سورة غافر
سورة غافر من السورة المكية التي نزلت على الرسول في مكة المكرمة، وعدد آياتها خمس وثمانون آية، نزلت بعد سورة الزمر وقبل سورة فصلت، وترتيبها في المصحف الشريف السورة الأربعين، وهي من الحواميم؛ وهي سبع سور من القرآن افتتحت بحروف مقطعة وهي “حم”، وهذه السور السبع هي: غافر، وفصلت، والشورى، والزخرف، والدخان، والجاثية، والأحقاف، وتتميز آيات سورة غافر بالشدة والعنف في السرد، فهي تحكي صراع الحق مع الباطل، والهدى مع الضلال، والأيمان والكفر، وفيها ذِكر قضية الدعوة والتكذيب بها، وقضية العلو في الأرض والتجبر بغير الحق.
التسمية: جاءت تسمية سورة غافر بهذا الاسم لأنها افتتحت آياتها بذكر أن القرآن الكريم نزل من عند الله غافر الذنب وهي من صفات الله تعالى فهو الغفور سبحانه، كما أن لها اسمًا آخر مكتوب في صحيح البخاري وهو اسم سورة المؤمن، أو سورة حم المؤمن نسبة إلى قصة الرجل المؤمن من آل فرعون.
سبب النزول: العديد من سور القرآن الكريم، نزلت على النبي محمد صل الله عليه وسلم من غير سبب لنزولها، فكانت الحكمة من ذلك في علم الغيب لا يعلمها إلا الله سبحانه، مثل سورة غافر فلم يذكر لها سبب نزول، أو لأيٍّ من آياتها.
أبرز مواضيع سور غافر
- بدأت السور بالحروف المتقطعة التي يتكون منها بعض فواتح سور من القرآن الكريم وفي سورة غافر فإن الحروف هي “حم”، وفي ذلك تحديًا للمشركين الذين يشككون في أن القرآن من عند الله سبحانه، وتبيان لعجزهم عن الإتيان بمثله.
- ذكرت السورة بعض صفات الله تعالى في غفران الذنوب، وقبول التوبة.
- بينت أيضًا شدة عقاب الله للمشركين على كفرهم، وسردت كيف كان مصير الأمم السالفة التي كذبت بالله.
- وضّحت بعض آيات من السورة مشهدًا لعرش الرحمن وحملته من الملائكة، وعبادتهم لله ودعائهم للمؤمنين.
- سردت بعض الآيات من سورة غافر مشاهدًا ليوم القيامة، وبينت قدرة الله تعالى وعظمته، وذكرت بعض آياته الكونية.
فوائد سورة غافر
ذكرت السنة الشريفة بعض الفوائد والفضائل لسورة غافر، وأن فيها من جوامع الكلم والدعاء، ومن بعض فوائد وفضائل هذه السورة ما يأتي:
- أن مَن قرأ سورة غافر وبعض آيات من سورٍ أخرى؛ فإنها تحفظه في يومه الذي قرأها فيه.
- تثبيت وطمأنينة لنفس المؤمن لعلمه بأن الملائكة من حول العرش يدعون له بالنعيم والصّلاح، والمغفرة.
- ترسيخ قناعة المؤمن بأن الله وحده هو القادر على كل شيء، ففيها تحدٍ كبير وتبيان صريح لدحض جدال الكفار بآيات الله.
- إنذار المجادلين من المشركين، وإخبارهم بأن حالهم كحال الأمم السّالفة المكذبة.
- التذكير بقدوم الساعة، واللجوء إلى الله سبحانه بالدعاء والاستسلام لأمره سبحانه.
- التذكير بأن الحق أقوى من الباطل، مهما تمادى الباطل في ظلمه وكفره.
- الحثّ على الصبر والثقة بالله وبوعده الحق، وكثرة التسبيح والحمد والاستغفار.
- ترسيخ عقيدة المسلم، ووحدانية لله سبحانه.
- التذكير بنعم الله على خلقه، وواجبهم نحوها بالشكر؛ إذ بالشكر تزيد النعم.
