الصحة النفسية

التخلص من طنين الأذن

 

طنين الاذن

يُعرَّف طنين الأذن بأنَّه حالة تؤدي إلى سماع صوت في الأذن لا يأتي من مصدر خارجي، إذ يسمع الشَخص صوت نقر أو هسهسة أو صفير أو الأزيز، أو الخفقان، أو الموسيقى، وغالبًا ما يكون صوت رنين ثابتٍ وعالٍ، وقد تكون هذه الحالة مؤقتة أو تُصبح حالة مُزمنة، ولا يعد طنين الأذن مرضًا بحد ذاته، لكنه عادةً ما يكون أحد أعراض مشاكل أخرى في الأذن، أو حالة عرضية مؤقتة، ويُصيب طنين الأذن عادة الأشخاص بعد عمر 50 عامًا، لكنه قد يحدث قبل ذلك، ويرى بعض الخبراءُ أنَّ سببَ طنين الأذن يبقى مجهولاً عند الكثير من الحالات، لكنّ البعض الآخر بات يربطُ بين طنين الأذن وحالات فقدان السّمع، أو الإصابة بداء السّكري، أو مشاكل الغدة الدّرقيّة، أو الاكتئاب، أو تناول أدوية معيّنة، كبعض أنواع المضادات الحيوية، وعقاقير العلاج الكيماوي، وبعض الأدوية المضادة للالتهاب، كالأسبرين، والتعرُّض للضوضاء والأصوات العالية أو التهابات الأذن وغيرها. على العموم يؤكّد الأطباءُ على أنّ أغلبَ حالات طنين الأذن لا تُنذر بحدوث أمرٍ خطيرٍ ومن المُحتمل أن تتحسّن على مرور الوقت، وفي مُعظم الحالات يتكيف الشَّخص المُصاب مع الطَّنين بمرور الوقت لكن البعض الآخر قد يُعاني من الأرق وصعوبة التَّركيز وضعف الآداء في العمل والدراسة، وقد يؤدي إلى العصبية والقلق والاكتئاب، وتوجد عدَّة أسباب تؤدي إلى الإصابة بطنين الأُذن مثل؛ التعرُّض للضوضاء والأصوات العالية أو التهابات الأذن، وغيرها.

التخلص من طنين الاذن

يشيرُ الخبراءُ إلى عدم توفّر علاج نهائيٍّ لحلِّ مشكلة طنين الأذن، لذلك لن يكون بالإمكان إلا الاستعانة بأساليب علاجيّة تُساعد الفرد على التّأقلم مع الأصوات التي يسمعها في أذنه وتقليل شدّتها، وبالتالي تحسين جودة الحياة الخاصة به، ومن بين هذه الأساليب العلاجيّة ما يلي

