القرآن الكريم

فضل سورة سبأ

إعجاز القرآن الكريم

أنزل الله على كل نبي من الأنبياء كتابًا وميثاقًا يعينه على هداية قومه ودعوتهم لعبادة الله عز وجل وألا يشركوا به أحدًا، وكان القرآن الكريم معجزة خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم على قومه وقبيتله قريش، وذلك في الجزيرة العربية التي تقع في أقصى الجنوب الغربي من قارة آسيا، وهو أشرف الكتب التي أنزلها الله جل جلاله، إذ نزلت الآيات على النبي عبر الملك جبريل عليه السلام على فترات متتابعة ومتقطعة، وكان الرسول يحفظ ويفهم ما يوحى إليه، ثم ينقله للمسلمين، فيتدارسوه ويطبقوا ما جاء فيه، وهو معجزة خالدة من البيان والفصاحة في اللغة العربية، فقد عرف عن العرب في شبه الجزيرة اتقانهم لها بل ونبوغهم، فكانوا يتقنون القواعد النحوية وينظمون الشعر والقصائد ويعدون لها المجالس، فكان القرآن معجزة من جنس ما خبروه وعرفوه، ويتألف كتاب الله من 114 سورةً، بعضها نزل على النبي الكريم في مكة المكرمة فسُميت السور المكية، وبعضها نزل عليه في المدينة المنورة فسُميت السور المدنية، وينبغي على المُسلم أن يقرأ كتاب الله ليتعرف على دينه والأحكام الشرعية فيه، وليستقي منه عقيدته السمحاء فيطبقها رغبةً بنيل رضا الله وجنته، كما أن سور القرآن تحتوي على الكثير من قصص الأقوام السابقة وأخبارهم ومن ذلك سورة سبأ.

فضل سورة سبأ

تعد سورة سبأ سورةً مكيةً باتفاق جمهور علماء المسلمين، إذ تنزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، باستثناء الآية رقم 6 فهي مدنيّة، إذ نزلت على الرسول عليه الصلاة والسلام في المدينة المنوّرة، وقد نزلت على نبي الثقلين محمد صلّ الله عليه وسلم في مكّة المكرّمة أثناء دعوته قريش للدين الإسلامي، وعدد آياتها 55 آيةً، وعدد كلماتها 880 كلمةً، أما حروفها فعددها 4512 حرفًا، وتحتوي على بعضِ من صور القرآن الكريم المعروفة، مثل؛ الناسخ، والمنسوخ، والمتشابهات، وغيرها[٢]، وتوجد لقراءة القرآن بجميع آياته وسوره حلاوة وسكينة فريدة، ولقد وعد الله المتفقهين والقارئين والحافظين والمتعلمين لكلامه بخير الجزاء والختام، والأجر الكبير في الدنيا والآخرة، وذلك يشمل جميع السور بما فيها سورة سبأ، وتتميز هذه السورة بافتتاحها بالحمد والثناء على الله عز وجل وتمجيده، إلى جانب أربع سور أخرى في المصحف الشريف، وهي؛ سورة الكهف، وسورة الأنعام، وسورة فاطر، وسورة الفاتحة، ولم يرد عن فضل سورة سبأ أحاديث نبوية شريفة بعينها، لكنه توجد الكثير من الأحاديث التي تدعو إلى تلاوة جميع سور القرآن وآياته والتدبر فيها، ففي ذلك أجر كبير وطاعة لله عز وجل، وخاصةً أن سورة سبأ تتضمن العديد من العناوين والمواضيع المهمة لسلوكيات وأخلاق المسلم وحياته .

مواضيع سورة سبأ

تأتي سورة سبأ في التسلسل الزمني لسور المصحف الشريف في المرتبة رقم 34، وتقع في الجزء 22 في الحزبين 43 و44، وقد تطرقت سورة سبأ للعديد من المواضيع المهمة، وفيما يأتي ذكرها:

