الصحة النفسية

ظهور نقط حمراء صغيرة على الجلد عند الاطفال

ظهور نقط حمراء صغيرة على الجلد عند الاطفال

 

النّقط الحمراء الصّغيرة على جلد الأطفال

يُعاني الأطفال في بعض الحالات من ظهور نقط حمراء صغيرة على الجلد من وقتٍ إلى آخر، وتُسمّى تلك الحالة بالطّفح الجلدي، وهو مُصطلح واسع النّطاق يُستخدم لوصف أيّ تغيّر غير طبيعي في لون البشرة وملمسها وحساسيّتها، وغالبًا ما يتضمّن ذلك حدوث تلوّن أو ألم أو التهاب أو تقرّحات تحصل للجلد المُصاب، وقد يُصاحب الطّفح أيضًا الحكّة والاحمرار، ويُمكن أن تظهر بعض البثور أو الدِّمّل أو التّقشير للجلد، وغالبًا ما يختفي ذلك دون علاج، وفي بعض الحالات قد تكون التغييرات التّي تُصاحب الطّفح من حيث المظهر فقط دون التُسبّب بأي إزعاج بدني، ولكن على الرّغم من ذلك قد يكون الطّفح الجلدي من أعراض مجموعة متنوّعة من المشاكل الطبّيّة، وفي هذه الحالة من المُهمّ جدًّا الحصول على تشخيص دقيق، وسنتعرّف في هذا المقال عن بعض الأسباب الكامنة في ظهور النّقط الحمراء على جلد الأطفال.

أسباب النّقط الحمراء الصّغيرة على جلد الاطفال

تعد مشكلة ظهور البقع الحمراء من الأمراض الشائعة، وفي بعض حالات تفشي المرض تتحول هذه البقع إلى ما يعرف بالطفح الجلدي ،ويُمكن تقسم أسباب ظهور النّقط الحمراء أو الطّفح الجلدي إلى أسباب بكتيريّة، أو فيروسيّة، أو حساسيّة أو غيرها، ومن المُمكن أن تُصبح هذه الأمراض أقل تهديدًا لصحّة الطّفل على المدى الطويل، ومع ذلك ينبغي أن تُؤخذ حالة الطّفح الجلدي من أيّ نوع على مَحمَل الجدّ، فقد تتطلّب بعض الحالات الانتقال إلى قسم الطوارئ في المستشفى على الفور، وفيما يأتي توضيح للأسباب:

العدوى البكتيريّة

يُمكن أن تكون العدوى البكتيريّة من الأسباب الكامنة لظهور النّقط الحمراء على جلد الطّفل، ويُمكن ذِكر الأمراض الّتي يكون سببها البكتيريا، ما يأتي:

  • الحُمّى القرمزيّة: تُعدّ بكتيريا المكوّرة العقديّة من أسباب حدوث الحمّى القرمزيّة، بالإضافة إلى إمكانيّة حدوثها الشّائع عند الأطفال في سنّ المدرسة في الشّتاء وبداية الرّبيع، ولا بُدَّ من علاج هذه العدوى باستخدام مضادّ حيوي فموي، وقد تظهر بعض الأعراض على الطفل؛ مثل التهاب الحلق، والحُمّى، والصّداع، وألم المعدة، وانتفاخ الغُدد اللمفاويّة في الرّقبة، ويُجدر بالذّكر أنَّه يُمكن ظهور طفحٌ جلديٌ أحمر اللّون وذو ملمسٍ خشن، ويظهر عادةً في باطن اليد والقدمين بعد مرور يومٍ إلى يومين على هذه الأعراض، وبعد 7-14 يومًا يبدأ الطّفح الجلدي بالاختفاء.
  • القوباء: وتُعرَف طبّيًّا بـ (Impetigo)، وهي عدوى بكتيريّة تُصيب الطّبقات السطحيّة من الجلد، وتظهر في أجزاء الجسم المُختلفة، ولكنّها غالبًا ما تظهر حول الأنف والفم، وفي الحقيقة يُعدّ هذا الطفح الجلدي مُعدٍّ، أي أنّه يُمكن للطفل أن ينقل العدوى إلى أجزاء أخرى من جسمه أو إلى أشخاص آخرين، إذ يبدأ الطّفل المُصاب بالتعافي بعد مرور 3-5 أيامٍ من بدء العلاج، ومن أهم أعراضه المرافقة حكّة في الجلد، وتكوّن قشورٍ بلون العسل، وظهور فقاعاتٍ أو بثور قد تنفجر، وظهور بُقعٍ حمراء مكشوفة، ومن الجدير بالذكر أنّه يمكن علاجه عن طريق استخدام المُضادّات الحيويّة الموضعيّة أو الفمويّة.

