القرآن الكريم

طريقة مراجعة القرآن بعد الحفظ

القرآن الكريم

يُعد القرآن الكريم أحد الكتب السماوية المُنزلة، وهو الكتاب الذي يؤمن به المسلمون، ويُعد القرآن الكريم المصدر الأول للتشريع في الدين الإسلامي، وقد أُنزل القرآن على نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام بواسطة الوحي وهو سيدنا جبريل عليه السلام، ويُشار إلى الكتاب الذي يحتوي القرآن بين دفتيه مكتوبًا بالمصحف.

ويرى المسلمون أن دراسة القرآن الكريم وتعلّم ما جاء فيه وحفظ آياته هو علم يتوجب تعلمه على كل مسلم، فهمّ يداومون على قراءته ودراسته وتطبيق معانيه وكل ما جاء فيه من أحكام منذ الصغر وطوال فترات حياتهم، ويولي المسلمون احترامًا كبيرًا للقرآن الكريم، فهو المعجزة الخالدة للإسلام، وتُوجَد عدد من الآداب المتبعة من أجل سماعه أو تلاوته وقراءته، كما أن القرآن يدعو لمجموعة من المبادئ الهامة التي بُني عليها الإسلام والتي تسير عليها حياة المسلمين.

طريقة مراجعة القرآن

بعد الحفظ يتعين على الشخص لمراجعة القرآن الكريم والمداومة على ذلك بعد عملية حفظة اتّباع بعض الإجراءات لإتمام ذلك بأفضل الطرق، ويمكن إجمال بعض هذه الإجراءات فيما يلي:

  • الإخلاص لله سبحانه وتعالى: بأن يكون الدافع لحفظ القرآن الكريم، و الإكثار من الدعاء والتضرع والخضوع لله، وسؤاله التوفيق والسداد، والحرص على رضا الوالدين.
  • علو الهمّة وقوّة العزيمة: وتأتي هذه الهمة من خلال العلم بمنزلة حافظ القرآن الكريم، والجزاء المنتظر لحفظ القرآن، بالإضافة إلى قراءة سيرة العلماء والسلف الصالح وعلو هممهم.
  • ترك المعاصي: فالمعاصي تحجب عن صاحبها نور العلم والمعرفة، وأهم تلك المعاصي المسلسلات والغناء والأفلام، قال وكيع: “استعينوا على الحفظ بترك المعصية”.
  • تخصيص مصحف للحفظ: فيرتبط الحفظ ذهنيًّا بالمصحف المخصص له، ممّا يعين على سهولة تذكّر الآيات وتثبيتها وعدم التشتت.
  • اختيار الوقت والمكان المناسبين للمراجعة: وذلك باختيار مكان يتصف بالهدوء بعيدًا عن الضجيج ومشتتات التركيز والانتباه، كساعات الليل وما قبل السحر، أو في وقت السَّحَر، أو أول الصباح الباكر.
  • الصلاة والجهر بما يحفظ: الجهر بالصوت خلال الصلاة أو المراجعة من غير إفراط أو إزعاج بمن حولك، والتغني بالتلاوة وتزيين الصوت والقراءة بالحدر، والاستزادة في إتقان التجويد والأحكام.
  • وضع جدول مناسب للحفظ والمراجعة: وذلك بوضع برنامج للحفظ اليومي، وآخر للحفظ الأسبوعي، وكذلك الحفظ الشهري، كأن يراجع عشر آيات في اليوم، وجزءًا في الأسبوع أو الأسبوعين، وجزأين في الشهر، أو بحسب ما يراه مناسبًا، فالمهم في ذلك وضوح الهدف والمخطط للمراجعة، وفيما يأتي جدولًا مقترحًا للحفظ:
  • التحضير للمراجعة على ثلاث فئات وهي: المراجعة القبلية، والأسبوعية، والليلية، أما التحضير القبلي فيعني قراءة السورة أو الآيات لمدة ربع ساعة، والمراجعة الليلية تعني قراءة نفس الآيات قبل النوم مباشرةً، وذلك أسبوعيًّا.
  • الختمة، وهي تتألف من قسمين هما ختمة الاستماع، والتي تعني الاستماع إلى نصف جزء يومي بتدبر ومعرفة طريقة النطق الصحيحة للألفاظ، وختمة التلاوة وتعني تلاوة جزأين يوميًّا سواءً متقطعة أو متصلة.
  • تكرار حفظ الآيات وتسميعها عن غيب بعد الانتهاء من عملية الاستماع، فالتكرار يجعل المعلومة تستقر في الذهن ويصعب على العقل إخراجها منه ونسيانها.
  • مراجعة القريب والبعيد ولكل منهما معنى وهدف؛ أما القريب فتعني البدء بتكرار مراجعة آخر ما حفظه الحافظ من آيات بمعدل 20 صفحة حتى التأكد من استقرارها في الرأس، ومراجعة البعيد تعني مراجعة آخر جزأين تم حفظهم من قبل.
  • الحذر من هجره: الحذر كل الحذر من هجر القرآن الكريم ولو لمدة أسبوع فقط بحجة الانشغال، فهذا أكبر أسباب ضياع القرآن من قلوبنا، ولكن بالإمكان التقليل أو الزيادة في المقدار حسب الظروف المتغيرة.
  • تنظيم الوقت: فيكون في وقت فراغه منشغلًا بالحفظ، وفي سفره وترحاله منشغلًا بالمراجعة والتثبيت، وهكذا.
  • صحبة أهل القرآن: والسعي للتنافس معهم في المراجعة والحفظ والتعاون على التقوى، فمنهم يُستمد منه العزم والإصرار على الحفظ. اتباع نظام الامتحانات: وذلك بعمل امتحانات مع نهاية كل جزء أو جزأين حسب الاستطاعة.

