القرآن الكريم

سبب عدم ذكر البسملة في سورة التوبة

سورة التوبة

سورة التوبة هي سورة مدنية باستثناء الآيتين الأخيريتين في قوله جلّ وعلا: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ، فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}  فهما مكيتان، وهي من أواخر ما نزل على النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم من القرآن بواسطة الوحي جبريل عليه السلام، وقد نزلت بعد سورة المائدة، أما ترتيبها في المصحف الشريف فتقع بين سورتي الأنفال ويونس، وسنتحدث في هذا المقال حول سبب عدم ذكر البسملة في بداية سورة التوبة بخلاف بقية السورة القرآنية التي تبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم، بالإضافة إلى سرد سريع حول أسماء السورة وسبب هذه التسميات.

سبب عدم ذكر البسملة في سورة التوبة

تعددت الآراء حول عدم ذكر البسملة في بداية سورة التوبة وقد تكون جميعها صحيحة، ويمكن إجمالها على النحو الآتي:

  • لأن سورة التوبة وسورة الأنفال التي تسبقها هما سورة واحدة نزلتا في القتال، وقد تُركت البسملة بينهما لقول مَن قال أنّهما سورة واحدة، وتركت بينهما فرجة لقول مَن قال أنهما سورتان، وفي هذا المقام أجاب عثمان بن عفان رضي الله عنه أنهما سورتان متقاربتان في المعنى، فسميتا القرينتين، فسورة الأنفال فيها ذكر العهود، وسورة التوبة فيها نبذ العهود، ولم تنزل البسلمة بينهما فظن الصحابة أنهما سورة واحدة، فلما جمع عثمان بن عفان رضي الله عنه المصحف الشريف في خلافته جعلهما متجاورتين لهذه العلة.
  • لأن بداية السورة براءة من المنافقين والمشركين، ووعيد لهم بالقتال وفضح صفاتهم، والبسملة رحمة وأمان لا تجتمع مع الوعيد والسيف، وهو رأي محمد بن الحنفية.
  • لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كتب في صلح الحديبية بسم الله الرحمن الرحيم لم يقبلوها، فما ردها الله عليهم، وهو رأي عبد العزيز بن يحيى المكي.
  • لأن جبريل عليه السلم لم ينزل بها في هذه السورة، وهور رأي القشيري والقرطبي وابن كثير.
  • لأن العرب نقضوا العهود الذي بنوها مع الرسول صلى الله عليه وسلم، فأمره الله جل وعلا بإلقاء عهودهم إليهم، فنزلت السورة في السنة التاسعة.

تسمية سورة التوبة

سميت سورة التوبة بهذا الاسم لأن فيها التوبة على المؤمنين، ولها أسماء عديدة أخرى منها سورة براءة لأنها افتتحت بقوله تعالى: { بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ}، وسورة المقشقشة لأنها تقشقش أي تبرّئ من النفاق، وسورة البحوث لأنها بحثت سرائر المنافقين، والمبعثرة لأنها بعثرت أخبار الناس، وسميت أيضًا بالمثيرة لأنها أثارت مخازي المنافقين، والحافرة لأنها حفرت عن قلوبهم، والمدمدِمة لأنها تدمدم عليهم، والمنكّلة لأنها تنكلهم وتشردهم، والفاضحة لأنها فضحت صفات المنافقين فقيل أنها لا زالت تنزل فيهم وتنازل منهم.

السابق
فضل قراءة سورة يس
التالي
ما فائدة قراءة سورة البقرة

اترك تعليقاً