الصحة النفسية

زيادة نبضات القلب بعد الأكل

زيادة نبضات القلب بعد الأكل

الخفقان وزيادة نبضات القلب

يُصاب العديد من الأفراد بالخوف والقلق الشديد عند شعورهم بخفقان القلب أو زيادة سرعة نبضات القلب في الصدر، أو الحلق، أو في العنق، وكثيرًا ما تزداد وتيرة خوفهم بسبب إحساسهم بعدم انتظام هذه النبضات وتسارعها بصورة لم يألفوها من قبل، ولحسن الحظ فإنّ الخبراء يرون أنّ أغلب حالات خفقان القلب ليست مؤذيةً أو خطيرةً، وهي ناجمة في أحيانٍ كثيرة عن التوتر والقلق أو عن شرب الكثير من القهوة والكحول أو بسبب التدخين، لكنّ الخبراء ينبّهون بالوقت نفسه إلى احتمالية أن يكون خفقان القلب مؤشرًا على وجود مشكلات جدّية في القلب، لهذا فإنّ من الأفضل دائمًا استشارة الطبيب عند الشعور بتكرار حدوث تسارع أو خفقان في نبضات القلب، خاصةً عند مصاحبة ذلك لأعراضٍ أخرى؛ كضيق النفس، وألم الصدر، والدوار أو الدوخة.

أسباب زيادة نبضات القلب بعد الأكل

يشير الخبراء إلى وجود عدة عوامل تقف وراء المعاناة من زيادة نبضات القلب أو الخفقان بعد الأكل تحديدًا، منها:

  • عوامل غذائية: ربط الكثير من الباحثين بين زيادة نبضات القلب وبين تناول أطعمة ومشروبات معينة، مثل:
    • الأطعمة الغنية ب”التيرامين”: الذي هو عبارة عن حمض أميني يوجد في بعض أنواع الجبنة، واللحوم، والفواكه المجففة.
    • المكملات العشبية والنباتية: مثل مكملات الجينسنغ، والبرتقال المر، والزعرور البري، والناردين، وعنب البحر.
    • الأطعمة الغنية ب “الغلوتامات أحادية الصوديوم”: كالكثير من الأطعمة الصينية والأطعمة المعلبة أو المصنعة.
    • الأطعمة الغنية بمركب “الثيوبرومين”: الذي يوجد بكميات لا بأس بها في الشوكولاتة.
    • الأطعمة الغنية بعنصر الصوديوم: كالأطعمة المعلبة أو المصنعة.
    • المشروبات التي تحتوي على الكافيين: كالقهوة، والشاي، والصودا، ومشروبات الطاقة، وبعض أنواع الشوكولاتة.
    • المشروبات الكحولية: التي لا تسبب فقط زيادةً بنبضات القلب، وإنما تُسبّب أيضًا ما يُعرف طبّيًّا باسم “الرجفان الأذيني” الذي يمسّ القلب مباشرةً ويُمكنه أن يؤدي إلى حدوث سكتة دماغية أحيانًا.
  • عوامل مرضية: يرى الكثير من الخبراء أن نسب المعاناة من زيادة نبضات القلب بعد الأكل تزداد كثيرًا عند الأفراد المصابين بنقص في مستويات عنصر البوتاسيوم، وعند المصابين بالجفاف أيضًا، كما وجد الباحثون بأنّ هذه المشكلة تتواجد كثيرًا عند الأفراد المصابين بحساسية اتّجاه أحد أنواع الأطعمة وعند الأفراد المصابين بانخفاض مستوى السكر في الدم، خاصةً عند تناولهم للأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والأطعمة السكرية.
  • عوامل دوائية: تمتلك بعض الأدوية والعقاقير مقدرةً على زيادة نبضات القلب عند أخذها بعد الأكل، مثل:
    • الأدوية دون وصفة طبية القادرة على علاج مشكلات البرد، والزكام، والاحتقان.
    • الأدوية الخاصة بعلاج أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، والربو.
    • العقاقير غير القانونية، كالأمفيتامينات والكوكايين.
    • الأدوية الهرمونية الخاصة بعلاج مشكلات الغدة الدرقية.
    • المضادات الحيوية.
  • عوامل أخرى: يُصاب بعض الأفراد بخفقان القلب بعد الأكل ليس بسبب تناول أطعمة أو أدوية معينة، وإنما بسبب الطريقة التي يبلعون بها الطعام أو بسبب الوقوف مباشرةً بعد الأكل، وقد يُعاني البعض من الخفقان لأسباب عاطفية تتعلق بالظروف المثيرة للقلق والتوتر أثناء تناولهم للطعام.

علاج زيادة نبضات القلب بعد الأكل

يعتمد علاج خفقان القلب على تشخيص الطبيب لسبب هذه الحالة، ولا يكون الخفقان في أغلب الحالات عرضًا خطيرًا، ويكون تغيير نمط الحياة والابتعاد عن مسبباته مثل؛ بعض أنواع الأدوية، والتدخين، والمشروبات المنشطة، كفيلًا بالتخلّص من خفقان القلب المزعج بعد تناول الطعام، وفي حال كان خفقان القلب بسبب مشاكل في القلب، فقد يصف الطبيب بعض الأدوية لذلك ومنها أدوية تنظيم ضربات القلب، التي تنظّم معدل ضربات القلب وتحسّن من تدفق الدم إلى جميع أنحاء الجسم، وبالرغم من أن هذه العلاجات تسيطر على الحالة خلال بضع ساعات، إلا أنها عادةً ما تستغرق عدة أشهر أو عدة سنوات لإعادة حالة القلب إلى طبيعته الدائمة، وفي حالات قليلة يلجأ الطبيب إلى استخدام جهاز تنظيم ضربات القلب الذي يُزرع من خلال عملية جراحية، وتُعطي هذه العلاجات نتائج فورية ويحتاج الطبيب لمراقبتها من حين لآخر.

لا تكون جميع حالات خفقان القلب بعد الأكل نتيجة لحالة مرضية كامنة، فبعضها يكون نتيجة بعض أنواع الطعام أو الشراب التي يمكن الاستغناء عنها واستبدالها ببدائل أخرى، وذلك بتسجيل الأطعمة التي تسبب الخفقان أو عدم الشعور بالراحة، والتي قد تكون بسبب مكوّن معيّن في الوجبة الغذائية، لذا يكون من الجيد مراقبة الأطعمة وتأثيرها مما يساعد على التشخيص السليم للحالة ومعرفة أساليب العلاج المناسبة، وفي حال كان خفقان القلب بعد تناول الطعام نتيجة الإجهاد، فإنه يمكن التخلّص منه بممارسة التمارين الرياضية وتمارين الاسترخاء مثل؛ اليوجا والتأمل وتمارين التنفس العميق، أما في حالات خفقان القلب أثناء الحمل عند النوم أو الاستلقاء فإنه من الأفضل النوم على الجانب الأيسر لتجنب الضغط على الأوعية الدموية الرئيسية المسببة للخفقان .

السابق
أسباب زغللة العين والصداع
التالي
علاج نقص السيروتونين

اترك تعليقاً