أهمية مراجعة القرآن

بعد الحفظ تكمن أهمية المراجعة في عدم التفلت وضمان تذكر الآيات وبقاء المحفوظ في الصدور بما يحول دون نسيانه، لا سيما وأن القرآن كغيره من العلوم عرضة للنسيان مع كثرة الهجران، وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم على سهولة نسيان القرآن في الحديث الشريف الذي رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله المصطفى أنه قال: [تَعاهَدُوا هذا القُرْآنَ، فَوالذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ لَهو أشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الإبِلِ في عُقُلِها]، وفي حديث آخر يذم النبي صلى الله عليه وسلم مَن يقول أنه نسي القرآن، لأن سبب نسيانه هو عدم عنايته به، فلا يلومن إلا نفسه، فقد روى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله أنه قال: [بِئْسَ ما لأحَدِهِمْ أنْ يَقُولَ نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وكَيْتَ، بَلْ نُسِّيَ واسْتَذْكِرُوا القُرْآنَ، فإنَّه أشَدُّ تَفَصِّيًا مِن صُدُورِ الرِّجالِ مِنَ النَّعَمِ]، ومن الحديث يتبين ما للمراجعة من دور في تثبيت الحفظ فالمراجعة أولى من الزيادة في الحفظ، لأنها بمثابة رأس المال، بينما الزيادة في الحفظ بمثابة الربح، ولا شك أن المحافظة على رأس المال أولى من الربح، ويقترح المختصون على الحافظ المراجعة في وقت السحر أو بعد صلاة الفجر كما ذكرنا آنفًا، ولا يعني ذلك اقتصار المراجعة على هذين الوقتين، بل توجد أوقات أخرى، منها:

  • ما بين الأذان والإقامة في الصلوات الخمس.
  • ما بين العصر والمغرب، أو المغرب والعشاء.
  • في الطريق إلى المسجد، أو إلى العمل، أو إلى مكان الدراسة.
  • يوم الجمعة قبل الخطبة.
  • قبل الخلود إلى النوم.

فوائد تلاوة القرآن الكريم وحفظه

تتعدد الفوائد والآثار العلمية والصحية والنفسية لتلاوة القرآن الكريم على حياة الأشخاص، فمن ذلك:

  • الأجر والثواب العظيم، لقوله صلى الله عليه وسلّم:[مَن قرأَ حرفًا من كتابِ اللَّهِ فلَهُ بِهِ حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقولُ آلم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ].
  • استحقاق الشفاعة من الله يوم القيامة، لقوله صلى الله عليه وسلّم:[اقْرَؤوا القرآنَ، فإنه يأتي يومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابه].
  • الطمأنينة والراحة النفسيّة.
  • البركة في الرزق.
  • نيل رضوان الله سبحانه.
  • إزالة الهموم، فلا هم للمسلم يدوم مع انتظام تلاوة كتاب الله.
  • حفظ القرآن الكريم يحفظُ وقت المسلم بما ينفع، ويعصمه من الفتن.
  • حافظ القرآن من السبعة الّذين يظلهم الله بظله، فهو الشاب الّذي نشأ في طاعة الله تعالى، ويشفع القرآن يوم القيامة لأصحابه.
  • قارئ القرآن من الكرام البررة، وكل شخص يتمنّى أن يكون مثله.
  • أمة محمد مختصة بحفظ القرآن الكريم، وحفظ القرآن الكريم يعدُّ معالجًا حقيقيًا لقسوة القلب ويزيد إيمان المسلم.

