يُعد العمل عن طريق الإنترنت نوع من أنواع العمل التي انتشرت في الفترة الأخيرة، وذلك بعد أن سببت الأزمة الاقتصادية تراجعًا كبيرًا في أعداد فرص العمل المتاحة للشباب حول العالم، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات مقارنة بالدخل، وهذا ما جعل الكثير من الأفراد يلجأون إلى العمل من المنزل عن طريق الإنترنت سواء كدخل أساسي أو كعمل إضافي في أوقات الفراغ، ويعتمد هذا النوع من العمل على المهارات الشخصية في المقام الأول.
عيوب العمل على الإنترنت
للعمل على الإنترنت الكثير من العيوب رغم أنه له مزايا كبيرة، ولكن هذا لا يعني خلوه من العيوب، ومن بين تلك العيوب :
عدم توفر وسيلة اتصال تقنية في كل مكان، وإذا توفرت تتسم بمحدودية استخدامها.
التكاليف المادية الباهظة لضبط العمل والتوسع فيه، حيث يحتاج إلى بعض المتطلبات التقنية واسعة المدى.
ضرورة توفر وسيط تقني، وهي لا تكون متوفرة دائمًا أو ملائمة للأطراف جميعًا.
يسبب العمل على الإنترنت العزلة الاجتماعية، حيث أن الفرد يصاب بالعزلة عن المجتمع، ويكون معرض للاكتئاب أكثر من الموظف في نظام العمل التقليدي.
يضطر الفرد إلى إتخاذ وسائل إدارية جديدة لقياس نجاح أو فشل العمل.
يتقيد الفرد الذي يعمل على الإنترنت بوظيفة واحدة، وبالتالي يفتقر إلى الخبرة والترقي الوظيفي.
مقومات نجاح العمل على الإنترنت
تختلف طبيعة العمل على الإنترنت حول العالم باختلاف الثقافات المنتشرة في داخل الدول، ولكن أكثر الأعمال انتشارًا بين الفئات المتعلمة الأعمال التي تعتمد على الإنترنت في التواصل مع العملاء، سواء الأعمال الإبداعية والتسويق والبرمجة، حيث أن العمل على الإنترنت يمنح الفرد المزيد من المزايا، ومن أهمها توفير نفقات التنقل والتحرر من المواعيد الغير مناسبة في بعض الأوقات.
هناك العديد من العوامل التي ساعدت على إنجاح العمل عن طريق الإنترنت دون تخطيط مسبق لها، ومن تلك المقومات والعوامل :
البطالة، حيث أن انتشار البطالة ساهم في لجوء العاطلين عن العمل للبحث عن وظائف لتجلب لهم الدخل المادي، واضطر الأفراد للبحث عن العمل عن طريق الإنترنت لتأمين الاحتياجات الأساسية المادية له على الأقل.
التقدم التكنولوجي، ساهم التقدم التكنولوجي وانتشار الاتصالات في العالم العربي على انتشار العمل عن طريق الإنترنت بشكل كبير.
العادات والتقاليد، فهناك بعض عادات وتقاليد الشعوب تقييد حرية المرأة وتمنعها من العمل في المجتمعات المختلطة، ولهذا تلجأ المرأة إلى العمل من منزلها عن طريق الإنترنت ويكون ذلك من خلال القيام بأعمال الحاسوب والترجمة والتأليف.
نصائح قبل بدء العمل على الإنترنت
يلجأ الكثير من الأفراد إلى ترك أعمالهم متوقعين الحصول على عائد مادي أكبر من خلال العمل على الإنترنت، ولكن تظهر لديهم الكثير من المشاكل، ولذلك قبل أي يتجه أي شخص للعمل على الإنترنت لابد أن يتأكد من درجة الإحترافية المتواجدة لديه في العمل الذي سيقدمه للعملاء، حيث أن التعامل الإلكتروني لا يمنح فيه العميل الثقة الكاملة إلا بأدائه وتطوره.
لابد من القيام بتقديم سيرة ذاتية قوية للغاية ورفعها على مواقع الأعمال المختلفة، لأن ذلك من شأنه أن يتيح للأفراد تقديم الخدمات مقابل الحصول على المال.
من المهم إرفاق عينات من أعمال سابقة في حالة كان الفرد متخصص في الأعمال الإبداعية كالتصميم والرسم.
لابد من الانتباه للعمل من خلال المواقع الموثوقة لضمان وصول المقابل المادي للخدمة.
يجب توفير مكان محدد للعمل في المنزل، مع التأكيد على أفرا الأسرة أو شركاء السكن عدم المقاطعة خلال التواجد في مكان العمل، حتى لا يتحول العمل إلى كسل وتتزايد الأعمال دون إنجاز.
يجب تنظيم وقت العمل، بحيث يمكن التواصل مع المقيمين في المنزل وخارجه بشكل طبيعي، ذلك لأن من أهم مشكلات العمل على الإنترنت الإنقطاع عن العالم الخارجي.
يجب الحرص على أخذ إجازة أسبوعية من العمل والخروج من المنزل فيها للتنزه ومقابلة الأصدقاء خاصة في الأوقات التي يزداد فيها ضغط العمل.
لابد ألا ينشغل الفرد أثناء العمل بالتصفح لمواقع التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني، حيث أنه لابد من غلق كافة المُلهيات أثناء العمل.
يجب الاهتمام بأخذ فترات راحة لتنشيط الجسم وممارسة التمارين الرياضية.
الفرق بين العمل التقليدي والعمل على الإنترنت
يتخذ العمل على الإنترنت العديد من المسميات ولكنها في النهاية تؤدي إلى معنى واحد، وهو أن يقوم الفرد بالعمل وأداء النشاطت المختلفة دون الاضطرار للذهاب إلى مواقع العمل أو الشركة، وتكون تلك الأعمال لصالح جهة خاصة وبعقود سنوية أو شهرية، وتكون من ضمن الوسائل التي يستخدمها الفرد في أداء المهام الموكولة إليه هي شبكة الإنترنت.
يختلف العمل على الإنترنت عن العمل التقليدي من حيث الأجور وساعات العمل، فلا يحصل العامل عن طريق الإنترنت على الأجر ذاته الذي يحصل عليه الفرد في نظام العمل التقليدي، ففيه نظام العمل التقليدي يحاسب الفرد بنظام الأجر اليومي أو عدد الساعات، ولكن نادرًا ما تقوم شركات العمل على الإنترنت بتوقيع العقود، بل يلجأون إلى الإتفاق مع العامل لأخذ حقه بعد إنتهاء العمل.