  • علاج الحالة الصحية: قد تؤدي بعض الحالات الطِّبية إلى الإصابة بطنين الأذن، ويُمكن علاجها كما يلي:
    • إزالة شمع الأذن: قد يتسبب تراكم شمع الأذن بحدوث طنين في الأذن.
    • علاج أمراض الأوعية الدموية: قد تتطلب أمراض الأوعية الدّموية الكامنة تناول دواء أو جراحة أو أي علاج آخر.
    • تغيير الدواء بعد استشارة الطبيب: إذ يمكن أن يكون الطنين أحد الآثار الجانبية للأدوية.
  • الضوضاء البيضاء: قد يُساعد العلاج بالضَّوضاء البيضاء، وهي الضوضاء التي تُشبه الأصوات الطبيعية مثل صوت سقوط الأمطار، إذ يُمكن أن تُساهم في العلاج، ويُمكن اللجوء إلى استخدام المراوح أو المُكيفات في غُرف النّوم، إذ يُمكن أن تُساعد أصواتها في تغطية طنين الأذن أثناء اللَّيل.
  • الأجهزة المُساعدة للسمع: قد تُفيد هذه الأجهزة عند وجود مشاكل في السَّمع.
  • الأدوية: لا توجد أدوية تُساعد في علاج الطَّنين، لكن قد تُساهم بعض العلاجات في تخفيف الأعراض وتقليل المُضاعفات، وقد تتضمن الأدوية واحدًا مما يأتي:
    • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات: تُستخدم في حالة الطَّنين الشَّديد فقط، ومن الأمثلة عليها: أميتريبتيلين ونورتريبتيلين، ولكن قد تتسبب بظهور بعض الآثار الجانبية مثل جفاف الفم، وتشوش الرؤية، والإمساك، ومشاكل في القلب.
    • ألبرازولام: قد يُساهم في تقليل أعراض طنين الأذن، لكنه قد يتسبب ببعض الآثار؛ كالشعور بالنعاس والغثيان، كما قد يتعود الشخص على استخدامه.
  • نمط الحياة: يُمكن لبعض التعديلات في نمط الحياة أن تساهم في تقليل أعراض طنين الأذن، ومنها نذكر ما يلي:
    • تجنب التعرُّض للمهيجات كالضوضاء العالية والكافيين والنيكوتين.
    • الابتعاد عن الضوضاء والجلوس في بيئة هادئة، وسماع الراديو منخفض الصوت.
    • تجنُب التوتر الذي يزيد أعراض الطَّنين سوءًا.
    • الامتناع عن تناول الكحول.
  • العلاجات البديلة: قد تُساهم علاجات الطب البديل في التقليل من الأعراض، ومنها:
    • الوخز بالإبر الصينية.
    • التنويم المغناطيسي.
    • مكملات الزنك.
    • مجموعة فيتامينات ب.
    • التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة.
  • الأجهزة السمعية المساعدة: تأتي الأجهزة السّمعيّة على شكل أجهزة كهربائيّة صغيرة تتكون من ميكروفون، وسماعة، ومضخم للصوت، ولقد وجدت أحد الدراسات أن بوسع حوالي 60% من الأفراد المصابين بطنين الأذن الاستعانة بهذه الأجهزة لتقليل شدّة أعراض طنين الأذن.
  • الأجهزة المُخفية للصوت: تُصدر هذه الأجهزة أصواتًا خارجيةً تهدف إلى التّغطية على الصوت الذي يسمعه الفرد داخل أذنيه، وهي تأتي إما على شكل أجهزة توضع بالقرب من الفرد المصاب أو على شكل أجهزة صغيرة بالإمكان وضعها داخل الأذن مباشرةً، وتوفّر بعض هذه الأجهزة خياراتِ إصدار أصوات عادية، أو أصوات موسيقى، أو أصوات طبيعية أحيانًا، وعادةً ما يُفضل المصابون بطنين الأذن أن يكون مستوى صوت هذه الأجهزة أعلى قليلاً من مستوى الطنين لديهم من أجل التّغطية تمامًا على صوت الطنين.
  • العلاج السلوكي: يهدف تقديم العلاج السّلوكي إلى المصابين بطنين الأذن إلى تعليمهم كيفية تقبل حالتهم المرضيّة دون العمل على تقليل مستوى الصّوت الذي يسمعونه، ويصفُ الخبراء هذا النوع من العلاج لمساعدة الأفراد على تجنب المعاناة من أعراض الاكتئاب، والأرق، والقلق المصاحبة لطنين الأذن، وبالتالي تحسين مستوى جودة الحياة لديهم. والكثيرين يشيرون إلى فعالية أكبر لهذا العالاج عند استعماله جنبًا إلى جنب مع طرق أخرى للعلاج، مثل الأدوية.
  • علاج المشاكل المرتبطة بالطنين: قد ينجم طنين الأذن أحيانًا عن وجود كمية كبيرة من شمع الأذن داخل الأذن أو عن وجود جسم غريب داخل الأذن، لذلك سيكون من الواجب في هذه الحالة إزالة شمع الأذن أو الجسم الغريب حتى تتحسّن حالة طنين الأذن.
  • برامج التدريبات الذهنية: تهدف برامج التّدريبات الذّهنيّة إلى تعليم الفرد مهارات خاصة لتساعده على التّحكم بدرجة إصغائه أو انتباهه لصوت الطّنين في الأذن، وعادةً ما يلزم الانخراط في برنامج متكامل لعدّة أسابيع حتى يصلَ الفرد إلى امتلاك هذه المهارات.
  • استخدام التطبيقات الذكية: تشيرُ جمعية الطّنين البريطانيّة إلى وجود العديد من تطبيقات الهواتف الذّكيّة المُصممة خصيصًا للمساعدة في علاج طنين الأذن، وهي متوفرة عادةً ضمن متاجر التطبيقات الخاصة بالأجهزة الخلوية، ولا يلزم سوى البحث عنها باستخدام كلمة مفتاحية مناسبة، ثم تنزيلها على الأجهزة الخلوية لتجربتها واختيار الأفضل أو الأنسب من بينها.
  • التمارين الرياضية: ينصحُ الخبراءُ مرضى طنين الأذن باعتماد جدولٍ منظم من التمارين الرياضية لتحسين صحتهم بصورة عامة ولتقليل مستويات التوتر، أو الاكتئاب، أو الأرق الذي يُعانون منه أحيانًا.
  • العلاجات البديلة: على الرّغم من قلة الأدلة العملية الدّاعمة لاستخدام أي من العلاجات البديلة لعلاج طنين الأذن، إلا أنّ بعض الخبراء لا يجدون عيبًا في تجربتها، ومنها على سبيل المثال استخدام التّنويم المغناطيسي، والعلاج بالإبر، وتناول بعض المكمّلات الغذائيّة؛ كالزّنك وفيتامين ب 12.
  • علاج مشاكل الأسنان: يعتقد بعض الخبراء بأن طنين الأذن يُمكن أن يكون ناجمًا عن مشكلة تتعلق بما يُعرف بالمفصل الصدغي الفكي الموجود عند منطقة تلاقي عظم الفك بالرأس، عند مقدمة الأذن؛ وبالتالي فإن علاج مشاكل الأسنان المرتبطة بالعضلات والأعصاب الموجودة في الفك قد يكون مفيدًا لتخفيف أعراض طنين الأذن؛ لأن هذه الأعصاب والعضلات متصلة بتلك الخاصة بالأذن.
  • إعادة التدريب على سماع طنين الأذن: يحاول هذا النوع من العلاج إعادة تدريب الجهاز السمعي على قبول أصوات طنين الأذن الشاذة كأنها أمر طبيعي، وعادة ما يستعين الطبيب بجهاز يصدر صوتًا منخفض الحدة من أجل التكيف مع طنين الأذن، ووفقًا للبعض فإن هذه الطريقة باستطاعتها توفير الراحة لحوالي 80% من الحالات.
  • العلاج الصوتي: ينصح الخبراء باللجوء إلى هذه الطريقة عندما تكون الأصوات المسموعة أكثر حدة أثناء أوقات الهدوء، خاصة في الليل؛ إذ يُمكن للمصاب أن يستعين بمصادر طبيعية أو صناعية صادرة على سبيل المثال من مروحة هواء، أو مشغل أقراص الموسيقى، أو حتى ساعة حائط ذات دقات مسموعة، وقد يلجأ المصابون أيضًا إلى الاستعانة بمصادر للصوت توضع مباشرة داخل أذانهم أيضًا من خلال سماعات الاذن الداخلية.

