الصحة النفسية

علاج التوحد

علاج التوحد

 

التوحد

التوحد أو المعروف باسم اضطراب طيف التوحد، هو حالة مرتبطة بتطور الدماغ الذي يؤثر على طبيعة تعرف الشخص على الآخرين والتواصل والتعامل معهم، مما يتسبب بمشاكل اجتماعية، ويتضمن هذا الاضطراب سلوكيات محددة ومتكررة، ويطلق عليه طيف التوحد لوجود طيف واسع من الأعراض واختلاف كبير في شدتها.

تبدأ أعراض طيف التوحد بالظهور منذ مرحلة الطفولة وتستمر حتى تؤدي إلى مشاكل تعيق الحياة الاجتماعية للشخص في العمل أو المدرسة، وعادةً ما تظهر أعراض طيف التوحد خلال السنة الأولى من حياة الطفل ولكن يحدث في بعض الحالات أن تكون سلوكيات الطفل وعاداته طبيعية خلال السنة الأولى، ولكن تبدأ الأعراض بالظهور ما بين عمر 18 و24 شهرًا .

علاج التوحد

تشير الدراسات إلى أن اتخاذ الإجراءات العلاجية في مرحلة مبكرة من حياة الطفل له تأثير كبير على تقدم حالة الطفل وتعديل سلوكياته، والتي تبدأ من الولادة إلى عمر ثلاث سنوات، إذ يُعالج بتعليمه مهارات التواصل الضرورية، والكلام والمشي والتواصل والتفاعل مع الآخرين، كما توجد أنواع لعلاج طيف التوحد، وهي:

العلاج السلوكي والتواصلي

يُقصد بهذا العلاج الطرق والوسائل المنظمة والممنهجة والموجهة لمساعدة علاج الطفل المصاب بطيف التوحد، ومنها:

  • تحليل السلوك التطبيقي: يهدف إلى تعزيز السلوك الإيجابي للطفل وقمع السلوك السلبي بهدف تحسين العديد من المهارات لدى الطفل، ولهذه الطريقة العديد من الأنواع، منها:
    • التدريب التجريبي المنفصل: يكون بإخضاع الطفل لسلسلة من التجارب التي تنتهي بتعليمه سلوكيات أو استجابات معينة، إذ يتحفز الطفل على تجاوز كل سلسلة من هذه التجارب ومكافأته عند النجاح بالإجابة أو تقديم السلوك المرجو الصحيح، والتجاوز عن الخطأ.
    • التدخل المبكر والمكثف في سلوك الطفل: تُستخدم هذه الطريقة مع الأطفال في مرحلة عمرية مبكرة، عادةً للأطفال تحت سن الخامسة وغالبًا تحت سن الثالثة.
    • تدريب الاستجابة المحورية: يهدف إلى تعزيز إرادة الطفل على التعلم ومراقبة سلوكياته والبدء بعملية تعزيز تواصله مع الآخرين، ويعد النجاح في هذه الطريقة مفتاحًا لإحداث الكثير من التغييرات على الطفل.
    • التدخل السلوكي اللفظي: يركز هذا الأسلوب في العلاج على تعليم الطفل مهارات التواصل اللغوي.
  • أسلوب العلاج المعتمد على التطور والاختلافات الفردية والعلاقات: يركز هذا الأسلوب في علاج الطفل على المشاعر والأحاسيس والتطور المرتبط بها، كما يركز على التعرف على طريقة الطفل في التعامل مع الأشياء التي يراها والأصوات والروائح.
  • العلاج الوظيفي: يمكن تعليم الطفل المهارات اللازمة للعيش بالاعتماد على ذاته قدر الأمكان، مثل تعليم طريقة ارتداء الملابس، والأكل، والاستحمام، والتواصل مع الناس.
  • العلاج الحسّي: يكون بتعليم الطفل طريقة التعامل مع المعلومات الحسية، مثل الأصوات والروائح والمرئيات، تعد هذه الطريقة مفيدة للأطفال الذين ينزعجون من أصوات محددة أو الذين لا يرغبون بأن يلمسهم أحدًا.
  • علاج النطق: يهدف إلى تعليم الطفل المهارات اللغوية للتواصل، فالبعض قد يكون من السهل تعليمه والبعض الآخر قد يكون استخدام الإشارات والدلالات منطقيًا أكثر لديهم.
  • تعليم التواصل بطريقة تبادل الصور: يمكن تعليم الطفل التواصل مع الآخرين بالصورالرمزية.

