تقرحات الفم
تعرف قرحة الفم بأنها تلف في الأنسجة التي تغطي الفم من الداخل، وتصيب هذه القرحة عادة المناطق السفلى للثة، وداخل الخدين، والشفتين، وتصيب في بعض الحالات أرضية الفم، واللسان، وتسبب الألم والحرج عند البعض، إذ تؤثر على عمليات الأكل والشرب، وتنظيف الأسنان، وحتى التكلم، ويظهر الألم الناتج عن هذه الحالة بسبب تكشف الأعصاب الموجودة أسفل بطانة الفم، وتتراوح هذه التقرحات من ناحية الحجم، والنوع، والأسباب، وعادةً ما ينفي الخبراء علمهم بالسبب الحقيقي وراء الإصابة بهذه التقرحات عند الكثير من الأفراد، لكن توجد الكثير من العوامل أو الأسباب المحتملة التي يُمكنها أن تهيج الفم وتتسبب بظهور التقرحات؛ منها تناول الأطعمة الحمضية والحارة، وعض اللسان أو جدران الفم، والتعرض لاختلالات هرمونية أثناء البلوغ أو الحمل، وتناول أنواع معينة من الأدوية ومسكنات الآلام، ويسهل علاج معظم حالات قرحة الفم، وتكون الإصابة في العادة مؤقتة، وتشفى من دون علاج خلال أسبوع أو أسبوعين، ولكن يفضل زيارة الطبيب عند استمرار الأعراض لأكثر من ذلك، أو تكرر الإصابة بشكل دوري.
علاج تقرحات الفم والوقاية منها
تختفي تقرحات الفم عادة لوحدها بعد مرور 10-14 يوميًا من ظهورها داخل الفم، لكن البعض قد يُعانون من استمرار وجودها لأكثر من ستة أسابيع أحيانًا، وعلى أيّ حال تتضمن خطوات العلاج والوقاية من تقرحات الفم ما يأتي:
- تناول الأدوية الموصوفة: يسعى الكثير من المصابين بتقرحات الفم إلى استشارة الأطباء بسبب حجم القلق والانزعاج الناجم عنها، وعادةً ما يصف هؤلاء الأطباء أدوية مسكنة للآلام كدواء الاسيتامينوفين مثلًا، أو مضادات للالتهابات، أو مراهم الستيرويد من أجل تقليل حدة الأعراض المرتبطة بهذه التقرحات، كما قد يلجأ الأطباء إلى وصف أدوية خاصة بعلاج الالتهابات البكتيرية، أو الفيروسية، أو الفطرية في حال كانت التقرحات ناجمة عن الإصابة بأحد أشكال العدوى هذه، كما يمكن استخدام الأدوية التي لا تستخدم خصيصًا لعلاج قرحة الفم، مثل؛ علاجات القرحة المعوية، والأدوية الستيرويدية التي تؤخذ عن طريق الفم والتي تستخدم كحل ّأخير بسبب أعراضها الجانبية، أما في حال الشك بوجود سرطان في الفم، فإن الطبيب سيلجأ في البداية إلى أخذ خزعة للتأكد من وجود السرطان، ثم تحديد العلاج الأنسب للحالة، كما يمكن أن يصف الطبيب العلاجات التالية:
- غسول الفم: قد يصف الطبيب غسول للفم يحتوي على ديكساميثازون الستيرويد، للتقليل من الألم والالتهاب.
- المراهم الموضعية: يمكن استخدام بعض المراهم دون وصفة طبية، للتخفيف من الألم والتسريع من عملية العلاج عند ظهور القرحة مباشرة. ومن هذه المنتجات الموضعية ما يلي:
- بنزوكاين.
- فلوسينونيد.
- بيروكسيد الهيدروجين.
- كي القروح: تجرى عملية الكي باستخدام آداة أو مادة كيميائية لحرق أو تدمير الأنسجة، وتعد نترات الفضة من المواد الكيميائية المستخدمة في كيّ القروح.
- المكملات الغذائية: يصف الطبيب بعض المكملات الغذائية عندما يكون المسبب نقص في أحد المواد الغذائية المهمة، مثل؛ فيتامين “ب12″، أو الحديد، أو حمض الفوليك، أو الزنك.
- اتباع العادات العلاجية والوقائية البسيطة: ينصح الخبراء الأفراد المصابين بتقرحات الفم باتباع بعض الخطوات العلاجية والوقائية البسيطة لمحاربة هذه التقرحات وتقليل حدة الآلام الناجمة عنها، ومن بين هذه الخطوات والنصائح ما يأتي:
- مراجعة طبيب الأسنان للكشف عن وجود تهيج في الأسنان، وللتأكد من متانة تركيب تقويم الأسنان في حال تركيب تقويم من قبل.
- تجنب تناول الأطعمة الحارة، والمبهرة، والمالحة، والحمضية، بالإضافة إلى الأطعمة الغنية بالسكريات.
- الإقلاع عن التدخين والحدّ من شرب المشروبات الكحولية.
- التركيز على تناول الأطعمة الباردة أو المثلجة؛ كمكعبات الثلج والمثلجات.
- تناول قطع الحلوة الطبية التي تحتوي على الزنك.
- وضع معجون مكون من صودا الخبز والماء فوق مكان التقرح داخل الفم.