الوقاية من طنين الأذن

يُمكن الوقاية أو تجنُب الإصابة بطنين الأذن والتقليل من الانزعاج في حال الإصابة باتباع النَّصائح الوقائية التَّالية:

  • تجنُب استخدام الأعواد القُطنية لتنظيف الأذن، إذ تؤدي هذه الأعواد إلى دفع المادة الشَّمعية للدّاخل مما يؤثر على طبلة الأذن وحدوث الطَّنين.
  • ارتداء سدادات الأذن أو غطاء للأذن في ساعات العمل في حال وجود أصوات مُرتفعة.
  • ارتداء سدادات أذن واقية أو غطاء للأذنين في الأحداث الصاخبة مثل الحفلات الموسيقية لحماية السمع.
  • تجنب استخدام سماعات الأذن بصوتٍ مرتفعٍ أو للموسيقى الصاخبة.
  • تجنُب أو تقليل استخدام الأدوات ذات الأصوات العالية أو ارتداء سدادات في حال استخدامها كأجهزة تجفيف الشَّعر، أو آلات جز العُشب.
  • الإقلاع عن التدخين وتجنُب أماكن التَّدخين التي تؤدي إلى تقليل تدفُق الدَّم إلى الأذن.
  • الامتناع عن شرب الكحول.
  • تقليل استهلاك مشروبات الكافيين.
  • الحفاظ على وزن صحي وتجنُب السُّمنة وزيادة الوزن التي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، والذي قد يؤدي إلى زيادة الحساسية للصوت أو الضوضاء وطنين الأذن.
  • ممارسة الرياضة بانتظام واتباع نظام غذائي صحي متوازن.
  • الحفاظ على ضغط الدم والسَّيطرة على ارتفاعه.
  • التقليل من تناول الملح.
  • الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة.
  • تجنب تناول الأسبرين بكميات كبيرة.

أسباب طنين الأذن

ينسبُ الكثيرُ من الخبراء سبب حدوث طنين الأذن عند الكثير من الحالات إلى التّعرّض المطول للأصوات العالية، ويشيرون إلى أنّ للأصوات العالية قدرةً على إيذاء الخلايا الحساسة للصوت داخل الأذن، وهذا يعني أنّ بعضَ الفئات هم معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بطّنين الأذن، بما في ذلك النّجارون، والطيارون، وعازفي موسيقى الرّوك، بل إنّ بعض الخبراء يرون أنّ مجردَ سماع صوتٍ عالٍ ومفاجئٍ لمرّة واحدة يُمكنه أن يؤدي إلى الإصابة بطنين الأذن أحيانًا.

توجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى طنين الأذن، وقد يحدث هذا عندما تتلف الخلايا الموجودة في الأذن الداخلية، فترسل إشارات إلى الدِّماغ تجعل الشخص يعتقد أنه يسمع أشياء غير موجودة، ومن الأسباب المُحتملة للطنين نذكر ما يلي:

  • التعرُض لضوضاء عالية مثل أعمال البناء وصوت آلات ثقب الصخور، وإطلاق النار، والموسيقى الصاخبة في الحفلات.
  • فقدان السمع المرتبط بالعمر.
  • التعرُّض لإصابات في الرأس أو الرقبة.
  • تناول بعض أنواع الأدوية والتي تتضمن ما يلي:
    • جرعة كبيرة من الأسبرين.
    • مُدرات البول الحلقية مثل بوميتانيد.
    • الأدوية المضادة للملاريا مثل الكلوروكوين.
    • بعض المضادات الحيوية مثل الإريثروميسين والجنتاميسين.
    • بعض الأدوية المضادة للسرطان مثل فينكريستين.
  • الإصابة ببعض الأمراض.
  • تقلص العضلات في الأذن الوسطى.
  • اضطرابات الأوعية الدموية.
  • الاضطرابات العصبية؛ كتلف النهايات الدَّقيقة لعصب السمع في الأذن الداخلية.
  • الأورام داخل الجهاز السمعي.
  • اضطرابات الأذن الداخلية.
  • وجود السوائل في الأذن.
  • مرض مينيير الذي يُصيب الأذن الدّاخلية.
  • ارتفاع ضغط الدَّم.
  • ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
  • اضطرابات الفك الصدغي الذي يتسبب بألم مُزمن في الفك والرأس.
  • تراكُم شمع الأذن.

ويشيرُ الخبراءُ إلى وجود سلوكيات معيّنة يُمكنها أن تزيدَ من خطر الإصابة بطنين الأذن أو أن تزيدَ من حدّته أحيانًا، ومنها:

  • سماع الأصوات العالية، لذلك سيكون من المهم ارتداء سدادات الأذن لتجنب الأصوات العالية في أمكنة العمل وغيرها من الأماكن.
  • تدخين السجائر أو استخدام أي من منتجات التبغ الأخرى.
  • شرب المشروبات الكحولية.

مضاعفات طنين الأذن

قد يؤثر طنين الأذن كثيرًا ويتداخل مع حياة الشَّخص، وبالرَّغم من أنه يؤثر في كل فرد بطريقة مُختلفة، إلا أنه قد يتسبب بحدوث مُضاعفات أخرى تتضمن ما يلي:

  • التوتر والضَّغط العصبي .
  • الإعياء والتَّعب.
  • صعوبة في التَّركيز.
  • مشاكل في النَّوم.
  • الاكتئاب.
  • الشعور بالقلق والعصبية أو سرعة الانفعال.

التأقلم مع طنين الأذن

ينصح الخبراء المصابون بطنين الأذن محاولة التأقلم مع مشكلة طنين الأذن في حال انعدام احتمالية ظهور تحسن كبير لديهم عند اتباع طرق العلاجات التقليدية، ومن بين طرق التأقلم التي ينصحون بها، ما يلي:

  • الاستشارة النفسية: يزوّد المعالج النفسي المريض بطرق تساعده على التأقلم مع الأعراض المرتبطة بطنين الأذن، في حال إصابته بالاكتئاب أو التوتر.
  • جماعات الدعم النفسي: يُمكن لمشاركة التجارب مع الآخرين الذين يُعانون من المشكلة نفسها ضمن جماعات أن يكون مفيدًا، سواء عبر الإنترنت أو في اجتماعات يلزم المشاركة بها شخصيًا.
  • التعليم: يُساعد تعليم المصاب وفهمه العميق لمشكلته على تقليل الانزعاج المرافق للمشكلة والتأقلم إيجابيًا عند بعض الحالات.
  • اتباع أنماط حياة مناسبة وصحية: تتضمن بعض أهم النصائح الحياتية التي ينصح بها الخبراء للمساعدة على التأقلم وعلاج طنين الأذن كلًا مما يلي:
    • تجنب التعرض للمهيجات، مثل الأصوات العالية، أو النيكوتين، أو الكافيين.
    • استعمال أدوات حماية الأذن، مثل سدادات الأذن، عند المرور ببيئات مليئة بالأصوات المزعجة.
    • تشغيل مشغلات الموسيقى الشخصية بمستوى صوتٍ مناسب.
    • الالتزام بنمط حياة صحي متضمن للرياضة، والأكل الصحي، وتجنب التدخين والكحول، بالإضافة إلى تجنب مصادر القلق والتوتر.

السابق
شرح سورة الحج
التالي
افضل الزيوت العطرية

اترك تعليقاً