القرآن الكريم

كم عدد السور المكية في القران الكريم

القرآن الكريم

يُعد القرآن الكريم أحد الكتب السماوية المنزلة على الأنبياء والرسل، ويؤمن المسلمون بأن القرآن كلام الله تعالى المقدس، وهو المصدر الأول التشريع في الدين الإسلامي، وهو كلام الله تعالى المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة أمين الوحي سيدنا جبريل عليه السلام، ويسمى الكتاب المحتوي على آيات القرآن أو الذي يُكتب به القرآن مصحفًا، ويرى المسلمون أن دراسة وتداول القرآن وتعلمه والمداومة على حفظه وحفظ آياته أحد أهم العلوم الواجب تعلمها وتعليمها، وهم يواظبون على قراءته ودراسته وتطبيق ما جاء فيه من معانٍ وتدبرها منذ صغرهم وعلى مدار حياتهم، ويجلّ المسلمون القرآن كثيرًا ويحترمونه، فهو المعجزة الخالدة لكل من بُعِثَ الإسلام لهم، وتتعدد الآداب المترتبة على التعامل مع هذا الكتاب من سماعه لقراءته وتلاوته وغيرها من أمور، كما أن هذا الكتاب المقدّس يدعو لمجموعة من المبادئ الهامة التي يرتكز عليها الإسلام وتسير عليها حياة ووحدة المسلمين.

عدد السور المكية في القرآن الكريم

يجمع القرآن الكريم بين دفتيه 114 سورة، وسورة البقرة هي أطول السور فيه، وعدد آياتها 286، أما أقصر السور فيه هي سورة الكوثر، وعدد آياتها 3 آيات، ويبلغ عدد السور المكّية 82 سورة، وهي: (الأنعام، والأعراف، ويونس، وهود، ويوسف، وإبراهيم، والحجر، والنحل، والإسراء، والكهف، ومريم، وطه، والأنبياء، والحج، والمؤمنون، والفرقان، والشعراء، والنمل، والقصص، والعنكبوت، والروم، ولقمان، والسجدة، وسبأ، وفاطر، ويس، والصافات، وص، والزمر، وغافر، وفصلت، والشورى، والزخرف، والدخان، والجاثية، والأحقاف، وق، والذاريات، والطور، والنجم، والقمر، والواقعة، والملك، والقلم، والحاقة، والمعارج، ونوح، والجن، والمزمل، والمدثر، والقيامة، والإنسان، والمرسلات، والنبأ، والنازعات، وعبس، والتكوير، والانفطار، والانشقاق، والبروج، والطارق، والأعلى، والغاشية، والفجر، والبلد، والشمس، والليل، والضحى، والانشراح، والتين، والعلق، والعاديات، والقارعة، والتكاثر، والعصر، والهمزة، والفيل، وقريش، والماعون، والكوثر، والكافرون، والمسد).

أما السور المدنية فيبلغ عددها 20 سورة، وهي: (البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، والتوبة، والنور، والأحزاب، ومحمد، والفتح، والحجرات، والحديد، والمجادلة، والحشر، والممتحنة، والجمعة، والمنافقون، والطلاق، والتحريم، والنصر)، أما السور المُختلف عليها فيبلغ عددها 12 سورة، وهي: (الفاتحة، والرعد، والرحمن، والصف، والتغابن، والمطففين، والقدر، والبينة، والزلزلة، والإخلاص، والفلق، والناس).

مميزات السور المكية والمدنية

تتمتع السور المكية والمدنية بمجموعة من المميزات نستطيع من خلالها التفريق بين هذين القسمين من أقسام السور، وفيما يلي بعض المميزات لكل قسم من هذه الأقسام:

