اضرار الضغط النفسي

الضغط النفسي

يتعرض أغلب الناس للضغط النفسي سواء كان ذلك في العمل أوفي العائلة أو بسبب مشاكل مادية أو صحية، ويعد بعض الناس الضغط النفسي والتوتر أمرًا إيجابيًا يساعدهم على كشف الأمور وإدراكها أكثر، كما يجعلهم أكثر قدرة على التركيز وأكثر قوة وإنجازًا، وتحدث العديد من التغيرات في الجسم أثناء التعرض للضغط النفسي منها تغيرات هرمونية وتغيرات في الجهاز التنفسي والقلب، لذا فإن التعرض للكثير من الضغوطات النفسية يمكن أن يولد مشاكل صحية ونفسية وعاطفية، وسنناقش في هذا المقال أضرار الضغط النفسي وكيفية التعامل معه .

أضرار الضغط النفسي

على الرغم من أن الضغط قد يولد الطاقة ويجعل الشخص أكثر إنتاجًا وقدرةً على التعامل مع الظروف اليومية، إلا أن له سلبيات صحية ذات تأثير سلبي على الشخص، ومنها:

صعوبة التحكم بالمشاعر والأحاسيس: يمكن للشخص الذي يتعرض للضغط النفسي أن يفقد صوابه بسهولة، ويَسهُل استثارته حتى للأمور البسيطة.

• الإصابة بالأمراض: يعد الأشخاص الذين يتعرضون للضغط النفسي دائمًا أكثر عرضة للإصابة بالأمراض مثل أمراض الرئتين والسرطان وتشمع الكبد وحتى التفكير بالانتحار، كما أثبتت الدراسات لجامعة جونز هوبكينز أن الأطفال الذين يتعرضون للضغط النفسي يكونون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض العقلية في حالة مع وجود جينات تساعد على ذلك.
• التأثير السلبي على الحياة العاطفية والجنسية: يعد الضغط النفسي أحد العوامل التي تجعل الشخص غير راغب بممارسة الحياة الجنسية الطبيعية؛ إذ يؤثر الضغط النفسي عند الرجل على الكتلة الجسمية (الوزن) ومستوى هرمون الذكورة (التستوستيرون) والرغبة الجنسية، كما أظهرت مجموعة كبيرة من الدراسات أن الضغط النفسي قد يكون له دور في الضعف الجنسي.
• مشاكل الأسنان واللثة: يتعرض بعض الأشخاص في حالات الضغط النفسي إلى حدوث تشنج عصبي لا إرادي والضغط على الأسنان عن غير وعي مما يضر بصحة اللثة، كما يجعل الأسنان ضعيفة ورقيقة، ولقد ربطت بعض الدراسات التي أجريت في عام 2012 بين الضغط النفسي وتأثيره على أمراض اللثة، واستنتج الباحثون أن الضغوط الحياتية التي يتعرض لها الأشخاص من الزواج أو الأبوة أو العمل هي أحد العوامل التي تؤدي إلى أمراض اللثة.
• مشاكل عضلة القلب: يمكن للضغط النفسي أن يؤدي إلى حدوث مشاكل في عضلة القلب، ويُفسر ذلك بارتفاع مستوى هرمونات التوتر مما يزيد من سرعة نبض القلب وانقباض الأوعية الدموية مما يُجبر القلب على العمل بجهد أكبر، الأمر الذي قد يؤدي إلى رفع ضغط الدم، كما تبين في دراسات أجراها المعهد الأمريكي للضغوطات النفسية أن معدل حالات النوبات القلبية والوفاة المفاجئة تزداد بعض تعرض الأشخاص لضغط نفسي كبير، مثل التعرض لحدث مخيف كالاعاصير والزلازل والتسونامي.
• زيادة الوزن: أثبتت الدراسات في جامعة ميامي أنه عندما يجد الشخص نفسه في موقف يعرضه لضغط نفسي كبير فإنه يستهلك الطعام أكثر من معدل استهلاكه الطبيعي بنسبة 40%.
• الشيخوخة المبكرة: يساهم الضغط النفسي المزمن والدائم في الشيخوخة المبكرة، فقد أثبتت الدراسات أن الضغط النفسي يؤدي إلى قصر طول قطع التوليميرات الموجودة في نهاية الكروموسوم، مما يعني عدم قدرة الخلايا الجديدة على النمو السريع، فتظهر علامات الشيخوخة المبكرة على الشخص مثل التجاعيد وضعف العضلات وضعف في البصر.
• ضعف الجهاز المناعي:إن الضغط النفسي يجعل الجسم بحاجة أكثر للمناعة مما يجعل الجهاز المناعي تحت ضغط كبير، فيكون الشخص أكثر قابلية للإصابة بنزلات البرد والعدوى.
• قد يؤدي للعجز على المدى البعيد: يجب على الجميع عدم الاستهانة بالخطورة التي يمكن أن يسببها الضغط النفسي مهما كان بسيطًا، فهذه الضغوطات قد تكون قادرة على جعل الشخص غير قادر على العمل مما يضطره إلى ترك العمل، كما أثبتت دراسة في منطقة ستوكهولم أن واحدًا من بين أربعة أشخاص يتعرضون لضغط نفسي بسيط قد يؤدي إلى الذبحة الصدرية أو ارتفاع ضغط الدم أوالجلطة الدماغية.