النهج التغذوي في العلاج

أثبتت الكثير من التجارب أن التغيير في طبيعة الغذاء قد يكون له دور فعّال في تحسن الطفل، لكن العديد من هذه العلاجات تفتقر إلى الدليل العلمي لإثباتها، ومن هذه التغييرات عدم إعطاء الطفل بعض الأنواع من الأغذية وإضافة الفيتامينات والمكملات الغذائية، منها:

  • الأغذية الخالية من الغلوتين وبروتين الكاسيين.
  • فيتامين سي.
  • الأحماض الدهنية من نوع أوميغا 3
  • فيتامين ب6 مع المغنيسيوم.

استعمال الأدوية في العلاج

لا يوجد دواء قادر على الشفاء من التوحد أو حتى معالجة بعض الأعراض المرتبطة به، لكن استطاعت بعض الأدوية أن تجدي نفعًا للتخفيف من بعض الأعراض، وأثبتت بعض الدراسات فعالية بعض الأدوية عند استعمالها مع العلاج السلوكي للطفل، ومن هذه الأدوية:[٤]

  • ريسبيريدون: هو الدواء الوحيد المصرح باستخدامه من قِبل مؤسسة الغذاء والدواء الأمريكية للأطفال المصابين بطيف التوحد، ويمكن استعماله للأطفال ما بين عمر الخامسة والسادسة عشر عامًا للمساعدة في علاج حدة الطباع والعصبية.
  • مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية.
  • الأدوية المضادة للقلق.
  • المنشطات.

العلاج المكمل والبديل

يعد العلاج بهذه المجموعة من العلاجات المثيرة للجدل، فالبعض يستخدمها والبعض الآخر لا يزال متخوفًا منها، ومن الأمثلة على هذه العلاجات البديلة:

  • استعمال بعض الأغذية والأطعمة الخاصة.
  • عملية إزالة المعادن الثقيلة من الجسم، مثل الرصاص.
  • استعمال المواد البيولوجية، مثل السيكريتين.
  • الأنظمة المعتمدة على الجسم في العلاج، مثل إحداث ضغط هائل على الجسم.

تشخيص الإصابة بالتوحد

سيلاحظ الطبيب علامات التطور والنمو عند الطفل في كل مرة يزوره فيها، فإذا لاحظ وجود أعراض وعلامات دالة على طيف التوحد، سيُحول الطفل إلى طبيب نفسي للأطفال أو طبيب أعصاب للأطفال أو طبيب أطفال مختص بالنمو والتطور، ونظرًا لاتساع الأعراض الدالة على التوحد واختلافها وكثرتها لا يوجد فحص طبي معين للكشف عن وجود التوحد عند الطفل، عوضًا عن ذلك سيُجري الطبيب مجموعة من الأمور، أهمها:

  • مراقبة الطفل وسؤال والديه عن سلوكياته ومهارات التواصل لديه ونموه ومدى تغير هذه الأمور مع الوقت.
  • إجراء اختبارات للسمع والكلام واللغة والتطور والمهارات السلوكية والاجتماعية للطفل.
  • تقييم أداء الطفل في التواصل الاجتماعي.
  • اتباع المعايير في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5) الذي نشرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي
  • الاستعانة بالأخصائيين الآخرين للمساعدة بتشخيص الحالة وتقييمها.
  • إجراء فحص للجينات للكشف عن وجود أي خلل جيني لدى الطفل، مثل متلازمة كرموسوم x الهش.

وقد تظهر الأعراض والدلالات على التوحد مبكرًا لدى الطفل على هيئة مشاكل في النمو والتطور ومشاكل في اللغة والكلام والتواصل الاجتماعي، وقد يوصي الطبيب ببعض الفحوصات والاختبارات للطفل إذا ظهرت عليه العلامات الآتية:

  • عدم الاستجابة للأمور المفرحة بابتسامة أو تعبير سعيد بعمر 6 شهور.
  • عدم القدرة على تقليد الأصوات أو التعابير بالوجه بعمر 9 شهور.
  • عدم إصدار أصوات على عمر 12 شهرًا.
  • عدم التأشير أو التلويح في عمر 14 شهرًا.
  • عدم التلفظ بكلامات متفرقة بعمر 16 شهرًا.
  • عدم اللعب ألعاب التخيّل أو التظاهر بعمر 18 شهرًا.
  • عدم التكلم بعبارات مكونة من كلمتين بعمر 24 شهرًا.
  • افتقاده للمهارات اللغوية ومهارات التواصل الاجتماعي في أي عمر.
السابق
اعراض سرطان الرئة
التالي
أسباب رائحة القدم وعلاجها

اترك تعليقاً