  • مميزات السور المكية: ومنها ما يلي:
  • كل سورة تحتوي على سجدة ضمن آياتها فهي سورة مكية.
  • كل السور المكية تحتوي على (يَا أَيُّهَا النَّاسُ)، ولا تحتوي على (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا)، باستثناء سورة الحج.
  • كل سورة تحتوي على قصص الأمم السابقة وقصص الأنبياء فهي سورة مكية باستثناء سورة البقرة.
  • كل سورة تحتوي على ذكر سيدنا آدم وإبليس فهي سورة مكية باستثناء سورة البقرة.
  • تفضح السور المكية أعمال المشركين من سفك للدماء وأكل أموال اليتامى.
  • دعت السور المكية لعبادة الله تعالى وترك عبادة الأوثان والشرك.
  • ذكرت السور المكية الجنة والنار ومجادلة الكفار والمشركين.
  • ألفاظها قصيرة وجملها موجزة.
  • مميزات السور المدنية: ومنها ما يلي:
  • كل سورة تحتوي على فريضة أو حد فهي سورة مدنية.
  • كل سورة تحتوي على ذكر المنافقين فهي سورة مدنية باستثناء سورة العنكبوت فتُعد مكية.
  • كل سورة تحتوي على حوار ومجادلة لأهل الكتاب من اليهود والنصارى فهي سورة مدنية.
  • يكثر في السور المدينة ذكر الحديث عن العبادات وتفصيل المعاملات، بالإضافة للأمور التفصيلية عن الأحكام.
  • تتميز السور المدنية بطول آياتها وطول مقاطعها.
  • تبدأ آياتها بجمل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) أو (يا أيها المؤمنون).

بعض السور من القرآن الكريم

كما ذكرنا سابقًا أن سور القرآن يبلغ عددها مئة وأربع عشرة، وفيما يأتي ذكر لبعض السور:

  • سورة يوسف: التي تروي قصة سيدنا يوسف عليه السلام كاملة، لذلك يحب الناس الاستماع إليها لما تحمله السورة من معاني الصبر والتحمل، ولما تبينه من قدرة الله سبحانه وتعالى على نصرة المظلومين ولو بعد سنين طويلة، وتوضح أيضًا العلاقة بين الأخوة وما يدخلها من غيرة، بسبب تمييز الآباء فيما بينهم، ويبلغ عدد آياتها مئة وإحدى عشرة آية، وتوجه السورة المسلم إلى ضرورة كتمان ما أنعم الله به عليه من أرزاق عن غيره من الناس، وتوجهه إلى عدم الخضوع إلى الشهوات حتى وإن كانت ستعطيه مكانًا مرموقًا في المجتمع.
  • سورة الفاتحة: وهي السورة التي لا يقبل الله الصلاة إلا بقراءتها، وتحتوي على العديد من أحكام الدين وأساسياته من خلال كلماتها الأربعة والعشرين، وأبزرها: وجوب حمد المؤمن لله سبحانه وتعالى في السراء والضراء، وتؤكد آياتها على أنّ صفة الرحمة ترتبط بالله عز وجل، ويجب على المؤمن دائمًا توجيه الدعاء بالرحمة لله سبحانه وتعالى، ويقرؤها المسلمون أيضًا لحمايتهم من العين وآثار الحسد والسحر عليهم، ويحمي الله المؤمن من الإصابة بالعديد من الأمراض من خلال تكرار قراءتها.
  • المعوذتان: وهما سورتا الناس والفلق، وأطلق عليهما هذا الاسم لأنهما تبدآن بالاستعاذة، وتحملان العديد من الفوائد عند قراءتهما، وتحميان من العين والحسد والسحر، وأمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بقراءتهما في بداية الصباح وعند شروق الشمس ثلاث مرات، لتحمي نفس المسلم من جميع الشرور والمكائد الشيطانية والإنسانية التي تحيط به خلال يومه، كما أنه من المستحب قراءتهما قبل النوم، كما تبعدان الشيطان عن الإنسان وبالتالي تقلل من ذنوبه التي تأتي من أثر المعاصي التي يوسوس الشيطان للإنسان بممارستها.
  • سورة الواقعة: يبلغ عدد آياتها ست وتسعين آية، وهذه السورة توعظ المؤمن وتزيد من إقباله على الصالحات، بسبب ذكرها لأحداث يوم القيامة وأصناف الناس، ونهج الله في محاسبة المؤمن على أعماله وشدة عقاب الله للكافر والعاصي، وضعف الإنسان وعدم مقدرته على مواجهة أمر الله سبحانه وتعالى عند خروج الروح من الجسد، وأوضحت أيضًا مقدرة الله الفائقة على تقدير مكان كل نجم في السماء، ومراحل خلق الإنسان، ومقدرة الله في تنزيل المطر على الأرض من أجل نمو النباتات.
  • سورة الأحقاف: عند قراءتها يساعد الله المؤمن على حل مشكلات حياته، وتحقيق الراحة الكاملة لقلبه من الهموم.
  • سورة الملك: وتدعى بالمنجية، قراءتها تسهل للمؤمن الدخول إلى الجنة، لأنها تأتي يوم البعث لتشفع له من النار، وتصد عذاب القبر عن نفس المؤمن، ومن خلال الأحاديث حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على قراءتها يوميًّا قبل النوم.
  • سورة الكهف: التي تذكر بين آياتها مجموعة من القصص، التي تؤكد على وجوب الصبر في طلب العلم والمعرفة، وقدرة الله سبحانه وتعالى على حماية المؤمن من شرور من حوله من خلال قصة أصحاب الكهف، وواجب المؤمن بذكر الله سبحانه وتعالى والشعور بفضله وعدم التكبر على نعمته، وعدم الشعور بالغرور بسبب الرزق والأنعام، لأن الله قادر على إهلاك هذه النعمة وتضييق الرزق، واتضح ذلك من خلال قصة صاحب الجنتين، كما بينت السورة واجب الحاكم بحماية قومه، وتأمينهم من كل شر، واتضح ذلك من خلال قصة يأجوج ومأجوج.
  • سورة البقرة: تحث المسلم من خلال آياتها على الالتزام بأوامر الله سبحانه وتعالى، وتبين له أثر ذلك يوم القيامة، وتوضح أيضًا مجموعة من قصص الأنبياء مثل قصة عصيان اليهود لسيدنا موسى عليه السلام بذبحها البقرة، ومن الجدير بالذكر أن قراءتها في البيت تطرد الشياطين منه.

