القرآن الكريم

عجائب في القران

عجائب الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم

الإعجاز مأخوذ من كلمة عَجَزَ، ويُقال عَجَزَ عن الأمر، وأعجزت فلانًا لقيته عاجزًا، وأعجزه الشيء أي فاته، وقد ورد ذكر الإعجاز في القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ}، والمقصود بمعجزين أي غير قادرين على معاندة الله تعالى، وأما إعجاز القرآن الكريم فهو قدرة القرآن على أن يكون في أعلى درجات التميّز والتفوّق في الفصاحة والبيان والأحكام، إذ عجز العرب جميعهم عن الإتيان بمثله، فتحدى الله تعالى العرب على أن يأتوا بمثل القرآن الكريم على الرغم من بلاغتهم الشديدة وفصاحتهم، وقال تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً}، وهذه الآية جاءت بعد تحدي الله تعالى للعرب بأن يأتوا بعشر سور منه، ثم تحداهم بأن يأتوا بسورة واحدة فعجزوا عن ذلك،ومن أهم الأمثلة على الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم ما يلي:

  • قال تعالى في حكاية يوسف عليه السلام وإخوته: {قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ}، فقد استعمل الله تعالى كلمة أكل الشائعة ولم يستخدم كلمة افترس؛ لأن كلمة أكل تعني أن الذئب أتى عليه كله، أما لو استُعملَت كلمة افترس والتي معناها القتل فقط لطالبهم أباهم بباقي جثة أخيهم، لكن أُستخدمت كلمة الأكل للدلالة على أنه لم يبقَ شيئًا منه.
  • قال تعالى: {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ}، فقد استخدم القرآن كلمة تمشي ولم يستخدم كلمة تسعى التي هي أفصح وأخص؛ لأن تسعى تدل على السرعة والعجلة، بينما تمشي تدل على الوقار والسكينة وهما الصفتان اللتان يجب أن تكون عليهما المرأة.
  • قال تعالى: {فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ}، فاستعمل الاسم مع الخوف، والفعل مع الترقّب، ولم يقل يخاف يترقّب، أو خائفًا مترقبًا؛ لأن المعنى لا يستقيم مع حال سيدنا موسى، فكلمة خائف تدل على الثبوت والدّوام، فالخوف كان ملازمًا لسيدناموسى، وأما الترقّب فقد كان يقع مرّة بعد مرّة، لذلك تم التعبير بالفعل يترقب الذي يدل على التجدد والحدوث.

عجائب الإعجاز العلمي في القرآن الكريم

المقصود بالإعجاز العلمي هو الإشارات التي جاءت في القرآن الكريم للمخلوقات والحقائق العلمية التي لم يكن يعرفها البشر؛ لإبراز عظمة الله تعالى وقدرته ووحدانيته من خلال دقيق صنعه، فقد جاءت آيات كثيرة تشير إلى حقائق في الكون من الأرض والجبال والفلك وغيرها، وكلما تقدّم العلم اكتشفت هذه الحقائق، والأمثلة على الإعجاز العلمي في القرآن الكريم كثيرة ولكن إليك فيما يلي بعضًا منها:

  • قال تعالى:  {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ}، هذه الآية تبيّن دور الجبال في تثبيت الأرض، فقد جعلها الله تعالى مثبتات للأرض لكي لا تضطرب، فهي بمثابة الأوتاد، فقد اكتشف العلماء أن امتداد الجبال في باطن الأرض يزيد على طولها فوق السطح لكي تقوم بمهمة التثبيت على أكمل وجه.
  • قال تعالى: {وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا}، فقد بيّنت الآية أنّ القمر جرم سماوي عاكس للضوء على عكس الشمس التي هي بمثابة السراج أي الضوء، فالقمر يستمد ضوءه من الشمس وهو أصغر حجمًا منها.
  • قال تعالى: {وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}، اعتقد العلماء أن أصغرَ جزء في العناصر هو الذرة، ثم اكتشفوا أن الذرة تحتوي على أجزاء مكونة لها أصغر منها، وهي البروتون، والنيترون، والإلكترون، وبواسطة هذه الأجزاء اخترعوا القنبلة الذرية والهيدروجينية وهذا ما ذكره الله تعالى في كتابه الكريم.
  • قال تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}، وضّح الله تعالى في هذه الآية حركة الشمس ودورانها حول محورها بشكل محدد ومدروس وهو ما اكتشفه علماء الفلك.
  • قال تعالى: {بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ}، وفي هذه الآية إشارة إلى البصمات الشخصية لكل فرد من الأفراد والتي اكتشفها العلم مؤخرًا بأن لكل شخص في الكون بصمته الخاصة به والتي تميّزه عن غيره من الأشخاص.
  • قال تعالى: {يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ}، وهنا إشارة إلى مراحل تطوّر الجنين في بطن أمه، فيمر في ثلاثة مراحل أو ظلمات، والمقصود بها هي السوائل الثلاثة المحيطة بالجنين.

