القرآن الكريم

فوائد قراءة سورة الجن

سورة الجن

نزلت سورة الجن على الرّسول محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة قبل الهجرة، وهي سورة مكيّة، يقعُ ترتيبها بينَ سور القرآن الكريم 72، وجاء نزولها بعد سورة الأعراف، وقد بلغ عدد آياتها ثمانٍ وعشرين آية، وعدد كلماتها 285 كلمةً، وعدد حروفها 759 حرفًا، وسميت بسورة الجن لأنَّ الله عز وجل ذكر فيها الجن وأوصافهم وطوائفهم وأحوالهم وكيفيّة إيمانهم، كما بدأت السّورة الكريمة بقول الله تعالى {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ}، لذا أُطلق عليها اسم سورة (قل أوحي إلي)، وفي المقال التالي بيان فضل قراءة سورة الجن، وسبب نزولها.

فوائدُ قراءة سورة الجن

إنّ لقراءة سورة الجن والمواظبة عليها منافع كثيرة تعود على قارئها، في ما يأتي ذكرها:

  • نيل الأجر والثواب الكبير، إذ تُعدُّ سببًا في دخول الجنّة.
  • من قرأ سورة الجن وهو عند حاكمٍ ظالم، كفاه الله تعالى ظلم هذا الحاكم، وآمنه منه.
  • تحصين المسكن الجديد من الجن.
  • إيقاف أذى السّحرة والمشعوذين عن قارئها بإذن الله تعالى.
  • تسهيل كل صعب في وجه قارئها وفرج الضيق بإذن الله تعالى.

نزول سورة الجن

فيما يتعلّق بسبب نزول سورة الجن فقد قال عبد الله بن عباس: ( ما قرأ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على الجنِّ وما رآهم، انطلق رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في طائفةٍ من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حِيل بين الشياطينِ وبين خبر السّماءِ، وأرسلت عليهم الشهبُ، فرجعت الشياطينُ إلى قومهم. فقالوا: مالكم ؟ قالوا: حيل بيننا وبين خبر السماءِ، وأُرسلت علينا الشهُبُ، قالوا: ما ذاك إلا من شيءٍ حدثَ، فاضربوا مشارق الأرضِ ومغاربَها، فانظروا ما هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء، فانطلقوا يضربون مشارقَ الأرضِ ومغاربها، فمر النفرُ الذين أخذوا نحو تهامةَ (وهو بنخلٍ، عامدين إلى سوقِ عكاظ، وهو يصلي بأصحابه صلاةَ الفجرِ) فلما سمعوا القرآنُ استمعوا له، وقالوا: هذا الذي حال بيننا وبين خبرِ السماءِ، فرجعوا إلى قومهم فقالوا: يا قومَنا! إنا سمعنا قرآنًا عجبًا يهدي إلى الرشدِ فآمنا به، ولن نشرك بربنا أحدًا، فأنزل اللهُ عز وجل على النبي محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا }.

 سبب نزول سورة الجن

عندما ذهب الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة الكرام لسوق عكاظ، وهو في طريقه لاحظ بأن الجن لم يعد يستمعون لأخبار السماء وما يضع الله جل وعلا من أقدار الغيب للمخلوقات، فقد أمر الله تعالى شهبه ونيازكه بأن تتربص للجن على استراقهم للسمع وأن تقذفهم من كل الجوانب، فأتى بعض من الجن حتى يتبينوا ما المستجد، فذكر لهم أحدهم بأن يذهبوا لمغارب الأرض ومشارقها حتى يعرفوا ما الذي استجد، وعند مرور أحدهم عند الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، ورآه وسمعه وهو يصلي صلاة الفحر مع الصحابة الكرام، أسرع لقومه ليخبرهم بأنه قد استمع لآياتٍ عجيبة لم يسمع لها مثيلًا، وقد امتثل الجن لرسالة محمد وتوحيد الله تعالى وآمنوا بالله ورسوله، وقد علموا بأنهم لن يقدروا على إعجاز الله تعالى، وأنهم عرفوا طريق الصواب من الضلال، واستنكروا أن هناك بشرًا يكذبون رسول الله تعالى ويكذبون الدعوة الإلهية.

الفرق بين السور المكية والمدنية

إن القرآن الكريم من كلام الله تعالى، وهو ما نزل على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وقد بدأ بسورته المباركة سورة الفاتحة واختتم بسورته المباركة سورة الناس، ويعد القرآن الكريم من الكتب السماوية المقدسة للمسلمين، وعدد سوره الكريمة 114 سورةً كريمة، فيها سور مكية وفيها سور مدنية، والسور المكية هي السور التي نزلت على الرسول عليه الصلاة والسلام في مكة المكرمة قبل الهجرة النبوية الشريفة، والسور المدنية هي السور التي نزلت على الرسول عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة بعد الهجرة النبوية الشريفة.

وللتفريق بين السور المدنية والمكية توجد أمور عديدة، من أهمها أن الخطاب في السور المكية كان موجهًا لأهل مكة قبل انتشار الإسلام، فكان الخطاب يبدأ بـ (يا أيها الناس)، والخطاب الموجه في السور المدنية كان للمؤمنين بعد الهجرة وانتشار الإسلام، وكان الخطاب يبدأ بـ (يا أيها المؤمنين)، وتتميز السور المكية بأن فيها قصصًا وعبرًا من الأمم السابقة وقصص الرسل الكرام عدا سورة البقرة، أما السور المدنية فهي السور التي تتضمن مواضيع تبين كيفية العبادة والمعاملة مع الآخرين، وحدود الإسلام والميراث والجهاد الحروب وعلاقات المؤمنين بالآخرين وغيرها من الأمور ذات النصح والإرشاد، ويذكر بها أيضًا مخاطبة الله بآياته لأهل الكتاب من يهودٍ ونصارى ودعوتهم للامتثال لأوامر الله تعالى والدخول في الإسلام، وفي السور المكية تحدث الله تعالى عن الكافرين ومعصيتهم لله تعالى، وفي السور المدنية تحدث جل وعلا عن المنافقين في الإسلام وكشفهم للرسول عليه الصلاة والسلام، والسور التي تبدأ بحروفٍ مثل الم، أو الر، أو ن، وهكذا هي سور مكية، والسور التي تتحدث عن قصص سيدنا آدم عليه السلام أيضًا هي سور مكية، والسور المدنية تتميز بأنها سور طويلة جدًا، وفيها أهداف الشريعة الإسلامية.

سورة الجن في المنام

تعدّ رؤية قراءة سورة الجن في المنام من الأمور المبشرة ولها منافع كثيرة وخير عظيم، وفيما يأتي أهم التفسيرات لرؤية سورة الجن في المنام:

  • من رأى في منامه بأنه قد قرأ سورة الجن، أو شخص قرأها عليه، فهو دلالة على الفرج الكبير بعد الضيق، وأن رزقًا كبيرًا في طريقه إليه، وأن الله تعالى سيعصم الرائي من شرور الجن وفتنتهم، والله تعالى أعلم.
  • من سمع بأن أحدًا يقرأ سورة الجن في المنام، فهو دلالة على أن الله تعالى سيرزقه العلم النافع والإلهام والفهم الدقيق والله تعالى أعلم.
  • من رأى بأن أحدًا يقرأ سورة الجن، فهو دلالة على أن الرائي والقارئ سيحميهم الله تعالى من شرور الجن، وسيرزقهم الفهم والعلم، والله تعالى أعلم.
السابق
المؤسسة العامة للتدريب الفني والتدريب المهني.
التالي
فوائد سماع القران الكريم

اترك تعليقاً