القرآن الكريم

كم مدة نزول القران

المدة التي استغرقها نزول القرآن الكريم

القرآن الكريم هو كلام الله تعالى المُنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والمعجز بلفظه ومعناه، والمتعبّد بتلاوته، والمنقول إلينا بالتواتر الذي لا يقبل الشك، والمكتوب في المصحف الشريف من أول سورة وهي سورة الفاتحة لآخر سورة وهي سورة الناس،وقد بدأ القرآن الكريم بالنزول على الرسول صلى الله عليه وسلم عن طريق الوحي جبريل عليه السلام بعد أن بعثه الله تعالى رسولًا، واستمر القرآن الكريم بالنزول على الرسول صلى الله عليه وسلم حتى وفاته، ولكنه اكتمل قبل وفاته، فالمدة التي تنزل بها القرآن الكريم كانت بين فترة مبعث الرسول الكريم وبين فترة وفاته، وهي 23 سنة كاملة، اكتمل بها القرآن الكريم بكل آياته وسوره ومعانيه،ومن الجدير بالذكر أن الوحي نزل على الرسول بعد الأربعين سنة من عمره والحكمة من ذلك هو أن هذه المرحلة من العمر هي مرحلة الحكمة ونضوج العقل.

مراحل نزول القرآن الكريم

كان نزول القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على عدة فترات ومراحل، وهذه المراحل هي:

  • النزول نزولًا واحدًا: وهو نزول القرآن الكريم مرّة واحدة من عند الله سبحانه وتعالى إلى السماء الدّنيا في ليلة القدر في شهر رمضان المبارك، قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}، فالقرآن الكريم نزل مرة واحدة من السماء العليا إلى السماء الدنيا، وكان بمواقع النجوم، ومن ثم بدأ ينزل على الرسول صلى الله عليه وسلم بحسب الحوادث والمواضيع التي تحدث، ومدة النزول في ليلة القدر كان مرة واحدة دون تحديد للعام الذي كانت فيه هذه الليلة، وفيما إذا كانت ليلة القدر الذي نزل بها القرآن الكريم قبل بعثة النبي أو بعد بعثته.
  • النزول المُفرّق: النزول المفرق للقرآن الكريم كان على مدى 23 سنة بحسب الوقائع والأحداث، قال تعالى: {وَقُرآنًا فَرَقناهُ لِتَقرَأَهُ عَلَى النّاسِ عَلى مُكثٍ وَنَزَّلناهُ تَنزيلًا}، واختص القرآن الكريم وحده بالنزول المفرّق دون سائر الكتب السماويّة التي أُنزلَت على الرسل، وقد نزل القرآن الكريم بواسطة جبريل عليه السلام، وقد تلقّى جبريل عليه السلام القرآن من الله عز وجل مباشرة وسمعه بصوته، ومن ثم نزل به جبريل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بلفظه ومعناه، وأوصله إلى الرسول الكريم كما سمعه عن الله تعالى دون زيادة أو نقصان، وهذا ما قال به جميع العلماء المسلمين بطريقة نزول الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم.

قد يُهِمُّكَ: ما الحكمة من نزول القرآن الكريم مفرقًا؟

هناك حكمة كبيرة لنزول القرآن الكريم مفرقًا وتتمثل هذه الحكمة بما يلي:

  • تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم: فقال تعالى: ‏{‏وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ﴿٣٢﴾ وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا ﴿٣٣﴾‏}‏.
  • التسهيل على الناس حفظه، وفهمه، والعمل به: حيث يُقرأ عليهم القرآن شيئًا فشيئًا، وقال تعالى: ‏{‏وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا‏}.
  • شحذ هِمم الناس وتنشيطهم لقبول ما نزل من القرآن الكريم والعمل به: إذ يتشوّق الناس وينتظرون نزول الآيات الكريمة التي تتناسب مع مجريات أحداثهم ووقائع حياتهم اليوميّة، لا سيما عند اشتداد الحاجة لهذه الآيات لتفريق الحق من الباطل كما حصل في حادثة الإفك مثلاً.
  • التدرّج في التشريع حتى يصل إلى درجة الكمال والتمام: كما في آيات الخمر والتي لم تحرّم الخمر مرّة واحدة ولكن كان ذلك بالتدريج حتى يعمل الناس بمقتضى هذه الآيات ويعتادون على ما جاء بها من أوامر ونواهي، فقد بيّن الله تعالى أن الخمر إثم كبير وفيه بعض المنافع للناس قال تعالى: ‏{‏يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا‏}‏، ثم نزل ثانيًا قوله تعالى‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ‏}، ومن ثم نزل النهي المُطلق عن تناول الخمر فقال تعالى: ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ‏}‏.

 

السابق
فوائد آيات القرآن الكريم
التالي
عجائب في القران

اترك تعليقاً