القرآن الكريم

فوائد سورة المعارج

سورة المعارج

سُميت سورة المعارج في كتب السنّة مثل صحيح البخاري وجامع الترمذي وغيرهم بسورة سأل سائل، ولكنها سميت في معظم المصاحف التي في الشرق والغرب وفي أغلب كتب التفسير بسورة المعارج، وقد ذكر في بعض الكتب أنها تُسمى بسورة الواقع، وجميع الأسماء مقتبسة من كلمات ذكرت في أول السورة الكريمة، لكن الاسم الأغلب والأشهر لها هو سورة المعارج؛ لأنه أسهل وأخف، وهي سورة مكية بالإجماع، عدا آية {والذين في أموالهم حق معلوم} فهي مدنية، وهي السورة الثامنة والسبعون من حيث النزول، وقد نزلت بعد سورة الحاقة وقبل سورة النبأ، ويبلغ عدد آياتها 44 آيةً، وعدد كلماتها 213 كلمةً، أما حروفها فهي 757 حرفًا.

فوائد سورة المعارج

لآيات سورة المعارج الكثير من المعاني المهمة والتوجيهات التي ينبغي الإنصات لها والتفكر فيها والتدبر، كما أنها دلالة واضحة على البلاغة والبيان وسحر الكلام، وفيما يأتي ذكر العبر المستفادة منها:

  • تعرض الرسول صلى الله عليه وسلم لأشكال كثيرة من الإيذاء والسخرية والتكذيب من المشركين، فصبر صلى الله عليه وسلم على ذلك كله حتى أكمل تبليغ رسالة الله تعالى ودعوته، وهذا يعلمنا الصبر على جميع مشاكل الحياة، فالرسول صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا، كما يعلمنا الصبر أمام أعداء الإسلام.
  • من طبيعة الإنسان أنه يفزع عند مواجهة الآلام، كما جُبل الإنسان على البخل والكبر والفخر عندما يرزقه الله الخير المال أو الصحة أو غير ذلك فينسى شكر ربه ويعرض عنه، لكن يجب على المسلم أن يقاوم هذه الطبيعة باتباع تعاليم ومبادئ الدين الحنيف.
  • ذكرت السورة الكريمة طمع الكافرين بدخول الجنة بالرغم من كفرهم وإيذائهم للرسول صلى الله عليه وسلم، لكن الله تعالى توعّدهم بالعذاب الشديد، لذلك على المؤمن التقرب من الله بالأعمال الصالحة حتى يستحق جنته.

سبب نزول سورة المعارج

نزلت الآية الأولى في السورة [سأل سائل بعذاب واقع] في النضر بن الحارث، إذ قال: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارةً من السماء أو ائتنا بعذاب أليم فحلّ به ما سأل، وقتل يوم بدر صبرًا هو وعقبة بن أبي معيط. وقيل: إن السائل هو الحارث بن النعمان الفهري، فعندما سمع بقول النبي صلى الله عليه وسلم في علي بن أبي طالب رضي الله عنه: [من كنت مولاه فعليّ مولاه] ذهب له وقال: يا محمد، أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسوله فقبلناه منك، وأن نصلي خمسًا فقبلناه منك، ونزكي أموالنا فقبلناه منك، وأن نصوم شهر رمضان فقبلناه منك، وأن نحج فقبلناه منك، ثم لم تكتف بهذا حتى فضلت ابن عمك علينا! أفهذا شيء منك أم من الله؟! فأجابه النبي عليه الصلاة والسلام: والله الذي لا إله إلا هو ما هو إلا من الله، فذهب الحارث وهو يقول: اللهم إن كان ما قاله محمد حقًا فأمطر علينا حجارةً من السماء أو ائتنا بعذاب أليم، فما إن وصل ناقته حتى رماه الله بحجر وقع على رأسه فخرج من دبره فقتله، وقيل أن السائل هو أبو جهل وهو من قال ذلك، وقيل: أن ذلك قول مجموعة من كفار قريش، وفي رواية أن السائل هو نوح عليه السلام عندما سأل الله العذاب على الكافرين، وفي رواية أخرى بأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعنى أنه دعا الله وطلب منه أن يوقع العذاب بالمشركين، وهو واقع بهم بلا شك.

موضوعات سورة المعارج

عالجت سورة المعارج أصول العقيدة الإسلامية، كما تحدثت عن يوم القيامة وأهواله وما في الآخرة من فوز وخسارة، والموضوع الأساسي الذي تدور حوله سورة المعارج هو الحديث عن كفار مكة وكفرهم بالبعث والحساب وسخريتهم من دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، وفيما يأتي ذكر لموضوعات السورة:

  • ابتدأت السورة بالحديث عن طغيان كفار قريش وعنادهم واستهزائهم برسول الله وبالدعوة التي جاء بها، وضُربت قصة النضر بن الحارث مثلًا لذلك عندما دعا أن ينزل الله عذابًا عاجلًا به وبقومه بسبب تكبره وجحوده.
  • ذكرت السورة حال الكفار في يوم القيامة ووصفت شدّة عذابهم وعقابهم، كما وصفت نار جهنم.
  • تحدثت السورة عن طبيعة الإنسان، فهو يجزع عند الشدائد ويعرض عند النعم.
  • تحدثت السورة عن المؤمنين وعن الصفات والأخلاق التي كانوا عليها، كما ذكرت الأجر العظيم والجزاء الذي أعده الله تعالى لهم في الجنة.
  • ذكرت السورة طمع المشركين وحبهم في دخول الجنة.
  • ختمت السورة بقسم الله تعالى بأن البعث والحساب حقّ ليس فيه شكّ، كما أخبر الله تعالى عن قدرته على خلق بشر يعبدونه خير من المشركين.

فضائل القرآن الكريم

للقرآن الكريم وتلاوته فضل عظيم يعود على من تلاه وحفظه وعمل به، وفيما يأتي ذكرها:

  • أن أهل القرآن الكريم هم أهل الله وخاصته.
  • أن جزاء قراءة القرآن أكبر وأعظم من أموال الدنيا كلها.
  • كلّ حرف من القرآن بعشر حسنات والحسنة بعشر أمثالها، فلتلاوة القرآن أجر عظيم.
  • يمنح القرآن الإنسان الطمأنينة وانشراح الصدر ويرفع قدره في الدنيا والآخرة.
  • يرتفع العبد درجةً عند الله مع كلّ آية يحفظها.
  • أن أخيَرَ الأشخاص عند الله هو من يتعلم القرآن الكريم ويعلمه لغيره.
  • أن الله تعالى لا يعذب عبدًا حفظ القرآن وطبّق ما فيه من أحكام وتجنب ما فيه من محظورات.
  • يكون القرآن الكريم شفيعًا لأصحابه الذين حفظوه وعملوا به في الدنيا.
  • أن النبي صلى الله عليه جعل حافظ القرآن من أعلى مراتب العلماء.
  • أن الله تعالى يكرم حافظ القرآن ووالديه يوم القيامة تكريمًا عظيمًا، إذ جعل لهم تاج الوقار.
  • أن القرآن هو كلام الله تعالى، وتعد تلاوته من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه.
  • من قرأ القرآن لا يُكتب من الغافلين.
  • أن البيت الذي يتلى فيه القرآن يكثر فيه الخير والبركة والراحة، كما يحفظ الله تعالى أهله من كل شرّ.
السابق
فوائد سورة غافر
التالي
سبب نزول سورة الممتحنة باختصار

اترك تعليقاً