الصحة النفسية

كم عدد مرات التبرز الطبيعي

كم عدد مرات التبرز الطبيعي

 

التبرز

التغوط، أو التبرّز، أو ما يعرف بـ Bowel movement بمعنى حركة الأمعاء، هو عملية يتخلص من خلالها جسم الإنسان من الفضلات الصلبة أو شبه الصلبة (البراز) الكائنة فيه، عن طريق موجات متعاقبة من التقلص اللاإرادي لجدران الأمعاء، إذ تنقل هذه الموجات على نقل البراز من القناة الهضمية إلى المستقيم، ويعرف المستقيم بأنه عبارة عن أنبوب عضلي قابل للتوسع، ليصبح بمثابة خزان مؤقت تتجمع فيه الفضلات البشرية التي يسبب تجمعها تمددًا وانتفاخًا لأنسجة المستقيم التي تحوي مستقبلات حسية متصلة بالجهاز العصبي الذي يرسل بدوره إشارات إلى المخ، تسترخي على إثرها عضلات الصمام الشرجي الداخلي، وتتقلص عضلات الصمام الشرجي الخارجي، وعندها ترسل السيالات العصبية إشارات إلى الدماغ لإشعار الإنسان بالرغبة في إخراج الفضلات من جسمه، فإذا لم يتبرز حال شعوره بالرغبة في ذلك، فإن عضلات الصمامات الشرجية تدفع البراز إلى الخلف قليلًا؛ لتقليل الرغبة به، وهذا يعني أن الجسم سيرجع الفضلات الموجودة في المستقيم إلى القولون؛ لامتصاص مزيد من الماء، وهذا ما سيؤدي مع تكرار عملية تأخير التغوّط إلى تصلّب البراز، والإصابة بالإمساك، أما إذا اختار الإنسان التبرز، فإن عقله سيرسل الأوامر للصمامات الشرجية الداخلية اللاإرادية، والخارجية الإرادية لتحريك البراز إلى الأمام، تمهيدًا لخروجه من الجسم.

عدد مرات التبرز الطبيعي للإنسان

في الوقت الذي يشعر فيه الكثير من الرجال بالراحة والرضا لقيامهم بعملية التبرز بشكل طبيعي منتظم، يتوجس آخرون، ويشعرون بالقلق حينما يفكرون بعدد مرات التبرز التي يقومون بها يوميًا، وبالرغم من أن هذا العدد قد يكون مؤشرًا على صحة الأمعاء أو إصابتها باضطراب يستدعي تدخلًا علاجيًا، إلا أن ذلك لا يصنف مرضًا، وإنما هو مجرد عرض طارئ، والحقيقة أنه لا يوجد عدد محدد، أو قانون صارم يضبط عدد مرات التبرز التي يقوم بها الإنسان يوميًا؛ إذ يشير الأطباء إلى أن التفاوت الذي يحصل بين الناس في عمليات التبرز الخاصة بهم، أمر طبيعي جدًا؛ فبعضهم يتبرز مرة أو مرتين يوميًا، بينما يتبرز كثيرون ثلاث مرات أسبوعيًا، وهذا يعتمد على كمية الطعام التي يتناولها الشخص ونوعه، كما تحكمه طبيعة الجسم، ونشاطه، وبعض الهرمونات الموجودة في الدم، لذلك، فإن العدد الطبيعي لمرات التبرز يتفاوت بين الناس لكن على الإنسان أن يكون حذرًا حيال هذه المسألة؛ فإذا تبرز عدّة مرات في اليوم بشكل متواصل، وكانت الفضلات أقرب إلى السائل فإن ذلك يشير إلى إصابته باضطراب معوي أدى إلى حدوث الإسهال، أما إذا كان عدد مرات التبرز التي يقوم بها قليلة؛ بحيث تحدث مرة واحدة كل أسبوع، أو كل عشر أيام، فإن ذلك سيكون مؤشرًا على احتباس الفضلات في جسمه، فيما يعرف ـ طبيًا ـ بالإمساك، واحتباس الفضلات، وهذا الأمر يسبب الكثير من الضرر للجسم.

