الصحة النفسية

زيادة الدهون الثلاثية

زيادة الدهون الثلاثية

 

زيادة الدهون الثلاثية

تعد الدهون الثلاثية من أنواع الدهون الموجودة في الدم، وتنتج هذه الدهون عن تحول السعرات الحرارية في الجسم بعد تناول الطعام وتخزينها على شكل دهون ثلاثية في الخلايا الدهنية لاستخدامها في الطاقة لاحقًا، ولكن بالرغم من الحاجة للدهون الثلاثية للحصول على الطاقة إلا أن وجود كميات كبيرة منها في الدم يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، وتعد النسبة المرتفعة من الدهون الثلاثية هي ما يزيد عن 200 مجم/ ديسيلتر (2.26 مللي مول/ لتر)، وقد ينتج هذا الارتفاع عن عدة عوامل منها السمنة والسكري غير المنضبط والاستخدام المنتظم للكحول واتباع نظام غذائي عالي السعرات الحرارية.

وتكمن خطورة ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية في أنها يمكن أن تُسهم في تصلب الشرايين أو زيادة سماكة جدران الشرايين وهو ما يزيد بدوره من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية وأمراض القلب، كما يمكن أن تسبب الدهون الثلاثية المرتفعة جدًا التهابًا حادًا في البنكرياس، ويمكن أن يكون ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية إشارة إلى وجود عوامل أخرى تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية بما في ذلك السمنة ومتلازمة التمثيل الغذائي وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة السكر في الدم وارتفاع مستويات الكوليسترول، وقد يكون ارتفاع الدهون الثلاثية أيضًا علامة على:

  • الإصابة بداء السكري من النوع الثاني أو ما قبل الإصابة بمرض السكري.
  • متلازمة التمثيل الغذائي التي تحدث عند ارتفاع ضغط الدم والسمنة وارتفاع سكر الدم معًا.
  • وجود مستويات منخفضة من هرمونات الغدة الدرقية (قصور الغدة الدرقية).
  • وجود بعض الحالات الوراثية النادرة التي تؤثر على كيفية تحويل الجسم الدهون إلى طاقة.

أعراض زيادة الدهون الثلاثية

لا تظهر أعراض ارتفاع الدهون الثلاثية عادة إلا عند ارتفاع مستوياتها بشكل كبير، وبالنسبة لغالبية الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية فلن تظهر أي أعراض إلّا عندما يتطور الأمر ليتسبب بالتهاب البنكرياس أو أعراض القلب والأوعية الدموية وهو ما يحدث نتيجة تراكمها خلال السنين، فتظهر الأعراض عند ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية بين 1000 و2000 ملليغرام لكل ديسيلتر، إذ تؤدي هذه المستويات إلى التهاب البنكرياس المسبب للألم في البطن والغثيان، وقد تتطور أعراض أخرى عند الوصول لهذه المستويات بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية وتصلب الشرايين (ASCVD) المسببة للذبحة الصدرية وضيق في التنفس وعدم انتظام ضربات القلب، ومع تجاوز المستوى 5000 ملغم / ديسيلتر، تتأثر أنظمة الأعضاء الأخرى مما يؤدي إلى:

  • تضخم الكبد والطحال.
  • ظُهور عقيدات صغيرة غير مؤلمة على الجذع والأرداف والفخذين والمرفقين والركبتين.
  • اصفرار لون كف اليد.
  • ظهور آفات صفراء حول الجفون شبيهة بالكُتل.
  • إعتام القرنية لتظهر بيضاء رمادية.
  • التهاب البنكرياس الحاد المتسبب بأعراض تشمل الحمى والقيء وسرعة ضربات القلب وفقدان الشهية والألم الذي يمتد من المعدة إلى الظهر.
  • المشاكل العصبية بما في ذلك فقدان الذاكرة والاكتئاب والخرف.

أسباب زيادة الدهون الثلاثية

تتشمل الأسباب والعوامل المؤدية إلى ارتفاع الدهون الثلاثية:

  • مرض السكري غير المتحكم به.
  • أمراض الكلى.
  • إدمان الكحول.
  • قصور الغدة الدرقية.
  • أمراض الكبد بما في ذلك تليف الكبد والسمنة.
  • الآثار الجنبية لبعض الأدوية مثل الأستروجين وحاصرات بيتا والأدوية المثبطة للمناعة والرتينوئيدات والمنشطات وبعض أدوية فيروس نقص المناعة البشرية.
  • الاضطرابات العائلية أو الوراثية التي تؤثّر على التمثيل الغذائي للدّهون.

وتزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بالدهون الثلاثية وتشمل:

  • مشاكل الكوليسترول.
  • ارتفاع السكر في الدم والسكري.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • الوزن الزائد.
  • عدم ممارسة الرياضة.
  • التدخين.

كيف يمكن تقليل مستويات الدهون الثلاثية؟

يمكنك خفض مستويات الدهون الثلاثية من خلال تغيير أنمط الحياة واتباع الخيارات الصحية في المقام الأول ومن ثم العلاجات الدوائية:

  • تغييرات أنماط الحياة: ويتضمن ذلك كلًا من:
    • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام بما لا يقل عن 30 دقيقة على الأقل من النشاط البدني في معظم أيام الأسبوع أو جميعها، إذ يقلل التمرين المنتظم الدهون الثلاثية ويعزز الكولسترول “الجيد” في الدم.
    • تجنب السكر والكربوهيدرات المكررة مثل الدقيق الأبيض أو الفركتوز التي تزيد من مستويات الدهون الثلاثية.
    • فقدان الوزن الزائد من خلال تقليل السعرات الحرارية المتناولة نظرًا إلى أن السعرات الزائدة يحولها الجسم إلى دهون ثلاثية ويخزنها على شكل دهون.
    • تناول الدهون الصحية الموجودة في النباتات مثل زيت الزيتون وزيت الكانولا بدلًا من اللحوم الحمراء، ويمكن تناول الأسماك الغنية بأحماض أوميجا 3 الدهنية مثل الماكريل أو السلمون، ومن المهم تجنب الدهون المتحولة أو الأطعمة التي تحتوي على زيوت أو دهون مهدرجة.
    • التقليل من كمية الكحول لاحتوائه على نسبة عالية من السعرات الحرارية والسكر وله تأثير قوي بشكل خاص على الدهون الثلاثية.
  • العلاجات الدوائية: تحتاج بعض الحالات إلى العلاجات الدوائية:
    • الستاتينات: وهي الأدوية الخافضة لمستويات الكوليسترول وتستخدم في حال وجود تاريخ مرضي أيضًا من انسداد الشرايين أو مرض السكري.
    • الألياف: وهي الأدوية الليفية المساعدة في خفض مستويات الدهون الثلاثية، ولكنها لا تُستخدم في حالات الإصابة بأمراض الكلى الشديد أو أمراض الكبد.
    • زيت السمك: ويُعرف أيضًا بأحماض أوميجا 3 الدهنية وتحتوي على مستحضرات طبية مثل لوفازا وهي الأحماض الدهنية الأكثر نشاطًا، ولكن من المهم استشارة الطبيب قبل تناول زيت السمك في حالات تخثر الدم.
    • النياسين: وهو ما يُطلق عليه أحيانًا حمض النيكوتينيك الذي يساعد في خفض الدهون الثلاثية والكوليسترول الضّار (LDL)، ومن المهم استشارة الطبيب قبل الحصول عليه لآثاره الجانبية الكبيرة المحتملة.

مَعْلومَة

قد تتساءل عزيزي الرّجل حول الاختلاف بين الكولسترول والدّهون الثّلاثيّة، حتّى أنّكَ من المُمكن أن تخلط بينهما، إذ تُعد كل من الدهون الثلاثية والكوليسترول من أنواع الدهون التي تنتشر في الدم، ولكن يختلف كل منهما عن الآخر بأن الكوليسترول هو مادة شمعية شبيهة بالدهون في الدم ويلعب دورًا مهمًا في بناء الخلايا وصنع الهرمونات مثل الإستروجين والتستوستيرون وفيتامين د والأحماض الصفراوية الهضمية، ويعد الكبد المصدر الرئيسي للكوليسترول في الجسم بالرغم من أنه يمكن أن يأتي من الطعام أيضًا، في حين تأتي الدهون الثلاثية حصريًا من الطعام من خلال الأطعمة الغنية بالدهون الغذائية مثل الزبدة والزيوت ويمكن أن يحول الجسم أيضًا السعرات الحرارية الزائدة أو السعرات الحرارية في كل من الكحول أو السكر إلى الدهون الثلاثية ويخزنها كدهون في جميع أنحاء الجسم.

السابق
نصائح لمرضى السرطان
التالي
الوقاية من هشاشة العظام عن طريق الغذاء

اترك تعليقاً