اسلاميات

موضوع تعبير عن نعم الله

صور من نعم الله تعالى على الإنسان

لقد أنعم الله تعالى علينا بنعم لا تعدّ ولا تُحصى، ولكننا اعتدنا هذه النعم وغفلنا عن شكرها وكأننا لا نراها ونسينا أن نواصل الله تعالى بالحمد والشكر عليها، وقد وعد الله تعالى عباده الشاكرين الحامدين لنعمه بالزيادة منها، فقال سبحانه وتعالى في محكم كتابه: {وَإِذ تَأَذَّنَ رَبُّكُم لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم وَلَئِن كَفَرتُم إِنَّ عَذابي لَشَديدٌ}، ومن أهم نعم الله تعالى علينا:

  • نعمة البصر: وهي من نعم الله تعالى الجليلة والعظيمة والتي لن نعرف قيمتها إلا إذا رأينا أحدهم فاقدًا لهذه الحاسة، فلنغمض أعيننا قليلاً ونحاول السير دقائق أو ثوانٍ عندها سنشعر بقيمة هذه النعمة العظيمة.
  • نعمة وجود اليدين والقدمين: دعنا نقوم بعملنا دون مساعدة أيدينا، هل سنقوى على ذلك؟ بالطبع لا، ففي هذه اللحظة سنشعر بقيمة هذه النعمة العظيمة وهي وجود اليدين والقدمين، ولكننا غالبًا لا ننتبه لهذه النعمة ولا نشعر بها.
  • نعمة السمع: فكيف لنا أن نسمع الأذان أو صوت أطفالنا الصغار وكيف لنا تمييز أصوات كل من هم حولنا لولا نعمة السمع، فلا يشعر بهذه النعمة إلا الشخص المحروم منها.
  • نعمة الأبناء الصالحين: فالأبناء من أهم النعم التي أنعم الله تعالى بها علينا، والأبناء سندٌ لنا في حياتنا وفي حال مماتنا.
  • نعمة الأبوين: فعندما نستذكر نعمة الأبوين وأهميتها نشكر الله كثيرًا على هذه النعمة التي لا تضاهيها أي نعمة في الدنيا.
  • نعمة الرزق الحلال: فعندما نرى الكثير من الناس في وقتنا الحالي قد استباحوا الحرام وجعلوه طريقًا لهم، نحمد الله ونشكره الذي اختصنا بالرزق الحلال الخالص.
  • نعمة الزوجة أو الزوج الصالح: فنحن نرى الكثير من الأزواج حولنا التي قد انهارت بيوتهم وعلاقاتهم وربما من أبسط الأسباب، فنحمده تعالى على نعمة الزوجة الصالحة والزوج الصالح الودود المحب.
  • نعمة معرفة الخالق: فنعمة معرفة الخالق الواحد الأحد الصمد الحي القيوم الذي هدانا إلى الإسلام والذي يشعر بأحزاننا وأفراحنا وآلامنا ويستجيب لدعائنا ويفرّج همومنا هي نعمة كبرى.
  • نعمة الإسلام: فعلينا حمد الله وشكره الذي هدانا لدين الإسلام، وعلينا حمده الذي اجتبانا من بين الأمم جميعها بأن جعلنا مسلمين عابدين له توابين نحمده على نعمة الإيمان ونعمة عبادة الله بينما غيرنا يعبد الأصنام.

أسباب حفظ النعم

توجد بعض الأمور التي إذا اتبعتها تحفظ نعم الله تعالى عليك، ومن أهم هذه الأسباب ما يلي:

  • أحسن التصرّف بالنّعم: فقد دعانا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى حسن التصرّف بالنعم وعدم إهدارها، فقد أمرنا باحترام النعمة وعدم إهدار الطعام، لأن الإسراف في النعمة هو نوع من الفساد.
  • ابتعد عن الإسراف في النّعم: فقد كان السلف الصالح يخافون من بسط النِعَم عليهم والتلذذ بها وذلك خوفًا من أن تكون حسناتهم عجلت لهم، فقد كانوا يقولون: من أذهب طيباته في حياته الدنيا، واستمتع بها نقصت درجاته في الآخرة، ويخشون من الإسراف في مباحات الدنيا من ملبس ومركب، ومسكن، ويقتصدون في كل شي.
  • احترم النعم وقدرها: فمهما كانت هذه النعمة صغيرة أم كبيرة فعليك احترامها وتقديرها وعدم الشعور بصغر حجم النعمة مهما كانت.
  • اشكر الله تعالى على نعمه: ويُقصَد بالشكر الاعتراف بالنعم لله تعالى والابتعاد عن تسخيرها لغيره، ويعدّ الشكر من أهم الأسباب التي بها تدوم النعم وتستمر، وقد كان السلف الصالح يسمّون الشكر بالحافظ والجالب، فالشكر طريق لحفظ النِعَم الموجودة وجلب النِعَم المفقودة.