- دهن مكان التقرحات بمحلول مكون من بيروكسيد الهيدروجين والماء.
- الاستمرار في تنظيف الأسنان والفم باستخدام فرشاة الأسنان والمعجون.
- التركيز على تناول عصائر الجزر، والشمام، والكرفس.
- محاولة تقليل مستويات التوتر الناجمة عن المشاكل الحياتية قدر الإمكان.
- استعمال الماء المالح للمضمضة.
- الحرص على تناول طعام متوازن وصحي.
- تجنب كشط تقرحات الفم باستخدام الأصابع.
- التروي وأخد الوقت الكافي عند مضغ الطعام.
- الحرص على شرب كميات كافية من الماء.
- تقليل تعرض التقرحات في اللثة والشفاه لأشعة الشمس.
- غسل الأسنان بلطف.
أعراض قرحة الفم
تختلف أعراض قرحة الفم حسب النوع كما يلي:
- قرحة الفم البسيطة: وتكون هذه القروح على شكل بيضوي أو دائري، والتي تشفى خلال أسبوع الى أسبوعين ومن دون ترك آثار.
- قرحة الفم الرئيسية: وتكون هذه القروح أكبر وأكثر عمقًا من القروح البسيطة، وتكون حواف هذه القروح غير منتظمة، وتحتاج إلى ستة أسابيع لكي تشفى، وقد تترك آثارًا طويلة الأمد بعد علاجها.
- قرحة الفم الحلئية الشكل أو الهربسية: وتظهر هذه القروح كمجموعات مكونة من 10-100، وتكون ذات حجم نقطي، وتصيب في العادة البالغين، وتكون حواف هذه التقرحات غير منتظمة الشكل، وتحتاج لمدة أسبوع أو أسبوعين لكي تشفى، وعادة لا تترك أيّ آثار، ويجب زيارة الطبيب مباشرة عند ظهور الأعراض التالية:
- ظهور تقرحات كبيرة الحجم بشكل غير طبيعي.
- ظهور تقرحات جديدة قبل أن يشفى القديم منها.
- استمرار القروح لمدة تزيد عن ثلاثة أسابيع.
- ظهور تقرحات غير مؤلمة.
- تمدد القروح لتشمل الشفتين.
- المعانة من الم لا يمكن علاجه باستخدام الأدوية التي لا تحتاج لوصفة طبية.
- صعوبة كبيرة عند الأكل والشرب.
- المعاناة من الحمى والإسهال، عند ظهور تقرحات الفم.
أسباب قرحة الفم
يعد السبب الرئيسي لقرحة الفم مجهولًا بعد، كما تختلف أسباب الإصابة من شخص لآخر، وتوجد عدة أسباب وعوامل تصعد من حدة قرحة الفم، ومنها ما يلي:
- الإقلاع عن التدخين.
- الحمضيات والأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الحموضة، وبعض أنواع التوابل.
- عضّ اللسان، وداخل الخدين.
- الحشوات غير المكتملة، وأطقم الأسنان السيئة، وغيرها من الأجهزة التي قد تحتك بالفم واللثة.
- التوتر والقلق.
- التغيرات الهرمونية أثناء الحمل والبلوغ.
- بعض الأدوية مثل؛ مضادات بيتا، ومسكنات الألم.
- العامل الوراثي.
كما يمكن للبعض أن يصاب الشخص بقرحة الفم بسبب التعرض لمشاكلة صحية ما، مثل؛ بعض الاضطرابات الهضمية أو مرض كرون، أو بسبب نقص في التغذية، مثل؛ نقص فيتامين “ب-12″، ونقص الحديد.
الفرق بين تقرحات الفم وسرطان الفم
يُساور العديد من المصابين بتقرحات الفم الكثير من القلق بسبب اشتباههم كونهم مصابين بسرطان الفم، وفي الحقيقة توجد الكثير من الفروقات بين تقرحات الفم وسرطانات الفم من ناحية الأعراض المصاحبة لكل منها، وتحوم الفروقات الرئيسية بين تقرحات الفم وسرطانات الفم حول الأمور الآتية:
- تمتاز تقرحات الفم بكونها مؤلمة، بينما لا يظهر هذا الأمر عند الإصابة بسرطان الفم.
- تختفي تقرحات الفم خلال أسبوعين تقريبًا، لكن سرطان الفم لا يختفي نهائيًا وقد ينتشر أيضًا إلى أمكنة أخرى داخل الفم.
- تشتهر سرطانات الفم بملمسها الصلب والخشن، كما من الصعب كشطها كما هو الحال عند تقرحات الفم.
- تظهر سرطانات الفم على شكل مناطق ذات لون أبيض أو أحمر فوق اللسان، أو مؤخرة الفم، أو اللثة، أو الخدين.
- تنتشر المعاناة أكثر من سرطان الفم بين الأفراد المدخنين والذين يُسرفون بشرب المشروبات الكحولية.
وعلى أيّ حال، توجد احتمالية أن تنجم الإصابة بتقرحات الفم عن الخضوع أصلًا للعلاجات الكيماوية أو العلاجات الإشعاعية التي يلجأ إليها الطبيب أصلًا لعلاج السرطان، وعادةً ما تظهر تقرحات الفم بعد أسبوع إلى أسبوعين من الخضوع للعلاج الكيمياوي على وجه التحديد.
