القرآن الكريم

فوائد سورة المؤمنون

كيفيةُ نزولِ القرآن الكريم

القرآن الكريم هو كلام الله عزوجل الذي نزل على سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلم، في لفظه إعجاز، وفي تلاوته عبادة، نُقل بالتواتر وُجمع في مصحف، ابتُدِئ بسورة الفاتحة وخُتِم بسورة الناس. ولفظُ القرآن هو مصدرٌ اشتُقَ من (قَرَأ)، فيُقال قَرَأ يقرَأُ قراءَةً أو قرآنًا، ومنه قوله تعالى: “إنّ علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه”. نزل الروح الأمين بالقرآن الكريم على قلب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ليكون حلقة وصل بين الله عز وجل وعباده، فيكون نذيرًا وهاديًا ونصيرًا، قال تعالى:“يا أيّها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورًا مبينًا” (النساء: 174). نزل القرآن على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم على فترات متقطعه، لحكم متعدده منها تثبيتُ قلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم فكان ينزلُ حسب الحاجة أو الواقعة، وكان يأتيهِ الوحي على صورة رجل كما ثبت عنه في الصحيح، وكانت تنزل بألفاظِ الله المعجزة، وتلك الألفاظ هي كلام الله تعالى، لا دخل لجبريل عليه السلام ولا محمدٍ صلى الله عليه وسلم في صياغتها.

سبب تسمية السورة

سورة “المؤمنون” هي سورة مكية وعدد آياتها 118، وترتيبُها في المصحف الثالثة والعشرون، كان نزولها بعد سورة الأنبياء وبدأت بأُسلوب توكيد “قد أفلحَ المؤمنون”. وسميت سورة المؤمنون بهذا الاسم تخليدًا للمسلمين الّذين كانت لهم مآثر وفضائل كثيرة يستحقون الإشادة بها، وورثوا من أجلها الفردوس الأعلى في جناتِ النعيم، وقد جرى على الألسنة تسميتُها بسورة (قد أفلح) وأيضًا سورة (الفلاح).

فوائد سورة “المؤمنون”

تدور موضوعات سورة المؤمنون حول تحقيق الوحدانية لله عز وجل، ونقض قواعد الشرك، والإشارة إلى الإيمان وشرائعه، وتتلخص مقاصدها وأهدافها في:

  • إعطاء المؤمنين صفات الفلاح التي حازوا عليها، وبيان أنّ هذا الفلاح خاص بهم؛ لما اتصفوا به من فضائل روحيّة وعمليّة؛ فبها تزكّت نفوسهم واستقامت سلوكياتهم.
  • الحديث عن دلائل الإيمان من خلال التطرق إلى أطوار الحياة الإنسانية في الدنيا منذ النشأة إلى النهاية وذلك كله للإشارة إلى وحدانية الله تعالى، وتفرده بالألوهية وإن الله لم يُنشئ الخليقة سدى ولا لعبًا وإنما هناك بعث بعد الممات.
  • توضيح حقيقه الإيمان بإقرار العبوديه الخالصه لله وحده وهي الحقيقه التي جاء بها الرسل جميعا دون استثناء، “اعبدوا الله ما لكم من إله غيره” (المؤمنون:23).
  • تبيان الغفلة التي أصابت الكثير من الخلق، بما ابتلاهم الله عزوجل من نعم واعتزازهم بما هم فيه من متاع، بينما أظهرت السورة خشية المؤمنين من ربهم وإشفاقهم، وأنّهم يعبدونه ولا يشركون به، فهم بذلك يتصفون بالخوف والحذر، “والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون” (المؤمنون:60).
  • الاعتبار بخلق السماوات وأنها تدل على حكمة الله تعالى؛ فمصنوعاته سبحانه من حيوان ونبات أصلها الماء، وأنه سبحانه وتعالى سخر منافع الأنعام للناس.
  • التفكير بما تعرض له الرسول من إعراض وطعن وتفرق بسبب دعوتهم إلى توحيد الله والعمل الصالح.
  • الدعوة إلى الابتعاد عن كل خبيث حرام، والتوجه إلى أكل الحلال الطيب، والإكثار من الأعمال الصالحة، “كلوا من الطيبات واعملوا صالحًا” (المؤمنون:51).
  • استنكار القرآن الكريم لموقف المشركين من إنكار البعث وزعم أن لله ولدًا سبحانه، ومن رسولهم الأمين الذي جاءهم بالحق دون الحاجة إلى أي أجرٍ منهم، بالرغم من تسليمهم بملكية الله تعالى وربوبيته وسيطرته على كل شيء في السماوات والأرض.
  • أمر الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم، أن يتعوذ من وسوسة، الشيطان وحضورهم، وتجاهل سوء معاملة المشركين ودفعها بالتي هي أحسن.
  • التذكير بمشهدٍ من مشاهد يوم القيامة يوم يلقى المكذبون عقوبة على تكذيبهم وتأنيبهم على ذلك الموقف، وتوجيههم للتوحيد المطلق والتوجه إلى الله تعالى في طلب الرحمة والغفران.
السابق
سبب تسمية سورة لقمان
التالي
خصائص وصفات السور المكية

اترك تعليقاً