط الدم الطبيعي حسب العمر

يكون ضغط الدم الطبيعي للبالغين 120/80 ملم زئبقي، في حين يختلف المعدل عند المراهقين والأطفال، وعمومًا، تتوزع معدلات الضغط الدم الطبيعي حسب العمر:

• يتراوح معدل الضغط الانقباضي عند الرضيع (1-12 شهرًا) بين 75-100 ملم زئبقي، في حين يتراوح معدل الضغط الانبساطي بين 50-70 ملم زئبقي.
• يتراوح معدل الضغط الانقباضي عند الطفل (1-4 سنوات) بين 80-110 ملم زئبقي، في حين يتراوح معدل الضغط الانبساطي بين 50-80 ملم زئبقي.
• يتراوح معدل الضغط الانقباضي عند الطفل (3-5 سنوات) بين 80-110 ملم زئبقي، في حين يتراوح معدل الضغط الانبساطي بين 50-80 ملم زئبقي.
• يتراوح معدل الضغط الانقباضي عند الطفل (6-13 سنة) بين 85-120 ملم زئبقي، في حين يتراوح معدل الضغط الانبساطي بين 55-80 ملم زئبقي.
• يتراوح معدل الضغط الانقباضي عند المراهق (13-18 سنة) بين 95-140 ملم زئبقي، في حين يتراوح معدل الضغط الانبساطي بين 60-90 ملم زئبقي.

عوامل تؤثر على ضغط الدم الطبيعي

ثمة مجموعة من العوامل التي تؤثر على قراءة الضغط الطبيعي عند الإنسان، مثل:

• التمارين الرياضية: ينبغي أن تقيس ضغط الدم قبل ممارسة التمارين الرياضية، وإلّا سيعطي جهاز الضغط قراءة مرتفعة.
• تناول الطعام: ينبغي أن تقيس ضغط الدم قبل تناول وجبات الطعام؛ فعملية الهضم ربما تخفض الضغط، فلا تحصل على قراءة دقيقة.
• دخول الحمام: يؤشر جهاز الضغط إلى قراءة مرتفعة إذا كانت المثانة ممتلئة بالبول، لذلك، ينبغي لك أن تقضي حاجتك قبل قياس ضغطك.
• التدخين واستهلاك الكحول والكافيين: ينبغي ألّا تقيس ضغطك إلّا بعد مرور نصف ساعة على التدخين أو استهلاك المشروبات المحتوية على الكافيين.
• الملابس: يؤثر ارتداء الملابس أحيانًا على قراءة جهاز الضغط، لذلك، يُستحسن دائمًا أن تضع سوار الجهاز على الذراع العارية مباشرة، مع الحرص على عدم طي كم اللباس إلى درجة يكون فيها ضيقًا على الذراع.
• درجة الحرارة: تكون قراءة جهاز الضغط مرتفعة إذا كنت تعاني من البرد.
• التكلم: ينبغي لك ألا تتكلم عندما تقيس ضغطك، فهذا الأمر قد يؤدي إلى ارتفاعه وعدم دقة النتائج.
• الإجهاد: يجب عليك أن تُجنبَ نفسك الأفكار المسببة للإجهاد والتوتر، وأن تسترخي في جلوسك قبل 5 دقائق على الأقل من قياس الضغط.

سؤال وجواب

نقدم فيما يلي أجوبةً على بعض الأسئلة الشائعة حول ضغط الدم عند الإنسان.

كيف أحافظ على مستوى ضغط الدم الطبيعي؟

تستطيع عزيزي الرجل أن تحافظ على مستوى الضغط عند الحدود الطبيعية من خلال:

• المحافظة على وزن جسمك عند حدوده الطبيعية، وتجنب الإصابة بالسمنة.
• اتباع نظام غذائي يومي غني بالفواكه والخضروات ومنتجات الألبان قليلة الدسم.
• خفض كمية الصوديوم أو الملح التي تتناولها في الأطعمة.
• ممارسة التمارين الرياضية بانتظام بحيث لا تقل مدتها عن 30 دقيقة يوميًا على مدار الأسبوع.
• الامتناع عن استهلاك المشروبات الكحولية.

ما الرقم الأهم عند قياس الضغط؟

يكون ضغط الدم الانقباضي (الرقم الأعلى) هو الأهم عند قياس الضغط نظرًا لأنه أحد عوامل الخطر الرئيسة لأمراض القلب والأوعية الدموية، سيما عند البالغين ممن تجاوزوا الخمسين، وعمومًا، يرتفع ضغط الدم الانقباضي باطّراد كلما تقدم الإنسان في العمر، ومرد ذلك إلى زيادة تصلب الشرايين وتراكم اللويحات على جدرانها الداخلية.

لماذا يستخدم الزئبق في قياس الضغط؟

شاع استخدام الزئبق في أجهزة قياس الضغط الدقيقةِ الأولى، وما يزال مستخدمًا حتى الآن بوصفه وحدة القياس المعيارية لضغط الدم، فكما هو معلوم، يعرف الزئبق بأنه سائل مستقر عند درجة حرارة الغرفة ويتمتع كذلك بكثافة عالية، ويعني هذا الأمر أنه- بالمقارنة مع الماء – سيتمدد تمددًا أقلّ عند تغير الضغط، لذلك، يمكن استعماله في أنبوب له مقاييس معقولة ومنطقية لقياس الضغط، ولمّا كان الثقل النوعي للزئبق قدره 13.6، فإنه أكثر كثافة من الماء بـ 13.6 مرات، وبذلك، إذا استخدم الماء عوضًا عنه في جهاز مقياس الضغط الصغير، فإن الأمر يتطلب استخدام أنبوبٍ أعلى من أنبوب الزئبق بمقدار 13.6 مرات، وهذا الأمر طبًعا غير عملي بتاتًا.