الصحة النفسية

اعاني من رائحة العرق

اعاني من رائحة العرق

 

رائحة العرق الكريهة

تُعد رائحة العرق الكريهة أحد أهم الأسباب الرئيسية المُؤدية إلى الحرج لدى الكثيرين، وعادةً ما يُلاحظون هذا الأمر بعد الانتهاء من ممارسة الأنشطة الرياضية أو البدنية، ممّا يُفسر ولع الكثير من الرياضيين باستخدام مضادات العرق، ويُمكن للبعض أن يتجنبوا لقاء الناس خوفًا من الإحراج نتيجةً لرائحة العرق الكريهة.

ومن المثير للاهتمام أن رائحة العرق الكريهة لا تُصبح مشكلة؛ إلّا بعد وصول الذكر إلى سن البلوغ؛ لأنّ الجسم يبدأ بإفراز الهرمونات الذكورية بعد تخطي هذه المرحلة، ومن المعروف أن لهذه الهرمونات دورٌ في نشوء رائحة العرق لدى الرجال، وهذا هو ما يُفسر حقيقة عدم وجود رائحة العرق لدى الأطفال الصغار.

لكن تجدر الإشارة هنا إلى الحقيقة العلمية المتمثلة في أنّ العرق ليس له رائحة في الأساس، لكن تكاثر البكتيريا داخل العرق هو ما يُؤدي إلى ظهور الراحة الكريهة، ويحدث ذلك بسبب تحطيم البكتيريا لبروتين الكيراتين الموجود فوق سطح الجلد، وعلى أيّة حال؛ هنالك الكثير من الأسباب، وطرق علاج رائحة العرق الكريهة، وهذه ستكون مواضيع الأسطر التالية.

أسباب رائحة العرق الكريهة

تنشأ رائحة العرق باختصار عن تحطيم البكتيريا لبعض أنواع البروتينات الموجود داخل العرق، لتحولها إلى أحماض ذات رائحة سيئة، لكن سبب الرائحة السيئة للعرق لا يتوقف على البكتيريا فحسب، إنما يمتد ليتضمن الغدد العرقية التي تُدعى بالغدد المفترزة (Apocrine Glands)، التي تكثر في مناطق تحت الإبط، والخصر، والعانة، وتتميز بقدرتها على إفراز العرق الذي يحتوي على البروتينات التي تحتاجها البكتيريا، لكنّ هذه الغدد لا تبدأ بالعمل إلّا بعد وصول الجسم إلى مرحلة البلوغ، وعلى أيّة حال؛ توجد عوامل أخرى تجعلك عرضة أكثر للمعاناة من رائحة العرق الكريهة، منها:

  • السمنة: تنزاح البكتيريا نحو الوجود أكثر داخل ثنايا الترهلات الدهنية، ممّا يُفسر كثرة الشكوى من روائح العرق عند المصابين بالسمنة.
  • تناول الأطعمة الحارة أو المبهرة: بوسع الروائح الخاصة بهذه الأطعمة، أن تتغلغل داخل الجلد، وتؤدي إلى زيادة ملحوظة في حدة روائح العرق.
  • الإصابة ببعض الأمراض: يرجع سبب تغير رائحة العرق أحيانًا إلى الإصابة بمشكلات الكبد أو الكليتين أو الغدة الدرقية، أو مرض السكري، او أحد المشكلات الجينية أيضًا.
  • التعرض للتوتر: ينشط عمل الغدد الجلدية المسؤولة عن إنتاج العرق سيئ الرائحة، نتيجةً للتعرض للمواقف المثيرة للتوتر، ممّا يُفسر خروج رائحة العرق تحديدًا عند إجراء المقابلات أو العروض التقديمية داخل بيئات العمل.
  • القابلية الجينية: تتميز أجسام بعض الناس بامتلاكها قابلية جينية تجعلهم عرضة أكثر لخروج روائح العرق الكريهة.
  • كثرة التعرق: أطلق العلماء اسم فرط التعرق (Hyperhidrosis) على مشكلة كثرة التعرق، لكن يجب التذكير هنا بأنّ بعض الأجسام بطبيعتها تُفرز عرقًا كثيرًا.