العدوى الفيروسيّة

يُمكن أن تكون العدوى الفيروسيّة من الأسباب الكامنة لظهور النّقط الحمراء على جلد الطّفل، ويُمكن ذِكر الأمراض الّتي يكون سببها الفيروس، كما يأتي:

  • جدري الماء: وهو مرضٌ مُعدٍّ يبدأ بظهور طفح جلدي على شكل بقعٍ حمراء يوجد في المركز بثور تتفجر في وقت لاحق وتتقشر، ويُمكن أن يكون مرضًا خطيرًا في الأفراد الّذين يُعانون من ضعف أجهزة المناعة؛ مثل المواليد الجُدُد، أو الأطفال الذين يتلقّون العلاج الكيميائي للسّرطان، أو المصابين بفيروس نقص المناعة البشريّة، ويستغرق تطوّر جدري الماء ما يصل إلى 21 يومًا بعد تعرّضه للفيروس وتستمرّ لمُدّة أسبوعين، ولا يُسبّب هذا المرض في العادة أيّ مضاعفاتٍ لدى معظم الأطفال المصابين به، ومن أعراضه الحمّى واحتقان الحلق، ومن ثمّ ظهور طفحٍ جلديٍ أحمر اللون في منطقة الرّأس والظهر، ومن ثم ينتقل إلى بقية أنحاء الجسم، ويجدر بالذكر أنه يوجد مطعومٍ ضدّ هذا الفيروس يُعطى للأطفال بعد عمر السّنة.
  • الحصبة: يتوفّر مطعوم آمن وفعّال للوقاية من هذا المرض، ويُعدّ ذلك المطعوم جزءًا من مطعوم يُسمّى (MMR)، والّذي يتكوّن من ثلاث مطاعيم، وهي الحصبة ، والنُّكاف، الحصبة الألمانيّة، ويُعطى في سن 12-15 شهرًا ويتكرّر في عمر 4-6 سنوات، ولكن ما يزال يحدث تفشٍّ في الأطفال الّذين لم يُطعَّموا بطريقة مُناسبة، وعادةً ما يبدأ المرض بالحُمّى الشديدة، واحتقان الأنف، واحمرار العين، والتورّم، والسُّعال، والخمول، ويُصاب الطّفل بطفح جلدي أحمر على الوجه في اليوم الرابع أو الثالث من المرض، وينتشر بسرعة ويدوم حوالي 7 أيام، وقد يتطوّر أيضًا طفح جلدي آخر يتكوّن من بقع بيضاء داخل الفم.
  • الحصبة الألمانيّة: يُمكن أن تكون الحصبة الألمانية خطيرة جدًّا بالنّسبة للطفل الذي لم يولدوا بعد في حال كانت الأم مُصابة بالحصبة الألمانيّة في وقت مُبكّر من الحمل، إذ يجب على جميع النّساء في سن الإنجاب التحقق من وضعهم المناعي، ولكن يُمكن الوقاية من الحصبة الألمانيّة بسهولة من خلال أخذ مطعوم فعّال يُسمّى (MMR)، ويُجدر بالذّكر أنَّه مرض ناجم عن فيروس الحصبة، وقد تبدأ الأعراض بعد 14-21 يومًا من التعرّض للفيروس، ويعد مرض الحصبة الألمانية من الأمراض الخطيرة، إذ يُمكن أن يُسبّب الصمم، وتشوّهات القلب، ومشاكل في العين، ومن الأعراض التي تظهر عند الاطفال انتشار طفح جلدي أحمر على الوجه ثم ينتشر إلى بقيّة الجسم ويتحسّن خلال 4 أيام تقريبًا، ولكن قد يُصاب الطّفل بالعقد اللمفاويّة المُتضخمّة في الرّقبة، خاّصةً خلف الأذنين.

