القرآن الكريم

فضل قراءة سورة يس

سورة يس

سورة يس من السور المكيّة التي نزلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قبل الهجرة وأثناء وجوده في مكّة المشرّفة، وتحتل الترتيب السادس والثلاثين من ترتيب سور القرآن الكريم الذي تبلغ مجمل سوره أربع عشرة سورة بعد المئة متفرّقة ما بين مكّية ومدنيّة، ويبلغ عدد آياتها ثلاثًا وثمانين آية، تقع بداياتها في خواتيم الجزء الثاني والعشرين، ويدخل بقيّتها في الجزء الثالث والعشرين، وتحتل الحزب الخامس والأربعين من القرآن الكريم.

فضل قراءة سورة

يس لم يرد حديث صحيح في تخصيص الفضل لقراءة سورة يس تحديدًا، والأحاديث التي وردت بشأن فضلها يضعّفها أهل العلم بالحديث، ومن فضائلها المنتشرة بين النّاس أنّ سورة يس لِما قُرئت له، أي أنّها تفيد في استجابة الدعاء وقضاء الحوائج على نيّة قراءتها، والصحيح أنّه لم يرد دليل شرعي على هذه المعلومة، وعليه لا يجوز أن ننسبها إلى الحديث الشريف، ولا يصح تداولها أو نقلها أو الخوض في صحّتها من عدمها؛ لأنّ علماء الحديث قد قالوا كلمتهم في هذا الشأن، وهم أهل الخبرة والمعرفة والتمحيص.

سبب نزول سورة يس

تناولت سورة يس العديد من المواضيع، وقد كان لكلّ مجموعة من الآيات سبب نزول خاصّ بها، ومن أسباب نزول سورة يس ما يأتي:

  • قال الله عزَّ وجلّ: {يس *وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ *عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ *لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ * وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ *وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} ، سبب نزول هذه الآيات بيان عظيم قدرة الله عزَّ وجل وحفظه لنبيّه عليه الصّلاة والسّلام، وردّ كيد كفّار قريش في نحورهم.
  • قال الله عزَّ وجلّ: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} ، سبب نزول هذه الآية أنّ كل ما يعمله الإنسان من خير يُكتَب له أجره، والعكس كذلك، فعندما أراد بنو سلمة أن ينتقلوا إلى جوار المسجد النبويّ الشّريف ليكونوا قريبين من رسول الله عليه الصّلاة والسّلام من جهة، ويتعبّدوا في مسجده من جهة أخرى، جاءهم جواب من عند الله عزَّ وجلّ أنَّ آثارهم تُكتب فلم ينتقلوا من مكانهم.
  • قال الله عزَّ وجلّ: {أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ* وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ *قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ * أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ * إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}؛ سبب نزول هذه الآيات: عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في قوله: (أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ) إلى قوله: (وَهِيَ رَمِيمٌ)؛ قال: جاء عبد الله بن أُبيّ إلى النبيّ عليه الصّلاة والسّلام بعظم حائل فكسره بيده، ثم قال: يا محمد! كيف يبعث الله هذا وهو رميم؟! فقال رسول الله عليه الصّلاة والسّلام : (نعم؛ يحيي الله هذا ويميتك ويدخلك النّار) تحدّثت هذه الآيات عن البعث يوم القيامة وقدرة الله عزَّ وجلّ على إحياء الموتى.

آداب قراءة القرآن

من آداب قراءة القرآن ما يأتي:

  • التأكّد من طهارة البدن والملبس والمكان، فلا يجوز أن يتلى في أماكن قضاء الحاجة، ولا يجوز مسّه من الجُنُب، أو الحائض، أو النّفاس.
  • استحباب أن يُقرأ القرآن الكريم على وضوء.
  • استحباب استقبال القبلة.
  • الاتقان قدر المستطاع في قراءة آيات القرآن الكريم، والانتباه إلى ضبط الكلمات ضبطًا سليمًا؛ لأن تغييرها يغيّر المعنى كاملًا.
  • استحضار خشوع القلب، والنّية بالتعبّد بآياته.
  • مراعاة أن يكون المكان هادئًا لا إزعاج فيه.

 

السابق
سبب تسمية سورة الجاثية
التالي
سبب عدم ذكر البسملة في سورة التوبة

اترك تعليقاً