علاج رائحة العرق الكريهة

تتضمن بعض أهم الخطوات العلاجية للتعامل مع مشكلة رائحة العرق الكريهة الآتي:

  • استعمال مزيلات أو مضادات العرق: يُمكن الحصول على مزيلات أو مضادات العرق دون الحاجة إلى وصفة طبية، وغالبًا ما تحتوي مزيلات العرق على مواد كحولية لجعل البكتيريا أقلّ رغبة في البقاء فوق الجلد، بينما تحتوي مضادات العرق على مواد مصنوعة من الألمنيوم قادرة على إغلاق المسامات الجلدية أو الغدد المنتجة للعرق، وكثيرًا من يُنصح الخبراء بوضع مضادات التعرق قبل الخلود إلى النوم مباشرة؛ لأنّ ذلك يُوفر الوقت الكافي لهذه المنتجات لتعمل أثناء النوم لتمنع إفراز العرق، ومن الجدير بالذكر أنّ بعض أنواع مضادات التعرق تحتوي أيضًا على مزيلات للعرق بإمكانها التعتيم على رائحة العرق.
  • الاستحمام يوميًا: يُسهم الاستحمام اليومي أو المنظم في الحد من تراكمات البكتيريا فوق الجلد، خاصةً عند استخدام أنواع الشامبو أو الصابون التي تحتوي على مركبات مضادة للبكتيريا.
  • اختيار الملابس المناسبة: قد يكون من الأنسب ارتداء الملابس المصنوعة من القماش الطبيعي؛ كالقطن أو الصوف، عند أداء الأنشطة الحياتية اليومية العادية، بينما في حال الرغبة بأداء الأنشطة الرياضية، فإنّ من الأفضل حينئذ ارتداء الأقمشة المصنعة القادرة على امتصاص الرطوبة من الجلد.
  • تجربة أساليب الاسترخاء الذهنية: يُمكن لأساليب الاسترخاء الذهنية والجسدية؛ كاليوغا والتأمل، أن تكون مناسبة لتخفيف الآثار السلبية للتوتر على الجسم.
  • تغيير العادات الغذائية: ينصح البعض بالتوقف عن تناول المشروبات الغنية بالكافايين، والأطعمة المبهرة أو الحارة، أو ذات الروائح القوية، لقدرتها على زيادة حدة روائح الجسم كما ورد سابقًا.
  • حلاقة الشعر: توجد الغدد المفرزة للعرق سيئ الرائحة في الأماكن التي يوجد فيها الشعر؛ كأسفل الإبطين والعانة، ومن المعروف أن الشعر بيئة مناسبة لوجود العرق وتكاثر البكتيريا، لذا قد يكون من الأفضل حلاقة الشعر أو تقصيره على الأقل.
  • الجراحة: يضطر البعض للخضوع لعمليات جراحية من أجل إزالة الأعصاب التي تتحكم في إفراز العرق في منطقة الإبط تحديدًا، وهذا الأمر بالطبع يُعد خيارًا أخيرًا بعد تجربة أو فشل الخيارات العادية الأخرى.

مَعْلُومَة

أظهرت الأبحاث أنّ الأمهات تشعر بأن رائحة الأطفال الرضع الآخرين سيئة، وأنّ رائحة طفلها الرضيع أفضل من غيره، كما أنّ الكثير من الناس يُعبّرون عن عدم تحملهم لرائحة الآخرين أو السكان المحليين عند زيارة المدن أو المناطق غير المألوفة من قبل.

ولقد أوردت مجلة الساينتفك أمريكان الشهيرة مقالة عام 2016، لمناقشة أحد الدراسات التي بحثت في مستوى الاشمئزاز الذي يشعر به الناس اتجاه روائح الآخرين، وقد توصلت الدراسة إلى اعتماد ذلك على مقدار القرابة أو الروابط التي تربط الأشخاص ببعضهم البعض؛ فالأشخاص القريبون أو الذين ينتمون إلى نفس المجموعة لا يشعرون بالاشمئزاز كثيرًا من رائحتهم، بينما قد يشعرون بالاشمئزاز عن تعريضهم لروائح لأفراد خارج هذه المجموعة، وعلى أيّة حال، لقد أرجع الباحثون أصل الشعور بالاشمئزاز من الروائح الكريهة إلى الفطرة الإنسانية التي تدفع البشر إلى الابتعاد عن مسببات الأمراض، لحماية أجسامهم من العدوى.

السابق
علاج ارتفاع حمض البول
التالي
علاج فطريات القدم بالخل

اترك تعليقاً