عجائب الإعجاز الغيبي في القرآن الكريم

والمقصود بالإعجاز الغيبي هو ما ورد في القرآن الكريم من الأخبار الغيبيّة، ويمكن تقسيم الإعجاز الغيبي لعدّة أقسام:

  • ما وقع في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم: هو ما أخبر به القرآن الكريم، ووقع في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، مثل قوله تعالى: {الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}، فقد أخبر الله في القرآن الكريم عن غلبة المسلمين للرّوم، وقد حصل ذلك في عهد النبي، وأخبر القرآن الكريم عن سكوت بعض الكفار على كفرهم، وعن خلق السموات والأرض.
  • ما وقع بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم: وهي الأحداث التي وقعت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن أمثلتها قوله تعالى: {قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ}، وقوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}.
  • الأحداث التي لم تقع بعد: والتي حتمًا ستقع في المستقبل لأن الله تعالى أخبرنا بذلك، ومثاله الأحداث والاختلالات التي تكون قبل يوم القيامة ومثال ذلك قوله تعالى: {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ}، وقوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ}، وخروج يأجوج وماجوج في آخر الزمان، ونزول عيسى عليه السلام إلى الأرض.

قد يُهِمُّكَ: عجائب العدد والحساب في القرآن الكريم

هناك عدد من المقاصد في القرآن الكريم من ذكر العدد، وقد استُخدمَ في عدّة مقاصد منها:

  • بناء حكم شرعي: ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ}، فالمراد بالرقم هو تحديد فترة معيّنة يقوم عليها حكم شرعي.
  • تقرير حقائق كونيّة: فقد استُخدمَ الرقم لتقرير حقائق كونيّة مثال ذلك، قوله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهورِ عِندَ اللَّـهِ اثنا عَشَرَ شَهرًا}، وقوله تعالى: {وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ}، فالأرقام هنا تبيّن حقائق كونيّة.
  • بيان الكثرة والمبالغة: فقد ذُكرَ الرقم في القرآن للدلالة على الكثرة والمبالغة دون أن يكون القصد هو الرقم نفسه، ومثاله قوله تعالى: {إِن تَستَغفِر لَهُم سَبعينَ مَرَّةً فَلَن يَغفِرَ اللَّـهُ لَهُم}، وسبعون الواردة في الآية لا يُراد به المقدار من الرقم، بل هو اسم من أسماء الرقم التي تُستعمل بمعنى الكثرة، فالسبعون جرَت مجرى التكثير.
  • جاء الرقم لمجرّد التنبيه من غير أن يحمل أي دلالة معيّنة: ومثال ذلك قوله تعالى: {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ}، فالرقم غير مقصود؛ لأن الله تعالى يعلم السر وما أخفى، كثر العدد أو قلّ. بيان الحقيقة الرقميّة للعدد: مثال ذلك قوله تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}، والمُراد بالرقم هنا حقيقته الرقميّة وهي ثمانون سنة وثلاثة أعوام.
  • ذكر الرقم لاقتضاء السياق والنص ذلك: مثال ذلك قوله تعالى: {إِذ قالَ يوسُفُ لِأَبيهِ يا أَبَتِ إِنّي رَأَيتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوكَبًا}، فذكر الرقم لكي يتطابق المنام مع حال سيدنا يوسف، فعدد الكواكب التي رآها في المنام توافق عدد إخوته.
السابق
كم مدة نزول القران
التالي
كيف اتعلم قراءة القران الكريم

اترك تعليقاً