ما أسباب زوال النعم؟

هناك عدد من الأسباب التي تؤدي إلى زوال النعم عنك، تعرف عليها فيما يلي لتتمكن من تجنبها:

  • ارتكاب الذنوب والمعاصي: إنّ من أهم الأسباب التي تزيل النعم عن العبد هو ارتكاب الذنوب والمعاصي، فهذه من أسهل الطرق التي يزيل الله تعالى به النعمة عن عباده، قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ}[٦]، قد ضرب الله تعالى لنا الكثير من الأمثال في كتابه الكريم عن القرى التي جحدت بنعم الله تعالى وكفرت بها فأذاقهم الله تعالى لباس الخوف والجوع والحزن، قال تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}.
  • عدم الشكر: فعدم شكر الله تعالى على نعمه التي أنعم بها علينا هي أيضًا سبب رئيسي لزوال النعم، فالعبد الشاكر الطائع لربه سيُكثر الله تعالى من أنعمه عليه بل وسيزيده من هذه الأنعم حتى ترضى نفسه.
  • استبدال الطاعة بالمعصيّة: فالله تعالى لا يغيّر نعمته على أحد إلا إذا كان هذا العبد هو نفسه من تغيّر واستبدل الطاعة بالمعصية والشكر بالهجر والنسيان، فقال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ}.
  • عدم التمسك بأوامر الله تعالى: فقد يبتعد بعض المسلمون عن التوبة أو التمسك بأوامر الله تعالى واجتناب نواهيهه، وهذا من أهم أسباب زوال النعم عن العبد، فإذا أردت أن تدوم النِعَم فعليك التمسّك بأوامر الله تعالى واجتناب نواهيه.

قد يُهِمُّكَ:فوائد ذكر النعم

يوجد العديد من الفوائد التي تعود عليك من ذكر النعم، تعرف عليها فيما يلي:

  • ذكر النّعم طريق للشكر: فعندما تجلس مع أهلك ومع نفسك وتستذكر نعم الله تعالى عليك، فإن ذلك يثير في نفسك مشاعر الحب والامتنان تجاه المولى عز وجل، مما يولّد طاقة داخلك تدفعك للتعبير عن حبك لله تعالى بانكسار القلب، وحمد اللسان، وطاعة الجوارح.
  • ذِكر النّعم تعرّفك بحق الخالق عليك: فالله تعالى أعطاك نعم لا تُعدَ ولا تُحصى، وبالمقابل عليك أن تشكر الله تعالى على هذه النّعم، ومن أهم صور شكر النّعم هي العبادة.
  • ذكر النّعم يدفعك للاستغفار: فعندما تدرك حق ربك عليك، فإنك تستصغر ما تقدّمه من طاعات لله تعالى بل تستغفر ربك كثيرًا بعد القيام بهذه الطاعات.
  • ذكر النّعم علاج للطغيان والكِبر: فعندما تتوالى النعم عليك فإن نفسك تعمل على دفعه للتكبر والطغيان والتجبّر على الخلق والشعور بالأفضليّة عليهم، لذلك فذكر النعم علاجًا فعالاً لمثل هذه الحالة.
  • ذكر النّعم من الوسائل الفعّالة لعلاج جحود العبد وعدم رضاه عن حاله: فعندما ينظر العبد لما بين يد الآخرين من نعم ويتناسى فضل الله ونِعَمه عليه، فهذا من شأنه أن يجعله ساخطًا على وضعه وغير راضٍ عنه، ولكن بذكره لنعم الله تعالى سيرى بأن الله أعطاه الكثير من النِعَم والتي ربما حرم الآخرين منها فالذكر وسيلة فعالة جدًا لجحود العبد، وإذا أرادت أن تعرف أنعم الله تعالى عليك انظر لمن وضعه أقل من وضعك، ولا تنظر إلى من هو أعلى منك.
  • ذِكر النّعم يورث حب الله في القلب: فكلما تذكّرت نعم لله تعالى عليك ازدادت مشاعر الحب تأججًا في قلبك ومن ثم الشوق إليه سبحانه وتعالى، فإذا ترجمت هذه المشاعر بكثرة الحمد والشكر والمناجاة لله فإن مشاعر الحب في القلب تزداد تجاه الله تعالى، مما يدفعك لطاعته وطاعة رسوله بسهولة ويسر وحب دون مجاهدة للنفس على ذلك.
  • ذكر النّعم يورث الشكر: وكما نعرف فإنه بالشكر تزيد النعم، فقال الحسن البصري: “أكثروا ذكر النّعم فإن ذكرها شكرها”.
السابق
ما اهمية العيد
التالي
سجدة السهو وماذا يقال فيها

اترك تعليقاً