خصائص القرآن الكريم

عندما نتحدث عن القرآن الكريم فلابد من استشعار أنه كلام الله تعالى وحده، وهو الكتاب المنزل على سيدنا محمد المتعبد بتلاوته، ويتمتع القرآن بمجموعة من الخصائص، وفيما يلي أهم هذه الخصائص:

  • يُعد القرآن الكريم الكتاب السماوي الوحيد المحفوظ من التحريف والضياع، أو الزيادة أو النقصان؛ وذلك لأن الله تعالى تولّى حفظه بنفسه فقال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.
  • يُعد القرآن خاتم الكتب السماوية والمهيمن عليها، قال تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ}.
  • هو كتابٌ مُعجِز، قال تعالى: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}.
  • كُلُ حرفٍ بحسنة والحسنة بعشر أمثالها، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ” ألم” حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف.
  • مُيسر للحفظ بسهولة، وقراءته سهلة ومُيسرة، قال تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ}.

واجب المسلم تجاه القرآن الكريم

يترتب على أي مسلم مجموعة من الواجبات والنواهي فيما يخص التعامل مع كتاب الإسلام الخالد، وفيما يلي بعض أبرز وأهم هذه الواجبات والنواهي:

  • الإيمان به على مقتضى مذهب أهل السنة والجماعة: ويكون ذلك من خلال الإيمان به كما جاء في مذهب أهل السنة والجماعة بأنه كلام الله تعالى المنزل على سيدنا محمد، بالإضافة إلى الإيمان بأنه ناسخٌ لما جاء قبله من كتب وشرائع سماوية، وأنه لا يُحرّف ولا يُبدَل مهما طال عليه الزمان.
  • تلاوته وتدبّره: يتضّح هذا الواجب من واجبات المسلم تجاه القرآن الكريم عندما أمرنا الله سبحانه وتعالى في مجموعة مواضع بتلاوته عند أداء الصلاة وفي غيرها، قال تعالى: {وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ}.
  • تعلمه وتعليمه : روى عثمان بن عفان رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [خَيْرُكُمْ مَن تَعَلَّمَ القُرْآنَ وعَلَّمَهُ].
  • العمل به والدعوة إليه: ويُعد هذا الواجب أهم الواجبات وصلبها، بالإضافة إلى أنه لا منزلة لقارئ قرأ القرآن ولم يطبق ما جاء فيه، بل ويخالفه، أي إن الفضل والأجر والثواب بالقرّاء العاملين.
  • توقيره وتعظيمه وصيانته عن الامتهان: ويكون هذا الأمر بعدم اتخاذه للزينة أو اللعب.
السابق
فوائد سورة مريم للرزق
التالي
خواص سورة الملك

اترك تعليقاً