  • تبدأ سورة سبأ بالثناء على الله سبحانه وتعالى، ثم التطرّق لعلم الله عزّ وجلّ لكل كبيرة وصغيرة على سطح البريّة، وما يزرع في الأرض وما ينبت عليها.
  • تناولت الأيات جحود أهل مملكة سبأ بالنعم التي كانوا يعيشون في ظلها، إذ كانت مساكنهم حدائق وجنّات، ولكنّهم لم يحفظوا هذه النعمة، وكان فيها وصف كيف عاقبهم الله بسيلٍ عرم وجعلهم عبرةً لمن يعتبر.
  • تناولت الأيات شؤون العقيدة وأصول الدين، مثل؛ البعث والنشور التي تلي موت جميع الكائنات الحية على سطح الأرض وفناء الحياة، وكذلك التوحيد والنبوّة.
  • الإسهاب في الحديث عن يوم الدينونة، وما يحدث فيه من أهوال وأحوال للعباد من بعث وجزاء وعقاب بحسب ما عملت أيديهم.
  • تناولت الأيات النعم التي أنعمها الله عزّ وجل على نبي الله داوود وابنه سليمان عليهما السلام، وأنّ سبب دوام النعم هو الشكر والحمد.
  • تناولت الأيات المعايير التي يجب على النّاس التعامل بها القائمة على أساس العمل الصالح والإيمان والتقوى.
  • ضرب الأمثال بأقوام عبدوا غير الله وأشركوا بعبادته، وما حاق بهم من عذاب جراء كفرهم.
  • تأييد نبي الأمة محمد صلّ الله عليه وسلّم، وإثبات صدق ما جاء به ورسالته العظيمة.

سبب نزول سورة سبأ

يوجد لكل سورة من سور القرآن سببًا للنزول، وتنفرد بعض الآيات بسبب نزول المختلف عن بقية السورة، أمّا سبب نزول سورة سبأ فيستدل عليه بعدد من الأحاديث والأسئلة التي وجهها الصحابة للنبي، فجاءت الإجابة من آيات السورة، وفيما يأتي توضيح ذلك:

  • روى الإمام أحمد في المسند عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنَّ رجلًا سألَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عن سبأٍ ما هو أَرَجلٌ أم امرأةٌ أم أرضٌ؟ فقال: بل هو رجلٌ وَلَدَ عَشْرةً فسَكَّنَ في اليمنِ منهم ستَّةٌ وبالشامِ منهم أربعةٌ، أما اليمانيُّونَ فَمَذْحِجٌ وَكِنْدَةُ وَالْأَزْدُ وَالْأَشْعَرِيُّونَ وَأَنْمَارٌ وَحِمْيَرُ، عَرَبًا كُلَّهَا، وَأَمَّا الشَّامِيَّةُ: فَلَخْمٌ وَجُذَامُ وَعَامِلَةُ وَغَسَّانُ
  • في “جامع” الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: – إذا قَضَى اللَّهُ الأمْرَ في السَّماءِ، ضَرَبَتِ المَلائِكَةُ بأَجْنِحَتِها خُضْعانًا لِقَوْلِهِ، كَأنَّهُ سِلْسِلَةٌ علَى صَفْوانٍ قالَ – عَلِيٌّ: وقالَ غَيْرُهُ: صَفْوانٍ يَنْفُذُهُمْ ذلكَ – فإذا : {فُزِّعَ عن قُلُوبِهِمْ قالُوا ماذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الحَقَّ وهو العَلِيُّ الكَبِيرُ}
  • روى الترمذي أيضًا في جامعة عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال:بينَما رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ جالسٌ في نفرٍ مِن أصحابِهِ إذ رُمِيَ بنجمٍ فاستَنارَ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: ما كنتُمْ تقولونَ لمثلِ هذا في الجاهليَّةِ إذا رأيتُموه؟ قالوا: كنَّا نقولُ: يموتُ عظيمٌ أو يولَدُ عظيمٌ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: فإنَّهُ لا يُرمَى بِهِ لموتِ أحدٍ ولا لحياتِهِ ولَكِنَّ ربَّنا تبارك اسمُهُ وتعالى إذا قضى أمرًا سبَّحَ حملةُ العرشِ ثمَّ سبَّحَ أَهْلُ السَّماءِ الَّذينَ يلونَهُم ثمَّ الَّذينَ يلونَهُم حتَّى يبلُغَ التَّسبيحُ إلى هذِهِ السَّماءِ، ثمَّ سألَ أَهْلُ السَّماءِ السَّادسةِ أَهْلَ السَّماءِ السَّابعةِ: ماذا قالَ ربُّكم؟ قالَ: فيخبرونَهُم ثمَّ يستخبرُ أَهْلُ كلِّ سماءٍ حتَّى يبلغَ الخبرُ أَهْلَ السَّماءِ الدُّنيا وتختَطفُ الشَّياطينُ السَّمعَ فيرمونَ فيقذفونَهُ إلى أوليائِهِم فما جاءوا بِهِ على وجهِهِ فَهوَ حقٌّ، ولَكِنَّهم يحرِّفونَهُ ويَزيدونَ.
السابق
فيتامين هـ
التالي
خواص سورة الفاتحة

اترك تعليقاً