القرآن الكريم

ما هي سور جزء عم

جزء عمّ

يقع جزء عمّ في الجزء الثلاثين بين أجزاء القرآن الكريم، وسمّي بهذا الاسم لابتدائه بسورة النّبأ التي تقع كلمة عمّ في أول كلمة منها، ولأنّ غالبيّة السور في جزء عمّ مكّية فإن المحور الرئيسي للموضوعات التي يتناولها هذا الجزء يرتكز على التذكير بالآخرة وبالبعث والنّشور، ووصف أهوال يوم القيامة، واقتراب موعد الحساب ولقاء الله سبحانه وتعالى، وضرورة رجوع الإنسان إلى بارئه طائعًا تائبًا لأنّ الأمر كلّه يومئذٍ بيد الله تعالى، ووصف النّعيم الذي أُعدّ للمتّقين، وأنواع العذاب المهين الذي أُعدّ للكافرين، إذ يكثر الجمع في السورة نفسها ما بين أسلوبي الترهيب والترغيب، وهو أسلوب شائع في القرآن الكريم.

ومن الجدير ذكره هنا أنّ جزء عمّ يشتمل على سورة العلق أولى آيات القرآن الكريم نزولًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت بداية بعثته السماويّة، وكذلك يحتوي على سورة النّصر وهي السور التي تنعى رسول الله وتخبر باكتمال الرسالة المحمّديّة ونهايتها.

سور جزء عم

أنزل الله القرآن الكريم على الناس من خلال الوحي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ويعد القرآن معجزة الله الخالدة في الأرض، كما أنه يعد الدستور المقدس الذي يتبعه المسلمون، ويشتمل القرآن الكريم على مئة وأربع وعشرين سورة، قُسّمت داخل ثلاثين جزءًا، وعادة ما يشتهر أول الجزء باسم أول سورة به.

يتكون الجزء الثلاثون من القران من سبع وثلاثين سورة في القران الكريم وهو عدد كبير، كما أن أغلب تلك السور مكية، ما عدا ثلاث سور فقط، ومما يميز جزء عم عن باقي الأجزاء أنه يضم سورًا قصيرة يتحدث جزء كبير منها عن العقيدة والهداية، كما يتميز هذا الجزء بسهولة حفظه، فعادة ما يكون أول ما يُحفظ في عمر صغير.

أما السور التي يشتمل عليها هذا الجزء؛ النبأ، والنازعات، وعبس، والتكوير، والانفطار، والمطففين، والانشقاق، والبروج، والطارق، والأعلى، والغاشية، والفجر، والبلد، والشمس، والليل، والضحى، والشرح، والتين، والعلق، والقدر، والبيّنة، والزلزلة، والعاديات، والقارعة، والتكاثر، والعصر، والهُمَزَة، والفيل، وقريش، والماعون، والكوثر، والكافرون، والنصر، والمسد، والإخلاص، والفلق، والناس، وجميع ما سبق سور مكية إلا ثلاث سور مدنيّة، وهي؛ البينة، والزلزلة، والنصر.

القيم الموجودة في جزء عم

لقد أوضح الله سبحانه وتعالى العديد من القيم من خلال سور جزء عم، منها:

  • فهم القرآن الكريم ومواعظه عن طريق التدبر والبُعد عن السرعة والتعجل.
  • إدراك شدة أهوال يوم القيامة والإيمان بها.
  • معرفة الهدف من الحياة وكيف سخر الله تعالى الأرض لمصالح العباد.
  • معرفة الهدف من الليل والنهار، إذ إن الليل جاء للراحة والنوم والاستقرار، بينما جاء النهار بهدف السعي والبحث عن الرزق

والإيمان بالله وحده لأنه واحد أحد ولا يوجد من يستحق العبادة سواه عزّ وجل.

  • التعرف على حقيقة الإنسان وأنه عائد إلى الله تعالى لا محالة.
  • تعلُّم كيفية التدبر والتأمل في خلق الله. معرفة طبيعة الإنسان ومدى جحوده وطغيانه.
  • الوقوف على طبيعة النفس البشرية التي تنسى الخير عند الابتلاء.
  • معرفة كيف خلق الله الإنسان بأحسن صورة.

موضوعات سورة عم

تتحدث السورة عن التوحيد والعقيدة، وهي مما ذكره الله تعالى في أغلب سوره، إلا أن سورة جزء عم تتحدث فيها بشكل مفصل، كما نجد في السورة ذكر الدعوة إلى الله تعالى، عبر المنطق والحكمة، والتحدث مع الغير بالبينة التي بين أيديهم، وقد ذكر الله تعالى بعض الأدلة على ذلك، كما أنها كانت من السور التي كان لها دور كبير في راحة النبي وتثبيت فؤاده صلى الله عليه وسلم، وكانت كذلك للصحابة والأشخاص الذين كانوا معه في تلك الفترة، وهي الفترة المكية التي كان فيها أشد أنواع العذاب، فهي من السور التي تشرح أن طريق الدعوة صعب للغاية، وهو أحد الطرق التي سلكها الأنبياء والصحابة والصالحين.

وتشتمل السورة كذلك على دعوة صريحة إلى غير المسلمين وأولئك الذين يبحثون عن الله، كما توجد فيها الفكرة الإنسانية الرحيمة والتي تصل بالإنسان إلى بر الأمان بالرغم من ديانته، كما أنها تثبت لكل مظلوم على وجه الأرض وتبشرهم بجزائهم في الآخرة في نهاية تلك الرحلة الشاقة، كما أن بها تهديد واضح للظالمين الذين لم يحفظوا حقوق الناس، والذين ظلموا الناس بعدما أعطاهم الله القوة والسلطة، فاستكبروا وفرضوا هيمنتهم على الناس.

فضل القرآن الكريم

قال الله تعالى: (إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) ، يعرف القرآن الكريم بأنه كتاب الله تعالى المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالمعنى واللفظ بواسطة الملك جبريل عليه السلام، وهو معجزة الإسلام الكبرى، ويعد هداية لجميع الخلائق، قال تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) ، فمن أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى ربه هي قراءة القرآن الكريم آناء الليل وأطراف النهار، ففيه ينظم الإنسان حياته ويقوم لسلوكه، فمن تمسك فيه فقد تمسك بالعروة الوثقى، ومن يعرض عنه ويطلب الهدى وغيرها من الله فقد ضل ضلالًا كبيرًا، فقد عجز الإنسان بالإتيان بمثل أقصر سورة فيه، فقال الله تعالى: (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) ، فمن خصائص القرآن الكريم أنه محفوظ في الصدور، ومكتوب في المصاحف، وهو مسموع بالآذان، ومقروء بالألسنة، فيُجزى قارؤه بكل حرف منه بعشر حسنات، فقد بين الله تعالى فيه علم وبيان كل ما يحتاجه الإنسان في هذه الحياة، فمن مميزاته أنه بين الأحكام الشريعة بكل ما بخص الحياة، وبين العبر من قصص الأقوام السابقة وقصص الأنيباء والرسل، وما ترك شيء يخص نظام العيش إلا وأوضحه، فهذا هو دستورنا وكتابنا ونبراسنا، فيجب على جميع المسلمين قراءته وتدبر معانيه، قال الله تعالى: (وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلً) ، فما أعظم من حفظ كتاب الله وفهم معناه فأجره عند الله بكل حرف عشر حسنات ويضاعف الله الأجر لمن يشاء.

السابق
لماذا سميت سورة الرحمن بهذا الاسم
التالي
عدد كلمات سورة الفاتحة

اترك تعليقاً