القرآن الكريم

الطريقة الأفضل لحفظ القرآن الكريم في شهر

القرآن الكريم

القرآن الكريم هو كتاب المُسلمين، والمعجزة التي نزلت على الرسول محمد صلى الله عليه خاتم الأنبياء والمرسلين، والذي يحتوي على 114 سورة، ومنها السور المكية والسور المدنية، ويقصد بالقرآن شرعًا بأنه كلام الله تعالى، والقرآن الكريم لفظًا لا يطلق على كلام آخر، وقد ابتدأ القرآن بسورة الفاتحة والمقصود بها الحمد والثناء على الله تعالى، واختتم بسورة الناس، وعنِ ابنِ عبَّاسٍ في قولِه تعالى: [{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} قال: أُنزِلَ القرآنُ في ليلةِ القَدرِ جُملةً واحدةً إلى سماءِ الدُّنيا، وكان بمَوقِعِ النجومِ، فكان اللهُ يُنزِلُه على رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعضَه في إثْرِ بعضٍ، قال عزَّ وجلَّ: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا}، فقد وردت الكثير من الأحاديث عن أهمية حفظه وتدبر آياته ومعانيه، وهو ما يسعى إليه المسلمون في حياتهم، لنيل بركته والخير منه، والحصول على الأجر والثواب وما وعدهم الله من جزاء وفضل في الآخرة، وفي هذا المقال سوف نتعرف على كيفية حفظ القرآن الكريم، وأهميته عند المسلمين.

طريقة حفظ القرآن الكريم

في شهر تعتمد المدة الزمنية لحفظ القرآن الكريم على همة الحافظ وسعيه نحو الحفظ والتثبيت المستمر للقرآن الكريم، إذ لا بد أن كل مسلم يراوده حلم حفظ كتاب الله تعالى وتلاوته بيسر، فقال الله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}، ويأتي حفظ القرآن الكريم بعد إخلاص النية لله تعالى، وفيما يأتي أبرز النصائح التي يجب اتباعها لحفظ القرآن الكريم:

  • توفير الوقت والجهد والتركيز على الهدف وهو حفظ القرآن الكريم.
  • العزيمة الصادقة، إذ لا بد من الاستعداد الشخصي والذي يتمثل بالرغبة النابعة من الاهتمام بحفظه، والسير على خطى أولي العزم من الرسل، وقد أطلق عليهم هذا الاسم لأنهم يتصفون بصدق العزم، فقال الله تعالى: {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا}.
  • الالتزام بنسخة واحدة من القرآن الكريم، فقد أثبت بأن الالتزام بنسخة واحدة عند الحفظ يساعد الذاكرة البصرية على الاحتفاظ بصور الآيات وطريقة كتابتها.
  • البدء بالسور غير المحفوظة سابقًا، والعمل على تقسيمها من خلال الأرباع الموجودة في كل سورة.
  • البدء بكل ربع على حِدى، وتكرار كل آية من سبع إلى عشر مرات، وربط كل آية مع الآية السابقة لها.
  • إعادة تكرار الربع كاملًا من سبع إلى عشر مرات، للتأكيد على حفظه وتثبيته أولًا بأول.
  • يمكن عند الانتهاء من الحفظ المقرر لك، أن تراجع أجزاء أخرى حفظتها سابقًا، وهكذا تقوم بعملية الحفظ والمراجعة في آنٍ واحد، فعن عبدالله بن عمر فيما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [إنَّما مَثَلُ صاحِبِ القُرْآنِ كَمَثَلِ الإبِلِ المُعَقَّلَةِ، إنْ عاهَدَ عليها أمْسَكَها، وإنْ أطْلَقَها ذَهَبَتْ. [وفي رواية]: وإذا قامَ صاحِبُ القُرْآنِ فَقَرَأَهُ باللَّيْلِ، والنَّهارِ ذَكَرَهُ، وإذا لَمْ يَقُمْ به نَسِيَهُ].
  • الاستمرار بالحفظ والتثبيت دون انقطاع طويل.
  • التَّكرار والتعاهُد المنظَّم، فعندما تنتهي من الحفظ الكامل للقرآن الكريم، راجع جزئين في كل يوم، مع تكرارهما يوميًا لمدة أسبوع تجنبًا للنسيان.
  • سماع القرآن الكريم من القراء والمشايخ ليسهل تثبيته.
  • الوقوف على المعاني وتدبرها، وهو الهدف الذي من أجله نزل القرآن الكريم، فقال الله تعالى: [أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا].

ولا بد لك قبل البدء بحفظ القرآن الكريم من اتباع الأمور التالية:

  • استحضار النيّة والغاية التي من أجلها تريد حفظ القرآن الكريم.
  • التهيؤ وتحضير المكان للحفظ والمدارسة، واختيار المكان الأنسب والأكثر هدوءًا، والذي تحب الجلوس فيه بارتياح.
  • حضور القلب والجوارح أثناء ترديد الآيات وتكرارها، فعدم التركيز أثناء الحفظ يجعلها سُدىً.