وفيما يتعلق بهذا الأمر أُجري استطلاع شمل حوالي 2000 شخص، سُئلوا عن عدد مرات تبرزهم، وكانت النتيجة كالآتي: أجاب حوالي 50% من الناس أنهم يتبرزون مرة واحدة في اليوم، فيما قال 28% منهم أنهم يذهبون إلى الحمام مرتين في اليوم، في حين بلغت نسبة الذين يقومون بهذه العملية مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيًا حوالي 5.6% فقط، كما أفاد معظم الذين شملهم الاستطلاع 61.3% أنهم يتبرزون في الصباح، بينما أجاب 22% أنهم يذهبون إلى الحمام فترة ما بعد الظهر، بينما قال 2.6% أنهم يقومون بذلك في وقت متأخر من الليل.

وتجدر الإشارة إلى أنه توجد مجموعة من العوامل التي تلعب دورًا حاسمًا في عملية نشاط الأمعاء عند الرجل، ومن أهمها: الحمية الغذائية، إذ أن الرجال الذين يتبعون نظامًا غذائيًا يحتوي على الحبوب والخضراوات والفواكه، وهذه الأغذية غنية بالألياف التي تلعب دورًا حاسمًا في عملية شعور المرء بالحاجة إلى التبرّز، أما الذين لا يتبعون نظامًا غذائيًا يحتوي على ما يكفي من هذه الألياف، فإن حاجتهم إلى الذهاب إلى الحمام ستكون بنسبة أقل.

ومن العوامل المؤثرة في ازدياد الشعور بالحاجة إلى التبرز تناول السوائل بكثرة؛ إذ تجعل السوائل التي يشربها الرجل البراز أكثر ليونة، وأسهل في المرور، فإذا كان الرجل لا يشرب القدر الكافي من السوائل، فإن هذا سيجعل شكل البراز صلبًا ويقل عدد مرات شعوره بضرورة الذهاب إلى الحمام لأجل التبرز، كما يلعب العمر دورًا حاسمًا في هذا الأمر؛ إذ أن تقدم الإنسان في العمر بما يرافقه من انخفاض للحركة، وتناول الأدوية، وبطء في عمل المعدة والأمعاء يجعله عرضة للإصابة بالإمساك، وبالتالي تقل مرات ذهابه إلى الحمام، إضافةً إلى أن النشاط البدني يساعد الأمعاء على الحركة المعوية الداخلية التي تدفع البراز إلى الأمام؛ ليتم التخلص منه، وتجدر الإشارة إلى أن الأمراض المزمنة أو الحادة والنشاط الهرموني الذي يحدث في جسم الإنسان تلعب دورًا في هذه المسألة؛ إذ يؤثر كل منهما على حركة الأمعاء، وهذا بدوره يؤثر في حاجة الإنسان إلى القيام بعملية التبرز.

الإمساك وأسبابه

قبل التعرّف على الضرر الذي يسببه الإمساك للجسم يجب التعرَّف على أسبابه لعلاجه، وبالرغم من أنه لا يوجد سبب محدد في الطب يمكن أن يؤدي إلى إصابة الإنسان بالإمساك، إلا أنه يمكن الإشارة إلى عدد من أهم أسباب الإمساك، وهي:

  • عدم اتباع نظام غذائي متوازن: فتناول الأطعمة التي لا تحتوي على الألياف، وتناول اللحوم الغنية بالدهون، ومعظم أنواع الأرز، ومنتجات الألبان، والبيض، والحلويات الغنية بالسكر، وبعض الأجبان كلها أسباب تؤدي إلى الإصابة بالإمساك.
  • عدم تناول السوائل الكافية: إن عدم تناول السوائل، أو شرب كميات كافية من الماء، يعد من الأسباب المؤدية إلى الإمساك؛ إذ تمتص الأمعاء الغليظة الماء، فإذا شرب الإنسان قدرًا كافيًا من السوائل، كان البراز لينًا، أما إذا كانت كمية السوائل قليلة، فإن هذا سيكون سببًا في تصلب البراز الذي يتبعه مع مرور الوقت الإصابة بالإمساك.
  • تناول بعض الأدوية التي قد يكون الإمساك من مضاعفاتها: مثل مضادات الحموضة، ومكملات الحديد، وبعض أدوية ارتفاع ضغط الدَّم، ومضادات الاكتئاب؛ فتناول مثل هذه الأدوية بما لها من مضاعفات جانبية، قد يكون سببًا في حدوث الإمساك؛ إذ تؤثر الأدوية في حركة المعدة، ونشاط الأمعاء، وبالتالي تسبب الإمساك.
  • السيرة المرضيّة: غالبًا ما تسبب الكثير من الأمراض، مثل بعض حالات القولون العصبي التي تتسبب بحدوث اضطرابات التبرز ما بين الإمساك والإسهال، إضافةً إلى السكتة الدماغية، والسكري، وانسداد الأمعاء، والإمساك.
  • استخدام المسهلات: يؤدي الإفراط في استخدام الملينات، أو المسهّلات إلى ضعف عضلات الأمعاء؛ إذ يعتمد الجسم عليها، متناسيًا كيفية القيام بذلك بمفرده، وبالتالي يكون ذلك سببًا في حدوث الإمساك.
  • النشاط الجسماني: تحسن الرياضة وحركة الجسم عمل الأمعاء، وبالتالي فإن الأشخاص الذين لا يمارسون الأنشطة الرياضية، ويعانون من الخمول يكونون عرضة للإصابة بالإمساك.
  • العادات السيئة: في كثير من الأحيان يشعر الرجل بحاجته إلى التبرز، غير أنه يمنع نفسه؛ لوجوده خارج المنزل، ومع مرور الوقت يتوقف الجسم عن الاستجابة لإشارات التبرز، وبالتالي يصاب صاحب العادة السيئة هذه بالإمساك.