واجبنا نحو القرآن الكريم

تبرز أهمية القرآن الكريم في ارتباطه بحياة المسلم ارتباطًا وثيقًا، ففيه الحياة والنور لقلبه وبصره، والهداية في جميع سبل الحياة، ومنه يَعرِفُ ما عليه من عبادات تُرضي ربه سبحانه وتعالى، وكل ما يخص حياته من أخلاق ومعاملات، والّذي لا يجعل كتاب الله نورًا يهتدي به في ظلمات الحياة وضلالاتها، يضيعُ عُمرهُ ومستقبله بلا فائدة، والمصحف الشريف هو سبيل المسلم لمرضاة الله عز وجل والفوز بجنانه، ولا يمكن الاستغناء عنه لأنه دليل السعادة في الدنيا والآخرة.ويتمتع القرآن بمنزلةٍ عظيمة مقدّسة يجب على كل مسلم الحفاظ عليها، وإنّ مكانة القرآن الكريم تستوجب منّا أمورًا عديدة، ويمكن ذكر بعضها فيما يلي:

  • الحفاظ على علاقتنا بكتاب الله عزّ وجل بأن يكون له نصيب يومنا.
  • حفظه وتحفيظه لأبنائنا وأهل بيتنا وتشجيعهم ومكافأتهم على تقدمهم في ذلك.
  • تعلم تلاوته، فتلاوة القرآن الكريم واجبة على كل مسلم، بالإضافة إلى تعليم تلاوة القرآن الصحيحة للغير إن أمكن ذلك.
  • تدبره والعمل بأحكامه، فما أنزل القرآن الكريم إلّا ليكون لنا نورًا ونبراسًا ودستورًا لكل مسلم، قال تعالى: {أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.

آثار هجر القرآن الكريم

تتعدد الآثار السلبية الناتجة عن هجر المسلم لكتاب الله عز وجل، وهي التي تتجسد في حياته اليومية، وإليك فيما يلي بعض هذه الآثار:

  • شعور المسلم بوحشة القلب؛ لأن المسلم الذي يهجر القرآن الكريم يشعر وكأن في نفسه ظلمة تنعكس على تصرفاته وسلوكياته اليومية.
  • قلة البركة وتناقص الأرزاق؛ لأن البركة والرزق يأتيان بالقرب من الله والبعد عما حرم الله، فحتى ننتظر أن يبارك الله في الرزق لابد أن نعطي لله حقه من الفرائض من عبادات كالصلاة والصوم وقراءة القرآن وغيرها.
  • تذبذب الوضع النفسي واضطراب النفس والشعور بالتوتر المستمر، لأن القرآن يدخل على القلب راحة النفس وهجرانه يؤدي لحصول ما هو عكس ذلك.
  • كثرة الهموم والغم الذي يصاب به الإنسان عند هجره للقرآن الكريم، ولن يتمكن من حل المشاكل التي تواجهه في حياته بالطرق الصحيحة.

أقسام التفسير المعاصر للقرآن الكريم

قسم العلماء المعاصرون تفسير القرآن الكريم إلى 4 أقسام في وقتنا الحالي، ولم يعهد قدامى العلماء المسلمين هذه الأقسام الأربع، وهذه الأقسام هي:

  • التفسير التحليلي: وهو أن يعمد المفسر إلى تفسير الآيات وفقًا لترتيبها في السورة القرآنية ويذكر ما فيها من معانٍ وأقوال وإعراب وبلاغة وأحكام وغيرها مما يعتني به المفسر.
  • التفسير الموضوعي: وهو علٌم متخصص في البحث في قضايا القرآن الكريم المتحدة معنىً أو غايةً وفق موضوعاتها، وذلك بواسطة جمع آياتها المتفرقة والنظر فيها على وجه الخصوص وبشروطٍ مخصوصة؛ لبيان معناها واستخراج مختلف عناصرها، واللجوء لربطها برباط جامع.
  • التفسير الإجمالي: ويُعرف بأنه التفسير المقتصر على تفسير الآية جملة واحدة من قِبَل المفسر ولا يحللها أو يفك ألفاظها شيئًا فشيئا، كما هو في التفسير التحليلي.
  • التفسير المقارن: وهو المتمثل بجمع المفسّر لأقوال المفسرين في آيةٍ ما أو سورةٍ معينة، ثم الموازنة بينها، وبيان الراجح عنده من هذه الأقوال.
السابق
اعراض تهيج القولون الحاد
التالي
عدد كريات الدم الحمراء الطبيعي

اترك تعليقاً