القرآن الكريم

الحكمة من نزول القرآن الكريم مفرقًا

نزول القرآن الكريم

نزل القرآن الكريم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بطريقة التواتر، والقرآن هو كلام الله -جل وعلا- تلاوته عبادة وكلماته معجزة بالمعنى واللفظ، وبداية القرآن الكريم تكون بسورة الفاتحة ونهايته تكون بسورة الناس،وقد نزل القرآنُُ من اللوحِ المحفوظِ على رسول الله، واختلفَ العلماءُ في طريقة نزوله فمنهم من قال إن الآيات القرآنية بدأت بالنزول على الرسول في ليلة القدر واستمرت بالنزول بمختلف الأوقات، وقال الفريق الثاني ومنهم الإمام الماوردي أن القرآن قد نزل دفعة واحدة من اللوح المحفوظ، ثم أنزله جبريل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مفرقًا لمدة عشرين سنة، والفريق الثالث ويمثله الإمام الرازي قال بأن الله -عز وجل- أنزل القرآن في ليلة القدر للسماء الدنيا ومن ثم أنزله على رسول الله مُفرقًا ومُلجمًا بجميع أيام السنة، أما الفريق الرابع فقال إن القرآن نزل دفعة واحدة ثم نزل إلى السماء الدنيا وبعد ذلك وصل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- طوال مدة بعثته.

الحكمة من نزول القرآن مفرقًا

نزل القرآن الكريم مفرقًا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعدد من الحكم والمقاصد، ومن أبرزها ما يلي:

  • تثبيتًا لقلب الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • مواساة للرسول صلى الله عليه وسلم من أجل المشقة التي تُصيبه بتبليغ رسالة الإسلام.
  • دحض جميع الحجج التي ذكرت بأن القرآن الكريم كلام باطل، وردًا على شبهات الكفار، وذلك من أجل إحقاق الحق وإبطال الباطل.
  • تسهيل عملية حفظ القرآن الكريم على النبي وعلى الصحابة رضي الله عنهم، وذلك لأنه لم يكن هناك أي كتاب مشابه له، فكلام القرآن الكريم لا يعد من النثر أو الشعر، وهم بحاجة إلى وقت طويل لحفظه.
  • التدرج في إرساء الأحكام للقوم الذين نزل القرآن الكريم عليهم، إذ إنه من الصعب أن يتخلى المرء عن عاداته ومعتقداته بسرعة وسهولة، فقد كان لدى العرب عدد من العادات السيئة مثل وأد البنات، ولعب الميسر، وشرب الخمر، وعدم إعطاء المرأة حقها من الميراث، فجاءت حكمته -عز وجل- بتدريج نزول القرآن الكريم من أجل تهيئة النفوس لتقبل تغيير العادات التي أبطلها الإسلام والتحلي بما جاء فيه.
  • التماشي مع الواقع والمستجدات، إذ نزلت عدة آيات بسبب قصص وحوادث حصلت في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • دلالة على إعجاز القرآن الكريم في التشريع البياني، فمع طول المدة التي نزل بها القرآن الكريم إلا أنه لا يوجد اختلاف في أسلوبه أو في نظمه.

ولم يكن هناك مقدار ثابت لنزول القرآن الكريم على الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما اعتمد نزول الآيات على سبب النزول أو الحدث، فقد كان الوحي ينزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لآية أو جزء منها، أو لخمس آيات مثلما حصل في سورة الضحى، أو أن ينزل الوحي في عشرِ آياتٍ مثلما حصل في سورة المؤمنين في أول عشر آيات منها، أو نزول سورة قرآنية كاملة مثلما حصل في سورة الفاتحة.

الحكمة من نزول القرآن الكريم

لقد أنزل الله تعالى القرآن الكريم لحكمة عظيمة ولغاية سامية وهي إخراج الناس من ظلمات الشرك والكفر إلى نور الإيمان وطريقه، قال تعالى: {الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بإذنِ ربِّهِم إلى صِراطِ العزيزِ الحميدِ}، وبالإضافة إلى ذلك جاء القرآن الكريم لتعليم الناس أحكام دينهم ولتنفيذ أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه، وجاء لتعريف الناس بخالقهم وأسمائه وصفاته، وأنّه سبحانه وتعالى الوحيد المستحق للعبادة والطّاعة، وورد في القرآن الكريم الكثير من قصص الأقوام السابقة ليأخذ الناس منها العظة والعبرة وليتجنبوا الأخطاء والذنوب التي وقع بها الأقوام السابقة، وجاء القرآن الكريم بأخبار الأنبياء والرّسل وتبليغهم لدين الله ورسالته، وثباتهم على الحق على الرغم من مواجهتهم لكل أنواع الاستهزاء والسخرية والظلم والعداوة، كل ذلك في سبيل تبليغ الرّسالة ونشر الإسلام.

أهميّة القرآن الكريم

وللقرآن الكريم أهمية كبرى في حياة المسلمين وتعاملاتهم، ومن أهميته:

  • القرآن الكريم هو مصدر التّشريع الأساسي في الإسلام ومنه يستنبط المسلمون الأحكام والتّشريعات التي تُنظّم حياتهم وتعاملاتهم وأخلاقهم.
  • القرآن الكريم سبب لدخول الجنّة والبعد عن النّار إذا عمل الإنسان بما جاء به من أحكام، ويأتي القرآن شافعًا لأهله يوم القيامة.
  • القرآن الكريم فيه شفاء للأمراض النفسيّة والجسديّة، وقراءته تبعث على الرّاحة والطمأنينة والسّكينة، وفيها حماية للإنسان من الهم والغم وضنك الحياة.
  • القرآن الكريم يعلم المسلم جميع الأخلاقيات الكريمة والسلوكيات الحميدة، ويُبيّن القرآن للمسلم طريقة التّعامل التي يجب أن يسلكها مع كل من هم حوله من أهله وأبنائه وجيرانه، من المسلمين وغير المسلمين.
  • القرآن الكريم نزل لإحقاق الحق ونشر العدل والسلام والخير بين أبناء الأمّة الإسلاميّة.
  • قراءة القرآن هي سبب لتحصيل الأجر الكبير والثواب العظيم، وهو حرز للإنسان من وساوس الشيطان وشركه.
السابق
أسرار آية الكرسي
التالي
سبب تسمية سورة الزمر

اترك تعليقاً