وقد يؤدي الضعط النفسي إلى إحداث تغييرات على:

• الصحة الجسدية: مثل الصداع، تشنج العضلات أوالألم، التعب والإعياء، اضطرابات المعدة ومشاكل في النوم.
• الصحة المزاجية: مثل القلق، عدم الراحة، فقدان القدرة على التركيز، الشعور بالإرهاق، العصبية، الحزن والاكتئاب.
• تغيرات سلوكية: تناول الطعام بإفراط أو الميول لقلة تناوله، نوبات الغضب، تناول الكحول أو المخدرات، التدخين، الانسحاب من المجتمع، التقليل من ممارسة التمارين الرياضية.

طرق إدارة الضغط النفسي

توجد العديد من الطرق الصحية التي من شأنها التقليل من الضغط النفسي وأضراره، منها:

• التعرف على الأمور التي لا يمكن تغييرها: يجب تقبل فكرة أن الأمور ليست جميعها قابلة للتغيير، فبعضها يجب تقبله والتعامل معه كما هو.
• تجنب المواقف التي تثير الضغط النفسي: يجب الانسحاب من الموقف أو إزالة المسبب للضغط النفسي عند القدرة على ذلك، وعدم إعطاء فرصة للتعرض للضغط النفسي.
• ممارسة التمارين: تعد ممارسة التمارين الرياضية يوميًا من أفضل الطرق للتخلص من الضغط النفسي، لأنه عند ممارسة التمارين يفرز الدماغ مواد كيميائية من شأنها جعل الشخص يشعر بأنه أفضل، كما لها القدرة على جعل الشخص يتخلص من الطاقة المخزنة داخله والإحباط كذلك، لذلك يجب على المُتعرض للضغط النفسي إيجاد تمرين ممتع يتخلص من خلاله من الضغط النفسي، كالمشي وركوب العجلة والسباحة والرقص، وممارسة أي منها لمدة نصف ساعة في أغلب الأيام.
• تغيير المنظور الشخصي للأمور: على الشخص أن يحاول أن ينظر للتحديات بإيجابية أكثر وذلك بالتفكير بأفكار إيجابية عوضًا عن السلبية؛ فمثلًا بدلًا من التفكير بالسبب الذي يجعل الأمور تسير بصورة خاطئة يمكن التفكير بطريقة لحل المشكلة والخروج منها.
• ممارسة أمور ممتعة: عندما يشعر الشخص بالإحباط الناتج عن الضغط النفسي عليه أداء أمر ممتع بالنسبة له مهما كان بسيطًا، كمشاهدة الفيلم المفضل أو تناول وجبة العشاء مع صديق أو ممارسة هواية أو نشاط جديد.
• تعَلُم أساليب جديدة للاسترخاء: إن ممارسة أساليب الاسترخاء طريقة ممتازة للتعامل مع الضغط النفسي اليومي، فهي تساعد على خفض معدل نبضات القلب وكذلك ضغط الدم، ومن أشهر الأمثلة عليها تمارين اليوغا.
• التواصل مع الأشخاص المقربين: إن التواصل مع العائلة والأصدقاء والأشخاص المقربين من شأنه التقليل من الضغط النفسي، كما يمكن مشاركة المشكلة المؤدية للضغط النفسي مع الصديق المقرب لحلها وتقليل الضغط .
• أخذ القسط الكافي من النوم: إن النوم الكافي والمريح ليلًا يساعد على التفكير بشكل أوضح وإعطاء طاقة أكبر، مما يسهل التعامل مع المشكلات والضغوط النفسية، ويعد النوم من 7 إلى 9 ساعات كافيًا.
• الحفاظ على نمط صحي للأكل: إن تناول الأكل الصحي يمد الجسم بالطاقة اللازمة للجسم والعقل، وللحفاظ على النمط الصحي للغذاء يجب محاولة التقليل من الوجبات الخفيفة المحتوية على السكر واستبدالها بالخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة ومشتقات الحليب قليلة الدسم أو خالية الدسم.
• تعلُم الرفض: إذا كان السبب الأساسي للضغط النفسي ناتجًا عن التوتر الزائد والمشاكل في المنزل والعمل، فيجب وضع حد لهذا التوتر وطلب الاستشارة من الآخرين لحل هذه المشكلة.