العدوى الفطريّة أو الطفيليّة

يُمكن أن تكون العدوى فطريّة أو طفيليّة من الأسباب الكامنة لظهور النّقط الحمراء على جلد الطّفل، ويُمكن ذِكر الأمراض الّتي يكون سببها ذلك، ما يأتي:

  • السّعفة: هي عدوى فطريّة تُصيب الجلد، ومن أنواعها؛ سعفة الجسد وسعفة الرّأس، وتنتقل من خلال استخدام المشط الملوث بالفطريات، أو القُبّعات، أو من الحيوانات الأليفة المنزليّة، ولذلك لا بُدّ من استخدام الأدوية الموضعيّة الّتي يصفها الطبيب في حال الإصابة به، مع الحرص على النّظافة لمنع تكرّر الإصابة، وتظهر سعفة الجسد على شكل حلقاتٍ حمراء تظهر عليها بعض التقشيرات وبيضاوية الشكل، يزداد حجمها مع الوقت، وقد يبدو مركز هذه الحلقات كلمّا كبرت وكأنّه جلدٌ سليم، أمّا بالنّسبة لالتهاب سعفة الرّأس فقد يظهر كقشرة طبيعيّة إلى شديدة دون شعر على فروة الرّأس.
  • الجَرَب: الجرب هو طفحٌ جلديٌ مرتبطٌ بالحكة يزداد سوءًا عند الاستحمام أو في المساء، تُسبّبه حشرة العث الّتي تبقى حيّةً لعدة أيّام في الملابس والأسرّة، وينتشر الجَرَب عن طريق التواصل الجسدي الوثيق مثل النّوم مع الشخص المصاب أو مشاركة الملابس، ويمكن أيضًا أن تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، ويظهر الطفح الجلدي بعد أسبوعين من الإصابة بالعدوى على شكل بثورٍ صغيرةٍ ومتفرقة، وغالباً ما ينجم عن الحكّة الكثيرة عدوى ثانوية في الجلد، وينتشر هذا الطفح عادة بين الأصابع وتحت الإبطين وعلى الأجزاء الداخلية من المعصمين والذراعين.
  • طفح حفّاضات الأطفال: يُمكن أن ينتج طفح حفّاضات الأطفال من عدوى الخميرة، خاصّة عندما لا يتحسّن ذلك الطّفح مع المراهم والكريمات المُعتادة، ويُمكن تمييزه بأنّه ناتج من فطريات الخميرة عندما تظهر بقع حمراء ساطعة وتحيط بها نتوءات حمراء، وتتضمّن عِلاجاته عادةً استخدام الكريمات الموضعيّة المُضادّة للفطريّات مثل دواء (Nystatin).

حالات تستدعي مُراجعة الطّبيب

توجد العديد من الحالات التي تُصاحب الطفح الجلدي الّذي يظهر على الأطفال والّتي تستدعي مراجعة الطبيب فورًا، ونذكر منها ما يأتي:

  • الإصابة بحُمّى غير قابلة للسّيطرة عليها.
  • الشّعور ببرودة القدمين أو اليدين.
  • تيبُّس الرّقبة.
  • الانزعاج عند التعرّض للضوء.
  • الارتباك.
السابق
افضل نوع من الشاي الاخضر
التالي
طرق علاج الصداع النصفي

اترك تعليقاً