توجد الكثير من الوسائل الطبيعية، والإجراءات الوقائية التي يمكن للمرء من خلالها علاج الإمساك وتجنبه، ومن ضمنها:

  • يكمن علاج الإمساك في تغيير العادات الغذائية، مثل إدخال الأغذية المليئة بالألياف إلى النظام الغذائي اليومي، وشرب كميات كبيرة من المياه.
  • يجب معرفة الأطعمة التي تؤثر على الجهاز الهضمي عند الأشخاص، والامتناع عنها؛ فقد يضطر البعض إلى مقاطعة الحليب ومشتقات الألبان، والبعض الآخر قد يتجنب الموز، في حين يتجنّب آخرون تناول البقوليات؛ لتسببها بالإمساك بالنسبة لهم.
  • على الرغم من تضارب الدراسات فيما إذا كانت الرياضة تؤثر على حركة الأمعاء إلا أنه قد تفيد ممارستها يوميًا في تحريك الدورة الدموية والتخفيف من أعراض الامساك
  • إذا كان الشخص يعاني من حالات إمساك شديدة، واضطر إلى استخدام الملينات الطبية، فلا بدَّ من استخدامها تحت إشراف طبي، ولمدّة يحددها الطبيب؛ لما لها من أضرار قد تفوق فوائدها.

الإسهال وأسبابه

يعدّ الإسهال حالة مناقضة للإمساك؛ إذ يعاني فيها المريض من سيولة البراز، والحاجة المتكررة إلى الإخراج قد تصعّب السيطرة عليها، وبالرغم من كون الإسهال غير شديد الضرر غالبًا، إلا أن استمراره لفترات طويلة قد يؤدي إلى مضاعفات، مثل: الجفاف بسبب فقدان السوائل والأملاح من الجسم والذي يتمثل بالعطش الشديد والجفاف في البشرة والفم، وقلة التبول أو عدمه، والشعور بالضعف أو الدوخة والدوار، والإعياء، والضعف العام في الجسم، والبول الغامق.

وتوجد عدة أسباب تؤدي إلى الإصابة بالإسهال، منها: الإصابة بالفيروسات، مثل فيروس نوروالك، وفيروس التهاب الكبد الوبائي، وفيروس الروتا من الفيروسات الأكثر شيوعًا، كما تسبب البكتيريا والطفيليات الموجودة في الطعام والماء الملوثين بالتسبب في الإسهال حال انتقالها إلى الجسم، إضافة إلى تناول بعض الأدوية؛ إذ تسبب بعض الأدوية مثل بعض المضادات الحيوية خللًا في التوازن الطبيعي للبكتيريا في الأمعاء، مما يسبب حدوث اضطرابات في الأمعاء تسبب الإسهال، كما تسبب الحساسية التي يعاني منها البعض من اللاكتوز الموجود في الحليب ومشتقاته حدوث الإسهال لمن يعاني منها.

السابق
زيادة نسبة الهيموجلوبين في الدم
التالي
اسباب تيبس الرقبة

اترك تعليقاً