قواعد حفظ القرآن الكريم

لا بد لنجاح أي عمل بأن يعتمد على التخطيط والتنظيم، وبأن يقوم على خطة واضحة ومنهجية ليعطي نتائج كاملة ومرجوة، وانطلاقًا لما تقدم، سنذكر بعض القواعد التي ستساعدك على حفظ القرآن الكريم، ومنها ما يأتي:

  • النية والإخلاص لله تعالى، فقال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}.
  • تصحيح القراءة والنطق.
  • تحديد مقدار الحفظ المخصص يوميًا، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: [خُذُوا مِنَ الأعْمَالِ ما تُطِيقُونَ، فإنَّ اللَّهَ لَنْ يَمَلَّ حتَّى تَمَلُّوا وَكانَ يقولُ: أَحَبُّ العَمَلِ إلى اللهِ ما دَاوَمَ عليه صَاحِبُهُ، وإنْ قَلَّ].
  • تثيبت ما حُفظ من القرآن قبل البدء بحفظ جديد.
  • ربط الفهم بالحفظ.
  • الربط بين بداية السورة وآخرها لتسهيل الحفظ.

فوائد حفظ القرآن الكريم

من أفضل الأعمال التي بتقرب بها الإنسان المسلم إلى الله تعالى هي قراءة القرآن الكريم، إذ يجازيه الله تعالى بكل حرف عشر حسنات، والله يضاعف لمن يشاء، ومن فوائد حفظ القرآن الكريم ما يأتي:

  • مخاطبة الله تعالى ومناجاته من خلال الآيات القرآنية.
  • الغنى.
  • التكفير عن الذنوب والسيئات.
  • النجاه من عذاب الأخرة.
  • ظهور النور في وجه حافظ القرآن.
  • استغلال الوقت والعمر وبذله في سبيل الله.
  • نشر الثقافة القرآنية عند الشباب وفي المجتمع.
  • الاستئناس الدائم بالقرآن وتجنب الوحدة.
  • ملء وقت الفراغ لدى الشباب الناشئ.
  • تقوية اللغة العربية الفصحى.
  • فهم القرآن الكريم وتدبر معانيه.
  • الشفاعة من الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • نيل صحبة النبي عليه السلام يوم القيامة.
  • إحياء الروح وابتهاجها.
  • التقرب من أهل البيت، والمقصود بأهل البيت هم: أعلام الدين الإسلامي وألسنة الصدق.
  • الأجر العظيم من الله تعالى، لقوله صلى الله عليه وسلم: [الَّذي يقرأُ القرآنَ وَهوَ ماهرٌ بِهِ معَ السَّفرةِ الكرامِ البررةِ ، والَّذي يقرؤُهُ – قالَ هشامٌ : وَهوَ شديدٌ علَيهِ. قالَ شُعبةُ : وَهوَ علَيهِ شاقٌّ – فلَهُ أجرانِ].
  • إعمار القلب، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: [إنَّ الرَّجلَ الَّذي لَيسَ في جوفِهِ شيءٌ منَ القرآنِ كالبَيتِ الخربِ]
  •  نيل أعلى الدرجات في الجنة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: [من قرأ عشرَ آياتٍ في ليلةٍ كُتب له قنطارٌ والقنطارُ خيرٌ من الدنيا وما عليها فإذا كان يومُ القيامةِ يقولُ ربُّك عزَّ وجلَّ له: اقرأ وارقَ لكلِّ آيةٍ درجةً حتى ينتهيَ إلى آخرِ آيةٍ معه يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ للعبدِ: فيقولُ العبدُ بيدِه يا ربِّ أنت أعلمُ فيقولُ: بهذه الخلدُ وبهذه النَّعيمُ].
  • نيل شرف أن تكون من وجهاء أهل الجنة، لقوله صلى الله عليه وسلم: [حمَلةُ القرآنِ عرفاءُ أهلِ الجنةِ يومَ القيامةِ].

 أول من حفظ القرآن الكريم

من الرجال أول الأشخاص الذين استطاعوا حفظ كتاب الله تعالى غيبًا هو الصحابي الجليل ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب، وكان أول من دخل الدين الإسلامي من الصبيان، وتزوج من ابنة النبي صلى الله عليه وسلم السيدة فاطمة، وأنجب منها الحسن والحسين، وعلي بن ابي طالب أحد الخلفاء الراشدين ومن العشرة المبشرين بالجنة، وتكفل به النبي صلى الله عليه وسلم ورباه بعدما توفى والده عندما كان صغيرًا، وقد ولد في السنة الثالثة والعشرين قبل الهجرة في مكة المكرمة، فقد كان النبي عليه السلام يعتمد على سيدنا علي في حفظ العديد من الأمور وذلك بسبب امتلاكه ذاكرة قوية، فكان النبي يحرص شديد الحرص على اختيار حفظة القرآن الكريم لينقله للناس، فكان علي أول من تمكن من ذلك، وقد لقب سيدنا علي بن أبي طالب بعدة ألقاب، وكان بعضها وصفًا له وبعضها تكريمًا له، ومنها:

  • أبو الريحانتين.
  • يعثوب المؤمنين.
  • أمير المؤمنين.
  • مبيد الشرك والمشركين.
  • أبو الحسينيين.
  • أبو الأرامل.
السابق
أسهل طريقة للنوم السريع
التالي
شرح سورة الحج

اترك تعليقاً