القرآن الكريم

سبب تسمية سورة الحجر

ما سبب تسمية سورة الحجر بهذا الاسم؟

سورة الحجر هي سورة مكية يبلغ عدد آياتها 99 آية.[١]، أما بالنسبة لمعناها فقال الشنقيطي في ذلك: “والحجر كل مادته تدور على الإحكام والقوة؛ فـ (الحَجَر) لقوته. و(الحُجرة) لإحكام ما فيها. والعقل سمي (حِجراً) بكسر الحاء؛ لأنه يحجر صاحبه عما لا يليق. و(المحجور عليه)؛ لمنعه من تصرفه، وإحكام أمره”. ولقد اختير اسم سورة الحجر من الآية الثمانين فيها، في قوله تعالى: {وَلَقَد كَذَّبَ أَصحابُ الحِجرِ المُرسَلينَ} فقد ذُكر في الآية قوم صالح بأصحاب الحجر، وقد تحدثت السورة عنهم في خمس آيات، وهي السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي ذكرت أصحاب الحجر بهذا الاسم، أما بالنسبة لأصحاب الحِجر فهي منازل ثمود ونبيهم هو صالح عليه السلام، مع العلم أن مساكنهم موجودة إلى يومنا هذا تحت مسمى مدائن صالح في الأردن.

أبرز مقاصد سورة الحجر

تشمل سورة الحجر العديد من المقاصد، أهمها هو تثبيت المؤمنين وذلك بحسب تفسير الطنطاوي.، مع العلم أن ما تشتمل عليه سورة الحجر يشبه مضمون باقي السور المكية والتي تبيّن أصول الدين، كالتوحيد، والمعاد، وإنذار المشركين والعاصين والظالمين، بالإضافة إلى ما تحمله لنا الأقوام السابقة من عبر ودروس، أما بالنسبة لباقي مقاصد سورة الحجر فسنوضحها لك فيما يلي:

  • أن طبيعة هذا الكتاب الذي يكذّب به المشركون والجاحدون كتاب يهدي إلى الحق وإلى الطريق المستقيم، فمن مشى فيه فاز ومن أعرض عنه خاب.
  • الحث على استغلال فرصة الدخول بالدين الإسلامي، وأنه سيأتي اليوم الذي يود فيه المعرضون لو كانوا مسلمين.
  • بينت السورة أن سنن الله ستحدث؛ وأن هلاك الأمم مرهون بأجلها الذي قدّره الله لها، وأنه معتمد على سلوكها الذي تنفذ به سنة الله ومشيئته، فعلى حسب العمل سيكون المصير في الآخرة.
  • يحفظ الله تعالى القرآن الكريم، وتبقى آياته القرآنية باقية كما أنزلها الله تعالى؛ وهذه حجة باقية تدل على ربانية القرآن الكريم المحفوظ.
  • بينت السورة نموذج الإنسان حين تفسد فطرته، وتُغلق بصيرته، فقال تعالى في سورة الحجر: {وَلَو فَتَحنا عَلَيهِم بابًا مِنَ السَّماءِ فَظَلّوا فيهِ يَعرُجونَ ﴿١٤﴾ لَقالوا إِنَّما سُكِّرَت أَبصارُنا بَل نَحنُ قَومٌ مَسحورونَ ﴿١٥﴾}.
  • أن الحياة والموت بيد الله وحده، وأن الله هو الباقي، كما أن أرزاق العباد بيد الله وحده وتابعة لأمره ومشيئته.
  • كما بيّنت السورة أن المؤمنين الذي يعبدون الله ويُخلصون في عباداتهم لن يكون للشيطان إليهم سبيل.

قد يُهِمُّكَ: سبب نزول سورة الحجر

ذُكر في المراجع المعتمدة سبب نزول آيات معينة من سورة الحجر، نوضحها لك فيما يلي:

  • قال تعالى: {وَلَقَد عَلِمنَا المُستَقدِمينَ مِنكُم وَلَقَد عَلِمنَا المُستَأخِرينَ}، وسبب نزولها أن كانت تصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم امرأة حسناء في آخر النساء، وكان بعضهم يتقدم إلى الصف الأول لئلا يراها ، وكان بعضهم يكون في الصف المؤخر فإذا ركع قال هكذا ونظر من تحت إبطه فنزلت هذه الآية، أي علم الله تعالى المستقدمين في صفوف الصلاة والمستأخرين بسبب النساء.
  • قال تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ}، قال ابن عباس : “أول ما يدخل أهل الجنة الجنة تعرض لهم عينان ، فيشربون من إحدى العينين فيذهب الله ما في قلوبهم من غل ، ثم يدخلون العين الأخرى فيغتسلون فيها فتشرق ألوانهم وتصفو وجوههم ، وتجري عليهم نضرة النعيم”، وقيل أن هذه الآية نزلت في أبي بكر وعمر وعلي رضي الله عنهم، والمقصود بالغل غلّ الجاهلية، فلما أسلم بني تيم وعدي وبني هاشم أخذ أبا بكر الخاصرة فجعل علي رضي الله عنه يسخن يده فيضمخ بها خاصرة أبي بكر، فنزلت هذه الآية الكريمة.
  • أما قوله تعالى: {نَبِّئ عِبادي أَنّي أَنَا الغَفورُ الرَّحيمُ}، فروى ابن المبارك عن رجل من أصحاب النبي أنه قال: “طلع علينا رسول الله من الباب الذي دخل منه بنو شيبة ونحن نضحك فقال: لا أراكم تضحكون ثم أدبر حتى إذا كان عند الحجر رجع إلينا القهقرى فقال: إني لما خرجت جاء جبريل عليه السلام فقال: يا محمد يقول الله تعالى عز وجل: لم تقنط عبادي (نَبِّيء عِبادي أَنِّي أَنا الغَفورُ الرَحيمُ)”.
  • أما قوله تعالى: {وَلَقَد آتَيناكَ سَبعًا مِنَ المَثاني وَالقُرآنَ العَظيمَ}، ففي سبب نزولها قال الحسين بن الفضل: “إن سبع قوافل وافت من بصرى وأذرعات وليهود قريظة والنضير في يوم واحد فيها أنواع من البز وأوعية الطيب والجواهر وأمتعة البحر فقال المسلمون: لو كانت هذه الأموال لنا لتقوينا بها فأنفقناها في سبيل الله فأنزل الله تعالى هذه الآية وقال: لقد أعطيتكم سبع آيات هي خير لكم من هذه السبع القوافل”.
السابق
الضوابط العلمية والمنهجية للتعامل مع القران الكريم
التالي
سبب تسمية سورة الزخرف

اترك تعليقاً